النمر على التوت (Stephantis pyri on berry)؛ 3 أضرار له

Stephantis pyri on berry

يعد النمر على التوت من الحشرات الماصة الضارة بإنتاج وزراعة التوت وصحة الشجرة، فكيف يتعامل معه المزارع وما أهم طرق العلاج والمكافحة والوقاية الممكن اتباعها؟

 

تعتبر حشرة النمر على التوت (Stephantis pyri on berry) حشرة ضارة بمردود ثمار شجرة التوت وتعد من أهم الآفات الزراعية الاقتصادية التي تصيب الأشجار المثمرة ومنها التوت. سنتحدث بشكل مفصل عن هذه الحشرة، وعن حياتها، وعن طرق المكافحة الممكن تطبيقها لتجنب أكبر مدى من الخسائر الممكن وقوعها في حال ترك المزارع هذه الآفة القوية والشرسة من دون مكافحة في بستان التوت، فما هي أعراض الإصابة بالنمر على التوت، وكيف يمكن مكافحة النمر على التوت؟


معلومات هامة عن النمر على التوت

تعد حشرة النمر على التوت، واحدة من أهم الحشرات الضارة بإنتاج ثمار التوت البري (المعروف باسم الديس) والعليق والأسود والأبيض، وتسبب هذه الحشرة أضرار لا يستهان بها للشجرة المصابة، من ضمن هذه الأضرار انخفاض شديد في الإنتاج يصل إلى 80- 95% عند إصابة الشتول (شتول التوت البري والأبيض خاصة) وفي الحقيقة إن التوت البري هو الأشد مقاومة لهذه الحشرة وقد تمر سنوات ولا يصاب بها.

يلاحظ موت الأنسجة المصابة لشجرة التوت المصابة بالنمر وشحوب الشجرة وضعفها بشكل عام. تمتاز هذه الحشرة بالشراسة، والشراهة الكبيرة، وقدرتها العالية على أن تتكاثر بعدد كبير، وهذا يعني إحداث الأضرار الاقتصادية لمردود المزارعين في بستان التوت.

يتواجد النمر على التوت في كل المناطق التي تزرع بالتفاحيات واللوزيات. حيث تنتشر حشرة النمر على التوت في أمريكا وآسيا وأستراليا وأوروبا وأفريقيا، وتتواجد في مناطق كثيرة في حوض المتوسط مثل سورية وقبرص، وأوربا مثل أوكرانيا وإسبانيا والبرتغال.

“اقرأ أيضًا: دبور المشمش الغشائي


وصف شكل حشرة النمر

إن النمر على التوت يتملك شكل يشبه حيوان النمر، حيث يمكن تمييز الحشرة بسهولة عن أي حشرة أخرى. كما تصعب رؤيته من بعيد، وهو حشرة صغيرة بحجم أصغر من النمل، ويساوي حجم المن، فلا يمكن للفلاح رؤيته إلا عند الاقتراب بالعين المجردة من ورقة التوت المصابة؛ عندها يمكن ملاحظة وجوده على هيئة مستعمرة أشبه بحشرات المن على السطح السفلي للورقة المتضررة.

“اقرأ أيضًا: دودة ورق الزعرور


دورة حياة هذا النمر

طور تشتية النمر على التوت

تقضي حشرة النمر على التوت فصل الشتاء بما يعادل أربع شهور، بطور الحشرة غير تامة النضج أو بطور الحورية، وتكون هذه الحشرة في التربة، أو في شقوق الشجرة نفسها وزوايا الأغصان الصغيرة الفتية، أو تحت أوراق التوت المتساقطة على التربة. تقضي الحشرة الشتاء وهي لم تزل صغيرة، وكذلك فإن طور التشتية نفسه يختلف من منطقة توت لأخرى.

ربيع الآفة

تعتبر آفة النمر على التوت من الحشرات المتميزة بالنشاط الربيعي، لأنها تفضل ارتفاع الحرارة والمناخ المعتدل المتوسطي. في نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو، تتغذى الحشرة قليلاً، ثم تتزاوج بعد ذلك، ثم يتم وضع البيض بحوالي 70- 100 بيضة تحت أوراق التوت أو بين الأغصان الصغيرة.

وضع بيض النمر

تبدأ أنثى النمر بوضع بيضها على التوت بحوالي 100 بيضة، ويتم ذلك بعد التزاوج، وقد يكون في شهر أيار/ مايو أو نيسان/ أبريل. تغرس الأنثى البيض في الطبقة البرانشيمية من سطح ورقة التوت السفلى بشكل محكم. بعد ذلك، يفقس البيض بعد حوالي الشهر (أقل أو أكثر حسب درجات الحرارة والظروف الرطوبية)، ثم تخرج الحوريات فتتطور كل حورية إلى حشرة نمر كاملة خلال فترة قصيرة 1- 1.5 شهر.

طبيعة أجيال النمر على التوت

في الواقع، يختلف عدد أجيال النمر على التوت، بحسب المنطقة والظروف البيئية نخص منها الرطوبة والحرارة بالدرجة الأولى ويعتبر المناخ المناسب هو مناخ البحر المتوسط. في أوروبا يكون للنمر جيل أو جيلين، أما في البحر المتوسط فجيلان أو ثلاثة أجيال.

“اقرأ أيضًا: سوسة الجنارك


الإصابة بالنمر على التوت

النمر على التوت

تحديد الإصابة بالآفة

يمكن ملاحظة الإصابة بالنمر على التوت بمجرد أن يكتشف المزارع وجود الحوريات والحشرات الكاملة على شكل تجمع أو مستعمرة على السطح العلوي للورقة، و السطح السفلي تكون عليه الإصابة على شكل انسلاخلات سوداء ونقط محروقة جلدية ميتة من نسيج الورقة نفسه. الإصابة بالنمر على التوت مميزة، ولا يصعب على المزارع والفلاح والمهندس الخبير تمييزها، لكن يكون تمييزها صعبًا على المزارع المبتدئ أو المنتج الزراعي غير المعتاد على هذه الإصابات.

مكان الإصابة بالنمر على التوت

يصيب النمر على التوت أوراق الشجرة فقط، إذ تتركز الإصابة على السطح السفلي للورقة رغم أنها تضر بمجمل الشجرة؛ حيث تظهر انسلاخات جلدية وإفرازات الحشرة السوداء القاتمة على السطح السفلي فتضعف كل الشجرة نتيجة لذلك. من جهة أخرى، فإن الحشرة تتغذى على الورقة بامتصاص عصارة نسيج النبات فينجم عن ذلك اصفرار الأوراق وتساقطها، وضعف عام لشجرة التوت وشحوبها وانخفاض الإنتاج ومردود المزارع من ثمار التوت الشهية الطازجة.

تأثير النمر على مناعة النبات

يؤثر النمر علىى مناعة الشجرة ويضغف امتصاصها للعناصر الغذائية، ومع تفاقم الإصابة بالنمر على التوت، يضعف النبات حتى يموت، كما يؤثر النمر على التوت على قوة أشجار التوت، وفي حال كانت الشجرة صغيرة أو شتلة أو شتلة غير معتنى بها في المشتل الأم، فهي ضعيفة ولا ينصح بشرائها.

“اقرأ أيضًا: المن على الخلة


خطورة النمر على التوت

الآفة تسبب ضعف مردود ثمار التوت

تضعف حشرة النمر إنتاجية الأشجار في البساتين، وخاصة إنتاجية التوت من الثمار الطازجة الشهية التي من المفروض أن تكون غنية بالسكريات والمغذيات، لكن يفاجأ من يتذوقها بأنها ليست كذلك. يمكن مشاهدة الإصابة على الورقة عن بعد في حال تفاقم الضرر، ويصل الضرر أحيانًا إلى أكثر من 60٪ للأشجار الكبيرة، بينما يصل إلى حوالي 90- 95% لأشجار التوت الصغيرة. شوهد النمر على التوت في جنوب أوروبا وشمال أفريقيا وشرق المتوسط يقضي على نسب عالية من الأشجار.

الحشرة تسبب جذب آفات أخرى

لا ننسى، بأن الإصابة نفسها تسبب ضعف أشجار التوت مما يشجع ظهور آفات جديدة مثل آفة حفار ساق التوت، وحشرة كابنودس التوت، وآفات أخرى كثيرة (حلم التوت، بق التوت، دودة ثمار العنب والتوت)؛ ومع تداخل الآفات الشديد قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية.

الآفة تسبب موت الشتول الضعيفة

علاوة على ما تقدم، فإن الشتول هي الأكثر تعرضًا للخطر من غيرها في حال أصيبت بالنمر على التوت لأنها ضعيفة المناعة. تأتي خطورة حشرة النمر على التوت على البادرة أو الشتلة من أن الشتلة ما زالت في طور صغير فهي تعتبر غرسة رضيعة، بالتالي فهي غير قادرة على أن تكون منيعة ضد الإصابة والضرر إلا إذا كان المشتل موثوقًا ويعتني بغراسه.

ننصح المزارع بقوة أن ينتبه لشراء غراس توت من مشتل يتعامل معه باستمرار أو مشتل معروف بأمانته ومصداقيته.

“اقرأ أيضًا: تربس البطاطا


مكافحة النمر على التوت

النمر على التوت

 

من أجل مكافحة النمر على التوت لتجنب الخسائر الفادحة والضرر الاقتصادية، تتبع جملة من الإجراءات:

  • يراعي المزارع والمنتج الزراعي قدر الإمكان أن يتم إيصال الرش بالمبيدات إلى السطح السفلي لأوراق التوت، لأنها مكان وجود الحوريات والانسلاخات الجلدية.
  • تتم المكافحة باستخدام المبيدات الفوسفورية العضوية، وعدم استعمال المبيدات الباراثيروئيدية، ويتم استعمال المبيد المنصوح برش ورق شجرة التوت، حيث يمكن استخدام المبيد ديميتون ميثيل Dimeton- methyl، وكذلك باراثيون ميثيل Parathion- methyl، وأيضًا جوزاثيون أو أزينفوس ميثيل Azinphos- methyl.
  • يمكن أيضًا استخدام المبيد كرباريل Carbaryl، خاصة في حال تداخل الإصابة مع عثة التوت أو دودة ثمار التوت والعنب، إذ ينفع المبيد المذكور مع العثة والنمر في آن معًا وقد يقضي على آفات أخرى أيضًا.
  • كما يمكن أن يتم استخدام المبيد فوسفاميدون Phosphamidon، أو المبيد أسيتا مبريد acetamiprid، حيث تعطي كل هذه المبيدات نتائج فعالة برش ورق شجرة التوت المتضررة من النمر.

بذلك؛ يكون المزارع والمنتج الزراعي قد تعرف على النمر على التوت وأدرك مدى خطورته على أشجاره المثمرة ومنها التوت. أيضًا نكون قد أحطنا الحشرة بالمعرفة والعلم الكافيين حيث لا بد منهما لأي مزارع حريص على أشجاره وإنتاجيته، كما أننا نكون قد عرفنا سبل مكافحة النمر على التوت الممكنة للحفاظ على البستان والشتول من هذه الآفة الخطيرة التي قد تقضي على الإنتاج.

 

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.