البياض الدقيقي على البطيخ (Watermelon Leveillula taurica)؛ أهم 8 عوامل تشجع الإصابة به

يعتبر البياض الدقيقي على البطيخ (Watermelon Leveillula taurica) من أهم الأمراض التي تصيب المحاصيل المزروعة من البطيخ الأصفر، ويؤدي هذا المرض إلى ضعف النباتات وتدني الإنتاجية، كما أنه يشجع آفات أخرى لكي تصيب الحقول والمزارع، فما هي دلالات ومظاهر الإصابة بالبياض الدقيقي على البطيخ، وكيف يمكن مكافحة البياض الدقيقي على البطيخ؟

---

فطر البياض الدقيقي على البطيخ

في الحقيقة، إن البياض الدقيقي على البطيخ هو فطر يحمل اسم Leviellula tauricae ويصيب أنواع البطيخ الأصفر من القرعيات. يعد هذا الفطر من أهم الفطور التي تسبب أمراض النبات، وأمراض الزراعة الحقلية للبطيخ الأصفر، بالإضافة لذلك، فإن هذا الفطر هو مرض خطير جدًا ويجب التعامل معه بالمبيدات والمكافحة حال حدوث الإصابة به على البطيخ فقد يتضرر المحصول بنسبة 90% في بعض الحالات. ينتشر هذا الفطر في كل البيئات الزراعية حول العالم تقريبًا حيث يزرع البطيخ في ألمانيا وهولندا وفنلندا وأوكرانيا والتشيك والنمسا و أمريكا وكندا والبرازيل والمكسيك وآسيا الشرقية والغربية، وله مدى عوائلي واسع من العوائل النباتية. يؤثر هذا الفطر في زراعة البطيخ ويصل الضرر إلى 80% عند تفاقم الإصابة.

---

الإصابة بالبياض الدقيقي على البطيخ

من مظاهر الإصابة بالبياض الدقيقي على البطيخ البقع الصفراء البنية التي تشاهد على السطح العلوي للأوراق، ويقابلها على السطح السفلي نقط بيضاء مسحوقية على شكل بودرة حبيبية. الطريقة التي تمكن المزارع من أن يعرف بأنه بياض دقيقي هي أن يلاحظ البقع البيضاء المسحوقية أو البودرة؛ حيث تتجمع حول السطح السفلي للورقة. كما تتشوه الورقة عندما يصيب الفطر الأوعية في الحواف ويصبح شكلها شبيهًا بالملعقة المعقوفة، وبالإضافة لذلك، تظهر على الأزهار والثمار الصغيرة للبطيخ نموات فطرية مغطاة بمسحوق أبيض وتجف بعد ذلك. أيضًا فإن الفطر يصيب الثمار الصغيرة للبطيخ وتظهر الإصابة على شكل بقع تتحول إلى ما يشبه القشور الجلدية البيضاء والبنية والطفح المسحوقي يكسو الثمار (التي لم تنضج بعد).

“اقرأ أيضًا: عثة ثمار التين“

---

مراقبة المزارع للحقل المصاب بالمرض

يجب أن يراقب المزارع الحقل المصاب بالبياض الدقيقي على البطيخ بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع بطيخ:

• مراقبة حقول وأماكن زراعة البطيخ بصورة دورية على مدار العام، لأن الفطر ممكن أن تظهر في أي وقت، لكن تكثيف المراقبة في الأوقات الرطبة والحارة الجافة في السنة.
• مراقبة الأوراق والأفرع والثمار على نباتات البطيخ بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من مناطق صفراء على الأوراق ونموات مسحوقية بيضاء.
• أخذ المزارع لاستشارة فنية زراعية من مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات والمكافحة، وإطلاعه على بستان زراعة البطيخ والمكان المشكوك في إصابته بالفطر وأخذ أي إرشادات على محمل الجد.
• تجنب القيام بأي إجراءات غير مدروسة في حقل البطيخ كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة كالمبيد DDT أو المبيد لامبدا سايهالوثرين، والمبيدات البارثينوئيدية، والفحوم المكلورة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة للفطر، وغيرها.

---

خطورة البياض الدقيقي على البطيخ

تنبع خطورة البياض الدقيقي على البطيخ، من أنه يضعف النبات في أماكن الإصابة ويشجع ظهور آفات جديدة. من أهم الآفات التي قد تنجذب هي آفات الحفر، والنطاطات، وصانعات الأنفاق ودودة ثمار البطيخ والقرعيات وديدان الجوز والأوراق. كما يمكن أن تتداخل الآفات الزراعية في ما بينها بقوة، مما يضطر المزارع لتطبيق نظام المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية في حقول البطيخ لوقايتها من الفطر ومن بقية الآفات.

“اقرأ أيضًا: وزواز الزيتون“

---

متى نلجأ للمكافحة المتكاملة للفطر؟

يتم اللجوء للمكافحة المتكاملة مع البياض الدقيقي على البطيخ، بمجرد تداخل الآفات في ما بينها. في حال وجود فطريات الذبول Fuzarium، وبكتريا التقرح Xanthomonas، وغيرها من أمراض نباتية، يتم اللجوء عندها للمكافحة المتكاملة في حقل البطيخ المصاب بالمرض. كما يتم اللجوء للمكافحة المتكاملة عند وجود آفات حشرية غزيرة، وآفات أخرى غير حشرية كالقوارض والحالوش على البطيخ والمن. ونعني بالمكافحة المتكاملة استخدام المبيدات بالإضافة إلى إجراءات وعمليات وقائية وزراعية وعنائية لمنع حدوث الضرر قبل وقوعه في خطوط زراعة البطيخ الأصفر.

---

عوامل تشجع الإصابة بالمرض

 

إن هناك عوامل تشجع الإصابة بالبياض الدقيقي على البطيخ، و من أهم العوامل:

1. ارتفاع الكثافة النباتية في وحدة المساحة بين خطوط زراعة البطيخ، وعدم الزراعة على مسافات مناسبة.
2. مكونات الفطر الساكن في حراشف البراعم وشقوق الأوراق المتساقطة من نبات البطيخ على سطح التربة.
3. انتقال الأبواغ من الأشجار المصابة في البساتين المجاورة كالتفاح والحمضيات إلى خطوط زراعة البطيخ.
4. كما أن الظروف الجوية من رطوبة وحرارة مرتفعة في حقل البطيخ تؤدي للإصابة بالفطر فهذا الفطر يعشق الرطوبة.
5. أيضًا فإن حساسية الأصناف المزروعة تلعب دورًا في الإصابة (أصناف البطيخ).
6. توفر جو دافئ وجاف في حقل البطيخ يعتبر السبب الرئيسي في الإصابة بهذا الفطر على النبات.
7. كما أن وجود الرياح، وعدم توافر مصدات رياح حول حقول البطيخ، يشجع الإصابة لأنه ينقل الأبواغ الكونيدية للفطر.
8. وجود آفات أخرى حول الحقل يؤدي للإصابة (كآفات الذباب والحافرات ودودة ثمار البطيخ وغيرها).

---

مكافحة البياض الدقيقي على البطيخ

تتم مكافحة البياض الدقيقي على البطيخ من خلال جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية من المرض

تتم المكافحة الوقائية من خلال زراعة البطيخ على مسافات مناسبة وهي 100 سم بين النبات والآخر و 120 سم بين السطور، ورش أوراق البطيخ في نهاية الموسم قبل التساقط إما بالمبيدات النحاسية، أو باليوريا. كما يراعي المزارع التخلص من الأجزاء المصابة بالفطر من النبات وإبعادها نهائيًا عن الحقل (أوراق وثمار البطيخ). يراعي المزارع أيضًا القيام بعمليات تقليم وقائية للبطيخ من أجل التأكد من عدم إصابته بأمراض أخرى وآفات حشرية وغيرها. كما يتخلص المزارع من الأعشاب المحيطة بالحقل، ويحاول خفض الرطوبة الجوية في الحقل بتقليل الري أو تنظيمه وعدم زيادته عن الحد الملائم، وتجنب الكثافة النباتية العالية عند زراعة البطيخ.

مكافحة علاجية للمرض

تتم المكافحة العلاجية بمجرد تحديد المزارع لإصابة فعلية ضارة بالفطر على البطيخ. تتم المكافحة باستعمال المبيدات النحاسية، أو المبيدات الفطرية الجهازية المتخصصة، حيث يفضل عند التعامل مع هذا الفطر على البطيخ استعمال المبيدات التابعة لمشتقات التيرازول، ومشتقات الستروبيلن، ومشتقات الكربمات. يمكن للمزارع أن يستعمل المبيد مانكوزيب Mancozeb، كما يمكن له أن يستعمل المبيد كربانديزيم الجهازي التأثير برش أوراق وثمار البطيخ. بالإضافة لذلك، يمكن للمزارع أن يكافح الفطر باستعمال الكبريت المكروني مع مبيدات الريميدين ورشها على ثمار وأوراق البطيخ المتضررة. يحرص المزارع على تكرار الرش بعد أسبوعين من الرشة الأولى، كما يتم جمع الأجزاء المصابة وحرقها تمامًا (أوراق وثمار البطيخ).

حلقة استعمال المبيدات ضد المرض

لتجنب تكوين الفطر لسلالات مقاومة ضمن حقول وأماكن زراعة البطيخ المصابة، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد مانكوزيب (Mancozeb) بالرش على فروع وأوراق وثمار البطيخ المصابة بالفطر وخاصة المتآكلة. أما في الموسم التالي لإصابة البطيخ فيستعمل المبيد كربانديزيم بالرش على النباتات المصابة بالفطور والنموات المسحوقية مستهدفًا الأوراق والأغصان القديم منها والحديث الفتي. بينما في الموسم الثالث فالمبيد دايمثوات Dimethoate مصحوبا بالمبيد مانكوزيب Mancozeb بالرش على نبات البطيخ على الأغصان الغضة والمعمرة والفروع والأوراق، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص و(التركيب يختلف بعض الشيء) وأن تكون مأمونة- منصوحة لكي لا تضر بنحل التلقيح (الطنان) المفيد، ولا بالأعداء، ولا بالمفترسات الطبيعية.

“اقرأ أيضًا: تربس التوت“

---

إجراءات الإدارة المتكاملة للمرض

 

يتم اللجوء للإدارة المتكاملة لفطر البياض الدقيقي على البطيخ (سواء الأصفر أو الأحمر) مع وجود آفات حشرية غزيرة في الحقل. والمقصود بالإدارة المتكاملة هي أجراءات المكافحة المذكورة سابقًا، بالإضافة للعمليات الزراعية، والعناية بالحالة العامة للنبات وعمليات الخدمة من عزيق وتعشيب وري وتسميد للبطيخ. كما يتم الاعتناء بالبيئة والظروف المناخية والرطوبة والحرارة وغيرها من ظروف وري خطوط زراعة البطيخ بصورة منتظمة دون زيادة. يقلم المزارع النبات بصورة جيدة سنويًا، كما يحرث التربة في حقول البطيخ حراثة عميقة لحدود 40 سم قبل الزراعة. كما يراعي المزارع عدم زيادة عدد مرات الحراثة ويكتفى بثلاثة مرات في الموسم الواحد للبطيخ، وبالإضافة لذلك، يعتني المزارع بالحالة العامة للنبات من ري وتسميد وتعشيب وعزيق.

---

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على مرض البياض الدقيقي على البطيخ الذي يصيب الزراعات الحقلية، ويؤدي لخسائر كبيرة في الإنتاج. كما نكون قد حددنا العوامل المشجعة على المرض، وسبل المكافحة المتكاملة وطرق الوقاية والعلاج في حقول البطيخ، حيث لا بد أن المزارع يجب أن يكون حريصًا على ما يزرع، وأن يسعى إلى منع المسبب قبل حدوثه ووقاية المحصول من المرض.