سونة البازيلاء (Peas eurigaster integriceps)؛ أهم 6 عوامل تشجع الإصابة بها
Peas eurigaster integriceps
تعد سونة البازيلاء من الحشرات الضارة بمردود وإنتاج البازيلاء، فكيف يتعامل المزارع معها وما برنامج الوقاية والمكافحة لها ومحاسن المكافحة الحيوية للآفة؟
تعتبر سونة البازيلاء (Peas eurigaster integriceps) من الآفات الزراعية الضارة بمحصول البازيلاء، فهي تسبب خسائر كبيرة للإنتاج ومردود المزارع، فما هي علامات ومظاهر الإصابة بسونة البازيلاء التي تظهر على النباتات في الحقول المصابة، وكيف يمكن للمزارع مكافحة سونة البازيلاء عند حدوث الإصابة بها؟
حشرة سونة البازيلاء
إن سونة البازيلاء هي واحدة من أخطر الحشرات الاقتصادية على المحاصيل الحقلية ومنها البازيلاء. تصيب هذه الحشرة البازيلاء، وتؤثر في زراعتها، حيث تتواجد بكثرة في أفغانستان، وباكستان، و روسيا، وأمريكا، والهند، والصين، ودول شرق المتوسط كسوريا والأردن، وفي مصر، والمغرب، وتونس، وشبه الجزيرة العربية.
الإصابة بسونة البازيلاء
يأتي ضرر سونة البازيلاء من الحوريات والحشرات الكاملة للآفة، حيث تهاجم الحوريات والحشرات الكاملة نبات البازيلاء وتمتص محتويات الأنسجة، ثم ينتج ذلك ضعف وموت النبات. في حقيقة الأمر، تفضل الآفة الأوراق الغضة من النبات، وتظهر على الأوراق تبرقش أبيض على طول النصل سرعان ما يصبح أصفر. كذلك، فإن الحشرة تمتص محتويات حبوب البازيلاء وهي ما زالت في طور ما قبل النضج فتنكمش الحبوب وينتخفض محتواها من المادة النشوية وأيضًا يخف وزنها ومحتوى البروتين والكربوهيدرات. أحيانًا يصل الضرر على الحبوب إلى 50- 60%، وينتج عن الإصابة عدم صلاحية المحصول الناتج للتسويق.
“اقرأ أيضًا: عثة ثمار التين“
خطورة سونة البازيلاء
تنبع خطورة سونة البازيلاء، من أنها تسبب ضررًا في الإنتاج قد يصل أحيانا إلى 70- 75% من مردود المحصول. كذلك، فإن الإصابة بالآفة تسبب ضعف عام للنبات، مما يجذب آفات أخرى إلى محصول البازيلاء. ومن أهم الآفات التي قد تنجذب دودة أوراق البازيلاء حفار الذرة الأوروبي، وحفار أوراق البندورة، وسوسة القمح، وأكاروس البازيلاء، وتربس البازيلاء وغيرها. بالإضافة لذلك، قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات في حقول البازيلاء المصابة نتيجة تفاقم الضرر إلى حد كبير.
العتبة الاقتصادية للحشرة
إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لسونة البازيلاء مدى وجود داع لاستعمال المبيد في حقول البازيلاء المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد المجتمع الحشري، فهل هو يضطر المزارع لاستعمال المبيدات أم أن المكافحة ستكون مكلفة دون وجود فوائد أو منافع من تطبيقها في حقل البازيلاء الواحد، ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذه الحشرة:
- الحالة الأولى حين تكون أعداد المجتمع الحشري من حوريات وسونات كاملة ضمن حقول البازيلاء قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 8%.
- أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الحشري من السونة إلى مرحلة مهددة لإنتاجية حقول البازيلاء وصحتها، وتتكاثر أعداد المجتمع الحشري بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 8% وتصل إلى 30% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة وهي الأوراق والثمار.
- بينما الحالة الثالثة فتعني أن الحشرة وصلت بالفعل للحد الحرج وتتطلب تطبيق المكافحة، و ينصح باستعمال المبيدات ضمن حقول البازيلاء؛ بشرط استعمال حلقة مبيدات خاصة وتوجيهات المختصين والفنيين اتجهت نحو ميول أخرى أفضل كالمكافحة الحيوية، والمكافحة الوقائية من دون مبيدات، أو توجيهات لعناية المزارع بحقول البازيلاء وخاصة بالري والتسميد والمكافحة الحيوية.
عوامل تشجع الإصابة بالسونة
هناك جملة من العوامل التي تشجع الإصابة بسونة البازيلاء، ومن هذه العوامل:
- زيادة الكثافة النباتية في وحدة المساحة عند زراعة البازيلاء، وإهمال مسافات الزراعة.
- عدم العناية بالري المتوازن لحقل البازيلاء، واتباع طريقة غير سليمة تمامًا في الري.
- أيضًا، عدم الاعتناء بالتسميد الآزوتي للبازيلاء، وزيادته في بعض الأحيان عما هو مسموح به.
- بالإضافة للتسميد الآزوتي، إهمال التسميد بالبوتاس والفوسفور لترب البازيلاء يضعف مناعتها ويشجع الإصابة.
- كذلك، فإن استعمال المبيدات الحشرية بشكل متكرر وبصورة غير مدروسة في حقول البازيلاء يشجع الإصابة لأنه يضعف النباتات ويزيد مناعة الآفة.
- بالإضافة لما تقدم، تنتشر الآفة بسبب إهمال الأعشاب المنتشرة في حقل البازيلاء، وعدم حراثة الحقل سواء حراثة عميقة أو حراثة سطحية تنعيمية (عزيق وتعشيب).
“اقرأ أيضًا: وزواز الزيتون“
وصف السونة
بطبيعة الحال، قد تشبه الحشرة الكاملة وكذلك الحوريات من سونة البازيلاء معظم أصناف رتبة نصفية الأجنحة.
الحشرة الكاملة للسونة
إن الحشرة الكاملة متوسطة الحجم بحوالي 13- 14مم، حيث يغلب اللون البني أو الأبيض المسمر مع وجود خطين طوليين غامقين يمتدان من قمة الرأس خلال الصدر الأمامي وإلى الأسفل على طول الصفيحة الأمامية للجسم. أما الصدر المتوسط فهو ممتد للخلف ليعطي البطن ويزيد عنه بالطول، بينما فخذ الرجل فهو منقط بنقاط بنية سوداء اللون تعطيها شكل هندسي. كما تمتلك الحشرة قرن استشعار مكون من خمس عقل بحيث تكون آخر عقلة أغمق من البقية.
حوريات سونة البازيلاء
بخصوص الحوريات أو الأعمار الصغيرة للحشرة فهي مشابهة جدًا للسونة الكاملة في الشكل مع تفاوت قليل جدًا في اللون الفاتح في البداية والذي يصبح داكنًا مع مرور الوقت، ثم تصبح شبه الحشرة الكاملة بالتدريج.
دورة حياة الآفة
إن طور نشاط سونة البازيلاء من طور السكون غير معروفين تمامًا في أغلب الأحوال، ولهذه الحشرة عدد كبير من الأجيال، لذلك يصعب تحديد دورة الحياة بدقة.
شتاء الحشرة
تقضي الآفة فصل الشتاء بطور السونة الكاملة في الهضاب والمرتفعات في مناطق زراعة البازيلاء. بعد ذلك، مع أواخر الشتاء، تبدأ بالتغذية على بعض الأعشاب المحيطة بالحقل والنباتات النجيلية والبقولية على وجه الخصوص.
ربيع السونة
بعد ذلك، وفي الربيع في نيسان/ أبريل أو آذار/ مارس، مع ارتفاع درجات الحرارة إلى الحد المناسب لفزيولوجيا جسم الحشرة، تهاجر إلى حقول البازيلاء، ثم تتزواج. تضع الإناث حوالي 150 بيضة لكل أنثى سونة بشكل زوج من الصفوف يحوي كل زوج 20- 40 بيضة دائرية بيضاء إلى سمراء.
متابعة تطور الآفة
يفقس البيض بعد أسبوع أو أكثر، ثم تظهر الحوريات مع شهر أيار/ مايو أو حزيران/ يونيو. قد تمر الحوريات بخمسة أعمار أو أكثر أو أقل حسب نوع البازيلاء والمنطقة ومناخها من رطوبة وحرارة. بعد ذلك، تصل إلى طور الحشرة الكاملة ثم تقضي بيات صيفي-شتوي حتى الربيع القادم فتعيد دورة حياتها على البازيلاء من جديد.
أجيال سونة البازيلاء
عدد الأجيال يختلف عند الآفة من نوع بازيلاء إلى آخر، ومن منطقة لأخرى، ويتأثر أيضًا بظروف (المنطقة والطقس والرطوبة والحرارة).
مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة
يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بسونة البازيلاء بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع بازيلاء:
- مراقبة حقول وأماكن زراعة البازيلاء بصورة دورية على دفعتين، بداية المراقبة في نيسان/أبريل أو آذار/ مارس، ثم مراقبة ثانية في حزيران/ يونيو.
- مراقبة أوراق وثمار وأجزاء نبات البازيلاء بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من أوراق جافة وثمار شاحبة وغيرها.
- أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على حقل زراعة البازيلاء المشكوك في أمره.
- تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في حقول البازيلاء كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة كالمبيد DDT، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة، وغيرها، فهذا ضار جدًا بالمفترسات كأبو العيد وأسد المن اللذان يتكاثران طبيعيًا في حقول البازيلاء.
“اقرأ أيضًا: تربس التوت“
مكافحة سونة البازيلاء
تتم مكافحة سونة البازيلاء من خلال جملة من الإجراءات ، ويتم ذلك بطبيعة الحال بمجرد وصول الضرر إلى العتبة الاقتصادية، حيث تتم المكافحة كالتالي:
- زراعة الأصناف المبكرة من البازيلاء ، مما ينجي النباتات من الإصابة بالسونة.
- الجمع باليد للسونات الكاملة والحوريات وحرقها بعيدًا عن حقل البازيلاء.
- أيضًا تتلف الأجزاء النباتية المصابة من البازيلاء كالسنابل والأوراق بالحرق أو بالاستبعاد.
- كما تتم العناية بالحالة العامة لحقل البازيلاء من ري وتسميد متوازن وتعشيب.
- بالإضافة لذلك، يستعمل أحد مبيدات الحشرات الفوسفورية العضوية من أمثال باراثيون ميثيل Parathion- methyl، وتريكلورفون Trichlorfon، وكلورثيون Chlorhthion، بالرش على الثمار والأوراق في البازيلاء.
- كما يمكن تطبيق المكافحة الحيوية من خلال إطلاق طفيليات البيض من أمثال Trissolocus spp التي تربى في المخابر وتطلق في حقول البازيلاء المصابة.
حلقة استعمال المبيدات ضد الحشرة
لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن حقول البازيلاء المصابة، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد ديمتون إس متيل Dimeton-s-methyl بالرش على أوراق وثمار البازيلاء المصابة بالحوريات والحشرات الكاملة. أما في الموسم التالي لإصابة البازيلاء فيستعمل المبيد سيبرمثرين Cypermithren بالرش على نباتات البازيلاء المصابة بالحشرات الكاملة والحورية الصغيرة مستهدفًا الأوراق الحديثة والقديمة والثمار. بينما في الموسم الثالث فالمبيد دايمثوات (Dimethoate) بالرش على أجزاء نبات البازيلاء وخاصة على الأوراق المصابة مع شهر أيار/ مايو، ثم في حزيران/ يونيو وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص و(التركيب يختلف بعض الشيء) وأن تكون فسفورية عضوية تعمل ضد الحشرات الكاملة من السونة والحوريات معًا.
محاسن المكافحة الحيوية للآفة
إن لمكافحة سونة البازيلاء بالطريقة الحيوية محاسن عديدة تنعكس إيجابًا على المزارع أو المنتج والبستان على المدى البعيد، وأهم الفوائد:
- تقليل تكاليف استعمال المبيدات في حقول البازيلاء (حتى لو كانت فسفورية مأمونة أو منصوح بها، أو حتى لو تم تطبيق حلقة أو برنامج مبيدات) وهذا لأن المكافحة الحيوية لا تتطلب إلا خبرات تعمل عليها وإطلاق المفترسات أو المبيدات الحيوية مرة واحدة في الحقل.
- زيادة وتحسين أمان الحقل كبيئة حيوية أو كمجتمع بيئي صالح للزراعة وفي نفس الوقت فهو صالح لحياة الكائنات النافعة كبعض الحشرات والمتطفلات.
- عدم إحداث أي أضرار للبيئة المحيطة بحقل البازيلاء والفصائل الأخرى البقولية والباذنجانية (خاصة أن الفصيلة الفولية تربى عليها أعداء حيوية بشكل طبيعي) وخاصة الإنسان والحيوان والكائنات الحية النافعة ودود القز والنحل المربى من أجل العسل أو نحل تلقيح الأزهار.
- عدم ظهور سلالات مقاومة للآفات في الحقول المعتنى بتطبيق المكافحة الحيوية فيها؛ وهذه ميزة تحصد على المدى البعيد لسنوات وسنوات مديدة.
- تحقيق الفائدة الاقتصادية المثلى من الحقل المزروع بالباقلاء؛ بسبب ارتفاع الإنتاج ومردود المزارع نتيجة أمان الحقل وقلة عدد الآفات نتيجة المكافحة السليمة.
- تقليل الجهد المبذول من المزراع في اعتماد آلات الرش (عند استعمال المبيدات) أو تقليل اليد العاملة في الحقل وتوفير طاقة المزارع والمنتج والعامل.
- تقليل فرصة ظهور الآفة إلى أقل حد ممكن؛ وهذا لأن المكافحة الحيوية (مبيدات حيوية، أعداء حيوية) تقلل أعداد الآفة (سونة) وتزيد أعداد المفترس، وتتم مكافحة هذه الخنفساء حيويًا من خلال (النيماتودا والفطور والبكتريا الممرضة للحشرات).
تطبيق الإدارة المتكاملة للآفة
إن المقصود بالإدارة المتكاملة لسونة البازيلاء، جملة من الإجراءات. نخص بالذكر الإجراءات الزراعية من عناية بحقول البازيلاء، وتعقيم التربة بالطاقة الشمسية حيث يمدد غطاء من البلاستيك / بولي اتيلن/ أو الخيش أسود اللون لرفع حرارة التربة والقضاء على الآفات الساكنة ومنها السونة وغيرها. بالإضافة لذلك، يحرث المزارع ترب البازيلاء حراثة عميقة أولية 30 سم ثم بعدها حراثة سطحية 12 سم عمقًا، كما يعتني المزارع عند الزراعة بالعزيق، والتعشيب، حيث يكرر العزيق 2-3 مرات لتعنيم التربة والقضاء على بذور الأعشاب وعذارى الآفات الساكنة في حقول البازيلاء ومنها السونة. أيضًا يراعي المزارع عدم زيادة الكثافة النباتية في حقول البازيلاء الحقلية فوق الحد المسموح فهي تشجع الأمراض، وتقلل المساحة الغذائية المتوفرة للنبات. كذلك فتجب زراعة البازيلاء على مسافات مناسبة وهي على الأقل 25سم بين النبات والآخر، ومثلها بين السطور في خطوط الزراعة.
بذلك؛ نكون قد تعرفنا على سونة البازيلاء وأضرارها على المحاصيل المزروعة منها. بالإضافة لذلك، نكون قد تعرفنا على مظاهر الإصابة وسبل المكافحة الممكنة وإدارة بستان البازيلاء المصاب بالسونة. لا بد أن المزارع لحريص على محاصيله وما يزرع يجب أن يكون على علم بالآفات التي تسبب له الخسارة الاقتصادية والضرر المحتوم، لذلك وجبت العناية والمكافحة ووقاية حقول البازيلاء وخاصة من هذه السونة الضارة بالمردود الزراعي.
التعليقات مغلقة.