تربس الوزال (Spartium junceum thrips)؛ أهم 5 أعراض إصابة به

Spartium junceum thrips

يعد تربس الوزال من الحشرات الضارة بمردود وصحة وإنتاج نبات الوزال، فكيف يتعامل معه المزارع وما أفضل برنامج علاج ووقاية ممكن اتباعه معه في الحقل؟

يعتبر تربس الوزال (Spartium junceum thrips) من الآفات الزراعية التي تصيب نبات الوزال وتضعف الإنتاج، حيث يزرع هذا النبات للحصول على فوائده الطبية (مادته الطبية الفعالة وهي القلويدات) لتقوية القلب وتسهيل الولادة عند الأنثى وفوائد أخرى. حيث يسبب هذا التربس خسائر في مردود مزارعي الوزال إلى حد قد يكون كبيرًا مع إهمال المزارع للمكافحة والوقاية السليمة، فما هي علامات ومظاهر الإصابة بتربس الوزال، وكيف يمكن مكافحة تربس الوزال عند حدوث الضرر؟


معلومات عن تربس الوزال

تعد حشرة تربس الوزال من الحشرات الاقتصادية التي تصيب نبات الوزال الذي يعد نبات تزييني عطري (لتعطير المعابد والمساجد والأضرحة والكنائس) وطبي لأنه يحوي مادة فعالة طبية وهي القلويدات المتجانسة التي تعزز قوة القلب وعضلاته، ويهاجم التربس هذا النبات في مناطق زراعة الوزال في منطقة حوض المتوسط حيث يتواجد بكثرة في تركيا وأفغانستان وقبرص وسوريا والعراق وكذلك في جنوب شرق أوربا مثل أوكرانيا. كما تهاجم هذه الحشرة النباتات الأخرى التي توجد في حقل الوزال كعشبة الأقحوان وعشبة الخلة وغيرها. تنتشر هذه الآفة في مناطق زراعة الوزال بغزارة، وتمتاز حشرات التربس بنشاط عالي في امتصاص عصارة النبات ويشبه نشاطها تقريبًا نشاط حشرات المن لذلك فهي حشرات خطيرة وتعامل بمبيدات متخصصة تكون جهازية وفوسفورية.


وصف التربس

إن حشرة تربس الوزال هي حشرة صغيرة متطاولة وتبدو رفيعة وهي تماثل الإبر في الشكل، وفي ما يلي وصفها الكامل:

الحشرة الكاملة للتربس

إن الحشرة الكاملة من تربس الوزال ضارة وهي لا يزيد طولها عن 3 مم، فاللون العام برتقالي أو أرجواني مخطط بالبني، وسطح الجسم مقسم طولاني. الأجنحة في هذا التربس والأرجل وقرني الاستشعار بلون بني مسود وتتواجد الحوريات بكثرة خاصة على الأماكن الغضة من النبات فهي تحب النمو الرهيف أو الأخضر الغض الضعيف.

حوريات تربس الوزال

تمر حوريات تربس الوزال بعدة أعمار حوالي 3-4، وهي أيضًا ضارة كالحشرة الكاملة، وتكون الحوريات أو الأطوار غير الكاملة من التربس بلون ليموني فاتح أو باهت في بداية عمرها، ثم يتدرج إلى اللون البرتقالي الداكن في العمر الأخير للحورية.

“اقرأ أيضًا: صوفة اوراق التفاح


الإصابة بتربس الوزال

تربس الوزال
أعراض الإصابة بالتربس

 

تتجلى مظاهر وأعراض الإصابة بتربس الوزال، من خلال:

  1. مهاجمة التربس لنبات الوزال خاصة عند زراعته بكثافة عالية، ثم امتصاص الحشرات للعصارة النباتية الخلوية في الطبقة البرانشيمية بأنسجة أوراق وأغصان وأزهار الوزال.
  2. تصفر الأوراق ونموات الخلة الغضة الفتية والحديثة عمرًا وتصيبها قروح بيضاء رمادية و طبقة من القشور السوداء على الأغصان والمساحات الميتة على الأوراق.
  3. يغطى سطح أوراق الوزال والأزهار المصابة بنقاط سوادء مبيضة من مفرزات الحشرة وانسلاخاتها، فيعيق ذلك تنفس الأوراق ويجذب فطر العفن الأسود Pencillium.
  4. تتدهور القيمة التجارية لمحصول الوزال الكلي الناتج وقد لا يباع في السوق لأن محتواه من المادة الطبية الفعالة (القلويدات) يقل وتقل قيمته كنبات لتعطير الأماكن المقدسة لقلة محتواه من الزيت العطري.
  5. من أعراض الإصابة تشوه ورقة الوزال المصابة ثم تتجعد وتلتف حوافها فتسقط أو تبقى في حالة مشوهة على النبات.

خطورة تربس الوزال

تنبع خطورة تربس الوزال، من أن هذه الآفة تضعف نباتات الوزال في أماكن الإصابة، وهذا ينعكس على المحصول وهو الأزهار والأوراق والأغصان المستعملة في استخراج المادة الطبية الفعالة في تقوية القلب وتسهيل الولادة وغيرها من فوائد طبية، كما تنجذب حشرات أخرى إلى الحقول المصابة كأكاروس الحلم الدودي والحلم ودودة أوراق الوزال وغيرها. يمكن أيضًا أن تنجذب آفات أخرى غير حشرية، كالفطريات، والفيروسات، و مع تداخل الآفات، وتفاقم الخطورة ضمن حقول الوزال المصابة، قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية لوقاية محصول الوزال وتجنب الخسارة الاقتصادية، وبالتالي تجنب التكاليف الزائدة في حال تضرر مردود المحصول وانخفاض الإنتاج.

“اقرأ أيضًا: المن على الخيار


دورة حياة الحشرة

تتميز حشرة تربس الوزال بتكاثر لا جنسي بصورة أساسية، نظرًا لندرة الذكور.

تكاثر التربس

تضع أنثى التربس البيض بحوالي 50 بيضة ضمن أنسجة وأوراق وأزهار وحوامل أزهار الوزال تحت بشرة الأوراق المصابة. يمكن أن يوضع أيضًا في زوايا النبات المتشابكة والمتزاحمة القريبة من سطح التربة وحول السيقان في حال كثافة الزراعة السيئة للوزال في وحدة المساحة. يفقس البيض بعد حوالي 3-4 أسابيع أو أقل حسب درجات الحرارة والرطوبة المتوفرة في حقول الوزال، ثم تخرج الحوريات من البيض وتبدأ بامتصاص عصارة النبات وإضعاف الأوراق والحالة العامة للنبات وبعد أسبوع تظهر الأعراض بشكل واضح على أوراق وأزهار الوزال.

تطور الآفة

بعد ذلك، تبدأ الحوريات في امتصاص العصارة النباتية الخلوية وخاصة ما بين الأنسجة البرانشيمية لأوراق الوزال، ثم تتابع تطورها بعدة أعمار فتعطي التربسات الكاملة ومنها إناث جديدة تتكاثر وتعطي الأجيال اللاحقة التي تزداد عند زراعة الوزال بكثافة عالية. تعيش الحشرات الكاملة فترة قد تصل إلى شهرين في حال توافر الظروف الملائمة، أيضًا فإن عذراى هذا التربس تموت إذا انخفضت الرطوبة عن 50% في حقول الوزال المصابة، وكذلك فهي تحتاج لحرارة معتدلة مناسبة 23 مئوية ولكن تموت مع ارتفاع درجات الحرارة والجفاف.

أجيال تربس الوزال

يختلف عدد أجيال تربس الوزال، حسب درجات الحرارة، والظروف البيئية السائدة، وخاصة الرطوبة وعناية المزارع بالعمليات الزراعية.


مراقبة المزارع للحقل المصاب بالآفة

يجب أن يراقب المزارع الحقل المصاب بتربس الوزال بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع:

  • مراقبة حقول وأماكن زراعة الوزال بصورة دورية على دفعات، الأولى في نيسان/ أبريل، والثانية في أيار/ مايو، وتكرر المراقبة كل ثلاثة أشهر فهذا هو موعد خروج الأجيال.
  • مراقبة الأوراق والأزهار على نباتات الوزال بصورة ممنهجة منتظمة يومية، وتسجيل أي إصابات واضحة من مساحات بيضاء وقشور أو أي أعراض إصابة بالتربس.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات ومختص فني، وإطلاعه على حقل زراعة الوزال المشكوك في أنه مصاب بالتربس وأخذ أي إرشادات على محمل الجد.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في حقل الوزال كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة كالمبيد ديسيس Decis, والمبيدات المعتمدة على الفحم المكرر، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة للتربس.

عوامل تشجع الإصابة بالآفة

هناك عوامل تشجع الإصابة بتربس الوزال، وأهم العوامل خمسة:

  1. أهم عامل وسبب هو الكثافة العالية في وحدة المساحة عند زراعة الوزال على مسافات متقاربة غير مناسبة.
  2. زراعة عشوائية غير منتظمة للأرض وزراعة الوزال في أرض غير مدروسة من ناحية تقسيم وتوزيع النباتات (محاصيل، أشجار، أعشاب).
  3. زيادة التسميد الآزوتي للوزال التي تشجع نمو غض للأوراق والأغصان؛ وهذا محبب جدًا للتربس.
  4. كما أن ارتفاع الرطوبة في حقول الوزال يشجع هذا التربس كثيرًا لكي يصيب النبات.
  5. إهمال العناية بالحالة العامة لنباتات الوزال الصغيرة وتربتها من تسميد، وري، وتعشيب، وعزيق للعمق المطلوب لأن النباتات الفتية الغضة أكثر عرضة للتربس من النباتات الكبيرة.
  6. وجود الأعشاب الضارة في حقل الوزال بصورة موبوءة يشجع عذارى التربس على التكاثر والتنقل بين الأشجار.

“اقرأ أيضًا: المن على التبغ


مكافحة تربس الوزال

لمكافحة تربس الوزال، تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية من التربس

تربس الوزال
وقاية حقل الوزال من هذا التربس

 

تتم المكافحة الوقائية بعناية المزارع بعزيق التربة قبل الزراعة وأيضًا بتجنب المزارع للكثافة النباتية العالية في حقول الوزال، فهي تشجع تكاثر الآفات وانتقالها وتمنع التهوية والتنفس عن النباتات. أيضًا يجب أن تتم زراعة الوزال على مسافات مناسبة، وهي 70-80 سم بين النباتات، و 80-90 سم على الأقل بين السطور. كما يتخلص المزارع من الأعشاب الضارة في حقل الوزال بصورة تامة، ويعتني بري الحقل بطريقة متوازنة وعدم زيادة الري وعدد الريات بصفة نهائية. أيضًا، فإن زيادة الرطوبة في تربة زراعة الوزال تشجع الإصابة بالتربس، لذلك، يخفف المزارع الرطوبة قدر الإمكان من خلال عدم زيادة الري عن حده للوزال فيجب أن يكون الري منتظم، كما يفضل استعمال الري بالتنقيط وأسلوب التسميد بالأسمدة الذوابة مع مياه الري عن طريق إضافة السماد مع الماء؛ وبهذا تزداد مقاومة النبات للآفات والأمراض.

مكافحة علاجية للآفة

تتم المكافحة العلاجية الكيميائية بمجرد أن تستدعي الخطورة استعمال المبيد في خطوط الزراعة و حقول الوزال، حيث تتم المكافحة من خلال أحد المبيدات الفوسفو- عضوية. يمكن استعمال المبيد مونوكروتوفوس monocrotophos بالرش على أوراق وأزهار وأغصان الوزال الغضة التي تظهر عليها الأعراض. كما يعطي المبيد مالاثيون Malathion نتائج جيدة في حقول الوزال المصابة وخاصة في حال تداخل آفات أخرى مع التربس، ويمكن أيضًا استعمال المبيد ديكلوروفوس DDVP، أو ميتا سيستوكس، بالرش على الأجزاء المصابة من نباتات الوزال وهي (أوراق، أزهار، فروع غضة).

حلقة استعمال المبيدات ضد الآفة

حرصًا على منع مقاومة الآفات للمبيدات ضمن حقول الوزال يلجأ إلى تطبيق حلقة لاستعمال المبيدات، حيث في الموسم الأول للإصابة بالتربس يستعمل المبيد DDVP. أما في الموسم التالي فيستعمل المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أوراق وأزهار وأفرع الوزال الغضة والفتية، وفي الموسم الثالث فالمبيد يكون مونوكروتوفوس monocrotophos، مع مراعاة الرش في منتصف الربيع في نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو قبل ظهور الحوريات وهذا أهم إجراء على الإطلاق. بالإضافة لذلك، يجب تغيير الحلقة السابقة نفسها كل 9 سنوات من أجل مكافحة دقيقة ولكي لا يكون التربس سلالات مقاومة في حقول الوزال المصابة والمتضررة.


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

إن الإدارة المتكاملة لتربس الوزال تتم من خلال جملة من الإجراءات الزراعية والميكانيكية والعلاجية والعنائية. يعتمد المزارع على حراثة سطحية 10- 12 سم لتنعيم وتفتيت التربة والتخلص من عذارى وبيوض الآفات ومنها التربس بتعقيم ترب زراعة الوزال بالمبيد ميتام الصوديوم metam sodium أو إندوسلفان endosulfan. كما يتم استعمال مصائد خاصة كرتونية أو خشبية توزع في حقل الوزال بمعدل 8 مصائد لكل حقل مكون من 80 نبات، لصيد فراشات الأنفاق كحفار أوراق الوزال. كما يعتمد المزاع على استعمال سماد بلدي متخمر لمدة كافية ثم نشره وتوزيعه في حقول الوزال، والتسميد بالآزوت على ثلاث دفعات بمعدل 30-40 كغ للهكتار (لكن عدم زيادته بصفة نهائية). أيضًا، يستعمل المزارع مبيدات فطرية للقضاء على الفطور التي تحب الرطوبة، لأن وجود التربس يشجعها، من خلال (استعمال المبيد مانكوزيب Mancozeb funjacide) على الوزال الخلة والفروع الغضة. كما يراعي المزارع قدر الإمكان تجنب الكثافة النباتية في الحقول وإعطاء مساحة غذائية كافية لكل نبات وزال.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على تربس الوزال ومدى خطورته في حال تفاقم الإصابة ضمن الحقول. كما يكون المزارع قد تعرف على سبل المكافحة والوقاية والعلاج الممكن لهذا التربس وبرنامج الإدارة المطبق في حقل الوزال المصاب، حيث تسبب كثير من حشرات التربس أضرار اقتصادية وتدني في الإنتاج الزراعي وتجب مكافحتها لكي لا يخسر المزارع مردوده وإنتاجه وخاصة مردود هذه النباتات المفيدة التي لها فوائد طبية علاجية وكذلك فائدة تزيينية وعطرية.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.