حشرة الليمون القشرية الكأسية (Lemon Parlatoria pergandii)؛ أهم 3 عوامل تشجع الإصابة بها

Lemon Parlatoria pergandii

تعد حشرة الليمون القشرية الكأسية من الآفات الخطيرة على مردود وإنتاج أشجار الليمون، فكيف يتعامل المزارع معها وما برنامج الوقاية والمكافحة المطبق ضدها؟

تعتبر حشرة الليمون القشرية الكأسية (Lemon Parlatoria pergandii) من الآفات الزراعية التي تصيب أشجار الليمون بكافة أنواعها وعدد من النباتات الأخرى، وقد تؤدي هذه الآفة إلى بعض الأضرار الاقتصادية المحدودة، فما هي علامات ودلالات الإصابة بحشرة الليمون القشرية الكأسية التي تظهر على الأشجار المصابة، وكيف يمكن للمزارع مكافحة حشرة الليمون القشرية الكأسية عند الضرورة لذلك؟


آفة حشرة الليمون القشرية الكأسية

إن حشرة الليمون القشرية الكأسية هي نوع من الحشرات القشرية التي تصيب أشجار الليمون. كما أن هذه الحشرة قد تؤدي إلى بعض الأضرار الاقتصادية المحدودة تجاه الحشرات القشرية الأخرى الأخطر منها (كالحشرة القشرية الأرجوانية، وحشرة الفواكه القشرية) حيث يتراوح الضرر ما بين 15- 23% على أشجار الليمون. تنتشر هذه الآفة في مناطق زراعة الحمضيات حول العالم من مدارية وتحت مدارية وتكثر في مناطق زراعة ليمون ماير والليمون الحامض والمندرين.


وصف الآفة

تشبه حشرة الليمون القشرية الكأسية بقية أشكال الحشرات القشرية كحشرة الفواكه القشرية، والأرجوانية مثلاً. رغم ذلك، فإن الاختلاف يكون في الشكل الكأسي العام الذي يطغى على جسم هذه الحشرة. إن قشرة الأنثى تتراوح بين الشكل الدائري والشكل الإجاصي، أما طول قشرة الأنثى فهو بحوالي 1- 1.5 مم وبعرض حوالي 0.75- 1 مم. كما أن قشرة الأنثى تكون شفافة وذات لون بني فاتح أو رمادي، أما قشرة الذكر فمتطاولة الشكل بيضاوية طولها 0.8مم وعرضها 0.3مم وتكون بيضاء اللون كريمية.

“اقرأ أيضًا: ذبابة الرمان البيضاء


الإصابة بحشرة الليمون القشرية الكأسية

حشرة الليمون القشرية الكأسية
مظاهر الإصابة بهذه الآفة

 

تتجلى أعراض الإصابة بحشرة الليمون القشرية الكأسية من خلال إصابتها لثمار الليمون الحامض والماير والمندرين في منطقة الكأس بصورة خاصة. كما أن هذه الآفة قلما تصيب الأوراق والأغصان كما تفعل بقية أنواع الحشرات القشرية (السوداء، الحمراء، الأرجوانية، حشرة الفواكه) وهذا ما يميزها عنها. بالإضافة لذلك فإن هذه الآفة تنتشر في بعض المناطق دون أن تحدث أي أضرار تستدعي المكافحة ويكون الضرر غالبا لا يتجاوز 15%.


مستوى خطورة الآفة

إن مستوى خطورة حشرة الليمون القشرية الكأسية قليل ومنخفض مقارنة بباقي الحشرات القشرية. في الحقيقة، إن أضرار هذه الآفة تقدر كعتبة اقتصادية بحوالي 15% و 23% مع تفاقم الإصابة. انطلاقًا من ذلك، فإن ضرر هذه الآفة وخطورتها يكون منخفضًا، كما أن هذه الحشرة لا تكون خطيرة إلا في حال تواجدها مع آفات أخرى حشرية أو غير حشرية كالحلم والأكاروسات، وتكون هذه الحشرة خطيرة في حال تداخلها مع:

  1. الأكاروس أو العنكبوت الأحمر ذو البقعتين، أو الأوروبي على الحمضيات والليمون.
  2. آفات الحلم التي تصيب الحمضيات (حلم البراعم، حلم الصدأ) التي تفضل الليمون الحامض والبرتقال.
  3. أيضًا فإن وجود الحشرات القشرية الأخرى يجعلها خطيرة (حشرة الفواكه القشرية، الحشرة القشرية الشمعية) على الليمون والحمضيات.
  4. كما أن وجود حافرات القلف والخشب وفراشات الأنفاق (بصورة خاصة حافرة أوراق الحمضيات) يزيد الخطورة في بساتين الليمون والحمضيات.

العتبة الاقتصادية للآفة

إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لحشرة الليمون القشرية الكأسية مدى وجود داع لاستعمال المبيد في بساتين الليمون المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد المجتمع الحشري، فهل هو يضطر المزارع لاستعمال المبيدات أم أن المكافحة ستكون مكلفة دون وجود فوائد أو منافع من تطبيقها في بستان الليمون الواحد؟ ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذه الحشرة:

  1. الحالة الأولى حين تكون أعداد المجتمع الحشري ضمن بساتين الليمون قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 9- 10%.
  2. أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الحشري إلى مرحلة مهددة لإنتاجية أشجار الليمون وصحتها، وتتكاثر أعداد المجتمع الحشري بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 12- 16% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة.
  3. بينما الحالة الثالثة فتعني أن الحشرة وصلت بالفعل للحد الحرج وتتطلب تطبيق المكافحة، ولكن رغم ذلك لا ينصح باستعمال المبيدات ضمن بساتين الليمون المصابة فتوجيهات المختصين والفنيين اتجهت نحو ميول أخرى أفضل كالمكافحة الحيوية، والمكافحة الوقائية من دون مبيدات، أو توجيهات لعناية المزارع ببستان الليمون.

“اقرأ أيضًا: عنكبوت اللوز


متى نلجأ للمكافحة المتكاملة للآفة؟

في واقع الأمر، لا يتم اللجوء للمكافحة المتكاملة مع حشرة الليمون القشرية الكأسية بصورة خاصة، حيث يعود ذلك للأسباب التالية:

  • تكرار استعمال المبيدات ضمن بساتين الليمون يزيد مقاومة الآفة للمبيد.
  • لا يجب اللجوء لاستعال المبيدات لهذه الآفة في بساتين الليمون لأنه سيعطي تأثير عكسي ويضر بالبيئة والنبات.
  • كما لا يجب اللجوء للمبيدات إلا في حال التداخل مع الآفات الأخرى ضمن بساتين الليمون المصابة.
  • أيضًا فإن استعمال المزارع للمبيدات بصورة عشوائية (استعمال مبيدات غير جهازية، غير متخصصة) يعد خطيرًا على بستان الليمون أكثر من وجود الآفات نفسها.

عوامل تشجع الإصابة بالآفة

إن هناك عوامل تشجع الإصابة بحشرة الليمون القشرية الكأسية، وأهم العوامل:

  1. الرطوبة المرتفعة فوق 75- 80% وخاصة في التربة حول جذوع أشجار الليمون.
  2. ارتفاع الضغط الأسموزي للتربة أكثر من الضغط الأسموزي لجذور أشجار الليمون وباقي الأشجار المثمرة الحمضية (بسبب سوء الري).
  3. كما أن درجات الحرارة المرتفعة فوق 30 مئوية (وخاصة في الربيع) تساعد الحشرة في التكاثر.

دورة حياة حشرة الليمون القشرية الكأسية

حشرة الليمون القشرية الكأسية
دورة حياة هذه الآفة

 

تضع أنثى حشرة الليمون القشرية الكأسية ما يقرب من 15- 16 بيضة كبيرة الحجم. غالبًا ما يوضع البيض فوق منطقة الكأس في ثمار الليمون. بعد ذلك، يفقس البيض وتخرج الحوريات المتحركة وتأخذ أماكنها وتتوزع في منطقة الكأس في ثمار ليمون ماير والليمون الحامض. أيضًا فإنه من المعروف عن هذه الآفة أنها تعطي جيلين في العام الواحد في حال أتيحت لها الظروف الملائمة من حرارة ورطوبة في بساتين الليمون غير المعتنى بها. تتطور الحوريات إلى حشرات كاملة وتعيد دورة الحياة، وغالبًا ما يكون أوج النشاط في الربيع في أيار/ مايو ضمن بستان الليمون غير المخدوم.


مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بحشرة الليمون القشرية الكأسية بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع ليمون:

  • مراقبة بساتين وأماكن زراعة الليمون بصورة دورية في الربيع على دفعتين، الأولى في نيسان/ أبريل والثانية في أيار/ مايو.
  • مراقبة الأغصان والأوراق والثمار في أشجار الليمون بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من كتل شمعية أو قشور أو تكتلات قشرية ملونة متقرحة.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على بستان زراعة الليمون والحقل المشكوك في أمره.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في بستان الليمون كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة، وغيرها.

“اقرأ أيضًا: دودة التبغ


مكافحة حشرة الليمون القشرية الكأسية

قلما يتم اللجوء لمكافحة حشرة الليمون القشرية الكأسية، ومن أجل المكافحة بصورة خاصة تفضل الوقاية عن أساليب العلاج واستعمال المبيدات. وتتم الوقاية من حشرة الليمون القشرية الكأسية من خلال:

  • عناية المزارع بأشجار الليمون الماير والحامض وخاصة بالري المتوازن مع تكرار الري 2-3 مرات قبل العقد.
  • عدم التطويف وغمر التربة وإشباعها إلى حد زائد بماء الري لأنه يسبب اختناق جذور أشجار الليمون وارتفاع الرطوبة فوق 80%.
  • تسميد متوزان لأشجار الليمون وعدم زيادة التسميد لأنه يسبب تملح التربة وغسل العناصر الغذائية فلا تستفيد شجرة الليمون منها.
  • لا يوصى أبدًا باستعمال أساليب الري الرذاذي في بساتين الأشجار المثمرة وخاصة الليمون الحامض والماير.

وتتم المكافحة والعلاج الاستئصالي للآفة من خلال استعمال الزيوت الرديئة فقط من دون مبيدات (فهذه هي الطريقة الأفضل) حيث يمكن للمزارع أن يستعمل زيت الزيتون الرديء المتوافر لديه (زيت صيفي، شتوي) أو أي زيت آخر لا يحتاجه. بعد ذلك، ترش أشجار الليمون بالزيوت أو تطلى الأماكن المصابة من كؤوس الثمار بالزيت. أيضًا في حال إصابة الأغصان والفروع (وهو نادر) تطلى هذه الأماكن بالزيت نفسه من دون مبيدات، وفي حال الرغبة باستعمال المبيدات تتبع حلقة استعمال مبيدات خاصة منعًا لتكوين الآفة لسلالات مقاومة للمبيد.


حلقة استعمال المبيدات ضد الحشرة

لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين الليمون المصابة، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد ديمتون إس متيل Dimeton-s-methyl بالرش على أغصان أشجار الليمون والثمار المصابة بالحوريات والحشرات الكاملة. أما في الموسم التالي لإصابة الليمون الماير والحامض فيستعمل المبيد براثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أشجار الليمون المصابة بالحشرات الكاملة والحورية الصغيرة مستهدفًا الثمار والأغصان. بينما في الموسم الثالث فالمبيد دايمثوات Dimethoate بالرش على أشجار الليمون على الأغصان والأجزاء القديمة والحديثة الغضة والثمار المصابة مع شهر نيسان/ أبريل ومرة ثانية في شهر أيار/ مايو، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص والتركيب وأن تكون فسفورية عضوية تعمل ضد الحشرات الكاملة والحوريات معًا.

“اقرأ أيضًا: سونة القمح


إجراءات المكافحة المتكاملة للآفة

حشرة الليمون القشرية الكأسية
إدارة هذه الآفة في بستان الليمون المصاب

 

إن المكافحة المتكاملة لحشرة الليمون القشرية الكأسية لا تطبق إلا في حال التداخل مع الآفات الأخرى. والمقصود بالمكافحة المتكاملة اتباع أساليب كيميائية، وأخرى حيوية، وعمليات زراعية وقائية في بستان الليمون، وتتم المكافحة المتكاملة كالتالي:

  • تطبق عند زراعة الليمون حراثة سطحية للتربة فقط بعمق 10سم، مع عزيق لنفس العمق يكرر مرتين.
  • كما تجب إزالة الأعشاب المحيطة بالحقل بصفة نهائية (للتخلص بصورة خاصة من حافرة أوراق الحمضيات Phyllocnistis citrella) حيث تتواجد عذارى الآفة ضمنها.
  • أيضًا يعتني المزارع بنشر مصائد بلاستيكية أو زجاجية وتعليقها على أشجار الليمون للتخلص من فراشات اﻷنفاق.
  • إجراء المزارع لمراقبة دورية لأشجار الليمون في الربيع مع أيار/ مايو ونيسان/ أبريل.
  • في حال وجود أمراض فطرية يتم الرش العلاجي بالمبيدات الفطرية الجهازية كمشتقات التيرازول على أشجار الليمون.
  • أما عند وجود آفات الحلم والعناكب يتم استعمال مبيدات عناكب متخصصة مثل المبيد بروموبروبيلات bromopropylate بالرش على الثمار والأغصان والأوراق لأشجار الليمون.
  • يلجأ المزارع بصورة خاصة للوقاية من الأمراض الفطرية والبكتيرية بالرش بالمبيدات النحاسية أو الكبريت المكروني على أشجار الليمون.
  • أيضًا فعند وجود الحشرات التي تستدعي المكافحة تتم المكافحة من خلال استعمال المبيد باراثيون ميثيل (Parathion methyl) بالرش على الأماكن المصابة من أشجار الليمون بدقة.
  • أما المكافحة الحيوية فتتم بإطلاق مفترسات أسد المن Chrysoperla، أو مفترسات فصيلة أبو العيد Coccinella أو جنس Aphtis ويمكن تربيتها وإطلاقها في بساتين الليمون.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على حشرة الليمون القشرية الكأسية وأضرارها المتفاوتة وسبل التعامل معها في حال رغبة المزارع بالمكافحة. كما يكون المزارع ومربي أشجار الليمون المثمرة قد عرف شيئًا عن دورة الحياة والعوامل التي تشجع هذه الآفة على إصابة أشجار الليمون الماير والحامض. يجب على المزارعين والمنتجين الزراعيين أن يكونوا حريصين على إنتاجهم وصحة أشجارهم المباركة وخلوها من الآفات ومن ضمنها الحشرات القشرية التي تصيب الليمون كهذه الحشرة.

 

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.