البياض الدقيقي على الفليفلة (Pepper Leveillula taurica)؛ أهم 8 عوامل تشجع الإصابة به

Pepper Leveillula taurica

يعد البياض الدقيقي على الفليفلة من الأمراض الفطرية الخطيرة والضارة بإنتاج ومردود الفليفلة، فكيف يتعامل المزارع معه وما برنامج الوقاية والمكافحة المتبع معه؟

يعتبر البياض الدقيقي على الفليفلة (Pepper Leveillula taurica) من أهم الأمراض التي تصيب المحاصيل المزروعة من الفليفلة الحدة (الحريفة) والحلوة، ويؤدي هذا المرض إلى ضعف النباتات وتدني الإنتاجية، كما أنه يشجع آفات أخرى لكي تصيب الحقول والمزارع، فما هي دلالات ومظاهر الإصابة بالبياض الدقيقي على الفليفلة، وكيف يمكن مكافحة البياض الدقيقي على الفليفلة؟


فطر البياض الدقيقي على الفليفلة

في الحقيقة، إن البياض الدقيقي على الفليفلة هو فطر يحمل اسم Leviellula tauricae ويصيب أنواع الفليفلة سواء الحدة الحريفة أو الحلوة. يعد هذا الفطر من أهم الفطور التي تسبب أمراض النبات، وأمراض الزراعة الحقلية للفليفلة وكذلك الزراعة الصناعية. بالإضافة لذلك، فإن هذا الفطر هو مرض خطير جدًا ويجب التعامل معه بالمبيدات والمكافحة حال حدوث الإصابة به على الفليفلة. ينتشر هذا الفطر في كل البيئات الزراعية حول العالم تقريبًا حيث تزرع الفليفلة منها أمريكا والمكسيك والبرازيل وآسيا وشمال أفريقيا، وله مدى عوائلي واسع من العوائل النباتية. يؤثر هذا الفطر في زراعة الفليفلة ويصل الضرر إلى 80% عند تفاقم الإصابة.


الإصابة بالبياض الدقيقي على الفليفلة

البياض الدقيقي على الفليفلة
مظاهر الإصابة بالفطر في ورقة فليفلة

 

من مظاهر الإصابة بالبياض الدقيقي على الفليفلة البقع الصفراء التي تشاهد على السطح العلوي للأوراق، ويقابلها على السطح السفلي نموات بيضاء مسحوقية على شكل بودرة ومسحوق. الطريقة التي تمكن المزارع من أن يعرف بأنه بياض دقيقي هي مجرد أن يلاحظ البقع البيضاء التي تأخذ شكل المسحوق أو البودرة وتتجمع على السطح السفلي للورقة. كما تتشوه الورقة عندما يصيب الفطر الأوعية ليصبح شكلها شبيهًا بالملعقة، فتلتف حوافها، وبالإضافة لذلك، تظهر على الأزهار والثمار الصغيرة للفليفلة التي لم تنضج بعد نموات فطرية مغطاة بمسحوق أبيض وتجف لاحقًا. أيضًا فإن الفطر يصيب الثمار وتظهر الإصابة على شكل بقع تتحول إلى ما يشبه القشور الجلدية البيضاء والصفراء والطفح المسحوقي.

‘اقرأ أيضًا: دودة اوراق الخيار


مراقبة المزارع للحقل المصاب بالمرض

يجب أن يراقب المزارع الحقل والمكان المصاب بالبياض الدقيقي على الفليفلة بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع فليفلة:

  • مراقبة حقول وبيوت وأماكن زراعة الفليفلة بصورة دورية على مدار العام، لأن الفطر ممكن أن تظهر في أي وقت، لكن تكثيف المراقبة في الأوقات الرطبة والحارة الجافة في السنة.
  • مراقبة الأوراق والأفرع والثمار على نباتات الفليفلة بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من مناطق صفراء على الأوراق ونموات مسحوقية بيضاء.
  • أخذ المزارع لاستشارة فنية زراعية من مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات والمكافحة، وإطلاعه على بستان زراعة الفليفلة والبيت المشكوك في إصابته بالفطر وأخذ أي إرشادات على محمل الجد.
  • تجنب القيام بأي إجراءات غير مدروسة في حقل الفليفلة والبيت المحمي كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة كالمبيد DDT أو المبيد لامبدا سايهالوثرين، والمبيدات البارثينوئيدية، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة للبكتريا، وغيرها.

خطورة البياض الدقيقي على الفليفلة

تنبع خطورة البياض الدقيقي على الفليفلة، من أنه يضعف النبات في أماكن الإصابة ويشجع ظهور آفات جديدة. من أهم الآفات التي قد تنجذب هي آفات الحفر، والنطاطات، وصانعات الأنفاق ودودة أوراق الفليفلة. كما يمكن أن تتداخل الآفات الزراعية في ما بينها بقوة، مما يضطر المزارع لتطبيق نظام المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية في حقول الفليفلة الحدة والحلوة لوقايتها من الفطر ومن بقية الآفات.

“اقرأ أيضًا: حلم المشمش


متى نلجأ للمكافحة المتكاملة؟

يتم اللجوء للمكافحة المتكاملة مع البياض الدقيقي على الفليفلة، بمجرد تداخل الآفات في ما بينها. في حال وجود فطريات الذبول Fuzarium، وبكتريا التقرح Xanthomonas، وغيرها من أمراض نباتية، يتم اللجوء عندها للمكافحة المتكاملة في حقل الفليفلة المصاب بالمرض. كما يتم اللجوء للمكافحة المتكاملة عند وجود آفات حشرية غزيرة، وآفات أخرى غير حشرية كالقوارض والحالوش على الفليفلة والمن. ونعني بالمكافحة المتكاملة استخدام المبيدات بالإضافة إلى إجراءات وقائية وزراعية وعنائية لمنع حدوث الضرر قبل وقوعه وتجنب الخسارة في المردود والإنتاج.


عوامل تشجع الإصابة بالمرض

إن هناك عوامل تشجع الإصابة بالبياض الدقيقي على الفليفلة، و من أهم العوامل:

  1. مكونات الفطر الساكن في حراشف البراعم وشقوق الأوراق المتساقطة من نبات الفليفلة على سطح التربة.
  2. انتقال الأبواغ من الأشجار المصابة في البساتين المجاورة كالتفاحيات واللوزيات والحمضيات إلى خطوط زراعة الفليفلة.
  3. كما أن الظروف الجوية من رطوبة وحرارة مرتفعة في حقول الفليفلة والخضار تؤدي للإصابة بالفطر فهذا الفطر يعشق الرطوبة.
  4. أيضًا فإن حساسية الأصناف المزروعة تلعب دورًا في الإصابة (أصناف الفليفلة).
  5. توفر جو دافئ وجاف ضمن حقول الفليفلة يعتبر السبب الرئيسي في الإصابة بهذا الفطر على النبات.
  6. كما أن وجود الرياح، وعدم توافر مصدات رياح حول حقول الفليفلة، يشجع الإصابة لأنه ينقل الأبواغ الكونيدية للفطر.
  7. بالنسبة للبيوت الصناعية في الزراعة المحمية فإن وجود الأعشاب بصورة موبوءة حول البيت المحمي للفليفلة يشجع الإصابة.
  8. وجود آفات أخرى في البيت أو حول الحقل يؤدي للإصابة (كآفات الذباب والحافرات ودودة أوراق الفليفلة وغيرها).

مكافحة البياض الدقيقي على الفليفلة

تتم مكافحة البياض الدقيقي على الفليفلة من خلال جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية من المرض

تتم المكافحة الوقائية من خلال رش أوراق الفليفلة في نهاية الموسم قبل التساقط إما بالمبيدات النحاسية، أو باليوريا. كما يراعي المزارع التخلص من الأجزاء المصابة بالفطر من النبات وإبعادها نهائيًا عن الحقل أو البيت في الزراعة المحمية (أوراق وثمار الفليفلة). يراعي المزارع أيضًا القيام بعمليات تقليم وقائية للفليفلة من أجل التأكد من عدم إصابته بأمراض أخرى وآفات حشرية وغيرها. كما يتخلص المزارع من الأعشاب المحيطة بالبيت البلاستيكي أو الحقل، ويحاول خفض الرطوبة الجوية في بيت زراعة الفليفلة المحمي، ويزرع نباتات الفليفلة على مسافات مناسبة وهي 50 سم بين النباتات و 60سم بين السطور بالنسبة للفليفلة الحلوة، و 40 سم بين النباتات و 50 سم بين السطور بالنسبة للفليفلة الحدة.

مكافحة علاجية للمرض

تتم المكافحة العلاجية بمجرد تحديد المزارع لإصابة فعلية ضارة بالفطر على الفليفلة. تتم المكافحة باستعمال المبيدات النحاسية، أو المبيدات الفطرية الجهازية المتخصصة، حيث يفضل عند التعامل مع هذا الفطر استعمال المبيدات التابعة لمشتقات التيرازول، ومشتقات الستروبيلن، ومشتقات الكربمات برش أوراق الفليفلة. يمكن للمزارع أن يستعمل المبيد مانكوزيب Mancozeb، كما يمكن له أن يستعمل المبيد كربانديزيم الجهازي التأثير برش الأوراق والثمار الصغيرة من الفليفلة. بالإضافة لذلك، يمكن للمزارع أن يكافح الفطر باستعمال الكبريت المكروني مع مبيدات الريميدين ورشها على ثمار وأوراق الفليفلة، كما يحرص المزارع على تكرار الرش بعد أسبوعين من الرشة الأولى، كما يتم جمع الأجزاء المصابة وحرقها تمامًا (أوراق وثمار).

حلقة استعمال المبيدات ضد المرض

لتجنب تكوين الفطر لسلالات مقاومة ضمن بيوت وأماكن زراعة الفليفلة المصابة، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد مانكوزيب (Mancozeb) بالرش على فروع وأوراق وثمار الفليفلة المصابة بالفطر وخاصة المتآكلة. أما في الموسم التالي لإصابة الفليفلة فيستعمل المبيد كربانديزيم بالرش على النباتات المصابة بالفطور والنموات المسحوقية مستهدفًا الأوراق والأغصان القديم منها والحديث الفتي. بينما في الموسم الثالث فالمبيد دايمثوات Dimethoate مصحوبا بالمبيد مانكوزيب Mancozeb بالرش على نبات الفليفلة على الأغصان الغضة والمعمرة والفروع والأوراق، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص و(التركيب يختلف بعض الشيء) وأن تكون مأمونة منصوحة لكي لا تضر بنحل التلقيح، ولا بالأعداء، ولا بالمفترسات الطبيعية.

“اقرأ أيضًا: اكاروس القرع


إجراءات الإدارة المتكاملة للمرض

البياض الدقيقي على الفليفلة
أفضل إدارة ممكنة لحقل الفليفلة المصاب

 

يتم اللجوء للإدارة المتكاملة لفطر البياض الدقيقي على الفليفلة مع وجود آفات حشرية غزيرة في الحقل. والمقصود بالإدارة المتكاملة هي أجراءات المكافحة المذكورة سابقًا، بالإضافة للعمليات الزراعية، والعناية بالحالة الفزيولوجية للنبات وعمليات الخدمة من عزيق وتعشيب في خطوط زراعة الفليفلة. كما يتم الاعتناء بالبيئة والظروف المناخية والرطوبة والحرارة وغيرها من ظروف وري الفليفلة بصورة منتظمة دون زيادة. يقلم المزارع النبات بصورة جيدة سنويًا، كما يحرث التربة في حقول الفليفلة حراثة عميقة لحدود 40 سم قبل الزراعة. كما يراعي المزارع عدم زيادة عدد مرات الحراثة ويكتفى بثلاثة مرات في الموسم الواحد، وبالإضافة لذلك، يعتني المزارع بالحالة العامة لنبات الفليفلة من ري وتسميد وتعشيب وعزيق.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على مرض البياض الدقيقي على الفليفلة الذي يصيب الزراعات الحقلية والصناعية، ويؤدي لخسائر كبيرة في الإنتاج. كما نكون قد حددنا العوامل المشجعة على المرض، وسبل المكافحة المتكاملة وطرق الوقاية والعلاج في حقول الفليفلة. لا بد أن المزارع يجب أن يكون حريصًا على ما يزرع، وأن يسعى إلى منع المسبب قبل حدوثه ووقاية محصول الفليفلة من المرض.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.