ذبابة التبغ البيضاء (Nicotena white fly)؛ 6 أعراض لها
Nicotena white fly
تعد ذبابة التبغ البيضاء من الحشرات الماصة التي تضر بإنتاج وزراعة التبغ، فما أهم طرق التعامل معها وما سبل المكافحة والوقاية التي يمكن للمزارع اتباعها للتخلص منها؟
تعتبر ذبابة التبغ البيضاء (Nicotena white fly) من أهم أنواع الذباب الماص التي تصيب محصول التبغ بأنواعه، كما تؤدي هذه الآفة الخطيرة إلى ضعف كبير للنبات المصاب وتدني الإنتاج الاقتصادي ومردود المزارع الثمين، فما هي علامات ومظاهر الإصابة بذبابة التبغ البيضاء، وكيف يمكن للمزارع مكافحة ذبابة التبغ البيضاء؟
ما هي ذبابة التبغ البيضاء؟
إن ذبابة التبغ البيضاء هي واحدة من حشرات الذباب الأبيض الماص الخطيرة المسجلة على التبغ في الزراعة الحقلية (تبغ برليت، بصما، كزانتي، ومختلف أنواع التبغ)، حيث تنتشر هذه الحشرة في كل مناطق زراعة التبوغ من حول العالم، كما تتواجد بغزارة في حوض البحر المتوسط كسوريا والعراق وتركيا والأردن وقبرص وفلسطين والمناطق الساحلية، كما توجد في أمريكا والقارة الأوربية فهي تصيب التبوغ الشرقية والغربية معًا. تقدر العتبة الاقتصادية بأضرار قد تصل 60- 75% في حال تفاقم الإصابة بهذه الذبابة في الحقول المزروعة بالتبوغ.
الوصف العام لشكل الذبابة
إن شكل ذبابة التبغ البيضاء يشبه باقي أنواع الذباب الأبيض الماص للعصارة white fly، وفي ما يلي وصف الآفة الدقيق:
الحشرة الكاملة من الذبابة
إن الطور الكامل ذبابة تشبه الفراشة البيضاء صغيرة بحجم حوالي 2 مم، حيث تكون الذبابة بلون أبيض زغبي ناتج عن وجود مادة شمعية بيضاء تغطي جسمها وأجنحتها التي تشبه أجنحة الفراشة. يترواح اللون بين الأبيض الرمادي والأصفر الليموني وفي المنتصف يكون شكل الجسم برتقالي مصفر.
الطور غير الكامل لذبابة التبغ البيضاء
أما الطور غير الكامل فهو حوريات صغيرة مختلفة الأحجام 0.5- 0.8- 1 ملم بلون أصفر مبيض ليموني، كما أن الحوريات تكون نشطة متنقلة في البداية وأما بعد فتكون ثابتة مستقرة على أماكن تغذيتها حيث تتغذى على أنسجة الأوراق.
شكل البيضة الخاصة بالأنثى
أما البيضة فهي بشكل الليمونة بيضاوية إلى مدورة صفراء محمولة على حامل صغير، ويكون لون البيضة إما أبيض أو أبيض مصفر برتقالي في أغلب الأحيان. عند الفقس أي بعد حوالي أربعين يومًا يتحول لون البيضة إلى الأصفر المخضر حسب موعد الفقس.
“اقرأ أيضًا: حفار فروع السفرجل“
الإصابة بذبابة التبغ البيضاء
إن الإصابة بذبابة التبغ البيضاء ناتجة من الأطوار الكاملة وغير الكاملة وتكون أعراضها ومظاهرها كالتالي:
- تتغذى الأطوار الكاملة وغير الكاملة على عصارة الأوراق في التبغ من السطح السفلي فتشكل عدد من المستعمرات التي تتغذى بقوة وشراهة فيها.
- فتشحب وتجف الأوراق ويتغير لونها وتتساقط تباعًا بصورة كبيرة أو قد تذبل عالقة على نبات التبغ المصاب بالذبابة ويظهر هذا بوضوح للمزارع عندما يراقب النبات.
- بالإضافة لذلك تفرز الذبابات ندوة عسلية غزيرة ينمو عليها فطر العفن البنسليوم على ورقة التبغ فتبدو مسودة وشاحبة أكثر مما كانت عليه وتزداد الأضرار.
- كما يلتصق الغبار الملوث من الرياح على الطبقة السابقة الذكر ويتراكم مع الوقت، فتتلوث الورقة وتتماوت.
- مع تفاقم الإصابة وعندما تصبح شديدة تبدو نباتات التبغ مسودة وفي طور الموت التدريجي بالكامل حتى عن بعد.
- ينتج عن كل ذلك ضعف محصول التبغ والناتج الاقتصادي المجدي إلى حد كبير وتدني مستوى الإنتاج من أوراق التبغ بنسبة تتراوح بين 70- 85%.
“اقرأ أيضًا: ذبابة مينو على الكاكاو“
أسباب تشجع فرص الإصابة بالآفة
من أهم وأبرز الأسباب التي تشجع فرص الإصابة بذبابة التبغ البيضاء:
- إهمال المزارع استخدام المبيد الأساسي للذبابة وهو الأنجح Acetamiprid أو استخدام مبيدات غير مناسبة مثل DDT .
- عدم زراعة التبغ على مسافات مناسبة في الحقول وهذا يعني زيادة الكثافة النباتية في وحدة المساحة مما يزيد الأمراض والآفات والحشرات.
- إهمال المزارع لعمليات الخدمة الأساسية من الحش وإزالة الأعشاب و التقليم والتسميد والري المنتظم لنبات التبغ في خطوط الزراعة في الحقل.
- عدم عناية المزارع بالتسميد المتوزان لنبات التبغ فيسبب فقره بالعناصر الغذائية (فسفور p وبوتاس k وآزوت N) و هذا يؤدي إلى ضعف مناعة النبات تجاه الذبابة وغيرها من حشرات.
“اقرأ أيضًا: المن على الثوم“
مستوى أضرار ذبابة التبغ البيضاء
إن أضرار ذبابة التبغ البيضاء عالية جدًا، إذ تعتبر من أخطر أنواع الذباب الماص الأبيض، وتنبع الأضرار من عوامل عديدة أهمها:
- تقليل جودة وإنتاجية أوراق التبغ بنسبة 60-70 % وهذا يصعب على المزارع تسويق ما تبقى من أوراق سليمة.
- هذه الذبابة تمتلك أجزاء فم ماصة وبذلك تعتبر من ماصات العصارة النباتية فتضعف تنفس نباتات التبغ ونموها وتعيق عمليات النمو والتطور.
- كذلك فإن الذبابة تجذب آفات كثيرة إلى النباتات المصابة من ضمنها البكتريا والفطور وحفارات الأوراق والديدان.
- من أهم الآفات التي تنجذب أنواع كثيرة من الحشرات القشرية كحشرة التبغ القشرية (السوداء، الكأسية، البنية، الحمراء) والحلم والأكاروسات والعناكب والحالوش.
- بالإضافة لكل ما تقدم، فإن عدد المبيدات المثبت فعاليتها الفعالة مع هذه الآفة قليل ويفضل دائمًا استعمال أسيتا مبريد Acetamiprid والبعد نهائيًا عن المبيد ddt.
“اقرأ أيضًا: ذبابة القرع البيضاء“
دورة حياة ذبابة التبغ البيضاء
إن دورة حياة ذبابة التبغ البيضاء تكون على الشكل التالي:
مرحلة تحمية الذبابة
تمضي الذبابة طور التحمية على هيئة حورية مكتملة في العمر النهائي والأخير. أيضًا يمكن أن نطلق على الطور السابق اسم (طور التشتية أو الاستعداد)؛ لأن هذا الطور يكون في فصل الشتاء. كما تكون الذبابة أثناء السكون متواجدة على السطح السفلي لأوراق التبغ وهي تمهد نفسها وتستعد لشن الهجوم في الربيع عند وجود ظروف ملائمة.
المرحلة النشطة للذبابة
مرحلة التغذية تبدأ عندما يحل الربيع، وفي نيسان/ أبريل تقريبًا، تخرج الذبابات في طور نشاط من أماكنها وهي حيوية وقوية في أتم الجهوزية. بعد ذلك، تتزاوج الآفة وتضع الأنثى البيض بحوالي 75-100 بيضة تقريبًا ويكون معلق وملتصق بحامل صغير على السطح السفلي للأوارق الصغيرة من التبغ.
مراحل تطور الحشرة
يفقس البيض بعد حوالي 15- 32 يوم، وبعد ذلك، تخرج الحوريات المتحركة وتتابع تطورها وتتغذى على عصارة النبات في أنسجة الأوراق البرانشيمية قليلاً ثم تثبت في أماكن التغذية على أوراق التبغ في بقية الأعمار اللاحقة. يلاحظ ارتفاع في أعداد الحشرة بصورة خاصة عند فساد الهواء المحيط بالنبات وارتفاع مستويات الرطوبة في حقول التبغ.
طبيعة أجيال ذبابة التبغ البيضاء
تختلف طبيعة و عدد وسلوك أجيال ذبابة التبغ البيضاء في حقيقة الأمر حسب درجات الحرارة، و مستوى الرطوبة الجوية والأرضية، والمناخ ومدى ملائمته. تعطي هذه الذبابة في المناطق الساحلية من البحر المتوسط حوالي 3 أجيال أو 4، وفي مناطق أخرى 5-6 أجيال في السنة، على سبيل المثال أمريكا وأوربا.
“اقرأ أيضًا: كابنودس المتة“
مكافحة ذبابة التبغ البيضاء
لكي تتم مكافحة ذبابة التبغ البيضاء بشكل متقن ودقيق، تتبع مجموعة من الإجراءات الوقائية والعلاجية الاستئصالية:
مكافحة وقائية من الحشرة
تتم المكافحة الوقائية من ذبابة التبغ البيضاء من خلال أمور هامة يجب أن يحققها المزارع والفلاح:
- يزرع التبغ على مسافات مناسبة في البيوت أو الحقل وهي 35 سم بين الخطوط و بين النباتات 30 سم للأصناف صغيرة الأوراق، و 45 سم بين الخطوط و 40 سم بين النباتات للأصناف كبيرة الأوراق.
- أيضًا يجب أن تتم تهوية النباتات والحقول في حال وجود الحرارة والجو الحار، وتتم التهوية بتقليم فروع التبغ المتشابكة وإزالة الفروع القريبة من سطح التربة التي تكون متزاحمة.
- يهتم المزارع بالعناية بالنباتات من خلال الري المنتظم المدروس الموجه؛ التبغ يحتاج للماء بكميات قليلة في الحقل أول الزراعة لكن تضاعف هذه الكميات عند التبرعم والإزهار.
- يجب بشكل ضروري تجنب زراعة التبغ على كثافة عالية في وحدة المساحة ومراعاة تأمين حاجات النبات من الغذاء والماء والهواء والسماد؛ ويحتاج التبغ للآزوت على ثلاث دفعات في الزراعة المروية ودفعة واحدة في الزراعة المروية تضاف قبل الزراعة.
- بالإضافة لذلك فيجب التخلص من الحشائش التي تعتبر مكان مناسب لانتشار أطوار الذبابة وتكاثر الحشرات وانتشارها في حقول التبغ ثم الحقول المجاورة ونقل الإصابة.
مكافحة علاجية من الذبابة
بينما المكافحة العلاجية فهي مكافحة تتم بهدف استئصال الذبابة وأعراضها من جذورها عند إصابة التبغ وتفادي الإصابة في الموسم اللاحق والذي بعده.
تتم المكافحة من خلال استخدام المبيدات التي ثبت حقًا نفعها مع هذه الذبابة خاصة المبيد أسيتا مبريد الذي يعتبر المخصص الأساسي للذبابة Acetamiprid، و يمكن أيضًا كاربوفينوثيون carbophenothion. كما يمكن استخدام المبيد مثيداثيون methidathion أو جوزاثيون برش أوراق التبغ المصابة بالذبابة وإيصال الرش للسطح السفلي المصاب.
بالإضافة لما تقدم، فإن المبيد نيكوتين سولفات nicotine- sulphate المستخرج من نبات التبغ نفسه يعطي نتائج جيدة، أيضًا يمكن تقوية أحد المبيدات بالزيت الصيفي ويستعمل لهذه الغاية المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl بنسبة 2/3 مع زيت زيتون رديء 1/3 ودهن أوراق التبغ المصابة بالمزيج.
برنامج استخدام المبيدات ضد الذبابة
ليتجنب المزارع تكوين الذبابة لسلالات مقاومة ضمن حقول وخطوط زراعة التبغ المصابة، تتبع حلقة وبرنامج مبيدات خاص، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد أستا مبريد Acetamiprid (مبيد أساسي) بالرش على أوراق التبغ المصابة خاصة السطح السفلي.
أما في الموسم التالي لإصابة التبغ فيستعمل المبيد براثيون ميثيل Parathion methyl مع زيت زيتون رديء بالرش على نباتات التبغ المتضررة والدهن بالزيت على أجزاء النبات خاصة الأوراق.
بينما في الموسم الثالث فالمبيد دايمثوات Dimethoate بالرش على سطوح أوراق التبغ السفلى المتضررة مع حلول شهر نيسان/ أبريل ومرة ثانية في شهر تموز/ يوليو، ومرة ثالثة في تشرين الأول/ أكتوبر وتغير الحلقة نفسها بعد 7-8 أعوام.
مكافحة حيوية للحشرة
أما بالحديث عن المكافحة الحيوية فهي المكافحة بالاعتماد على الأعداء الحيوية الطبيعية من مفترسات وطفيليات للذبابة في حقول التبغ ومن دون تدخل بالمبيدات الحشرية التي تستخدم عادة. تسهم المكافحة الحيوية في تقليل تكاليف المبيدات على المزارعين والمنتجين على مدى سنوات طويلة ومواسم عديدة، كما تساعد في تأمين الحماية للبيئة ونباتات التبغ المتضررة.
ينفع إكثار المفترس Coccinella syptempunctata المعروف بأبو العيد وإطلاقه في حقول التبغ المصابة بالذبابة، مع العلم أنه يتكاثر بصورة طبيعية حتى دون إكثار في حقول التبغ.
بذلك؛ نكون قد تعرفنا على ذبابة التبغ البيضاء كآفة ضارة بالمحصول والإنتاج الثمين للمزارع. أيضًا يكون المزارع قد ألم بدورة الحياة وسبل المكافحة الوقائية والعلاجية والحيوية وبرنامج المبيدات المستعمل، حيث يجب أن يكون المزارع ومربي النباتات قادرًا على التعامل مع مختلف الآفات والحشرات الخطيرة التي تصيبها وتضر بها، وخاصة هذه الذبابة التي تضعف إنتاج التبغ الثمين والذي لا يرغب المزارع في خسارته.
التعليقات مغلقة.