دودة اوراق النفل (Trifolium leaf worm)؛ أهم 4 أعراض إصابة بها

Trifolium leaf worm

تعد دودة اوراق النفل من الآفات الضارة بإنتاج ومردود النفل كنبات علفي وطبي هام، فكيف يتعامل المزارع معها وما أهم برنامج وقاية وعلاج ممكن في الحقل؟

تعتبر دودة اوراق النفل (Trifolium leaf worm) من الآفات الزراعية التي تصيب النفل المزروع والبري والشائع الذي له فوائد علفية، و فوائد طبية عالية منها علاج الإدمان المزمن وشفاء الأورام والروماتيزم، حيث تؤدي هذه الآفة إلى أضرار اقتصادية في حال الإصابة الشديدة وإهمال المزارع، وقد ينجم عن الإصابة تعري النباتات من أوراقها وبذلك فقدان مردود النفل من الأوراق الهامة غذائيًا وطبيًا وكذلك الأزهار، فما هي علامات ودلالات الإصابة بدودة اوراق النفل، وكيف يمكن مكافحة دودة اوراق النفل؟


آفة دودة اوراق النفل

إن دودة اوراق النفل هي من الحشرات الاقتصادية (دودة- فراشة) التي تهاجم النفل بأنواعه برية أو مزروعة أو نفل شائع في شرق المتوسط وفي جنوب أوروبا وشمال أفريقيا وشرق آسيا، وبعض النباتات والأعشاب المنتشرة في حقول النفل أو أماكن زراعتها. كما تؤدي هذه الآفة إلى أضرار اقتصادية لمردود مزارعي النفل من الأوراق والأزهار وقد يصل الضرر إلى 70% عند اشتداد الأعراض وبذلك يكون المزارع قد فقد أي مردود اقتصادي من زراعتها، تتواجد هذه الفراشة في كل أنحاء العالم فهي ذات انتشار عالمي فيمكن رؤيتها بغزارة في فرنسا وأوكرانيا وهولندا وبلوندة وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال والعراق والأردن وسورية وفلسطين ومصر وتونس وقبرص والمغرب وآسيا وشمال أفريقيا.


وصف الآفة

إن دودة اوراق النفل ذات لون أخضر مصفر وجسم طولاني رفيع إلى حد ما، كما تتدرج باللون مع التقدم عمرًا، وتوجد كما يتبدل شكل يرقة دودة اوراق النفل مع النضوج بأعمارها المختلفة التي تختلف حسب منطقة زراعة النبات، وتصبح بلون أصفر مخضر داكن في عمرها الأخير وتتواجد على سطح الورقة في شرانق بيضاء واضحة تغطي سطح الورقة.

“اقرأ أيضًا: تدرن أشجار الجانرك


الإصابة بدودة اوراق النفل

تتجلى أعراض الإصابة بدودة اوراق النفل بصورة خاصة من خلال:

  1. إصابة اليرقات والديدان بأعمارها المختلفة أو الطور الضار لأوراق النفل بصورة خاصة وغيرها من النباتات العشبية المزروعة حولها، وقيامها بقرض الأوراق والتغذية عليها.
  2. تلتهم الديدان الأوراق بشراهة وتظهر أعراض الإصابة على هيئة شرانق بيضاء متوزعة على الورقة في النفل وهي عبارة عن شرانق العذارى واليرقات والديدان، وتصل المساحة المأكولة من الورقة إلى 85% عند الإصابة القوية.
  3. قد تفقد النباتات جزء كبير من أوراقها وتصبح أغلب النباتات في الحقل مصابة وذلك عند بلوغ الإصابة 90% على النفل فيفقد المزارع القيمة الحقيقية من زراعة النبات.
  4. تنخفض إنتاجية خطوط زراعة نباتات النفل وغيرها ويضعف محتواها الطبي والغذائي فتقل نسبة التريفولين والإيزوتريفولين وكمية المواد المرة ومادة الغليكوزيدات الصابونية.

مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بدودة اوراق النفل بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع نفل:

  • مراقبة خطوط وأماكن زراعة النفل بصورة دورية على دفعات تستمر طوال فترة إزهار النبات وحين تتواجد الأوراق عليه.
  • مراقبة الأوراق في نباتات النفل بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات من مساحات مأكولة من الورقة أو أجزاء مقروضة ملتهمة من الديدان.
  • تسجيل عدد اليرقات التي يرصدها المزارع بالعين على نبات النفل الواحد، أو تقدير وقياس ذلك لتحديد كمية المبيد، ومدى الإصابة، وأيضًا لتحديد عدد المصائد التي ستستعمل للصيد.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على حقل زراعة النفل المشكوك في أنه مصاب بالدودة.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في حقول النفل كاستخدام مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة من مشتقات الباراثيرويد، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة لدودة الأوراق، فهذا يقضي على البيئة الزراعية، ويضر أكثر من نفعه.

مستوى خطورة الآفة

تنبع خطورة دودة اوراق النفل من عدة عوامل أهمها:

  1. تسبب هذه الحشرة بديدانها الشرهة ضعف نباتات النفل وغيرها، وهذا يؤثر على الإنتاج الزراعي ومردود المزارع من أوراق وأزهار النبات التي تعتبر الجزء الرئيسي للتغذية لما تحتويه من قيمة غذائية وطبية عالية (غليوكيزيدات، تريفولين.. إلخ).
  2. ضعف النباتات العشبية ونباتات الفصائل الأخرى المصابة (الخضرية، والحبية، الصليبية، والباذنجانية، والقرعية، والخيمية، والمركبة) يؤدي إلى انجذاب آفات أخرى إليها منها الفراشات والنطاطات، والتربس والأكاروسات.
  3. أيضًا فإن هذه الآفة شرهة للأوراق جدًا وقد تتغذى اليرقة الواحدة على عشر أوراق على النفل خلال أسبوع واحد أو أقل وينعكس هذا على الأزهار.

“اقرأ أيضًا: دودة اوراق الخيار


العتبة الاقتصادية للحشرة

إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لدودة اوراق النفل مدى وجود داع لاستعمال المبيد في حقول النفل المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد المجتمع الحشري، أي مستوى النفقات المترتب على المنتج والمزارع للحصول على أفضل إنتاج من خلال المكافحة والعلاج؛ أو أن هذه النفقات ستذهب سدى دون نفع من بذلها؟ ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذه الحشرة:

  • الحالة الأولى حين تكون أعداد المجتمع الحشري من يرقات وفراشات ضمن حقول النفل قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 10- 15%.
  • أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الحشري إلى مرحلة مهددة لإنتاجية حقول النفل وصحتها، وتتكاثر أعداد المجتمع الحشري بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 15% وتصل إلى 50-70% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة وهي (مساحات كبيرة مأكولة من ورقة النبات تؤثر على مردود الأوراق وكذلك الأزهار).
  • أما الحالة الثالثة؛ فتعني أن الحشرة وصلت بالفعل للحد الحرج بإصابة فوق 60% وتتطلب تطبيق المكافحة، لأن الورقة مقروضة بصورة شبه كاملة، فينصح باستعمال المبيدات ضمن حقول وخطوط زراعة النفل المصابة.

مع مراعاة الآتي عند التعامل مع دودة اوراق النفل:

  • استعمال حلقة وبرنامج مبيدات خاص يكون بمبيدات فسفورية عالية الجودة ومنصوح بها بشكل حازم ضد الدودة تجنبًا لتكوين سلالات مقاومة في حقل النفل.
  • هناك ميول أخرى أفضل كالمكافحة الحيوية لدودة الأوراق على النفل (مبيدات حيوية)، وهذه المبيدات هدفها إطلاق المفترس في الحقل ضد الدودة، والمكافحة الوقائية من دون مبيدات بالعناية بالعمليات الزراعية.
  • عناية المزارع بحقول النفل وخاصة بالخدمة الزراعية والري والتعشيب والعزيق، والعزيق يطبق لعمق سطحي غايته تفتيت وتنعيم الكدر الترابية، وقتل الآفات الساكنة واقتلاع جذور الأعشاب.

متى نلجأ للمكافحة المتكاملة للآفة؟

لا يتم اللجوء للمكافحة المتكاملة مع دودة اوراق النفل إلا عند الوصول للحد الحرج، حيث يعود ذلك للأسباب التالية:

  • تكرار استعمال المبيدات ضمن حقول النفل يزيد مقاومة الآفة للمبيد، وظهور سلالات مقاومة وهذا يمنع الفائدة من استخدام المبيد، خاصة مع اختلاط الزراعات مع بعضها.
  • لا يجب اللجوء لاستعال المبيدات المتكرر لهذه الآفة في حقول النفل لأنه سيعطي تأثير عكسي ويضر بالبيئة والنبات، ويقتل الكائنات النافعة مثل حشرات أبو العيد، وأسد المن ويقضي على نحل العسل، ونحل التلقيح الطنان المستعمل لتلقيح المحاصيل الزهرية.
  • كما لا يجب اللجوء للمبيدات إلا في حال التداخل مع الآفات الأخرى ضمن حقول النفل المصابة، كالأكاروسات والحفارات ودودة الأزهار والبراعم التي تصيب النفل.
  • كذلك فإن استخدام المزارع للمبيدات بصورة عشوائية (استعمال مبيدات غير جهازية، غير متخصصة) يعد خطيرًا على زراعة النفل أكثر من وجود الآفات نفسها، خاصة عند عدم مراعاة حلقة المبيدات المخصصة والمواعيد ونوعية المبيد.

عوامل تشجع الإصابة بالآفة

دودة اوراق النفل
أسباب الإصابة بهذه الآفة

 

إن هناك عوامل تشجع الإصابة بدودة اوراق النفل، و أهم العوامل خمسة:

  1. عدم إجراء عملية تنقيب للتربة أو عزيق أو تفتيت وتنعيم للتربة قبل و بعد زراعة النفل، حيث يجب أن يتم العزيق لعمق 12 سم.
  2. لجوء المزارع لوسائل خاطئة في المكافحة كالاستعمال الجائر للمبيدات ومن دون حلقة خاصة، وجهل بنوع المبيد المتخصص مع الدودة، وكذلك نوع النبات (نفل أو غيره)، يشجع الآفات ويضعف النبات.
  3. عدم تعقيم المزارع للتربة التي يزرع فيها النفل، حيث يمكن أن تتواجد عذارى الفراشة ضمن التربة في أنوية طينية مختبئة مأمونة وشرانق خاصة.
  4. أيضًا فإن التسميد غير المتوازن يضعف مقاومة النفل للآفات المختلفة، وخاصة قلة تسميد الآزوت N أو زيادته عن حده، وكذلك عدم التسميد بالبوتاسيوم K الهام لمناعة النبات.
  5. وجود الظروف البيئية المناسبة للحشرة من انخفاض في الرطوبة وارتفاع في الحرارة في خطوط زراعة النفل وخاصة مع إهمال الري.
  6. كما أن وجود الأعشاب المحيطة بحقول النفل يسمح للعذارى بالاختباء فيها وانتشار الآفات الأخرى وتكاثر بيض الآفة.

“اقرأ أيضًا: حلم المشمش


دورة حياة الحشرة

تقضي دودة اوراق النفل طور العذراء في الشتاء بهيئة عذراء غير ناضجة في حفر تصنعها بنفسها أو أماكن مخبوءة على أجزاء نباتات النفل من أوراق وحوامل أزهار. بعد ذلك، تخرج الفراشات الكاملة من أماكنها مع بدايات نيسان/ أبريل وتتغذى على رحيق الأزهار والندوة العسلية والرحيق في نبات النفل وما حوله من نباتات تنتمي إلى فصائل أخرى لفترة قصيرة ثم تتزاوج. يتم التزاوج وتضع أنثى الفراشة البيض بحوالي 50 بيضة بصورة إفرادية على السطح السفلي لأوراق النفل. تتغذى اليرقات الفاقسة على أوراق النفل لمدة 3-4 أسابيع تمر خلالها بعدة أعمار حتى اكتمال النمو، فتتحول إلى عذارى على النباتات، ثم تتحول العذارى من جديد إلى فراشات خلال فترة لا تقل عن أسبوعين أو أكثر حسب درجة الحرارة ومستويات الرطوبة. للحشرة عدة أجيال في العام ويختلف هذا حسب المناخ في حقول النفل الشائع والبري والمزروع وأماكن الزراعة، وتعتبر درجات الحرارة والرطوبة عوامل محددة لمعدل فقس البيض وتطور اليرقات وأعمارها المختلفة.


مكافحة دودة اوراق النفل

من أجل مكافحة دودة اوراق النفل تتبع جملة من الإجراءات الوقائية قبل العلاجية.

مكافحة وقائية من الدودة

تتم المكافحة وقائيًا من خلال عناية المزارع بحقول النفل المزروعة وغيرها من نباتات ومحاصيل مزروعة إلى جانبها وزراعة النفل على مسافات مناسبة وهي 30 سم بين الخطوط و 25 سم بين النباتات. يزيل المزارع كل الأعشاب القريبة من ترب زراعة نباتات النفل منها القرعية والباذنجانية والمركبة وغيرها بصفة نهائية مع عزيق لعمق 12-15 سم ليضمن عدم انتقال اليرقات والعذارى من التربة أو تقليل أعدادها. بالإضافة لذلك، فيجب على المزارع استعمال مصائد خاصة (طعم سكري+ مادة سامة مثل المبيد كربريل Carbaryl) لصيد هذه الفراشة وتوزع بين خطوط زراعة النفل بمعدل مصيدة واحدة لكل خط طوله 6 أمتار. يراعى فصل زراعة النفل عن باقي أنواع الزراعات الخيمية والباذنجانية والملفوفية.

مكافحة علاجية للحشرة

عند وجود إصابة حقيقية ينصح أن يجري المزارع المكافحة باستعمال أحد مبيدات الحشرات الفوسفورية ضمن حقول النفل. ترش النباتات بالمبيد كرباريل Carbaryl، أو بالمبيد أزنفوس ميثيل Azinphos mythel، ويتم ذلك في الربيع في نيسان بالرش على أوراق النفل المقروضة. أما في الصيف فيستعمل المبيد كارباريل Carbaryl بالرش على أوراق النفل وغيرها للقضاء على الفراشات واليرقات معًا، وتتم المكافحة في نيسان/ أبريل ويكرر الرش مرتين بعد كل أسبوع مع مراعاة عدم قطف الأوراق إلا بعد أسبوعين من موعد الرش الأخير.

دورة استعمال المبيدات ضد الدودة

في الموسم الأول للنفل المصاب يستعمل المزارع المبيد أزينفوس مثيل Azinphos methyl. أما في الموسم الثاني يغير المزارع المبيد ويستعمل مبيد آخر كالمبيد فوسفاميدون phosphamedon، ثم مع حلول الموسم الثالث يستعمل المزارع مبيد جديد وهو كرباريل (Carbaryl)، بعد ذلك يرجع المزارع إلى المبيد الأول أزنفوس مثيل في الموسم الرابع للنفل، وهكذا دواليك. أيضًا يتم تغيير حلقة المبيدات السابقة بعد 9 أعوام من تطبيقها ضمن حقول النفل لمنع تكوين سلالات مقاومة للمبيدات، كما يجب أن يراعي المزارع عدم استعمال أي مبيدات ضارة كمشتقات الباراثيرويد.


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

دودة اوراق النفل
أفضل إدارة لحقل النفل المصاب بالدودة

 

إن الإدارة المتكاملة للحقل المصاب بدودة اوراق النفل تتم كالتالي:

  • فصل زراعة النفل عن الفصيلة الباذنجانية، وعن زراعة باقي الخضار وخاصة الملفوف والخيار والبندورة والكوسا والبتنجان.
  • مراقبة المزارع لحقول النفل بصورة دورية في الربيع وخصوصًا مع بدايات نيسان/ أبريل وأيار/ مايو بمراقبة الأوراق تكرر طوال فترة إزهار النبات وبقاء الأوراق عليه.
  • كذلك يسعى المزارع للتخلص من الأعشاب المحيطة بالحقل، لأنها تضمن لعذارى الفراشة بالتجهيز والاختباء لمهاجمة أوراق النفل.
  • أيضًا يعتمد المزارع على التسميد المتوازن بالآزوت N والفوسفور P والبوتاس K للنفل، لإعطاء دفعة مناعية لنبات النفل ضد الآفات.
  • كما يحرص المزارع قدر الإماكن على العناية العامة بنباتات النفل من ري وعزيق وغيرهما من خدمات زراعية، حيث يتم العزيق لعمق 12-15 سم ويكرر حتى ثلاث مرات.

بذلك؛ يكون المزارع والمنتج قد تعرف على دودة اوراق النفل كآفة خطيرة على النفل في أماكن زراعته، وتضر بإنتاجه ومردوده الزراعي الطبي والغذائي الهام. لا بد أن يكون المزارع حريصًا على محصول النفل الذي يزرعه من أي آفات زراعية قد تسبب ضررًا للإنتاج وخسارة مردود المحصول، ومنها هذه الدودة الشرهة للأوراق والتي قد تتفاقم خطورتها وتضر بمردود المزارع وإنتاجه الغالي من الأوراق والأزهار الهامة طبيًا وغذائيًا ولها أهمية كبيرة للإنسان.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.