تدرن أشجار الرمان (Pomegranata tree crown gall)؛ أهم 11 سبب له على الأشجار

Pomegranata tree crown gall

يعد تدرن أشجار الرمان من أخطر الآفات البكتيرية التي تصيب الأشجار في البستان، فكيف يتعامل المزارع معه وما برنامج الوقاية والمكافحة والعلاج المتبع معه؟

يعتبر تدرن أشجار الرمان (Pomegranata tree crown gall) من أهم أمراض أشجار الرمان التي تؤدي إلى نقص في إنتاج الشجرة وعمرها وقوتها ومردود المزارع، وكذلك فإن هذا المرض يؤثر على بستان الرمان بشكل عام ويجذب الآفات الأخرى من حشرات وعناكب وفطور وبكتريا ضارة، فما هي دلالات أو علامات الإصابة بتدرن أشجار الرمان التي تظهر على الأشجار المصابة، وما هي سبل مكافحة تدرن أشجار الرمان؟


مرض تدرن أشجار الرمان

إن تدرن أشجار الرمان هو واحد من الأمراض البكتيرية التي تسببها بكتريا Agrobacterium لأشجار الرمان بأنواعها وخاصة المنتشرة في حوض المتوسط وجزيرة قبرص وتركيا وشمال أفريقيا وآسيا. يؤدي هذا المرض إلى ضعف عام في الإنتاج الزراعي، وكذلك ضعف للشجرة ويؤثر بذلك على إنتاجية الرمان ويسحق عمر الشجرة، ومردود الشجرة يقل إلى حد كبير. قدرت العتبة الاقتصادية خسائر بحوالي 50- 70% من أشجار الرمان عند الإصابة الحرجة، ومع تفاقم الإصابة في الحقيقة قد تصل الأضرار إلى 80% من محصول الرمان الكلي وهذا يؤثر على قيمته كشجرة مثمرة وثمار شهية تباع في السوق بشكل طازج. ينتقل هذا المرض البكتيري عن طريق التربة وخاصة في حال وجود النيماتودا، وكذلك عن طريق الغراس إذا حصل المزارع على غراس رمان من مشتل غير موثوق، وينتقل بالحشرات، والرياح، وعمومًا فإنه مرض خطير للغاية ما لم تتم مكافحته.


الإصابة بتدرن أشجار الرمان

من مظاهر الإصابة الواضحة بتدرن أشجار الرمان، التكتلات الرصاصية البنية المتدرنة التي تشاهد على الأفرع الأساسية ثم الأفرع ما بعد الأساسية أو الثانوية، والأغصان، والأوراق والنموات المعمرة خاصة. قد تأخذ هذه التكتلات شكل مجموعات من الأورام البنية، أو الخلايا الكبيرة أو الشعاب السرطانية والأدران المتقرحة. كذلك يمكن لهذه التدرنات أن تبدو مثل الأخاديد، أو الخلفات المتناثرة البرتقالية بشكل عشوائي، كما تختلف أشكال، وأبعاد، وأحجام، وتدرجات ألوان هذه الكتل المتضخمة. قد تكون التكتلات مفطلحة أو إهليليجية، أو مخروطية، أو على شكل مرجانات أو أسطوانات أو دوائر أو مساحات متآكلة مختلفة. من الممكن أيضًا أن تكون تكتلات صغيرة أو كبيرة أو ذات أحجام مختلفة وهذا يختلف حسب شدة الإصابة وتدرجها على الشجرة الواحدة من الرمان.

“اقرأ أيضًا: كابنودس المشمش


عوامل تشجع الإصابة بالمرض

تدرن أشجار الرمان
أسباب الإصابة بهذا المرض

 

إن هناك جملة من العوامل الزراعية والميكانيكية والكيميائية تشجع الإصابة بتدرن أشجار الرمان، وأهم 11 سبب:

  1. عدم الاهتمام بإجراء عمليات تقليم الرمان (وخاصة إزالة الفروع القديمة الجافة واليابسة سواء أفرع هيكلية أو ثانوية).
  2. انتقال البكتريا من التربة غير المعقمة إلى أشجار الرمان السليمة.
  3. يمكن أن تنتقل عن طريق النيماتودا المنتشرة في التربة حول أشجار الرمان.
  4. شراء الفلاح غراس غير سليمة للرمان من مشاتل غير موثوقة (عدم شراء غراس أمهات معتنى بها في المشتل بشكل سليم).
  5. كما أن عدم الاهتمام بالتسميد المعدني المتوازن بالآزوت والفوسفور والبوتاس لأشجار الرمان يشجع الإصابة بالمرض.
  6. أيضًا فإن الاعتماد على السماد الآزوتي وحده في تسميد الرمان، أو زيادة التسميد الآزوتي، تشجع الإصابة بالمرض.
  7. وجود الأعشاب الموبوءة بالآفات في بستان الرمان يعد عاملاً مشجعًا للآفات والإصابة بالمرض (إهمال العزيق أو التعشيب).
  8. كما أن تقليم أشجار الرمان بصورة خاطئة يسبب جروحًا على الشجرة ويعرضها للضعف وبالتالي الإصابة بالمرض.
  9. كذلك فإن استعمال مقص تقليم غير معقم عند تقليم شجرة الرمان يشجع على انتقال البكتريا منه إلى الشجرة.
  10. بالإضافة لما تقدم، يمكن أن تنتقل البكتريا إلى شجرة الرمان عن طريق الرياح، أو التربة، أو المطر، نتيجة لعوامل ميكيانيكة.
  11. أيضًا أن عدم عناية الفلاح ببستان الرمان من عمليات خدمة، ري، وتعشيب، وعزيق، تضعف الحقل وتشجع المرض والآفات الأخرى.

خطورة تدرن أشجار الرمان

تنبع خطورة تدرن أشجار الرمان، من أنه يضعف شجرة الرمان ويؤدي بذلك لانجذاب آفات جديدة إلى الأشجار و البساتين المثمرة. قد تكون الآفات المنجذبة بكتيرية مثل السل أو التقرح، وقد تكون أيضًا حشرية مثل تربس الرمان والعنب وحلم أوراق العنب والدفلة أو الحشرة القشرية الأرجوانية، وقد تكون بالإضافة لذلك فطرية مثل فطر الذبول، وهذا كله سيؤثر على قيمة الرمان كنبات مثمر ويباع في السوق طازج وشهي. مع تفاقم الإصابة، وانتشار الآفات وتداخلها في ما بينها ضمن بساتين الرمان، سيضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية لوقاية البستان من هذا المرض وغيره من آفات.

“اقرأ أيضًا: اكاروس الزعرور


متى نلجأ للمكافحة المتكاملة للمرض؟

يتم اللجوء للمكافحة بمجرد أن يتوقع المزارع الخطر أو الإصابة؛ هذا لأن هذا مرض التدرن الذي يصيب الرمان خطير ولا يجب التساهل معه أبدًا. جرت العادة أثناء المكافحة المتكاملة للآفات أن لا يتم التدخل بالمبيدات إلا حين يصل الضرر للعتبة الاقتصادية أو الحد الحرج أي مدى وجود داعي لتدخل المبيدات والمكافحة الكيميائية والوقائية العاجلة، وبلوغ الضرر ما يفوق 12% من الشجرة. رغم ذلك، ونظرًا لخطورة هذا المرض، فإن المعاملة يجب أن تكون مباشرة بمجرد توقع حدوث الإصابة على أشجار الرمان. والجدير بالذكر، أنه كلما تأخر الرش باستعمال المبيدات، زادت الأضرار وصارت المكافحة المتكاملة أصعب فأصعب ضمن بساتين الرمان المصابة والمتضررة من المرض.


عتبة الضرر الاقتصادي للمرض

إن المقصود بعتبة الضرر الاقتصادي عند حديثنا عن تدرن أشجار الرمان، هو مستوى الخطر الذي وصل إليه المرض. ما هو مستوى الخطر الذي وصلت إليه البكتريا المسببة للتدرن على الرمان وما هو تدرج الإصابة؟ لكن، رغم ما تقدم، فإن الوقاية هنا، وكذلك العلاج الاستئصالي بالمبيدات، أو التدخل الوقائي، ضروريان للغاية ولا يمكن تجاهلهما وأي تجاهل سيكون له عواقب وخيمة ولا تحمد عقباها في المستقبل ومنها خسارة إنتاج المزارع وتكاليفه التي دفعها لغاية الاستثمار.


مراقبة المزارع للبستان المصاب بالمرض

تدرن أشجار الرمان
كيف يراقب المزارع البستان المصاب؟

 

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بتدرن أشجار الرمان بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع رمان:

  • مراقبة بساتين وأماكن زراعة الرمان بصورة دورية على مدار العام، لأن البكتريا ممكن أن تظهر في أي وقت.
  • مراقبة الأوراق والأفرع والثمار على نباتات الرمان بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من تقرحات وتكتلات وبثور وكتل وأورام وأخاديد.
  • أخذ المزارع لاستشارة فنية زراعية من مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات والمكافحة، وإطلاعه على بستان زراعة الرمان المشكوك في إصابته بالبكتريا وأخذ أي إرشادات على محمل الجد.
  • تجنب القيام بأي إجراءات غير مدروسة في بستان الرمان كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة، والمبيدات البارثينوئيدية ومبيدات الفحوم ومشتقاتها، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة للبكتريا، وغيرها.

“اقرأ أيضًا: سونة القمح


مكافحة تدرن أشجار الرمان

تتبع من أجل مكافحة تدرن أشجار الرمان مجموعة من الإجراءات الوقائية وكذلك العلاجية.

مكافحة وقائية من المرض

تتم المكافحة الوقائية من خلال تعقيم ترب أشجار الرمان والتخلص من النيماتودا، وكذلك شراء غراس أمهات سليمة من مشتل موثوق لأشجار الرمان بحيث تبدو عليها علامات العناية والاهتمام. كذلك يراعي الفلاح التخلص من الأعشاب وبؤر الآفات في بستان الرمان والعزيق لعمق 13 سم الذي يكرر لثلاث مرات. بالإضافة لما تقدم، فعلى المزراع أن يقوم بعملية تسميد متوازنة بالاعتماد على الآزوت والفوسفور والبوتاس لشجرة الرمان التي تحب الآزوت. كما يراعي المزارع قدر الإمكان مكافحة البكتريا والفطور التي تسهم في نقل المرض إلى المجموع الجذري والهوائي لأشجار الرمان، وتجدر الإشارة إلى أن المزارع يجب أن يعقم مقص التقليم قبل التقليم، وأن يبدأ بتقليم أشجار الرمان السليمة أولاً، وأن لا يحدث جروحًا على الشجرة أثناء ذلك فهذا عامل رئيسي في نقل المرض، وإجراء عمليات التقليم بإزالة كافة الفروع المتشابكة والمتزاحمة والتي لا نفع منها.

مكافحة علاجية من البكتريا

في الحقيقة، لا توجد مكافحة علاجية مضمونة بشكل كلي للتدرن الذي يصيب أشجار الرمان. رغم ذلك، يتم استعمال المبيدات والمكافحة المتكاملة، وهذا من أجل القضاء على الفطور والحشرات التي تنشر مرض تدرن الرمان وأيضًا النيماتودا وغيرها. ينصح باستعمال أحد مبيدات الفطور الجهازية التابعة لمشتقات البنزيميدازول والستروبيلين، كما يعطي المبيد مانكوزايب (Mancozeb) فعالية جيدة، كما ينصح باستعمال المبيد كرابيندازيم برش الأجزاء المعمرة خاصة من الرمان (الفروع الهيكلية والثانوية والسيقان). بالإضافة لذلك، يمكن استعمال مبيدات حشرية فوسفورية للقضاء على الحشرات الناقلة للبكتريا من أمثال براثيون مثيل Parathion- methyl برش أوراق وفروع أشجار الرمان. هذه الإجراءات تتكفل بالقضاء على فطور الذبول وحشرات القلف (خنفساء القلف على الرمان) والحفارات (الكابنودس) وبالتالي الوقاية من هذا المرض أو علاجه، ورغم كل ما تقدم يصعب علاج هذا المرض.

حلقة استعمال المبيدات ضد المرض

لتجنب تكوين البكتريا لسلالات مقاومة ضمن بساتين وأماكن زراعة الرمان المصابة، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد ديمتون إس متيل Dimeton-s-methyl بالرش على أغصان وفروع وجذوع أشجار الرمان المصابة بالبكتريا وخاصة القديمة المتآكلة. أما في الموسم التالي لإصابة الرمان فيستعمل المبيد براثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على الأشجار المصابة بالبكتريا مستهدفًا الفروع والجذوع والأغصان القديم منها والحديث الفتي. بينما في الموسم الثالث فالمبيد دايمثوات Dimethoate بالرش على أشجار الرمان على الأغصان الغضة والمعمرة والفروع، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص و(التركيب يختلف بعض الشيء) وأن تكون فسفورية – عضوية مأمونة؛ لكي لا تضر بنحل التلقيح ولا بالأعداء والمفترسات الطبيعية.


إجراءات المكافحة المتكاملة للمرض

ينصح بإجراء المكافحة المتكاملة لتدرن أشجار الرمان عندما تتداخل الآفات في ما بينها سوية مع مرض التدرن في بستان الرمان. وتتم المكافحة من خلال استعمال مصائد تعلق على الأشجار لصيد فراشات الرمان كالعثة (دودة ثمار الرمان) وحافرة الأوراق والثاقبة وحفار ساق الرمان (الكابنودس). كما يتم تعقيم التربة بغاز بروميد المتيل Promed methyl، ويمكن أيضًا التعقيم بالطاقة الشمسية، حيث يمدد غطاء بلاستيكي من البولي إيتيلين فوق تربة شجرة الرمان حول مسقط التاج طوال الصيف ليرفع درجة حرارة التربة، وبذلك يقضى على الآفات. يمكن أيضًا التعقيم بميتام الصوديوم Sodium metam، أو بنثر حبيبات المبيد إندوسلفان endosulfan حول الجذوع أو مسقط تاج شجرة الرمان أو خلطه مع التربة وقلبه بشكل جيد.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على تدرن أشجار الرمان وحددنا أضراره وخطورته على إنتاج أشجار الرمان كشجرة مثمرة. بالإضافة لذلك، نكون قد أحطنا العلم بالعوامل المشجعة على حدوثه، وبسبل المكافحة المتكاملة والوقاية والإدارة التي تتبع من أجل الوقاية من هذا المرض قبل العلاج في البستان المتضرر من الرمان. لا بد أن يكون الفلاح حريصًا على أشجاره المثمرة من الرمان وعلى ما يزرع، وأن يتأكد من خلو البساتين من الآفات الضارة ومن هذا المرض.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.