حشرة المتة القشرية (Mate scale insect)؛ أهم 7 أسباب لها

Mate scale insect

تعد حشرة المتة القشرية من أخطر الآفات على المتة لأنها تصيب الأوراق والفروع والأغصان التي يصنع منها مشروب المتة، فكيف يتعامل المزارع والمنتج الزراعي معها؟

تعتبر حشرة المتة القشرية (Mate scale insect) واحدة من أهم الآفات الزراعية التي تصيب شجيرات المتة التي تزرع لغاية الحصول على الأوراق والأغصان الصغيرة والنموات الطرفية التي تستعمل لصنع مشروب المتة الرائع والمميز الغني بمادة الثيوبرومين المدرة للبول، وتؤدي هذه الآفة إلى أضرار كبيرة على إنتاج المتة، وضعف عام للشجيرات المصابة، مما يشجع آفات أخرى إلى البساتين، فما هي دلالات ومظاهر الإصابة بحشرة المتة القشرية، وكيف يمكن مكافحة حشرة المتة القشرية؟


آفة حشرة المتة القشرية

تعد حشرة المتة القشرية من الحشرات الاقتصادية التي تصيب شجيرات المتة التي تزرع في الأرجنتين والأرغواي وتشيلي والبرازيل على وجه الخصوص؛ حيث أن المتة من أهم النباتات الغذائية التي تحتوي على منبه الكافئين ومادة الثيوبرومين المدرة للبول، حيث تفضل الحشرة مهاجمة الأغصان الفتية وفروع شجيرة المتة والأوراق مسببة خسائر هائلة. تنتشر هذه الآفة في مناطق زراعة المتة في العالم، وتوجد بكثرة في أمريكا الجنوبية.


وصف الحشرة

إن حشرة المتة القشرية لها أنواع وهي ذات لون برتقالي قرمزي لامع في الحشرة الأرجوانية التي تكون متطاولة الشكل، وهناك أنواع أخرى بشكل دوائر وكتل بيضاوية بلون بني أو أبيض. أما الأطوار غير الكاملة أو الحوريات فهي حشرات صغيرة وصفراء اللون شاحبة، وهي تميل للون الأبيض الشاحب ومع تجمعها تفرز مادة قشرية تغطي الشجيرة.

“اقرأ أيضًا: ثاقبة أشجار التين


الإصابة بحشرة المتة القشرية

تتجلى أعراض الإصابة بحشرة المتة القشرية بظهور القشور والمواد المتصلبة على الأجزاء المصابة للشجيرة (أوراق، أغصان صغيرة، فروع) مسببة خسارة كبيرة لإنتاج المتة الرئيسي فهي أصلا تزرع للحصول على هذه الأجزاء لتحضير مشروب المتة الغني عن التعريف والمليء بالحديد والكالسيوم والمغنزيوم وقلويد الكافئين المنبه ومادة الثيوبرومين المنبهة. تتغذى الحشرة بأطوارها الكاملة وغير الكاملة على امتصاص عصارة شجيرات المتة والأجزاء المذكورة ثم ينجم عن ذلك ضعف نمو الشجيرة وتساقط الأوراق، وعادة ما تتساقط الأوراق قبل أن يكتمل نموها على الشجيرة. كما تؤدي الندوة العسلية الغزيرة التي تفرزها الحشرة إلى تشجيع نمو فطر العفن الأسود على مكان الإصابة، ثم تغطية شجيرة المتة بكاملها في بعض الأحيان. من الملاحظ أن هذه الحشرة، تفضل الأماكن الظليلة الغير معرضة للشمس في بستان المتة.


خطورة حشرة المتة القشرية

تنبع خطورة حشرة المتة القشرية، من أنها تسبب خسارة الإنتاج وقلة مردود الشجيرة من الأوراق والأغصان التي يزرعها أصلا المزارع لهذه الغاية، كذلك نتيجة للإصابة، تتشجع آفات أخرى لكي تهاجم النباتات، ومن أهم الآفات التي قد تهاجم النباتات البق الأسترالي على المتة، وحفارات الساق، والتربس والأكاروسات، وغيرها. كذلك فقد تنجذب حشرات قشرية أخرى (سوداء، حمراء، أرجوانية… إلخ) إلى شجيرات المتة وتصبح الخسارة 80%. أيضًا فقد يحصل تداخل شديد في الآفات وتصاب الأشجار بآفات غير حشرية (فطور، بكتريا… إلخ)، وينجم عن ذلك كله ضعف الشجيرات والبساتين بكاملها، مما يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية ضمن بساتين المتة المزروعة.

“اقرأ أيضًا: دودة المشمش الحرشفية


عوامل تشجع الإصابة بالآفة

حشرة المتة القشرية
أسباب الإصابة بهذه الحشرة على المتة

 

إن هناك عوامل تشجع الإصابة بحشرة المتة القشرية، وأهم العوامل:

  1. عدم وجود مصدات رياح حول أماكن زراعة المتة عند زراعتها بمساحات واسعة.
  2. كذلك عدم الاهتمام بالتشجير (أشجار حراجية) والغطاء النباتي حول مناطق زراعة المتة.
  3. زراعة شجيرات المتة على مسافات متقاربة وزيادة الكثافة الزراعية، لأن هذه الآفة تفضل الظل والبعد عن الشمس والضوء.
  4. وجود الأعشاب بصورة موبوءة في بستان المتة المصاب، يفاقم الإصابة بالحوريات والحشرات الكاملة.
  5. عدم التوازن في التسميد العضوي والمعدني مما يضعف شجيرات المتة التي تستجيب بقوة للتسميد المعدني.
  6. زيادة التسميد الآزوتي تضعف شجيرة المتة وتجذب آفات غير حشرية (بكتريا، فطور) لأنها تجعل النمو غض وهذا مفضل عند الآفات الماصة للعصارة.
  7. كما أن عدم عناية المزارع بالحالة العامة لشجيرات المتة -وخاصة التقليم والري- يضعف البستان ويشجع الحشرة القشرية.

دورة حياة الحشرة

تقضي حشرة المتة القشرية فصل الشتاء بطور الحورية الصغيرة التي تتواجد على الأغصان بين زوايا وأجزاء شجيرة المتة متكتلة ومختبئة. بعد ذلك، وفي الربيع، تنشط الحوريات مع ارتفاع درجات الحرارة 23- 24 مئوية ثم تصل إلى طور النضج التام في حوالي أسبوعين إلى عدة أسابيع وهذا يختلف حسب الرطوبة والحرارة. عادة ما يكتمل النمو في نهاية الربيع أو أوائل الصيف مع تموز/ يوليو وتتجمع الحشرات محدثة كتل قشرية على الشجيرة وتكون علامات الإصابة بها واضحة على الأفرع والأغصان والأوراق. بعد التزواج، تضع الأنثى البيض تحت القشرة الخاصة بها في منتصف الصيف في تموز/ يوليو أو آب/أغسطس، ثم تخرج الحوريات بعد ذلك فتلجأ إلى اﻷوراق خلال الصيف على شجيرات المتة الأرجنتينية والتشيلية وغيرها. كما أن الحوريات في الخريف مع تشرين الأول/ أكتوبر تغير سلوكها وتترك الأوراق وتهاجم الأغصان الفتية الغضة، وللحشرة عدة أجيال في السنة ويمكن أن تصيب الشجيرة على مدار العام لأن المتة شجيرة معمرة وهذا يرفع عدد أجيال الحشرة.

“اقرأ أيضًا: حشرة الكرمة الشمعية


مكافحة حشرة المتة القشرية

من أجل مكافحة حشرة المتة القشرية القشرية تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية من الحشرة

يعتني المنتج والمزارع بتشجير المنطقة المزروعة ببعض الأشجار الحراجية، وإضافة مصدات رياح مناسبة للتقليل أو لمنع انتقال الحشرة من البساتين المصابة، كما يعتني المزارع قدر الإمكان بالحالة العامة لشجيرات المتة في الحقل- خاصة الري والتقليم وزراعة الشجيرات على مسافات مناسبة لا تقل عن 3م بين الشجرة والأخرى و 3.5 م بين الصفوف لترك مسافة مناسبة من أجل الخدمة. يقلم المزارع الشجيرات سنويًا ويتخلص من بقايا النباتات المصابة (خاصة الأغصان والأوراق) ويبعدها عن بساتين المتة ومناطق زراعتها بصفة نهائية. أيضًا فيجب على المزارع زراعة الشجيرات على مسافات كافية ومتباعدة بحيث لا يزداد الظل في البستان لكي لا تتشجع الحشرة المحبة للظل وتصيب الشجيرات المظللة. كذلك فعلى المزارع الإشراف على تسميد عضوي ومعدني متوازن، وعدم زيادة التسميد الآزوتي لشجيرات المتة، والموازنة قدر الإمكان وزيادة دفعات الأسمدة عند دخول الأشجار بطور الإثمار خاصة البوتاس الذي يمنح القدرة على مجابهة الشجيرة للآفات. يراعي المزارع قدر الإمكان التخلص من الأعشاب الموبوءة في البستان لأنها مصدر لحركة وانتقال الحوريات الصغيرة سوية مع الرياح فتنتقل بذلك من شجيرة متة إلى أخرى.

مكافحة علاجية للآفة

رغم أن الوقاية أهم من العلاج، يلجأ المزارع إلى المكافحة بالمبيدات الفسفورية العضوية المتخصصة بالحشرات القشرية بمجرد حدوث الإصابة بهذه الحشرة على شجيرات المتة، حيث يراعى عدم اللجوء لهذه الطريقة في حال كان الأمر لا يستدعي ذلك، تجنبًا لانتشار أضرار المبيدات الحشرية على البيئة. عند المكافحة يستعمل المزارع الزيوت الشتوية مقواة بمبيد قوي فوسفو – عضوي من أمثال باراثيون مثيل Parathion- methyl بالدهن على أغصان وفروع شجيرات المتة المصابة بالقشور والأعراض. كما يمكن استعمال مبيدات أخرى من أمثال إثيون ethion، والمبيد مالاثيون (malathion) بالرش على الأغصان الفتية الغضة وأوراق شجيرة المتة وتدليك ودهن الفروع والساق.

دورة استعمال المبيدات ضد الآفة

من أجل مكافحة سليمة تطبق دورة مبيدات ضد الحشرة؛ وفي الموسم الأول للمحصول يستعمل المزارع المبيد كلورثيون chlorthion بالرش على الأماكن المصابة بالقشور والأعراض. أما في الموسم الثاني يغير المزارع المبيد ويستعمل مبيد آخر كالمبيد مالاثيون malathion بالرش على شجيرات المتة المصابة من فروع وأغصان فتية وأوراق غضة. مع بدايات الموسم الثالث يستعمل المزارع مبيد جديد وهو ميثيل باراثيون methyl parathion بالرش على الأفرع والأغصان والأوراق، ثم يرجع المزارع إلى المبيد الأول كلورثيون chlorthion في الموسم الرابع للمتة، وهكذا دواليك. أيضًا يتم تغيير حلقة المبيدات السابقة بعد 8- 9 أعوام من تطبيقها ضمن بستان المتة الواحد، كما يجب أن يراعي المزارع عدم استعمال أي مبيدات ضارة كالمبيد DDT وغيره من مشتقات الفحوم الهيدروجينية، وكذلك المبيدات الباراثيوريئيدية.


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

حشرة المتة القشرية
أفضل إدارة ممكنة لبستان المتة المصاب بالحشرة

 

إن المقصود بالإدارة المتكاملة لحشرة المتة القشرية، جملة من الإجراءات العنائية والزراعية. يعقم المزارع التربة بتقليبها بالمبيد إندوسلفان endosulfan أو بالطاقة الشمسية، حيث يتم التعقيم من خلال نثر أغطية بلاستيكة فوق جذوع الأشجار بالقرب من مساقط تيجان شجيرات المتة عند سطح التربة. يسهم ذلك في رفع حرارة التربة خلال أشهر الصيف في تموز/ يوليو وآب/ أغسطس والقضاء على الآفات الساكنة المختبئة، كما يجب على المزارع استعمال مصائد مختلفة (فرمونية، بلاستيكية، زجاجية، طعوم سامة) حيث توضع المصائد على الشجيرات لصيد فراشات الأنفاق والنطاطات التي تشجع الآفات الأخرى، ومن ضمنها تربس واكاروس المتة. بالإضافة لذلك، ينصح دومًا بعدم تكرار استعمال نفس المبيد سنويًا لأن هذا يزيد مقاومة الآفات، أيضًا فلا يجب استعمال مبيدات ضارة باراثينوئيدية، أو فحوم هيدروجينية (كالمبيد دي دي تي) في بساتين المتة المصابة، حيث ينصح باستعمال مبيدات مشتقات الكربمات، ومبيدات الفوسفور العضوية المنصوحة والآمنة.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على حشرة المتة القشرية ومدى خطورتها في حال تفاقمت الإصابة بها. كذلك يكون المزارع والمهندس الزراعي والمنتج قد ألم بدورة الحياة وسبل الوقاية قبل المكافحة ضمن بساتين المتة المصابة والتي تظهر عليها الأعراض، حيث يجب على المزارع أن يكون حريصًا على إنتاجية أشجاره المثمرة، وسلامة بستانه، وخلوه التام من الآفات الزراعية الضارة التي تسبب خسارة المزارع للإنتاج الثمين من أوراق وأغصان المتة.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.