سوسة الجانرك (Janrk beetle)؛ أهم 5 عوامل تشجع إصابة الجنارك بها

Janrk beetle

تعد سوسة الجانرك من الحشرات الخطيرة والضارة على زراعة وإنتاج ومردود الجنارك، فما هي سبل التعامل معها وكيفية الوقاية وما برنامج الإدارة المتبع معها؟

تعتبر سوسة الجانرك (Janrk beetle) من أخطر الآفات الحفارة للخشب التي تصيب أشجار الجانرك أو الجنارك، وتؤدي إلى ضعف الأشجار وسحق عمرها الإنتاجي إلى حد كبير، وتقصف الأغصان والجذوع، كما أنها تؤدي لانجذاب حشرات خطيرة أخرى، فما هي دلالات ومظاهر الإصابة بسوسة الجانرك، وما هي سبل مكافحة سوسة الجانرك؟


آفة سوسة الجانرك

إن سوسة الجانرك تعد من أهم الآفات الزراعية على الإطلاق على أشجار الجنارك، كما أن هذه الآفة تعتبر من أخطر الحشرات الحفارة سوية مع حشرات الكابنودس، وحفارات السوق والفروع والخشب الأخرى مثل القرنبي القائد وغيره. تصيب هذه السوسة أشجار الجنارك وتنتشر هذه الحشرة في كافة بقاع العالم تقريبًا، وتتواجد أينما تحل زراعة الجنارك، وتصل أضرارها إلى 85% في بعض البساتين، وقد تقضي على بساتين بكاملها.


معلومات عن سوسة الجانرك

النوع Scolytus amygdali digger

وصف الحشرة الكاملة واليرقة

إن الحشرة الكاملة من هذا النوع من سوسة الجانرك خنفساء صغيرة بحوالي 3-5 مم عند تمام النضج. كما أن الجسم بطيخي الشكل متطاول، ذو لون بني باهت أو أسود، أما الرأس والصدر الأمامي فهما بلون أسود. قرن الاستشعار بني إلى برتقالي، وأما الغمدين فبلون بني يميل للأحمر الخشبي. كما توجد أيضًا بقع تشبه النقرات موزعة بخطوط طولية، بينما اليرقة فهي عديمة الأرجل، كريمية اللون، ولا يزيد طول اليرقة في أغلب الأحوال عن 4 مم.

الإصابة بهذا النوع من السوسة

تتجلى أعراض الإصابة بهذا النوع على هيئة حفر وأنفاق مصنوعة في جذوع وفروع الجنارك. تهاجم الحشرة أشجار الجانرك وتفضل الضعيفة غير المعتنى بها جيدًا، والتي تعرضت للجفاف والعطش أو لأشعة الشمس القوية الحارقة في الصيف. تحفر الحشرات سواء اليرقات أو الخنافس أنفاقًا في القلف والخشب، ثم ينتج عن الإصابة الشديدة جفاف الفروع أو حتى الشجرة بالكامل. كما تشاهد على الأشجار صموغ تفرزها الأشجار كردة فعل مناعية للقضاء على الحشرة الكاملة واليرقة وهذه الصموغ قد تكون كفيلة بالتخلص منها، لكن يضطر للمكافحة في كل الأحوال.

النوع Scolytus regulosus digger

وصف الآفة

إن سوسة الجانرك هذه هي خنفساء صغيرة، تشبه الحشرة السابقة، مع اختلاف شكلي بسيط. تشبه الحذاء في حال مشاهدتها من الأعلى، وهذه الخنفساء بحجم 2- 3 ملم عند تمام النضج، وهي سوداء بنية اللون أو حمراء خشبية. قرن الاستشعار مرفقي، وأما يرقة السوسة فعديمة الأرجل، بيضاء اللون حليبية مقوسة الشكل بحجم حوالي 2.8 ملم في العمر الكامل، تعيش اليرقات في أنفاقها في الخشب المحفور بمجرد أن تخرج من البيض وتحفر.

مظاهر الإصابة بالسوسة

تنتقي سوسة الجانرك هذه الأشجار الضعيفة في الحقل من الجنارك، والأشجار المعرضة للشمس بشكل خاص، أو الأشجار التي تتعرض للعطش والجفاف أكثر من غيرها ولا تحمى بمادة كلسية من قبل المزارعين. أيضًا تفضل السوسة مهاجمة المناطق الحارة الجافة التي تزداد الحرارة فيها عن 32 مئوية وتصل 38، وتكره المناطق الرطبة. نتيجة لحفر الأنفاق ينتج عن الإصابة الشديدة يباس الفروع وأحيانًا شجرة الجنارك بكاملها، وسقوط الأغصان وتقصف الجذوع وقظ يضطر المزارع لقطع تجديدي كامل. بالنسبة لأشكال الأنفاق، فالنفق الرئيسي يكون مستقيمًا، والأنفاق الثانوية العمودية تكون متعرجة على النفق الرئيسي وفيها صغار السوسة أو اليرقات الحفارة حديثة الولادة. ومن أعراض الإصابة أيضًا إفراز الأشجار لمادة صمغية، كردة فعل مناعية فزيولوجية، تقوم بالقضاء على نسبة كبيرة من الحشرات ولكن المكافحة ضرورية جدًا.

“اقرأ أيضًا: حشرة من الجانرك


خطورة سوسة الجانرك

سوسة الجانرك
ما هي خطورة هذه الخنفساء؟

 

تنبع خطورة سوسة الجانرك من جملة من العوامل التي لا بد للمزارع أن يلم بها، أهم العوامل خمسة:

  1. تختبئ اليرقات في أنفاقها مما يصعب عمليات المكافحة، وكذلك لا يتمكن المزارع من معرفة إصابة شجرة الجنارك من الأساس.
  2. إن هذه الحشرة تهدد حياة شجرة الجانرك بالكامل، وليس إنتاجها فقط، فهي حفارة جذوع وسيقان أساسية وهيكلية معًا.
  3. كما أن الإصابة نفسها تضعف الأشجار وتجذب آفات حفارة أخرى أهمها حشرات الكابنودس، أو حفار جذور اللوزيات، والقرنبي Cerambyx dux fald الخطير.
  4. أيضًا فإن ضعف الشجرة العام يجذب آفات أخرى غير حفارة كالمن، والحشرات القشرية كحشرة الفواكه، والفراشات ونطاطات الأوراق، وديدان الثمار والبراعم وغيرها.
  5. هذه الحشرة قوية ويصعب القضاء على طورها الضار (اليرقات) والخنافس الكاملة حتى باستعمال مبيدات الحشرات الفوسفورية.

عوامل تشجع الإصابة بالسوسة

من أهم العوامل المساعدة على الإصابة بسوسة الجانرك خمسة:

  1. ارتفاع الحرارة 32- 35 مئوية وحدوث الجفاف ضمن بساتين أشجار الجنارك.
  2. عدم التسميد بسلفات البوتاسيوم، وبسوبر الفوسفات، مما يقلل العمليات الحيوية الحميدة في شجرة الجنارك ويضعف الخشب ويجعله أقل قدرة على مقاومة آفات الحفر.
  3. إهمال الحالة العامة لبساتين الجنارك، وخاصة الري والتسميد الآزوتي.
  4. عدم طلي المزارع لأفرع أشجار الجنارك بمادة كلسية في الصيف وعند ارتفاع الحرارة، مما يتسبب في الجروح التي تشجع هذه السوسة الحفارة على مهاجمة الشجرة.
  5. بالإضافة لذلك، فإن التقليم الرديء أو عدم التقليم لأشجار الجنارك بطريقة سليمة، يشجع الإصابة، خاصة ترك الأفرع المتزاحمة.

“اقرأ أيضًا: خنفساء الفول


دورة حياة الخنفساء

إن دورة حياة سوسة الجانرك تكون ممثلة بثلاثة أجيال في السنة وخاصة المناطق الساحلية من البحر المتوسط كالأردن ولبنان وقبرص وسورية، حيث المناخ الملائم للحشرة فهو يجعلها تعطي أجيال أكثر. يظهر الجيل الأول في بستان الجنارك مع أواخر الربيع في أيار/ مايو أو في حزيران، أما الجيل الثاني ففي أواخر آب/ أغسطس أو أوائل أيلول/ سبتمبر. تقضي السوسة فصل الشتاء بطور اليرقات الناضجة تحت القلف أو بين زوايا الأغصان في أشجار الجانرك، وقد تكون أيضًا عذارى ساكنة مختبئة بين الأعشاب أو على الشجرة نفسها. تتزاوج، ثم تقوم الأنثى بحفر نفق أولي تحت القلف هو نفق التربية الرئيسي، بينما الأنفاق الثانوية تحفرها اليرقات الصغيرة الوليدة من السوسة. غالبًا تضع الحشرة حوالي 150 بيضة على محيط النفق الأولي، ثم تعيد دورة الحياة من جديد.


مكافحة سوسة الجانرك

سوسة الجانرك
كيفية مكافحة الآفة على أشجار الجانرك

 

من أجل مكافحة سوسة الجانرك، تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية من السوسة

إن المكافحة الوقائية أهم بكثير من العلاجية عند الحديث عن هذه السوسة، حيث يحرص المزارع قدر الإمكان على طلي أفرع أشجار الجنارك بمادة كلسية في الصيف (خاصة في آب/ أغسطس وتموز/ يوليو) لوقايتها من أشعة الشمس الحارقة، ولكي لا تحصل الجروح المشجعة للآفة. أيضًا يقوم المزارع بري أشجار الجنارك مع تكرار الري 3- 4 مرات عند حدوث العقد، حيث يراعي المزارع أن يكون الري على محيط الجذع خاصة لقتل أي آفات ساكنة تستعد لمهاجمة الشجرة. كما يقلم المزارع الأشجار ويزيل الأفرع المتشابكة والمتزاحمة التي لا نفع منها، ويكتفي بترك 3-4 أفرع رئيسية لشجرة الجنارك. أيضًا يحرص المزارع قدر الإمكان على قطع أجزاء الأشجار المصابة وحرقها بعيدا عن بستان الجنارك المصاب بالسوسة.

مكافحة علاجية استئصالية للآفة

رغم أن المكافحة بالمبيدات قد لا تنفع مع هذه الحشرة، فتتم المكافحة العلاجية باستعمال المبيدات بالرش على أشجار الجنارك المصابة، حيث يمكن استعمال المبيد باراثيون ميثيل Parathion- methyl. كما يمكن أيضًا استعمال المبيد إثيون ethion، وكذلك المبيد كارباريل Carbaryl بالرش على فروع وجذوع شجرة الجانرك. يمكن أن يتم دهن الأغصان والساق بمزيج المبيد براثيون ميثيل مع زيت الزيتون الرديء؛ يراعي المزارع أن يتم الدهن أثناء فصل السكون في الشتاء وقبل ظهور البراعم على أغصان الجنارك. كما يجب على المزارع الحرص على اختيار مكان الرش بدقة وهو الفروع والساق والأغصان المصابة، ورغم كل ما تقدم، يصعب جدًا القضاء على هذه السوسة سواء بخنافسها أو يرقاتها.

“اقرأ أيضًا: عثة الكرز


حلقة استعمال المبيدات ضد السوسة

لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين الجنارك، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl. أما في الموسم التالي لإصابة الجنارك فيستعمل المبيد إثيون ethion بالرش على أشجار الجانرك مستهدفًا الجذوع والفروع. بينما في الموسم الثالث فالمبيد كرباريل (Carbaryl) بالرش على أشجار الجنارك من فروع وسيقان وجذوع، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص والتركيب وكذلك نفس التخصص وتنفع مع الخنفساء واليرقات معًا.


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

إن الإدارة المتكاملة لسوسة الجانرك وسيلة هامة لضمان الوقاية والمكافحة، وتتم الإدارة كالتالي:

  • حراثة سطحية لترب أشجار الجنارك (حراثة بعمق 10- 12سم) لتنعيم التربة وتفكيك الكدر الترابية والقضاء على الآفات الساكنة.
  • كما يتخلص المزارع تمامًا من الأعشاب المحيطة ببستان الجنارك لكي لا تختبئ العذارى الساكنة من السوسة ضمنها.
  • أيضًا من الضروري استعمال مبيدات مأمونة كالمبيدات الفوسفورية المذكورة في فقرة المكافحة، والابتعاد عن المبيدات غير المنصوح بها على شجرة الجانرك.
  • كذلك يجب على المزارع مكافحة الآفات الأخرى الفطرية والبكترية ضمن بساتين الجنارك باستعمال المبيد Mancozeb.
  • يحرص المزارع قدر الإمكان على العناية العامة ببساتين الجنارك والمراقبة الدورية التي تجرى في بدايات الربيع أو أواخر الشتاء.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على سوسة الجانرك ومدى خطورتها كآفة حفارة تهدد حياة وإنتاج أشجار الجنارك. كما نكون قد حددنا العوامل المشجعة على الإصابة، وسبل الوقاية والمكافحة وبرنامج الإدارة ضمن بساتين الجانرك المصابة. يجب على المزارع أن يكون حريصًا كل الحرص على أشجاره المباركة، وأن يكافح الآفات الخطيرة ومنها هذه السوسة الشرهة للأشجار بيرقاتها وخنافسها الكاملة الخطيرة.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.