ذبول أشجار السفرجل (Quince tree fusarium)؛ أهم 8 أسباب لحدوثه

Quince tree fusarium

يعد ذبول أشجار السفرجل من الأمراض الخطيرة على صحة وإنتاج أشجار السفرجل، فكيف يتعامل المزارع معه وما برنامج الوقاية والمكافحة المتبع معه في الحقل؟

يعتبر ذبول أشجار السفرجل (Quince tree fusarium) من الأمراض الفطرية الخطيرة التي تصيب أشجار السفرجل وتؤدي إلى ضعفها وموتها وذبولها مع الزمن، وبالتالي خسارة المزارع لهذه الأشجار، فما هي أسباب ذبول أشجار السفرجل، وما هي طرق علاج ذبول أشجار السفرجل التي يجب على المزارع القيام بها؟


فطر ذبول أشجار السفرجل

إن فطر ذبول أشجار السفرجل هو واحد من الفطور التي تتواجد في التربة وتنتقل غالبًا من خلالها. هناك فطران في التربة يسببان الذبول عند السفرجل وهما الفيوزاريوم Fusarium والفرتيسيليوم Verticillium. هذه الفطور هي من الفطور الناقصة التي تشكل جسيمات حجرية في التربة، كما أن هذه الفطور لا تتحمل الحرارة العالية والجفاف. تصاب الأشجار، من بينها أشجار السفرجل، بهذا المرض، ويؤدي ذلك لضعفها وذبولها وتدني الإنتاجية. يؤثر الفطر على زراعة السفرجل إلى حد كبير. كذلك، ففي حال لم تتبع مكافحة ذبول أشجار السفرجل بصورة جيدة، فإنه يؤدي لنتائج كارثية. إذن، فيجب على المزارع -حكمًا- مكافحة مرض ذبول أشجار السفرجل حال التأكد من الإصابة وبلوغها الحد الحرج الذي يستدعي الوقاية قبل العلاج.


أسباب مرض ذبول أشجار السفرجل

إن أسباب ظهور ذبول أشجار السفرجل هي العوامل المساعدة التي تساعد الفطر على إحداث العدوى والإصابة والانتقال من شجرة إلى أخرى ومن بستان إلى آخر، ومن أهم هذه الأسباب:

  1. الغراس غير السليمة لأشجار السفرجل، التي يحصل عليها المزارع من مشاتل ملوثة وغير مضمونة، تعد من أهم أسباب مرض ذبول أشجار السفرجل.
  2. أن يقوم المزارع بزراعة أنواع من الخضار أو المحاصيل بين أشجار السفرجل.
  3. استعمال المزارع لسماد بلدي غير متخمر، يعد من أهم أسباب مرض ذبول السفرجل.
  4. كذلك فإن زيادة الأسمدة الآزوتية الغير معقولة تؤدي للإصابة بذبول أشجار السفرجل.
  5. لا ننسى أن عدم التوازن في التسميد لأشجار السفرجل يسبب الإصابة بالفطر، كالاستغناء عن أسمدة البوتاس والفوسفور والاكتفاء بالآزوت.
  6. أيضًا فالحراثة العميقة المبالغ بها تؤدي للإصابة بفطر ذبول ذبول أشجار السفرجل.
  7. كما أن نمو الأعشاب الضارة وعدم اقتلاعها يساعد في نقل الفطور من التربة ويزيد من كثافتها على أشجار السفرجل.
  8. بالإضافة لذلك، عدم إلمام المزارع بالعناية السليمة بالأشجار المثمرة ومن ضمنها السفرجل له دور في المساعدة على الإصابة.

“اقرأ أيضًا: دودة المشمش الحرشفية


الإصابة بذبول أشجار السفرجل

ذبول أشجار السفرجل
مظاهر الإصابة بالمرض

 

في الواقع، تظهر أعراض الإصابة بذبول أشجار السفرجل على الأشجار على صورة جفاف للأفرع. تكون الأفرع الجافة هي الأفرع الهيكلية الرئيسية بالإضافة للأفرع الثانوية الخارجة من الأفرع الأساسية. أيضًا، بعد فترة من الوقت تعتبر طويلة إلى حد ما، ومع تفاقم الإصابة، تجف شجرة السفرجل بالكامل. رغم ذلك، فإن الأشجار لا تموت إلا بعد وقت طويل قد يستغرق أكثر من 10- 12 سنة، بالإضافة لما تقدم، يرافق الإصابة نموات كثيفة جدًا في أسفل الشجرة. تبدو شجرة السفرجل في البداية غير مصابة، لكن مع الزمن تظهر الأعراض بصورة واضحة وجليّة للعيان. لكن قد تتمكن الأشجار من الشفاء في بعض الحالات (حالة شفاء ذاتي)، و تتركز الإصابة على الفروع وأيضًا يمكن للفطور أن تصيب الأوراق وثمار السفرجل.


خطورة مرض ذبول أشجار السفرجل

تكمن خطورة ذبول أشجار السفرجل حين يتركه المزاع دون أي علاج، وكذلك حين لا يتخذ المزارع أي تدابير وقائية لمنع مسبب المرض قبل حدوثه. كما أن تداخل الآفات الزراعية في ما بينها ضمن البستان الواحد قد يهدد حياة أشجار السفرجل وربما البستان بالكامل. إن وجود آفات آخرى من أمثال آفة حفار ساق السفرجل، وحفارة ورق السفرجل، وآفة الدفلة القشرية، جنبًا إلى جنب مع مرض الذبول، سوف يجعل الضرر كارثيًا. انطلاقًا من ذلك، فقد يلجأ المزارع لتطبيق نظام المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية في بستان السفرجل لوقايته من الذبول وغيره من آفات.

“اقرأ أيضًا: من الكرز


متى نلجأ للمكافحة المتكاملة للمرض؟

يتم اللجوء للمكافحة بمجرد أن يتوقع المزارع الخطر أو الإصابة؛ هذا لأن هذا مرض الذبول الذي يصيب السفرجل خطير ولا يجب التساهل معه أبدًا خاصة أنه مرض قاتل ومداه الزمني طويل 10- 12 سنة. جرت العادة أثناء المكافحة المتكاملة للآفات أن لا يتم التدخل بالمبيدات إلا حين يصل الضرر للعتبة الاقتصادية أو الحد الحرج أي مدى وجود داعي لتدخل المبيدات والمكافحة الكيميائية والوقائية العاجلة عند وجود فطور الذبول. رغم ذلك، ونظرًا لخطورة هذا المرض، فإن المعاملة يجب أن تكون مباشرة بمجرد توقع حدوث الإصابة بالذبول على أشجار السفرجل. والجدير بالذكر، أنه كلما تأخر الرش باستعمال المبيدات، زادت الأضرار وصارت المكافحة المتكاملة أصعب فأصعب ضمن بساتين السفرجل المصابة والمتضررة من مرض وفطر الذبول.


مراقبة المزارع للبستان المصاب بالمرض

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بذبول أشجار السفرجل بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع سفرجل:

  • مراقبة بساتين وأماكن زراعة السفرجل بصورة دورية على مدار العام، لأن فطور الذبول ممكن أن تظهر في أي وقت.
  • مراقبة الأفرع والسيقان والأغصان على نباتات السفرجل بصورة خاصة و ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من أعراض ذبول أو جفاف، ثم مراقبة الأوراق والثمار.
  • أخذ المزارع لاستشارة فنية زراعية من مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات والمكافحة، وإطلاعه على بستان زراعة السفرجل المشكوك في إصابته بالذبول وأخذ أي إرشادات على محمل الجد.
  • تجنب القيام بأي إجراءات غير مدروسة في بستان السفرجل كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة كالمبيد DDT أو المبيد لامبدا سايهالوثرين، والمبيدات البارثينوئيدية، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة للذبول، وغيرها.

مكافحة فطر ذبول أشجار السفرجل

إن مكافحة مرض ذبول أشجار السفرجل لا تتم إلا من خلال جملة من الإجراءات، بعضها وقائي يتم لمنع المسبب قبل حدوثه، وبعضها الآخر علاجي استئصالي للمرض. أيضًا، فإن هناك علاج بالمكافحة المتكاملة، وعلاج بالإدارة المتكاملة في الحقل. كما لا ننسى العمليات الزراعية الضرورية التي يقوم بها المزارع بصورة ميكانيكية من تسميد وتقليم وعزيق. تتشابه إلى حد كبير سبل وقاية وعلاج مرض ذبول أشجار السفرجل مع طرق مكافحة مرض ذبول الزيتون.


مكافحة المرض بوقاية الغراس

تؤخذ الغراس من مشاتل سفرجل سليمة حصرًا وموثوقة. عادة، تخصص أشجار لهذا الغرض تسمى بالأشجار الأمهات، وهي المناسبة بصورة مثلى للغراس التي يزرع بها السفرجل. يجب أن تحظى الغراس أيضًا بالمراقبة الدورية الشاملة، للتأكد من عدم إصابتها بأي أمراض أخرى كالتقرح والبكتريا وغيرها. وقاية الغراس عامل هام جدًا لأنها سبب رئيسي في نقل المرض أو وجوده من عدمه على غراس السفرجل التي ينوي المزارع نقلها للأرض الدائمة.

وقاية زراعية من الفطر

يجب عدم زراعة أي نوع من أنواع الخضار أو المحاصيل بين أشجار السفرجل، وذلك تفاديًا لنقل الفطور. أما إذا اضطر المزارع لذلك، فعليه أن يخصص جزء من البستان للخضار أو المحاصيل، والجزء الآخر للسفرجل حكمًا. أيضًا، أثناء الحراثة، يجب أن يحرص المزارع على عدم انتقال أي جزء من التربة المحروثة من حقل الخضار إلى بستان السفرجل. كما أنه لا تجب المبالغة بعدد مرات الحراثة، حيث يستحسن أن تجرى الحراثة 3-4 مرات خلال الموسم الواحد وأن لا تزيد عن ذلك. تكون الحراثة الأولى في الخريف للحفاظ على رطوبة التربة، أما الحراثة الثانية ففي بداية الربيع للتخلص من الأعشاب الضارة وعزيق سطحي لعمق 12 سم. بالإضافة لذلك، تجرى الحراثة الثالثة في منتصف الربيع في أيار/ مايو أو بداية الصيف في حزيران/ يونيو للحفاظ على الرطوبة وقتل الأعشاب في نفس الوقت. كذلك فيجب أن لا يعمّق المزارع في الحراثة كثيرًا، وتكفي الحراثة لعمق 12 سم، وهذا لكي لا تتأذى جذور أشجار السفرجل وينتقل الفطر إليها.

وقاية غذائية من المرض

في الواقع، تتم الوقاية الغذائية من خلال الاهتمام بتسميد أشجار السفرجل بصورة متوازنة تمامًا. يجب أن يحتوي السماد على الفوسفور والبوتاس والآزوت، بالإضافة لبعض الأسمدة الأخرى كاليوريا والمغنزيوم في حال نقصها على شجرة السفرجل. أيضًا، فيجب على المزارع الحرص -كل الحرص- على عدم زيادة التسميد الآزوتي وهذا من أهم عوامل الوقاية. كذلك، يستحسن أن يستعمل المزارع سماد بلدي متخمر، حيث يوصى بأن يكون السماد متخمر لمدة لا تقل عن ست سنوات قبل أن يوزع على أشجار السفرجل.

“اقرأ أيضًا: تربس الكرز


علاج ذبول أشجار السفرجل

ذبول أشجار السفرجل
أفضل علاج لأشجار السفرجل من المرض

 

يتم علاج ذبول أشجار السفرجل بصورة نهائية عن طريق المعاملة الكيميائية بأحد مشتقات البنزيميدازول أو الكربمات. يفضل أن يتم استعمال مبيدات جهازية عند الإصابة من أمثال المبيد كربيندازيم Cerbandezym أو المبيد مانكوزيب (Mancozeb)، وكلاهما ينفع مع الفطور الممرضة، برش أشجار السفرجل. يمكن أن يبقى المبيد في التربة أو ضمن أنسجة النبات لفترة طويلة، كما يمكن أن يحقن حقنًا بالإبرة في جذوع وسوق أشجار السفرجل وأغصانها. ويمكن للمزارع أن يقي الأرض أو الحقل من خلال الرش الوقائي بأحد مركبات النحاس أو بالكبريت المكروني مع مبيدات الريميدين على الجذوع والفروع والأغصان. بالإضافة لذلك، يمكن استعمال أغطية لتغطية التربة حول جذوع أشجار السفرجل بها أثناء الصيف ورفع الحرارة وقايةً من الفطر الذي يخاف الحرارة. كذلك تجوز المكافحة حيويًا باستعمال الفطر تريكوديرما Trechoderma الرمّي الذي يمنع فطر الذبول ويقضي عليه وينثر في بساتين السفرجل.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على مرض ذبول أشجار السفرجل وكيفية التعامل معه وقائيًا أو علاجيًا من خلال الإجراءات الزاعية المختلفة وكذلك الإجراءات الكيميائية أو الاستئصالية. أيضًا نكون قد تعرفنا على الفطر وعلى أسبابه التي تساعد في الإصابة، حيث لا بد أن المزارع الحريص على أشجار السفرجل وحقله وبستانه يجب أن يكون على علم تام بالآفات التي تصيب ما يزرع وتؤدي لخسائر هائلة، لذلك فقد وجبت الوقاية من هذا الفطر قبل العلاج.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.