تقرح أشجار الخوخ (Peach tree xanthomonas)؛ أهم 8 عوامل وأسباب تؤدي للإصابة به

Peach tree xanthomonas

يعد تقرح أشجار الخوخ من أهم الأمراض البكتيرية التي تصيب أشجار الخوخ وتؤدي إلى ضعف النباتات وكذلك تدني إنتاج المحصول، فكيف يتم التعامل مع هذا المرض؟

يعتبر تقرح أشجار الخوخ (Peach tree xanthomonas) من أهم الأمراض البكتيرية والآفات الزراعية التي تصيب أشجار الخوخ وتؤدي إلى تدني الإنتاج الزراعي أو ضعف القيمة التسويقية للثمار وانخفاض جودتها، كما أن هذا المرض يشجع ظهور آفات جديدة منها فطور وبكتريا وحشرات وفيروسات، فما هو هذا المرض، وما هي دلالات أو أعراض الإصابة بتقرح أشجار الخوخ التي تظهر على الأشجار، وكيف يمكن مكافحة تقرح أشجار الخوخ؟


مرض تقرح أشجار الخوخ

إن تقرح أشجار الخوخ هو مرض بكتيري ناتج عن بكتريا يمكن أن تنتقل عن طريق الرياح بصورة أساسية، كما أنها تنتقل عن طريق التربة والآفات، وكذلك تنتقل عن طريق الغراس، وعن طريق الجذور الملوثة والمريضة. يسبب هذا المرض تدني إنتاجية أشجار الخوخ اللوزية، وتزداد الإصابة حسب الأصناف. كما أن المرض يصيب كافة أشجار الخوخ (الخوخ الياباني والصيني وغيرهما). ينتشر المرض في مناطق انتشار الخوخ في العالم، ويتواجد في دول شرق المتوسط بصورة خاصة، وفي سوريا، والأردن، والمغرب، وإسبانيا، والبرتغال.


الإصابة بتقرح أشجار الخوخ

تقرح أشجار الخوخ
مظاهر الإصابة بالمرض

 

من مظاهر الإصابة بتقرح أشجار الخوخ البكتيري التقرحات التي تلاحظ بشكل واضح بالعين المجردة على أشجار الخوخ المصابة. على الأوراق تكون التقرحات بنية رمادية محاطة بهالات ومساحات صفراء، حيث مع تفاقم الإصابة، تتحول التقرحات إلى اللون الأسود الشاحب. كما أن المرض يصيب الأغصان الفتية والمعمرة في ذات الوقت وكذلك ثمار الخوخ. تظهر أعراض الإصابة على الأغصان كتقرحات بنية أو سوداء رمادية لكن من دون هالات صفراء، أما الإصابة على الثمار فهي بنفس المظاهر الخاصة بالإصابة على الأغصان مع تدني قيمة الثمار التسويقية. قد تصل نسبة الإصابة في محصول الخوخ مع الإهمال وعدم اتخاذ الإجراءات العلاجية والوقائية إلى نسبة 50% من الإنتاج.

“اقرأ أيضًا: وزواز الزيتون


خطورة تقرح أشجار الخوخ

تنبع خطورة مرض تقرح أشجار الخوخ من أنه يضعف الأشجار ويؤدي بذلك لانجذاب عدد كبير من الآفات إليها. من ضمن الآفات التي قد يصاب بها الحقل ذبابة ثمار الخوخ، وفراشة البرقوق، وكذلك الحشرات القشرية (سوداء، نمشة، كأسية)، والفطور والأمراض البكتيرية الأخرى. مع تفاقم الإصابة، قد تتداخل الآفات كثيرًا في ما بينها، ويضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية ضمن بستان الخوخ الواحد لوقايته من هذا المرض وغيره من الآفات على السواء. بالإضافة لما تقدم، يمكن للمرض أن ينتشر بمساعدة الرياح، ومع عدم وجود مصدات رياح، فينتقل إلى بساتين خوخ مجاورة ويهددها. انطلاقًا مما تقدم، وجبت مكافحة المرض حال التأكد من وقوعه لأنه خطير جدًا، وتأخر المكافحة له عواقب وخيمة.


العتبة الاقتصادية للمرض

تقرح أشجار الخوخ
ما هو الحد الحرج للمرض أو العتبة الاقتصادية؟

 

إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لتقرح أشجار الخوخ مدى وجود داع لاستعمال المبيد في بساتين الخوخ المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج للبكتريا وأعدادها، فهل هو يضطر المزارع لاستعمال المبيدات أم أن المكافحة ستكون مكلفة دون وجود فوائد أو منافع من تطبيقها في بستان الخوخ الواحد؟ ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذه الحشرة:

  • الحالة الأولى حين تكون أعداد البكتريا ضمن بساتين الخوخ وعلى الشجرة الواحدة قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 10- 15%، وعدد الفروع المصابة قليل جدًا.
  • أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد البكتريا إلى مرحلة مهددة لإنتاجية أشجار الخوخ وصحتها، وتتكاثر أعداد مجتمع الآفة بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 15% وتصل إلى 50% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة، خاصة الفروع.
  • بينما الحالة الثالثة فتعني أن البكتريا وصلت بالفعل للحد الحرج وتتطلب تطبيق المكافحة لأن الأضرار أصبحت خطيرة، ولكن رغم ذلك لا ينصح باستعمال المبيدات ضمن بساتين الخوخ المصابة فتوجيهات المختصين والفنيين اتجهت نحو ميول أخرى أفضل كالمكافحة الحيوية، للحفاظ على الأعداء الحيوية وتجنب قتل النحل، والمكافحة الوقائية من دون مبيدات، أو توجيهات لعناية المزارع ببستان الخوخ.

“اقرأ أيضًا: تربس التوت


متى نلجأ للمكافحة المتكاملة؟

في حقيقة الأمر، لا نلجأ للمكافحة المتكاملة لتقرح أشجار الخوخ إلا حين يبلغ مستوى الضرر الحد الحرج الاقتصادي. يجب أن يلاحظ المزارع بنفسه من خلال مراقبته الدورية للأشجار وجود التقرحات على أشجار الخوخ من عدمها. في البداية تكون التقرحات قليلة، وصغيرة الحجم، ويمكن التخلص منها وإزالتها. رغم ذلك، مع تفاقم الإصابة، وإهمال الفلاح، تصعب المكافحة ضمن بساتين الخوخ المصابة بنسبة 50%. كما يراعي المزارع عدم اللجوء للمكافحة أو استعمال المبيدات إلا حين يحصل الضرر أو يتوقع بنفسه حصول الضرر، لأن أضرار المبيدات المستخدمة بطريقة غير مدروسة ذات عواقب لا تحمد خاصة على أشجار الخوخ التي تلقحها حشرات النحل فالمبيدات تقضي على النحل.


عوامل تشجع الإصابة بالمرض

إن هناك عوامل تشجع الإصابة بتقرح أشجار الخوخ البكتيري وهي عوامل زراعية، أو ميكانيكية، أو كيميائية وأهم العوامل ثمانية:

  1. عدم وجود مصدات رياح في مناطق زراعة الخوخ، مما يساعد في انتشار البكتريا عن طريق الرياح.
  2. أيضًا فإن عدم العناية بتخليص بستان الخوخ من الأعشاب يشجع إصابة المرض وانتشار الآفات.
  3. كما أن زيادة التسميد الآزوتي لأشجار الخوخ يمكنها أن تشجع على الإصابة بالمرض، فلا يجب زيادته.
  4. بالإضافة لذلك، تجب العناية بالتسميد المتوازن لأشجار الخوخ بالبوتاس والفوسفور والآزوت وهذا يعطيها مناعة من المرض.
  5. ارتفاع رطوبة تربة أشجار الخوخ بسبب الري الزائد تؤدي للإصابة بالمرض، لأن بكتريا التقرح تحب الرطوبة والماء.
  6. كذلك فإن مصدر العدوى من بساتين الخوخ المجاورة الغير معتنى بها يمكن أن يساهم في انتشار البكتريا.
  7. وجود الحشرات الحفارة والماصة للعصارة وصانعات الأنفاق المساعدة على انتشار البكتريا يزيد فرصة الإصابة بالمرض في بستان الخوخ.
  8. كما أن تقليم أشجار الخوخ بصورة سيئة، وإحداث جروح عليها، يشجع كثيرًا الإصابة بالمرض.

“اقرأ أيضًا: كابنودس المشمش


مكافحة تقرح أشجار الخوخ

تقرح أشجار الخوخ
مكافحة هذا المرض على أشجار الخوخ

 

تتبع من أجل مكافحة تقرح أشجار الخوخ مجموعة من الوسائل الوقائية، والعلاجية، والاستئصالية.

مكافحة وقائية من المرض

تتم المكافحة الوقائية من خلال الحرص على عدم أذية أو جرح أشجار الخوخ أثناء تقليمها، كما يراعي المزارع عدم زيادة كمية مياه الري (الرطوبة) أو اتباع طرق ري سيئة كالري بالتطويف أو بالغمر. بالإضافة لذلك، يجب على الفلاح التخلص من الأعشاب الموبوءة التي تعتبر بؤر لانتشار الآفات في بستان الخوخ، ويتم التقليم بترك 3-4 أفرع أساسية للشجرة الواحدة تقصر في السنة التالية إلى 3. أيضًا، فعلى المزارع أن يجري التقليم في الظروف الجافة حراريًا (الصيف الحار وليس الشتاء البارد)، وأن يقوم بالتخلص من بقايا التقليم تمامًا ويبعدها عن بستان الخوخ. يراعي المزارع كذلك أن يكافح الحشرات والفطور والممرضات الأخرى المسببة لانتشار البكتريا وخاصة حفار ساق الخوخ وذبابة ثمار الخوخ.

مكافحة علاجية من المرض

بينما الكافحة العلاجية فتتم من خلال كشط التقرحات على الفروع المصابة، ودهن مكان الكشط على فروع وأغصان شجرة الخوخ بأحد المبيدات الفطرية الجهازية المتخصصة. يحرص المزارع على جمع نواتج الكشط وحرقها بعيدًا عن بستان الخوخ. يمكن أيضًا أن تستعمل مضادات حيوية متخصصة في القضاء على البكتريا من أمثال الناتمايسين، والبولي أوكسين، ورغم ذلك، لا ينصح باستعمال المضادات الحيوية في حال توافر وسائل أخرى للمكافحة أكثر أمانًا لأشجار الخوخ.

المكافحة المتكاملة للمرض

لا يتم اللجوء إلى المكافحة المتكاملة لتقرح أشجار الخوخ إلا حين تكون الإصابة متفاقمة، ويكون البستان موبوءًا بالآفات، ويحتاج حقًا إلى العناية الاستئصالية. تتم المكافحة المتكاملة من خلال الرش بمبيدات الحشرات الفوسفورية من أمثال دايمثويت (Dimethoate)، أو فوسفاميديون phosphamedon الفسفوري- العضوي على الفروع والأغصان في أشجار الخوخ. كما يتم الرش بالمبيد كارباريل Carbaryl من أجل مكافحة فراشات الأنفاق من أمثال فراشة الخوخ العتة وغيرها، بالإضافة لذلك، يتم الرش الوقائي بالمبيدات في الخريف والربيع وخاصة المركبات النحاسية للوقاية من الأمراض الفطرية، أو الرش بمبيدات فطرية متخصصة.

حلقة استعمال المبيدات ضد المرض

لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين وأماكن زراعة الخوخ المصابة، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد ديمتون إس متيل Dimeton-s-methyl بالرش على أغصان وفروع وجذوع أشجار الخوخ المصابة بالبكتريا. أما في الموسم التالي لإصابة الخوخ فيستعمل المبيد براثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أشجار الخوخ المصابة بالبكتريا مستهدفًا الفروع والجذوع والأغصان. بينما في الموسم الثالث فالمبيد دايمثوات Dimethoate بالرش على أشجار الخوخ على الأغصان الغضة والمعمرة والفروع، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص والتركيب وأن تكون فسفورية عضوية لكي لا تضر بنحل تلقيح الخوخ ولا بالأعداء والمفترسات الطبيعية.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على مرض تقرح أشجار الخوخ البكتيري وعلى خطورته في حال تفاقم الإصابة. كما نكون قد حددنا العوامل المشجعة على المرض، وكيف هي تساعد على انتشاره وانتشار الآفات في الحقل أو بستان الخوخ المصاب، حيث أن درهم وقاية خير من قنطار علاج، وأشجار الخوخ أشجار مفيدة يجب على المزارع الحرص على نتاجها من الأمراض والآفات الضارة.

 

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.