حفار فروع الخوخ (Peach branch digger)؛ 7 عوامل لخطورته

Peach branch digger

يعد حفار فروع الخوخ من الحشرات الحفارة الخطيرة على إنتاج وزراعة أشجار الخوخ وعمرها الإنتاجي، فما سبل التعامل معه وما أهم طرق الوقاية والمكافحة التي يمكن اتباعها؟

 

يعتبر حفار فروع الخوخ (Peach branch digger) من الحشرات الحفارة الضارة التي تصيب أشجار الخوخ وتضعف الشجرة وتؤدي إلى تقليل عمر الأشجار مع الزمن وتدني مستوى الإنتاج الاقتصادي للفلاح والمنتج الزراعي، كما تؤدي إلى انجذاب آفات أخرى إلى مناطق زراعة الخوخ والدراق، فما هي علامات ودلالات الإصابة بحفار فروع الخوخ، وكيف يمكن للمزارع مكافحة حفار فروع الخوخ عند الإصابة به؟


بعض المعلومات عن حفار فروع الخوخ

يعد حفار فروع الخوخ من الحشرات الاقتصادية الحفارة في طوريها اليرقي والكامل معًا وهي تصيب أشجار الخوخ والدراق في شرق المتوسط خاصة (سورية، تركيا، قبرص، لبنان، الأردن)، كما تنتشر هذه الآفة في مناطق زراعة أشجار الخوخ المنتشرة حول العالم وخاصة آسيا وبعض دول أمريكا وشمال أفريقيا واليابان والصين والهند وبعض مناطق أوربا.

أيضًا تعتبر هذه الآفة من الحشرات الخطيرة في الجو الحار عندما لا يعتنى بالري بصورة جيدة ويكون هناك جفاف، لأنها تسبب ضعف الإنتاج وتدني مردود المزارعين والفلاحين وسحق عمر الشجرة الاقتصادي مع مرور الزمن وبالتالي خسارة إنتاج الخوخ من الأفرع وهذا سيؤثر بدوره على إنتاج الثمار بنسبة لا يستهان بها.


وصف شكل حفار فروع الخوخ

في ما يلي الوصف المفصل لحفار فروع الخوخ في الطورين الكامل وغير الكامل:

الخنفساء الكاملة للحفار

في واقع الأمر إن الخنفساء الكاملة سوداء خمرية اللون طويلة بطول حوالي 9 سم وقد تصل إلى 10- 12 سم. كما يوجد على كل من حافتي الصدر الأول الجانبيتين جزء بلون أغمق حيث يكون أحمر خمري اللون قاتم. توجد قرون طويلة قد تصل إلى ضعفي حجم الحشرة مسننة تميز هذا النوع.

يرقة هذا الحفار

بينما اليرقة أو الدودة فهي ذات شكل أسطواني وعريضة سمينة مقوسة ذات لون أبيض جبني أو حليبي مع رأس أصفر، أما الصدر الأمامي فهو بني رمادي اللون وهو أعرض من باقي الجسم. يبلغ طول اليرقة حوالي 6 سم تقريبًا عند اكتمال النمو والنضج التام وهذا يعني أنها أصغر من الخنفساء الكبيرة.

“اقرأ أيضًا: حفار فروع السفرجل


الإصابة بحفار فروع الخوخ

إن الطور الضار للحفار هو الآفة بعمريها اليرقي الصغير والخنفساء الكبيرة، الخنفساء الكاملة ضررها أقل لأن أعدادها قليلة وضررها الحقيقي هو أنها تضع البيض (الأنثى) كما أنها تحفر ولكن ليس بقوة اليرقة؛ تهاجم اليرقات الصغيرة من حفار فروع الخوخ، أغصان وفروع وجذوع وسيقان أشجار الخوخ والدارق خاصة غير الجافة واليابسة.

حفار فروع الخوخ

 

بعد ذلك، تحفر اليرقات في داخل الجذوع من الأعلى للأسفل أنفاقًا فينجم عن ذلك ضعفها وجفافها وتقصفها فتنكسر بعد أن تتداعى من على أشجار الخوخ المصابة. كما تستمر اليرقات في الحفر داخل فروع الخوخ نفسها حتى بعد موت هذه الفروع متلفة مساحة كبيرة قد تزيد عن 180 سم مكعب، ثم تمصيب الأفرع الداخلية ممثلة بالخشب واللحاء معًا مما يزيد الضرر ويفاقم الإصابة.

وتزداد الإصابة وكذلك أعداد اليرقات عند مهاجمة بساتين كاملة من الخوخ وعند ارتفاع الحرارة فوق 35 مئوية وحدوث الجفاف في الجو الحار فهو يعرض الأشجار بصورة أكيدة للإصابة بحروق الشمس وهذه الحروق تجذب الحفار.

“اقرأ أيضًا: ذبابة مينو على الكاكاو


خطورة وأضرار حفار فروع الخوخ

تأتي أضرار حفار فروع الخوخ من جملة من العوامل العديدة أهمها:

  1. هذا الحفار الشرس يصيب الأفرع والجذوع والسيقان معًا فهو بذلك يهدد عمر الشجرة على مدى طويل ومواسم عديدة للخوخ.
  2. كما يمكن أن يعمر في شجرة الخوخ لمدة 17 شهراً دون أن يتم ملاحظته من قبل المزارع إلا عند رؤيته للنشارة الخشبية في مكان الإصابة.
  3. هذه الحشرة تحفر في جذوع أشجار الخوخ نفسها وبالتالي فهي تهدد مسقط تاج الشجرة الذي تخرج منه الفروع وهو ركيزتها الأساسية التي تستند عليها بقية الأجزاء الاقتصادية.
  4. كما أن هذه الحفارة تصيب الأغصان في أشجار الخوخ وينعكس هذا على الأوراق والثمار وبالتالي فهي تهدد الإنتاج الاقتصادي الذي زرع الفلاح لغايته شجرة الخوخ.
  5. أيضًا فإن مكان الإصابة المحفور نفسه يضعف الشجرة، خاصة عند وجود حروق وثقوب كبيرة، وتنجذب إليه آفات أخرى خطيرة تصيب الخوخ كحفار ساق الخوخ والكابنودس Capnodis (كابنودس الدراق، كابنودس البقعة القلبية).
  6. كما قد تنجذب آفات ماصة للعصارة مثل حلم ثمار الخوخ والمن الأخضر والأسود ومن الخوخ المغبر ومن الدراق الأطحل، والأكاروس الأحمر على الخوخ Tetranychus urtiqae، والنمر على الخوخ Stephantis pyri.
  7. أيضًا يمكن أن تتشجع آفات وأمراض أخرى غير حشرية لكي تصيب الشجرة (ذبول Fuzarium، تقرح Xanthomons، تعفن Pencillium) فيضطر الفلاح لتطبيق المكافحة المتكاملة ضمن بساتين الخوخ المصابة لوقايتها وحمايتها من أي من هذه الآفات.

“اقرأ أيضًا: المن على الثوم


دورة حياة حفار فروع الخوخ

تمضي حشرة حفار فروع الخوخ فصل الشتاء، أي حوالي ثلاث إلى أربعة شهور، بطور الخنافس الكاملة التي تتواجد مختبئة ضمن الزوايا الداخلية للشجرة وقشور القلف الغض وزوايا الأوراق والبراعم وجوانب الأغصان القديمة الضعيفة. كما يمكن للمزارع أو الفلاح العثور على الحشرات الكاملة أو الخنافس في منتصف الصيف عند درجات الحرارة العالية في بداية حزيران/ يونيو وآب/ أغسطس أو حتى في شهر أيار/ مايو.

لكن غالبًا ما تنشط الخنافس مع أوائل الصيف وتبدأ بحفر الأنفاق في القلف من الأعلى للأسفل منتجة نشارة حمراء ناعمة تظهر بوضوح من ثقوب في فروع وأغصان أشجار الخوخ وهذه النشارة المتراكمة حول مسقط تاج الشجرة تؤكد الإصابة للمزارع.

بعد هذا، تنتقل الخنافس من الأفرع واللحاء إلى منطقة الخشب الخارجية فتحفر فيها أيضًا مسافة تزيد عن 180- 220 سم مكعب، ثم تتزاوج الإناث والذكور حيث تضع الإناث البيض بحوالي 60 بيضة على امتداد ومحيط النفق المحفور بشكل متوزع. سرعان ما تتحول اليرقات إلى عذارى ثم حشرات كاملة بعد حوالي 14- 33 يوم.

“اقرأ أيضًا: ذبابة القرع البيضاء


مكافحة حفار فروع الخوخ

من المهم من أجل مكافحة حفار فروع الخوخ أن تتبع أساليب وقائية، وأخرى علاجية.

علاج وقائي من الحفار

يتبع العلاج الوقائي من هذا الحفار من خلال اهتمام المزارع بأشجار الخوخ وبفصل زراعته عن باقي أنواع الزراعات وخاصة عن زراعة الأشجار المثمرة الأخرى كالإجاص والتفاح واللوز والمحلب والتوت والزعرور. كما يهتم الفلاح بصورة خاصة بإزالة الأعشاب والحشائش المحيطة والمتراكمة في بستان الخوخ وبجواره وخاصة الأعشاب المتكتلة والمتزاحمة التي لم يجرى لها عزيق من قبل، مع تكرار الحش ثلاث مرات إلى أربعة.

بالإضافة لذلك، يهتم المزارع بري متوازن من خلال نتظيم عدد الريات وكمية الماء في كل رية على الخط الواحد المزروع بشجر الخوخ، كما يعتني الفلاح بتقليم جيد للشجرة وإزالة أي فروع لا فائدة منها ومتشابكة ومتزاحمة، حيث يتم ذلك بتقليص الفروع إلى 3-4 فروع في العام الأول ثم 2_3 فروع في العام الثاني.

علاج استئصالي من الحشرة

أما العلاج الاستئصالي فيتم من خلال استخدام المبيد باراثيون مثيل Parathion metyhl بنسبة 2/3 بخلطه مع زيت قليل الجودة 1/3 ودهن أفرع الشجرة بالخليط، أو المبيد جوزاثيون بالرش على أشجار الخوخ من فروع وسيقان.

حفار فروع الخوخ

 

يستعمل المزارع أحد الزيوت الرديئة التي لا يحتاجها كزيت الزيتون القديم ويخلطها بأحد المبيدين المذكورين سلفًا أو مع المبيد كرباريل القوي والجيد، ثم يدهن الأماكن المصابة من أغصان وفروع بالمزيج بشكل جيد وموزع على كامل الفروع والجذع والسيقان في شجرة الخوخ. رغم كل ما ذكر، فإن المكافحة الكيميائية صعبة للغاية مع هذه الحفارة لأنها حشرة قوية جدًا لا تموت بسهولة سواء كيرقة أو كخنفساء كاملة.

“اقرأ أيضًا: كابنودس المتة


برنامج استخدام المبيدات ضد الحشرة

من الضروري والمهم أن يتجنب المزارع تكوين الآفة لسلالات مقاومة من الحفار ضمن بساتين الخوخ، حيث تتبع حلقة مبيدات خاصة بالتوازن مع ري غزير لمسقط تاج الشجرة (الجذع وهو الأساس)، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد براثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أغصان وسيقان وفروع أشجار الخوخ المصابة بالخنافس الكاملة واليرقات الصغيرة.

أما في الموسم التالي لإصابة أشجار الخوخ يستعمل المبيد كرباريل Carbaryl+ زيت رديء، كزيت الزيتون القديم على سبيل المثال، بالرش على أشجار الخوخ المصابة بالحشرة الكاملة واليرقات الصغيرة مستهدفًا الفروع والسيقان والأغصان والجذع وبعده ري غزير لمسقط تاج الشجرة من دون غمر.

لكن في الموسم الثالث فالمبيد مالاثيون Malathion+ زيت رديء بالرش على أشجار الخوخ مستهدفًا الأغصان والفروع اليابسة والضعيفة والجافة مع شهر أيار/ مايو ورشة أخرى في حزيران/ يونيو مع ري غزير للتاج أو حول الجذع، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام.


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

تتم الإدارة المتكاملة للبستان المصاب بحفار فروع الخوخ من خلال:

  • بداية فإن الحراثة سطحية فقط 15- 18 سم ولا تتجاوز 20 سم عند زراعة الغراس ويجب أن تكون الحراثة بعد تقليب التربة بالمبيد endosulfan لتعقيمها وقتل المختبئ من آفات.
  • إجراء المزارع لعملية عزيق سطحي في التربة المزوعة بالخوخ على عمق حوالي 12- 15 سم وتكرر مرتين أو ثلاثة.
  • ثم يضيف المزارع والفلاح الأسمدة المعدنية من بوتاسيوم وفوسفور وآزوت KNP، فالخوخ يحتاج لها لتقوية مناعته وزيادة وتحسين كفاءة النمو وكمية الإنتاج ونوعيته.
  • بعد هذا يضيف الفلاح الأسمدة العضوية وغايتها زيادة جودة ونوعية الناتج الاقتصادي من ثمار الخوخ ثم تنثر حول جذوع الأشجار أو مسقط تاج الشجرة.
  • كما يجب اختيار أبعاد مناسبة لغراس الخوخ لتجنب الكثافة العالية التي تؤدي إلى الإصابة بالآفة، والمسافة المناسبة هي 3.5 م بين كل صف و 3 م بين كل غرسة خوخ على الأقل.
  • من الضروري بعد هذا أن يراقب المزارع بستان الخوخ بصورة دورية للتأكد من الخلو من الآفات والحشرات والممرضات وأعراض الحفار، وتبدأ المراقبة في أوائل أيار/ مايو أو بدايات الصيف.
  • أيضًا من المهم أن يهتم المزارع قدر الإمكان بعدم استخدام نفس المبيد في كل موسم خوخ، تجنبًا لانتشار أضرار المبيدات الحشرية خاصة الضارة كالمبيدات المعتمدة على مشتقات الباراثيرويد والفحوم الهدروجينية وغيرها، فيجب اللجوء لحلقة المبيدات المذكورة المتخصصة.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على حفار فروع الخوخ ومدى خطورته على بساتين الخوخ والدراق. كما يكون الفلاح والمزارع قد ألم بدورة الحياة وسبل الوقاية والمكافحة الممكنة وكذلك العلاج و الإدارة المتكاملة لبستان الخوخ المصاب وحلقة المبيدات المناسبة والمتخصصة. لا شك بأن مربي البساتين والأشجار المثمرة يجب أن يكون حريصًا على خلو البستان من الآفات الحفارة التي تهدد حياة الشجرة وعمرها الاقتصادي المجدي، كما أن الخوخ مفيد ويجب الحفاظ على إنتاج المزارع الثمين من ثماره الشهية الغنية بالفيتامينات والفائدة.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.