النمر على السفرجل (Stephantis pyri on quince)؛ 6 نقاط يتم من خلالها مكافحته

 

تعتبر حشرة النمر على السفرجل (Stephantis pyri on quince) حشرة خطيرة وتعد من أهم الآفات الزراعية الاقتصادية التي تصيب الأشجار المثمرة. سنتحدث عن هذه الحشرة، وعن حياتها، وعن طرق المكافحة الممكنة لتجنب أكبر مدى من الخسائر الممكن حدوثها في حال تُركت هذه الآفة القوية والشرسة من دون مكافحة في بستان السفرجل، فما هي أعراض الإصابة بالنمر على السفرجل، وكيف يمكن مكافحة النمر على السفرجل؟

---

حشرة النمر على السفرجل

في الحقيقة، تعد حشرة النمر على السفرجل، واحدة من أهم الآفات الزراعية، وتسبب هذه الحشرة أضرار هائلة للشجرة المصابة، من ضمن هذه الأضرار انخفاض شديد في الإنتاج وموت الأنسجة المصابة وشحوب شجرة السفرجل وضعفها بشكل عام. تمتاز هذه الحشرة بشراهتها الكبيرة وقدرتها العالية في حال تكاثر بعدد كبير، على إحداث الأضرار الاقتصادية.

يتواجد النمر في كل المناطق التي تزرع بالتفاح واللوز والخوخ والتوت والعنب وأشجار الزينة والورد. حيث تنتشر حشرة النمر على السفرجل في أمريكا وأستراليا وأوروبا وأفريقيا، وتتواجد في مناطق كثيرة في حوض المتوسط، كما يناسبها المناخ المعتدل الربيعي.

---

وصف الحشرة

في الواقع، إن النمر على السفرجل يتملك شكلاً مميزًا للغاية، إلى درجة أنه يمكن تمييزه بسهولة عن أي حشرة أخرى. لكن، من جهة أخرى، تصعب رؤيته من بعيد، ولأنه حشرة صغيرة بحجم أصغر من النمل، ويساوي حجم المن، فإنه لا يمكن رؤيته إلا عند الاقتراب بالعين المجردة من الورقة المصابة؛ عندها يمكن ملاحظة وجوده في مستعمرة أشبه بالمن، ولا يوجد النمر بشكل حشرة مفردة أبدًا.

النمر على السفرجل هو حشرة صغيرة مفلطحة بألوان مخططة، حيث تكون الحشرة باللون الأسود والأبيض، أي أنها تشبه النمر، ولذلك سميت الحشرة بـ (النمر) والاسم العالمي هو (نمر الإجاص)، و يأخذ شكل قرن الاستشعار ما يشبه شكل الصولجان.

“اقرأ أيضًا: كابنودس الكولا“

---

دورة حياة النمر على السفرجل

تقضي آفة النمر على السفرجل فصل الشتاء، بطبيعة الحال، بطور الحشرة غير تامة النضج أو بطور الحورية، وتكون هذه الحشرة في التربة، أو في أو شقوق الشجرة نفسها، أو تحت أوراق السفرجل المتساقطة على التربة. تقضي الحشرة الشتاء كاملاً وهي لم تكتمل في نموها بعد، وكذلك فإن طور التشتية نفسه يختلف من منطقة سفرجل لأخرى ومناخ لآخر.

ربيع الآفة

تتميز آفة النمر على السفرجل بالنشاط الربيعي، لأنها تفضل ارتفاع الحرارة والمناخ المعتدل. مع الربيع، وفي نيسان/ أبريل، تتغذى الحشرة قليلاً، ثم تتزاوج بعد ذلك، ثم يتم وضع البيض بحوالي 70- 100 بيضة.

وضع بيض الحشرة

تضع أنثى النمر على السفرجل حوالي 100 بيضة، ويتم ذلك بعد التزاوج، وقد يكون في شهر أيار/ مايو أو حزيران/ يونيو في حال تأخر وضع البيض نتيجة لظروف مناخية، أو رطوبية، أو حرارية، أو بيئية محددة. يغرس البيض في الطبقة البرانشيمية من سطح ورقة السفرجل السفلى.

بعد ذلك، يفقس البيض بعد حوالي الشهر أو أقل حسب درجات الحرارة والظروف الرطوبية، ثم تخرج الحوريات التي تمر بخمسة أعمار، تصل الحوريات بعد ذلك إلى عمر الحشرة الكاملة.

أجيال النمر على السفرجل

يختلف عدد أجيال النمر على السفرجل، بالطبع، بحسب المنطقة والظروف البيئية وخاصة الرطوبة والحرارة. في مناطق المتوسط، عادة، يكون لالنمر على السفرجل جيلان في السنة، حيث يبدأ الجيل اﻷول في منتصف تموز/ يوليو، وأما الجيل الثاني ففي منتصف أيلول/ سبتمبر.

“اقرأ أيضًا: المن على الكوسا“

---

الإصابة بالنمر على السفرجل

تمييز الإصابة بالآفة

يمكن ملاحظة الإصابة بالنمر على السفرجل من خلال وجود الحوريات والحشرات الكاملة على شكل تجمع على السطح العلوي للورقة، بينما السطح السفلي تكون عليه الإصابة على شكل انساخلات سوداء وحروق ونقاط ميتة من نسيج الورقة. الإصابة بالنمر على السفرجل مميزة للغاية، ولا يصعب على المزارع الخبير تمييزها، لكن يكون تمييزها صعبًا على المزارع المبتدئ.

تركز الإصابة بالنمر على السفرجل

يصيب النمر على السفرجل أوراق الشجرة فقط، وتتركز الإصابة على السطح السفلي للورقة؛ حيث تظهر انسلاخات جلدية وإفرازات الحشرة السوداء القاتمة. من جهة أخرى، فإن الحشرة تتغذى على الورقة بامتصاص عصارة نسيج النبات فينجم عن ذلك اصفرار الأوراق وتساقطها، وضعف عام لشجرة السفرجل.

تأثير الآفة على قوة الشجرة

مع تفاقم الإصابة بالنمر على السفرجل، يضعف النبات حتى يموت، يؤثر النمر على السفرجل على قوة أشجار السفرجل، وفي حال كانت الشجرة صغيرة أو شتلة، فهي غير منيعة بالكامل.

---

خطورة النمر على السفرجل

الآفة تسبب ضعف الإنتاجية

انطلاقًا مما تقدم، تنبع خطورة حشرة النمر على السفرجل من أنها تضعف إنتاجية الأشجار في البساتين، وخاصة إنتاجية التفاح والإجاص المزروع إلى جانب السفرجل. يمكن مشاهدة الإصابة على الورقة عن بعد في حال تفاقم الضرر، ويصل الضرر أحيانًا إلى أكثر من 60٪ للأشجار الكبيرة، بينما يصل إلى حوالي 80٪ لأشجار السفرجل الصغيرة. شوهد النمر على السفرجل في أوربا يقضي على نسب عالية من الأشجار.

الحشرة تسبب ضعف الأشجار

كذلك، فإن الإصابة نفسها تسبب ضعف أشجار السفرجل مما يشجع ظهور آفات جديدة مثل آفة حفار السفرجل، وحشرة كابنودس السفرجل، وآفات أخرى كثيرة؛ ومع تداخل الآفات الشديد قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية.

الآفة تسبب موت الشتول

في الحقيقة، إن الشتول هي الأكثر تعرضًا للخطر من غيرها في حال أصيبت بالنمر على السفرجل. تأتي خطورة حشرة النمر على السفرجل على البادرة أو الشتلة من أن الشتلة ما زالت في طور النمو وهي ضعيفة حكمًا وصغيرة الحجم، بالتالي فهي غير قادرة على أن تكون منيعة ضد الإصابة والضرر. غالبًا ما يقضي النمر على السفرجل على الشتلة بالكامل.

“اقرأ أيضًا: ذبابة مينو على الكولا“

---

مكافحة النمر على السفرجل

 

لا بد من مكافحة النمر على السفرجل لتجنب الخسائر الفادحة والضرر الاقتصادية، يكافح النمر على السفرجل من خلال النقاط التالية:

• نراعي قدر الإمكان أن يتم إيصال الرش بالمبيدات إلى السطح السفلي لأوراق السفرجل، لأنها مكان الإصابة الرئيسي.
• تتم الكافحة باستخدام المبيدات الفوسفورية العضوية برش شجرة السفرجل، حيث يمكن استخدام المبيد ديميتون ميثيل Dimeton- methyl، وكذلك باراثيون ميثيل Parathion- methyl، وأيضًا جوزاثيون أو أزينفوس ميثيل Azinphos- methyl.
• يمكن أيضًا استخدام المبيد كارباريل Carbaryl، خاصة في حال تداخل الإصابة مع عثة السفرجل، إذ ينفع المبيد المذكور مع العثة والنمر في آن معًا.
• كما يمكن أن يتم استخدام المبيد فوسفاميدون أو دايمكرون Phosphamidon، أو المبيد فينيثروثيون Fenitrothion، حيث تعطي كل هذه المبيدات نتائج فعالة برش شجرة السفرجل المتضررة من النمر.
• بالإضافة لذلك، يمكن استخدام المبيد كونفيدور أو إميداكلوبريد Imedicloprid برش أوراق السفرجل خاصة السطح السفلي.
• نراعي قدر الإمكان عدم قطف ثمار السفرجل إلا بعد الرش بالمبيد بأسبوعين.

---

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على النمر على السفرجل وأدركنا مدى خطورته على أشجارنا المثمرة ومنها السفرجل. أيضًا نكون قد أحطنا الحشرة بالمعرفة الكافية التي لا بد منها لأي مزارع حريص على أشجاره وإنتاجيته، كما أننا نكون قد عرفنا سبل مكافحة النمر على السفرجل الممكنة للحفاظ على البستان والشتول من هذه الآفة الخطيرة.