النمر على اللوز (Stephantis pyri on Almonds)؛ 3 أسباب لخطورته

 

تعتبر حشرة النمر على اللوز (Stephantis pyri on Almonds) حشرة اقتصادية ضارة وتعد من أهم الآفات الزراعية الماصة التي تصيب الأشجار المثمرة ومنها اللوز. سنتحدث بشكل جيد عن هذه الحشرة، وعن دورة حياتها، وعن طرق المكافحة الممكنة لتجنب أكبر كمية من الخسائر الممكن حدوثها في حال تُركت هذه الآفة القوية والشرسة من دون مكافحة في بستان اللوز، فما هي أعراض الإصابة بالنمر على اللوز، وكيف يمكن مكافحة النمر على اللوز؟

---

معلومات عن النمر على اللوز

تعد حشرة النمر على اللوز، واحدة من أهم الآفات الزراعية الاقتصادية (التي تؤثر في الإنتاج)، وتسبب هذه الحشرة أضرار لا يستهان بها للشجرة المصابة، من ضمن هذه الأضرار انخفاض شديد في الإنتاج يصل إلى 100% عند إصابة الشتول (الغراس الصغيرة من اللوز). أيضًا ينجم عن الضرر موت الأنسجة المصابة وشحوب شجرة اللوز وضعفها بشكل عام الذي يسبب لها خفض المردود والإنتاج والمناعة.

تمتاز هذه الحشرة بشراستها الكبيرة، لذلك سميت بالنمر، كما أن قدرتها العالية في حال تكاثر بعدد كبير على إحداث الأضرار الاقتصادية في بستان اللوز توجب مكافحتها. يتواجد النمر على اللوز في كل المناطق التي تزرع باللوز والخوخ والتوت والعنب والسفرجل والكرز والدراق وأشجار الزينة والأسيجة.

حيث تنتشر هذه الحشرة في آسيا وأستراليا وأوروبا وأفريقيا، وتتواجد في مناطق كثيرة في حوض شرق المتوسط، كما يناسبها المناخ المعتدل الربيعي، وهي حشرة عالمية وواسعة الانتشار ذات مدى عوائلي واسع قد يصل إلى 300 عائل نباتي.

“اقرأ أيضًا: كابنودس المحلب“

---

وصف شكل الحشرة

إن النمر على اللوز حشرة صغيرة بحجم أصغر من النمل، ويساوي حجم المن، فلا يمكن للمزارع رؤيته إلا عند الاقتراب بالعين المجردة من ورقة اللوز المصابة؛ عندها يمكن للفلاح ملاحظة وجوده في مستعمرة سوداء أشبه بالمن على السطح السفلي للورقة.

إنه عادة حشرة صغيرة مفلطحة بألوان مخططة، حيث يكون جسم الحشرة باللون الأسود المرقط بالأبيض، أي أنه يشبه حيوان النمر، ولذلك سميت الحشرة بـالنمر، وهي ذات شكل جميل للغاية.

“اقرأ أيضًا: بق أزهار الفول“

---

دورة حياة النمر على اللوز

مرحلة تشتية الآفة

تمضي آفة النمر على اللوز فصل الشتاء، بمرحلة الحشرة غير تامة النضج أو بطور الحورية الغير كاملة، وتكون هذه الحشرة في التراب مختبئة، أو في أو شقوق الشجرة نفسها، أو تحت أوراق اللوز المتساقطة على التربة. تقضي الحشرة الشتاء تمامًا وهي لم تكتمل في نموها بعد، وكذلك فإن طور التشتية نفسه يختلف من منطقة لوز لأخرى وحسب الظروف البيئية.

مرحلة ربيع الآفة

تتميز الحشرة بالنشاط الربيعي في بستان اللوزيات، لأنها تفضل ارتفاع الحرارة والمناخ المعتدل/ خاصة مع وجود حرارة 23 مئوية. مع الربيع، وفي نيسان/ أبريل، تتغذى الحشرة لبعض الوقت على ما يناسبها من البيئة من غذاء، ثم تتزاوج بعد ذلك، ثم يتم وضع البيض بحوالي 100 بيضة تحت أوراق اللوز واللوزيات الأخرى كالسفرجل والدراق والخوخ والمشمش.

وضع البيض عند الحشرة

تضع أنثى النمر الواحدة حوالي 100 بيضة حول أوراق اللوز، ويتم ذلك بعد تزاوج الذكور مع الإناث، وقد يكون في شهر أيار/ مايو أو حزيران/ يونيو في حال تأخر وضع البيض نتيجة لظروف مناخية، أو حرارية، أو بيئية أو ظروف أخرى. يعلق البيض في الطبقة البرانشيمية من سطح ورقة اللوز السفلى.

بعد ذلك، يفقس البيض بعد حوالي الشهر أو أقل حسب درجات الحرارة والرطوبة، ثم تخرج الحوريات التي تمر بعدة أعمار، فتصل الحوريات بعد ذلك إلى عمر الحشرة الكاملة أو النمر تام النضج وتبدأ في مص عصارة أوراق اللوز بالتدريج.

عدد أجيال النمر على اللوز

يختلف عدد أجيال هذا النمر، وسلوك الأجيال، في بستان اللوز، بحسب المنطقة إن كانت متوسطية أم أمريكية أم غير ذلك، والظروف البيئية وخاصة الرطوبة والحرارة.

في مناطق المتوسط، عادة، يكون للنمر جيلان في السنة، حيث يبدأ الجيل اﻷول في منتصف تموز/ يوليو، وأما الجيل الثاني ففي منتصف أيلول/ سبتمبر، وتمتاز الأجيال بالقوة والشراهة كلما كانت بساتين اللوزيات غنية بالأشجار.

“اقرأ أيضًا: حشرة الفستق الحلبي القشرية“

---

الإصابة بالنمر على اللوز

تمييز المزارع للإصابة بالحشرة

يمكن للمزارع ملاحظة الإصابة بالنمر على اللوز من خلال مراقبة الحوريات والحشرات الكاملة التي تظهر على شكل تجمع على السطح العلوي للورقة، بينما السطح السفلي فتكون عليه الإصابة على شكل انساخلات سوداء ميتة من نسيج الورقة ناتجة عن شراهة الحوريات وقوتها. الضرر مميز للغاية، ولا يصعب على المزارع الخبير أو الذي تعود على رؤيته تمييزه، لكن يكون تمييز الضرر صعبًا على الفلاح المبتدئ الذي ما زال لم يختبر مثل هذا النوع من الحشرات.

تركز الضرر بالنمر على اللوز

تتركز إصابة هذا النمر على أوراق الشجرة فحسب، فلا يصيب الأجزاء الأخرى للشجرة، وتقتصر الإصابة على السطح السفلي لورقة اللوز؛ حيث تظهر انسلاخات جلدية وإفرازات الحشرة السوداء القاتمة، ورغم هذا فالشجرة كلها تتأثر. من جهة ثانية، فإن الحشرة تتغذى على الورقة بامتصاص عصارة نسيج النبات فينجم عن ذلك اصفرار الأوراق وشحوبها وتساقطها، وضعف كبير لشجرة اللوز المصابة ينجم عنه ضعف الإنتاج الثمري.

تأثير الحشرة على قوة الشجرة

مع زيادة قوة الإصابة ودرجتها بالنمر على اللوز، يضعف النبات مع الوقت وبالتدريج، يؤثر النمر على قوة أشجار اللوز ونظيرتها اللوزيات الأخرى من دراق وخوخ ولوز وكرز وغيرها، وفي حال كانت الشجرة صغيرة أو شتلة، فهي ستكون الأكثر تضررًا لأنها قليلة المناعة.

“اقرأ أيضًا: تربس الخبيزة“

---

مستوى خطورة النمر على اللوز

الآفة تسبب ضعف الإنتاج الثمري

لا نخفي على المزارع، بأن خطورة حشرة النمر على اللوز تنبع من أنها تضعف إنتاجية الأشجار من الثمار الكلية في البساتين، وخاصة إنتاجية اللوز والتوت والإجاص المزروع إلى جانب السفرجل واللوز والدراق حيث يتضرر إنتاج الثمار بنسبة تصل إلى 80%.

يمكن مشاهدة الإصابة على الورقة عن بعد في حال تفاقم الضرر، ويصل الضرر أحيانًا إلى أكثر من 60٪ للأشجار الكبيرة، بينما يصل إلى حوالي 90 لأشجار اللوز الصغيرة وقد تموت الأشجار الصغيرة بالكامل.

الآفة تسبب ضعف الأشجار

علاوة على ذلك، فإن الإصابة نفسها تسبب ضعف أشجار اللوز مما يشجع ظهور حشرات جديدة مثل آفة حفار ساق اللوزيات، وحشرة كابنودس اللوز، وآفات أخرى منها الفطور والبكتريا؛ ومع تداخل الآفات الشديد قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية.

الحشرة تسبب موت الشتول الصغيرة

إن الشتول، أو الغراس الصغيرة الجديدة للوز المشتراة من مشتل غير موثوق، هي الأكثر تعرضًا للخطر من غيرها في حال أصيبت بالنمر لأنها تكون غير معتنى بها في المشتل.

تأتي خطورة حشرة النمر على اللوز على البادرة أو الشتلة من أن النبات الصغير هش و ما زال في طور النمو وهو ضعيف حكمًا وصغير الحجم، بالتالي فالشجرة غير قادرة على أن تكون منيعة ضد الإصابة وتكون عرضة بالدرجة الأولى للإصابة.

غالبًا ما يقضي النمر على شتلة اللوز بالكامل إذا لم يتبع العلاج أو لم تشترى شتول سليمة من مشتل يعتني حقًا بغراسه المعدة للبيع للمزارعين.

“اقرأ أيضًا: سونة القمح“

---

مكافحة النمر على اللوز

 

تجب مكافحة النمر على اللوز بمجرد الإصابة لتجنب الخسائر الفادحة والضرر الاقتصادي، حيث يكافح من خلال النقاط التالية:

• يهتم المزارع قدر المستطاع أن يتم إيصال الرش بالمبيدات إلى السطح السفلي لأوراق اللوز، لأنها مكان الإصابة الرئيسي وبيت الداء.
• تتم المكافحة باستخدام المبيدات الفوسفورية العضوية الجهازية التي اتفق بالفعل على نجاحها مع هذا النمر، برش شجرة اللوز، حيث يمكن استخدام المبيد ديميتون ميثيل Dimeton- methyl، وكذلك باراثيون ميثيل Parathion- methyl، وأيضًا المبيد دميتون Dimeton.
• يمكن كذلك استخدام المبيد كارباريل Carbaryl، وهذا ينفع في حال تداخل الإصابة مع عثة اللوز أو دودة ثمار اللوز، إذ ينفع المبيد المذكور مع العثة والنمر في نفس الوقت.
• كما يمكن أن يتم استعمال المبيد فوسفاميدون أو دايمكرون Phosphamidon للعلاج، أو المبيد فينيثروثيون Fenitrothion، حيث تعطي كل هذه المبيدات نتائج فعالة برش شجرة اللوز المتضررة من النمر لمرتين أو ثلاث مرات.
• كذلك، يمكن استخدام المبيد كونفيدور أو إميداكلوبريد Imedicloprid برش أوراق اللوز خاصة السطح السفلي والتركيز على الأماكن المنسلخة السوداء من الورقة.

---

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على النمر على اللوز، ويكون المزارع قد أدرك مدى خطورة الآفة على أشجاره المثمرة ومنها اللوز. أيضًا نكون قد أحطنا الحشرة بالعلم الكافي الذي لا بد منه لأي مزارع حريص على أشجاره وإنتاجيته، كما أننا نكون قد عرفنا سبل مكافحة وعلاج النمر على اللوز للحفاظ على البستان والشتول والأشجار من هذه الآفة الخطيرة.