ذبول أشجار الإجاص (Pear tree fusarium)؛ أهم 9 أسباب له

Pear tree fusarium

يعد ذبول أشجار الإجاص من الأمراض الخطيرة على عمر وإنتاج أشجار الكمثرى أو الإجاص، فكيف يتعامل معه المزارع وما برنامج الوقاية والمكافحة المطبق له؟

يعتبر ذبول أشجار الإجاص (Pear tree fusarium) من الأمراض الفطرية الخطيرة التي تصيب أشجار الإجاص وتؤدي إلى ضعفها وموتها وذبولها مع الزمن، وبالتالي خسارة المزارع لهذه الأشجار ومردودها الغالي، فما هي أسباب ذبول أشجار الإجاص، وما هي طرق علاج ذبول أشجار الإجاص التي يجب على المزارع القيام بها؟


فطر ذبول أشجار الإجاص

إن فطر ذبول أشجار الإجاص هو واحد من الفطور التي تتواجد في التربة وتنتقل من خلالها التراب الملوث بأبواغ الفطر. هناك فطران في التربة يسببان الذبول عند الإجاص وهما الفيوزاريوم Fusarium والفرتيسيليوم Verticillium. هذه الفطور هي من الفطور الناقصة التي تشكل جسيمات حجرية في التربة، كما أن هذه الفطور لا تتحمل الحرارة العالية والجفاف والجو الحار. تصاب الأشجار، من بينها أشجار الإجاص، بهذا المرض، ويؤدي ذلك لضعفها وذبولها وتدني الإنتاجية ومردود المزارع من ثمار الإجاص المفيدة واللذيذة. يؤثر الفطر على زراعة الإجاص إلى حد كبير ويتواجد في مناطق زراعته في شرق المتوسط وأوربا وآسيا. كذلك، ففي حال لم تتبع مكافحة ذبول أشجار الإجاص بصورة جيدة، فإنه يؤدي لنتائج كارثية. إذن، فيجب على المزارع بكل تأكيد مكافحة مرض ذبول أشجار الإجاص حال التأكد من الإصابة وبلوغها الحد الحرج الذي يستدعي الوقاية قبل العلاج.


أسباب ذبول أشجار الإجاص

إن أسباب ظهور ذبول أشجار الإجاص هي العوامل المساعدة التي تساعد الفطر على إحداث العدوى والإصابة والانتقال من شجرة إلى أخرى ومن بستان إلى آخر، ومن أهم هذه الأسباب والعوامل:

  1. زراعة الإجاص على مسافات غير مناسبة مع كثافة نباتية عالية في وحدة المساحة، وهذا يقلل الماء والهواء والغذاء عن الشجرة.
  2. انتقاء الغراس غير السليمة لأشجار الإجاص، التي يحصل عليها المزارع من مشاتل ملوثة وغير مضمونة، تعد من أهم أسباب هذا المرض.
  3. أن يقوم المزارع بزراعة أنواع من الخضار أو المحاصيل بين أشجار الإجاص.
  4. استعمال المزارع لسماد بلدي غير متخمر، يعد من أهم أسباب مرض ذبول أشجار الإجاص.
  5. كذلك فإن زيادة الأسمدة الآزوتية الغير معقولة تؤدي للإصابة بذبول أشجار الإجاص.
  6. لا ننسى أن عدم التوازن في التسميد لأشجار الإجاص يسبب الإصابة بالفطر، كالاستغناء عن أسمدة البوتاس والفوسفور والاكتفاء بالآزوت.
  7. أيضًا فالحراثة العميقة المبالغ بها أكثر من 25 سم تؤدي للإصابة بفطر ذبول أشجار الإجاص.
  8. كما أن نمو الأعشاب الضارة وعدم اقتلاعها يساعد في نقل الفطور من التربة ويزيد من كثافتها على أشجار الإجاص.
  9. بالإضافة لذلك، عدم إلمام المزارع بالعناية السليمة بالأشجار المثمرة ومن ضمنها الإجاص له دور في المساعدة على الإصابة.

“اقرأ أيضًا: تربس الكرز


الإصابة بذبول أشجار الإجاص

تتجلى أعراض الإصابة بذبول أشجار الإجاص على الأشجار على صورة جفاف للأفرع، حيث تكون الأفرع الجافة هي الأفرع الهيكلية الرئيسية بالإضافة للأفرع الثانوية الخارجة من الأفرع الأساسية والأغصان. أيضًا، بعد فترة من الوقت تعتبر طويلة إلى حد ما، ومع تفاقم الإصابة، تجف شجرة الإجاص بالكامل مع أوراقها وثمارها. رغم ذلك، فإن الأشجار لا تموت إلا بعد وقت طويل قد يستغرق أكثر من 10- 12 سنة، بالإضافة لما تقدم، يرافق الإصابة نموات كثيفة جدًا في أسفل الشجرة عند مسقط التاج. تبدو شجرة الإجاص في البداية غير مصابة، لكن مع الزمن تظهر الأعراض بصورة واضحة. لكن قد تتمكن الأشجار من الشفاء في بعض الحالات (حالة شفاء ذاتي)، و تتركز الإصابة على الفروع وأيضًا يمكن للفطور أن تصيب الأوراق وثمار الإجاص.


خطورة مرض ذبول أشجار الإجاص

تكمن خطورة ذبول أشجار الإجاص حين يتركه المزاع دون أي علاج، وكذلك حين لا يتخذ المزارع أي تدابير وقائية وزراعية لمنع مسبب المرض قبل حدوثه. كما أن تداخل الآفات الزراعية في ما بينها ضمن البستان الواحد قد يهدد حياة أشجار الإجاص وربما البستان بالكامل. إن وجود آفات آخرى من أمثال آفة حفار ساق الإجاص، وآفة الدفلة القشرية، جنبًا إلى جنب مع مرض الذبول، سوف يجعل الضرر كارثيًا وقد ينتقل لبساتين مجاورة. انطلاقًا من ذلك، فقد يلجأ المزارع لتطبيق نظام المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية في بستان الإجاص لوقايته من الذبول وغيره من آفات.


متى نلجأ للمكافحة المتكاملة للمرض؟

يتم اللجوء للمكافحة بمجرد أن يتوقع المزارع الخطر أو الإصابة؛ هذا لأن هذا مرض الذبول الذي يصيب الإجاص خطير ولا يجب التساهل معه أبدًا خاصة أنه مرض قاتل ومداه الزمني طويل 10- 12 سنة. جرت العادة أثناء المكافحة المتكاملة للآفات أن لا يتم التدخل بالمبيدات إلا حين يصل الضرر للعتبة الاقتصادية أو الحد الحرج أي مدى وجود داعي لتدخل المبيدات والمكافحة الكيميائية والوقائية والزراعية والإدارة العاجلة عند وجود فطور الذبول. رغم ذلك، ونظرًا لخطورة هذا المرض، فإن المعاملة يجب أن تكون مباشرة بمجرد توقع حدوث الإصابة بالذبول على أشجار الإجاص. والجدير بالذكر، أنه كلما تأخر الرش باستعمال المبيدات، زادت الأضرار وصارت المكافحة المتكاملة أصعب فأصعب ضمن بساتين الإجاص المصابة والمتضررة من مرض وفطر الذبول.

“اقرأ أيضًا: حافرة اوراق السفرجل


مراقبة المزارع للبستان المصاب بالمرض

ذبول أشجار الإجاص
مراقبة بستان الإجاص المصاب

 

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بذبول أشجار الإجاص بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع إجاص:

  • مراقبة بساتين وأماكن زراعة الإجاص بصورة دورية على مدار العام، لأن فطور الذبول ممكن أن تظهر في أي وقت.
  • مراقبة الأفرع والسيقان والأغصان على نباتات الإجاص بصورة خاصة و ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من أعراض ذبول أو جفاف، ثم مراقبة الأوراق والثمار.
  • أخذ المزارع لاستشارة فنية زراعية من مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات والمكافحة، وإطلاعه على بستان زراعة الإجاص المشكوك في إصابته بالذبول وأخذ أي إرشادات على محمل الجد.
  • تجنب القيام بأي إجراءات غير مدروسة في بستان الإجاص كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة كالمبيد DDT أو المبيد لامبدا سايهالوثرين، والمبيدات البارثينوئيدية، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة للذبول، وغيرها.

مكافحة فطر ذبول أشجار الإجاص

إن مكافحة مرض ذبول أشجار الإجاص لا تتم إلا من خلال جملة من الإجراءات، بعضها وقائي يتم لمنع المسبب قبل حدوثه، وبعضها الآخر علاجي استئصالي للمرض. كذلك، فإن هناك علاج بالمكافحة المتكاملة، وعلاج بالإدارة المتكاملة في بستان الإجاص. كما لا ننسى العمليات الزراعية الضرورية التي يقوم بها المزارع بصورة ميكانيكية من تسميد وتقليم وعزيق لترب أشجار الإجاص. تتشابه إلى حد كبير سبل وقاية وعلاج مرض ذبول أشجار الإجاص مع طرق مكافحة مرض ذبول الزيتون.

مكافحة المرض بوقاية الغراس

تؤخذ الغراس من مشاتل إجاص سليمة حصرًا وموثوقة. عادة، تخصص أشجار لهذا الغرض تسمى بالأشجار الأمهات، وهي المناسبة بصورة مثلى للغراس التي يزرع بها الإجاص. يجب أن تحظى الغراس أيضًا بالمراقبة الدورية الشاملة، للتأكد من عدم إصابتها بأي أمراض أخرى كالتقرح والبكتريا والحشرات القشرية على الإجاص وغيرها. وقاية الغراس عامل هام جدًا لأنها سبب رئيسي في نقل المرض أو وجوده من عدمه على غراس الإجاص التي ينوي المزارع نقلها للأرض الدائمة.

وقاية زراعية من الفطر

يجب عدم زراعة أي نوع من أنواع الخضار أو المحاصيل بين أشجار الإجاص، وذلك تفاديًا لنقل الفطور. أما إذا اضطر المزارع لذلك، فعليه أن يخصص جزء من البستان للخضار أو المحاصيل، والجزء الآخر للإجاص حكمًا. أيضًا، أثناء الحراثة، يجب أن يحرص المزارع على عدم انتقال أي جزء من التربة المحروثة من حقل الخضار إلى بستان الإجاص. كما أنه لا تجب المبالغة بعدد مرات الحراثة، حيث يستحسن أن تجرى الحراثة 3-4 مرات لترب أشجار الإجاص خلال الموسم الواحد وأن لا تزيد عن ذلك. تكون الحراثة الأولى في الخريف للحفاظ على رطوبة التربة، أما الحراثة الثانية ففي بداية الربيع للتخلص من الأعشاب الضارة وعزيق سطحي لعمق 12 سم حول ترب أشجار الإجاص. بالإضافة لذلك، تجرى الحراثة الثالثة في منتصف الربيع في أيار/ مايو أو بداية الصيف في حزيران/ يونيو للحفاظ على الرطوبة وقتل الأعشاب حول بستان الإجاص في نفس الوقت. كذلك فيجب أن لا يعمّق المزارع في الحراثة كثيرًا، وتكفي الحراثة لعمق 12 سم، وهذا لكي لا تتأذى جذور أشجار الإجاص وينتقل الفطر إليها.

وقاية غذائية من المرض

في الواقع، تتم الوقاية الغذائية من خلال الاهتمام بتسميد أشجار الإجاص بصورة متوازنة تمامًا. يجب أن يحتوي السماد على الفوسفور والبوتاس والآزوت، بالإضافة لبعض الأسمدة الأخرى كاليوريا والمغنزيوم في حال نقصها على شجرة الإجاص. أيضًا، فيجب على المزارع الحرص -كل الحرص- على عدم زيادة التسميد الآزوتي لأشجار الإجاص وهذا من أهم عوامل الوقاية. كذلك، يستحسن أن يستعمل المزارع سماد بلدي متخمر، حيث يوصى بأن يكون السماد متخمر لمدة لا تقل عن ست سنوات قبل أن يوزع على أشجار الإجاص.

“اقرأ أيضًا: دودة المشمش الحرشفية


علاج ذبول أشجار الإجاص

ذبول أشجار الإجاص
العلاج التام للفطر

 

يتم علاج ذبول أشجار الإجاص بصورة نهائية عن طريق المعاملة الكيميائية بأحد مشتقات البنزيميدازول أو الكربمات. يفضل أن يتم استعمال مبيدات جهازية عند الإصابة من أمثال المبيد كربيندازيم Cerbandezym أو المبيد مانكوزيب (Mancozeb)، وكلاهما ينفع مع الفطور الممرضة، برش أشجار الإجاص. يمكن أن يبقى المبيد في التربة أو ضمن أنسجة النبات لفترة طويلة، كما يمكن أن يحقن حقنًا بالإبرة في جذوع وسوق أشجار الإجاص وأغصانها. ويمكن للمزارع أن يقي الأرض أو الحقل من خلال الرش الوقائي بأحد مركبات النحاس أو بالكبريت المكروني مع مبيدات الريميدين على الجذوع والفروع وأغصان الإجاص. بالإضافة لذلك، يمكن استعمال أغطية لتغطية التربة حول جذوع أشجار الإجاص بها أثناء الصيف ورفع الحرارة وقايةً من الفطر الذي يخاف الحرارة. كذلك تجوز المكافحة حيويًا باستعمال الفطر تريكوديرما Trechoderma الرمّي الذي يمنع فطر الذبول ويقضي عليه وينثر في بساتين الإجاص.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على مرض ذبول أشجار الإجاص وكيفية التعامل معه وقائيًا أو علاجيًا من خلال الإجراءات الزاعية المختلفة وكذلك الإجراءات الكيميائية أو الاستئصالية والعلاجية. أيضًا نكون قد تعرفنا على الفطر وعلى أسبابه التي تساعد في الإصابة، حيث لا بد أن المزارع الحريص على أشجار الإجاص وحقله وبستانه يجب أن يكون على علم تام بالآفات التي تصيب ما يزرع وتؤدي لخسائر هائلة، لذلك فقد وجبت الوقاية من هذا الفطر الضار قبل العلاج.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.