ذبابة الفليفلة البيضاء (Pepper white fly)؛ أهم 3 أسباب لها

Pepper white fly

تعد ذبابة الفليفلة البيضاء من الحشرات الضارة بإنتاج وزراعة الفليفلة وصحة النباتات في الحقل والبيت المحمي، فكيف يتعامل معها المزارع وما أهم طرق الوقاية والمكافحة الممكنة؟

 

تعتبر ذبابة الفليفلة البيضاء (Pepper white fly) من أهم الحشرات الضارة التي تصيب محصول الفليفلة، كما تؤدي هذه الآفة الخطيرة إلى ضعف كبير للنبات المصاب وتدني الإنتاج الزراعي والاقتصادي ومردود الثمار، فما هي علامات ومظاهر الإصابة بذبابة الفليفلة البيضاء، وكيف يمكن للمزارع مكافحة ذبابة الفليفلة البيضاء؟


معلومات هامة عن ذبابة الفليفلة البيضاء

تعد ذبابة الفليفلة البيضاء واحدة من الحشرات الماصة الخطيرة المسجلة كآفة على الفليفلة (الحدة والحريفة) سواء في الزراعة الحقلية أو البيوت المحمية والبلاستيكية والزجاجية، حيث تنتشر هذه الحشرة في كل مناطق زراعة الفليفلة من حول العالم، كما تتواجد بغزارة في حوض البحر المتوسط كسوريا والعراق والأردن وقبرص وفلسطين وتركيا والمناطق الساحلية خاصة ومناطق أمريكا الشمالية والجنوبية.

تقدر العتبة الاقتصادية بأضرار تزيد عن 60- 75% في حال تفاقم الإصابة بهذه الذبابة في البيوت المحمية أو في الحقول الخضرية المزروعة فليفلة.

“اقرأ أيضًا: ذبابة مينو على المحلب


وصف شكل الحشرة العام

إن مظهر و شكل ذبابة الفليفلة البيضاء يشبه باقي أنواع الذباب الأبيض (ذبابة البيوت البلاستيكية البيضاء، ذبابة الحمضيات البيضاء، ذبابة مينو)، لهذا يصعب للغاية التمييز بينها وبين غيرها من قبل المزارع والفلاح العادي، وفي ما يلي وصف الذبابة:

الذبابة تامة النضج أو الطور الكامل

في الواقع إن الحشرة الكاملة ذبابة صغيرة تشبه الفراشة بحجم يترواح ما بين 1.5- 1.8مم، حيث تكون الذبابة بلون أبيض شمعي بسبب وجود مادة شمعية بيضاء تفرزها من جسمها وتغطي أجنحتها وبعض مناطق الجسم.

الأجنحة عادة شفافة بيضاء أو كريمية اللون أطول من الجسم وهي تصبح شفافة كلما نزعت عنها الطبقة الشمعية.

الأعمار الصغيرة من الحشرة

بينما الأعمار الصغيرة (الحوريات) أو الطور غير الكامل فهي بلون أصفر مبيض، كما أن الحوريات تكون نشيطة الحركة في العمر الأول وأما في العمر الأخير فتكون ثابتة وتتخذ مكان لها على سطح الورقة وتبدأ نشاطها فيه (نشاط التغذية). تتميز الحوريات بغطاء شفاف ينمو من الجسم وهذا يحميها و يعيطها مظهر يشبه الذبابة الكاملة أو الطور ما قبل النضج التام.

مظهر وشكل البيضة عند الحشرة

البيضة مدورة ليمونية الشكل أو بيضاوية إلى مدورة محمولة على حامل صغير ملتصقة على سطحه، ويكون لون البيضة إما أبيض أو أبيض مصفر ليموني وغير داكن في البداية. سرعان ما يتحول لون البيضة إلى الأصفر المخضر والداكن عند الفقس أي بعد أسبوع أو شهر حسب موعد الفقس ودرجات الحرارة والرطوبة وملائمة الظروف.

“اقرأ أيضًا: المن على الخبيزة


الإصابة بذبابة الفليفلة البيضاء

ذبابة الفليفلة البيضاء

 

تتجلى أعراض الإصابة بذبابة الفليفلة البيضاء كالتالي:

  1. تتغذى الذبابات الكاملة والحورياع بأعمارها المختلفة على عصارة الأوراق في الفليفلة من السطح السفلي فيبهت لونها وتصبح شاحبة.
  2. ثم تذبل وتجف الأوراق وتتساقط واحدة تلو الأخرى بصورة كبيرة أو قد تذبل عالقة على نبات الفليفلة المتضرر.
  3. كما تفرز الحشرات ندوة عسلية غزيرة ينمو عليها فطر العفن الأسود pincillium بشكل طبقة بيضاء على ورقة الفليفلة.
  4. أيضًا يلتصق الغبار على الطبقة المصابة من سطح الورقة، ويبدو شكل الورقة باهتًا وشاحبًا أو حتى أسودًا مع الإصابة الشديدة المترافقة مع فطر العفن الأسود.
  5. ثم مع تفاقم الضرر و التطور وعند الإصابة الشديدة تبدو نباتات الفليفلة مسودة بالكامل حتى عن بعد.
  6. ينتج عن كل ما سبق ذكره في أغلب الأحوال ضعف محصول الفليفلة الحريفة (الحدة) والحلوة إلى حد كبير وتدني مستوى الإنتاج من ثمار الفليفلة الناضجة بنسبة تتراوح بين 40- 80%.

“اقرأ أيضًا: دودة التبغ


أسباب الإصابة بذبابة الفليفلة البيضاء

من أهم وأبرز أسباب الإصابة بذبابة الخيار البيضاء هذه الأسباب والعوامل التي تشجع الإصابة بها:

  1. عدم زراعة الفليفلة على مسافات مناسبة سواء في الحقول الخضرية أو في البيوت المحمية البلاستيكية والزجاجية فهذا يزيد كثافة النبات/ وحدة المساحة ويشجع الآفات.
  2. الهواء الفاسد والتهوية الضعيفة وغير المتوازنة وغير المدروسة في البيت المحمي خاصة لأنه مغلق ويحتاج لتبديل الهواء واستبعاد غاز ثاني أوكسيد الكربون.
  3. إهمال المزارع والفلاح لعمليات التقليم والتسميد والري المنتظم لنبات الفليفلة خاصة في البيت المحمي.

“اقرأ أيضًا: حشرة من اللوز الزغبي


مستوى ضرر ذبابة الفليفلة البيضاء

إن ضرر ذبابة الفليفلة البيضاء عال ومرتفع، إذ تعتبر من أخطر الحشرات الماصة للعصارة النباتية، وتنبع الخطورة من عوامل وأسباب عديدة أهمها:

  • في الحقيقة إن هذه الذبابة تعتبر من ماصات العصارة النباتية وبذلك فهي تضعف تنفس نباتات الفليفلة ونموها لأنها تمص محتوى الأوراق من غذاء وماء وعناصر معدنية فيضعف النمو وكذلك تقل مناعة النبات ولا يستفيد من السماد.
  • كذلك فإن الذبابة تجذب آفات كثيرة إلى النباتات المصابة فتضر بها، وتزيد الأضرار نتيجة لذلك، من ضمنها الفيروسات وفطر العفن الأسود pincillium الذي يسبب اللون الأسود المتفحم للورقة.
  • الآفات التي تنجذب لها أنواع كثيرة من ضمنها الحشرات القشرية كحشرة الفليفلة القشرية (الشمعية،السوداء، الحمراء) والحلم والأكاروسات والعناكب (عنكبوت أحمر، عنكبوت ذو بقعتين، عنكبوت أوربي).
  • كذلك فإن ضعف نباتات الفليفلة المصابة يجذب آفات أخرى غير حشرية أهمها البكتريا كمرض اللفحة المتأخرة والمبكرة، والفطور كمرض الذبول خاصة في حال زراعة الفليفلة مع الخيار والبندورة.
  • علاوة على ذلك، فإن عدد المبيدات المستخدمة الفعالة مع هذه الآفة قليل ويفضل دائمًا استعمال أسيتا مبريد Acetamiprid مقارنة بالمبيدات براثيون مثيل Parathion methyl ودمتون مثيل Dimeton methyl لأن فعاليته ثبتت بالمقارنة معهما.

دورة حياة ذبابة الفليفلة البيضاء

ذبابة الفليفلة البيضاء

 

إن دورة حياة ذبابة الفليفلة البيضاء تكون على الشكل التالي:

طور سكون الآفة والإحماء

تمضي الذبابة طور السكون ممثلاً بالشتاء على هيئة حورية مكتملة في عمرها الأخير لم تنشط بشكل كافي بعد بل تستغل الظروف البيئية لكي تتطور وتجهز نفسها مع وجود ظروق مناسبة من حرارة ورطوبة ومناخ ملائم. تكمن الذبابة أثناء السكون (طور الإحماء) متواجدة على السطح السفلي لأوراق الفليفلة بينما تستعد لطور النشاط.

طور ومرحلة النشاط للذبابة

النشاط يكون في أوجه عندما يأتي الربيع، وفي نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو تقريبًا، حيث تخرج الذبابات من أماكنها وهي نشطة متحركة وتتمتع بحيوية عالية. بعد ذلك، تتزاوج الحشرات الذكور والإناث وتضع الأنثى البيض بحوالي 90- 100 بيضة تقريبًا ويكون معلق وملتصق بالسطح السفلي للأوارق الفتية الغضة من نباتات الفليفلة، بعشوائية ودون نظام واضح.

متابعة تطور الذبابة بأعمارها

عندما تكون الظروف ملائمة سرعان ما يفقس البيض بعد حوالي أسبوعين أو شهر (تختلف المدة حسب الظروف) وبعد ذلك، تخرج الحوريات المتحركة وتتابع تطورها فتتغذى على عصارة النبات الخلوية قليلاً ثم تثبت في أماكن التغذية على أوراق الفليفلة (السطح السفلي) في بقية الأعمار (بعد العمر الأول).

يحصل ارتفاع في أعداد الذبابات بصورة كبيرة عند نقص التهوية وارتفاع الرطوبة الجوية في حقول الفليفلة وخاصة البيوت المحمية المغلقة فهذا يشجع الذبابة؛ لأن الهواء الفاسد والجو المغلق يزيد فرص الإصابة.

عدد وطبيعة أجيال الحشرة

يختلف عدد أجيال ذبابة الفليفلة البيضاء في واقع الأمر حسب درجات الحرارة السائدة، والرطوبة الجوية والأرضية، بصورة خاصة في حقول الفليفلة والبيوت المحمية.

تعطي هذه الذبابة في المناطق الساحلية من البحر المتوسط 3 أجيال في لبنان وسورية وتركيا، وفي مناطق أخرى 5-6 أجيال سنويًا (كندا، المكسيك، أوربا، شمال أفريقيا) في أماكن زراعة الفليفلة الكثيفة.

“اقرأ أيضًا: حفار ساق الأكي دنيا


مكافحة ذبابة الفليفلة البيضاء

لضمان مكافحة ذبابة الفليفلة البيضاء بشكل متقن وممتاز، تتبع مجموعة من الإجراءات الوقائية والعلاجية:

مكافحة وقائية من الآفة

تتم المكافحة الوقائية من ذبابة الفليفلة البيضاء من خلال أمور هامة يجب أن يحققها المزارع:

  • تزرع الفليفلة على مسافات مناسبة في البيوت أو الحقل وهي 40 سم بين الخطوط بالنسبة للفليفلة الحلوة ومثلها بين النباتات، أو 30 سم بين الخطوط و مثلها بين النباتات بالنسبة للفليفلة الحريفة (الحدة).
  • يقلل ويخفض المزارع الرطوبة الجوية في البيوت البلاستيكية والمحمية لزراعة الفليفلة بتنظيم الري وموازنته وتحديد مواعيده.
  • أيضًا يجب أن تتم تهوية النباتات والحقول خاصة في حال وجود الجفاف، وتتم التهوية بتقليم فروع الفليفلة الزائدة المتشابكة والمتزاحمة وفتح النوافذ والأبواب في البيوت.
  • يهتم ويعتني الفلاح بصورة جيدة بالنباتات من خلال الري المنتظم والموجه مع التسميد، ويفضل استعمال تقنية الأسمدة الذوابة في مياه الري، وهذا كفيل بالوقاية من الذبابة بخلط المبيد مع السماد والماء معًا.
  • يجب بشكل حاسم وحازم تجنب زراعة الفليفلة على كثافة عالية ومراعاة تأمين حاجات النبات من الغذاء والماء والهواء والسماد NPK (بوتاس، فسفور، آزوت).
  • بالإضافة لما تم ذكره فيجب التخلص من الأعشاب والحشائش التي تعتبر مكان مناسب لسكون عذارى الذبابة وتكاثر الآفة وانتشارها في حقول الفليفلة ثم إلى داخل البيوت المحمية وبيوت الخضرة الزراعية وإصابة بقية حقول الخضار من بندورة وخيار وغيرها.

مكافحة علاجية للآفة

أما المكافحة العلاجية فهي مكافحة تتم بهدف علاج الإصابة و استئصال الذبابة من جذورها عند إصابة الفليفلة وتفاديها في الموسم اللاحق.

تتم المكافحة من خلال استخدام المبيدات التي ثبت حقًا نفعها مع هذه الذبابة والأفضل على الإطلاق هو المبيد أسيتا مبريد بالدرجة الأولى Acetamiprid (أهم مبيد للذباب الأبيض)، أو كاربوفينوثيون carbophenothion. كما يمكن استخدام المبيد مثيداثيون methidathion برش أوراق الفليفلة مع مراعاة إيصال سائل الرش للسطوح السفلى للأوراق المصابة والمتضررة بالذبابة.

كذلك، فإن المبيد نيكوتين سولفات nicotine- sulphate يعطي نتائج فعالة وكذلك المبيد جوزاثيون، أيضًا يمكن تقوية أحد المبيدات بالزيت الصيفي أو زيت الزيتون الرديء ويستخدم لهذه الغاية المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl ورش أوراق الفليفلة المصابة بالذبابة.

حلقة استعمال المبيدات ضد الذبابة

ليتجنب ويجابه المزارع تكوين الذبابة لسلالات مقاومة ضمن حقول وبيوت وأماكن زراعة الفليفلة المصابة، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد أستا مبريد Acetamiprid بالرش على أوراق الفليفلة المصابة. أما في الموسم التالي لإصابة الفليفلة فيستعمل المبيد براثيون ميثيل Parathion methyl أو دمتون Dimeton بالرش على نباتات الفليفلة المتضررة مستهدفًا الأوراق المصابة بالذبابة والحورية.

بينما في الموسم الثالث فالمبيد دايمثوات Dimethoate بالرش على أوراق الفليفلة المتضررة مع شهر نيسان/ أبريل ومرة ثانية في شهر تموز/ يوليو، ومرة ثالثة في تشرين الأول/ أكتوبر وتغير الحلقة نفسها بعد 7-9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص و(التركيب مختلف) وأن تكون فسفو- عضوية جهازية تعمل ضد الذبابات الكاملة والحوريات الصغيرة. كما يراعى وجود المبيد أستا مبريد في كل حلقة مستخدمة.

مكافحة حيوية للذبابة

بالحديث عن المكافحة الحيوية فهي المكافحة دون الجوء لمبيدات كيماوية، بل بالاعتماد على الأعداء الطبيعية من مفترسات وطفيليات للذبابة في حقول الفليفلة. في واقع الأمر، تساعد المكافحة الحيوية في تقليل تكاليف المبيدات على المزارعين والمنتجين وأصحاب المشاريع الكبيرة، كما تساعد في تأمين الحماية للبيئة ونباتات الفليفلة المتضررة من الذبابة.

يمكن الاعتماد على الطفيل Encarsia armata، كما ينفع إكثار المفترس Coccinella syptempunctata من فصيلة أبو العيد الرائعة عملاقة المكافحة الحيوية وإطلاق هذه الكائنات في حقول الفليفلة المصابة بالذبابة.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على ذبابة الفليفلة البيضاء كآفة ضارة بالمحصول والإنتاج من الثمار والضارة للنبات ومناعته وقوته. أيضًا يكون المزارع والفلاح قد ألم بدورة الحياة وسبل المكافحة الوقائية والعلاجية والحيوية، حيث يجب أن يكون المزارع ومربي الخضار في الحقل والبيت المحمي قادرًا على التعامل مع مختلف الآفات الخطيرة التي تصيبها، وخاصة هذه الذبابة التي تضعف إنتاج الفليفلة الحدة والحريفة.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.