دودة اوراق الزعرور (Hawthorn leaf worm)؛ 3 أسباب تجعلها حشرة خطيرة على الأشجار

Hawthorn leaf worm

تعد دودة اوراق الزعرور من الحشرات الخطيرة والآفات التي تهدد إنتاج ومردود الزعرور إلى حد ما، فكيف يتعامل المزارع معها وما المبيدات المستعملة في المكافحة؟

تعتبر دودة اوراق الزعرور (Hawthorn leaf worm) من الآفات الزراعية التي تصيب أوراق أشجار الزعرور، كما تؤدي هذه الآفة إلى أضرار اقتصادية في حال الإصابة الشديدة وإهمال المزارع، وقد ينجم عن الإصابة تعري الأشجار من أوراقها، فما هي علامات ودلالات الإصابة بدودة اوراق الزعرور، وكيف يمكن مكافحة دودة اوراق الزعرور؟


آفة دودة اوراق الزعرور

إن دودة اوراق الزعرور هي من الآفات الاقتصادية التي تهاجم أشجار الزعرور البرية والمزروعة مستهدفة الأوراق، وتهاجم بعض الأعشاب المنتشرة في الحقول حول أشجار الزعرور. كما تؤدي هذه الآفة إلى أضرار اقتصادية لمردود مزارعي الزعرور، حيث تتواجد هذه الفراشة في كل أنحاء العالم حيث يزرع الزعرور فهي ذات انتشار عالمي، حيث تم رصد أضرار بهذه الفراشة بحوالي 50% من أوراق الأشجار في حال تفاقمت الإصابة.


وصف الآفة

دودة اوراق الزعرور
وصف شكل هذه الآفة

 

إن فراشة دودة اوراق الزعرور تشبه إلى حد كبير في الشكل فراشات الطاووس زاهية الألوان ولكن من دون وجود بقع تشبه العيون، وفي ما يلي الوصف الشكلي المفصل:

الحشرة الكاملة

إن الحشرة الكاملة فراشة صغيرة الحجم طول جسمها 5-6 سم، تكون الأجنحة الأمامية مشابهة للخلفية فكلها بلون رمادي ومخططة بخطوط سوداء على امتداد الأجنحة، وينتهي كل جناح بنظام خاص من الخطوط.

يرقة دودة اوراق الزعرور

أما اليرقة فهي ذات لون رمادي فاتح وتوجد بقع سوداء كثيفة عليها وزغب أو شعيرات بيضاء. كما يتبدل شكل اليرقة مع التقدم عمرًا وتصبح بلون برتقالي أو أرجواني غامق والبقع السوداء تبدأ في الازدياد حجمًا بالتدريج.

“اقرأ أيضًا:  عثة ثمار التين


الإصابة بدودة اوراق الزعرور

تتجلى أعراض الإصابة بدودة اوراق الزعرور بصورة خاصة من خلال:

  • مهاجمة اليرقات أو الطور الضار لأوراق الزعرور وبعض الأعشاب المحيطة بأشجار الزعرور بصورة خاصة.
  • تقرض اليرقات الأوراق بشراهة وتظهر أعراض الإصابة على هيئة مساحات مأكولة من الورقة في أشجار الزعرور.
  • قد تتعرى النباتات تمامًا من أوراقها ولا يبقى إلا العروق الوسطى للأوراق، عند بلوغ الإصابة 50% من أوراق الزعرور.
  • تتدنى إنتاجية أشجار الزعرور ويضعف مستوى الغذاء في الثمار.

مستوى خطورة الآفة

تنبع خطورة دودة اوراق الزعرور من عدة عوامل أهمها:

  1. تسبب هذه الحشرة ضعف أشجار الزعرور البرية والمزروعة المصابة، وهذا يؤثر على الإنتاج الزراعي.
  2. ضعف نباتات الزعرور المصابة يؤدي إلى انجذاب آفات أخرى إليها منها حفار ساق الزعرور وحشرة الزعرور الشمعية والفراشات والنطاطات والحشرات القشرية.
  3. أيضًا فإن هذه الآفة شرهة لأوراق الزعرور جدًا وقد تتغذى اليرقة الواحدة على خمس أوراق خلال فترة 5-7 أيام فتعري الأشجار من الأوراق.

“اقرأ أيضًا: حشرة اللوز القشرية الحمراء


العتبة الاقتصادية للحشرة

إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لدودة اوراق الزعرور مدى وجود داع لاستعمال المبيد في بساتين الزعرور المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد المجتمع الحشري، فهل هو يضطر المزارع لاستعمال المبيدات أم أن المكافحة ستكون مكلفة دون وجود فوائد أو منافع من تطبيقها في حقل الزعرور الواحد؟ ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذه الحشرة:

  1. الحالة الأولى حين تكون أعداد المجتمع الحشري من يرقات وفراشات ضمن حقول الزعرور قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 8%.
  2. أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الحشري إلى مرحلة مهددة لإنتاجية حقول الزعرور وصحتها، وتتكاثر أعداد المجتمع الحشري بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 8% وتصل إلى 30% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة وهي الأوراق.
  3. بينما الحالة الثالثة فتعني أن الحشرة وصلت بالفعل للحد الحرج وتتطلب تطبيق المكافحة، ولكن رغم ذلك لا ينصح باستعمال المبيدات ضمن حقول الزعرور المصابة فهي ضارة؛ وتوجيهات المختصين والفنيين اتجهت نحو ميول أخرى أفضل كالمكافحة الحيوية، والمكافحة الوقائية من دون مبيدات، أو توجيهات لعناية المزارع بحقول الزعرور وخاصة بالري والتسميد والمكافحة الحيوية.

دورة حياة الحشرة

تقضي دودة اوراق الزعرور طور العذراء في الشتاء بهيئة عذراء غير كاملة في حفر تصنعها بنفسها على عمق 8- 12 سم في التربة أو أماكن مخبوءة على أجزاء أشجار الزعرور. بعد ذلك، تخرج الفراشات الكاملة من أماكنها مع بدايات نيسان/ أبريل وتتغذى على رحيق الأزهار في أشجار الزعرور لفترة قصيرة ثم تتزاوج. يتم التزاوج وتضع أنثى الفراشة البيض بحوالي 50 بيضة بصورة إفرادية أو مجموعات يحوي كل منها 10- 20 بيضة على السطح السفلي لأوراق الزعرور. تتغذى اليرقات الفاقسة على الأوراق لمدة 3-4 أسابيع تمر خلالها بعدة أعمار حتى اكتمال النمو، فتتحول إلى عذارى على النباتات، فتتحول العذارى من جديد إلى فراشات خلال أسبوع أو أسبوعين أو أكثر حسب درجة الحرارة والرطوبة السائدة ضمن بساتين الزعرور. للحشرة حوالي 4-5 أجيال في العام ويختلف هذا حسب المناخ في بساتين الزعرور، وتعتبر درجات الحرارة والرطوبة عوامل محددة لمعدل فقس البيض والتكاثر العددي للآفة ومناعتها.

“اقرأ أيضًا:  وزواز الزيتون


مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

دودة اوراق الزعرور
كيفية مراقبة المزارع للبستان المصاب

 

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بدودة اوراق الزعرور بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع زعرور:

  • مراقبة حقول وأماكن زراعة الزعرور بصورة دورية على دفعات، بداية المراقبة في نيسان/أبريل أو آذار/ مارس، ثم بقية المراقبة تكرر كل شهرين حتى نهاية السنة.
  • مراقبة أوراق نباتات الزعرور بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من أوراق مقروضة تالفة.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على حقل زراعة الزعرور المشكوك في أنه مصاب بالدودة.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في حقول الزعرور المصابة بالدودة كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة كالمبيد DDT، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة، وغيرها، فهذا ضار جدًا بالمفترسات كأبو العيد وأسد المن اللذان يتكاثران طبيعيًا في الحقول البرية.

مكافحة دودة اوراق الزعرور

من أجل مكافحة دودة اوراق الزعرور تتبع جملة من الإجراءات الوقائية قبل العلاجية.

مكافحة وقائية من الدودة

تتم المكافحة وقائيًا من خلال عناية المزارع بأشجار الزعرور في البستان أو الأرض البرية، حيث يفصل المزارع زراعة الزعرور عن غيرها من أنواع الزراعات وخاصة زراعة الخضار الحقلية، ويزيل المزارع كل الأعشاب القريبة من ترب أشجار الزعرور بصفة نهائية ليضمن عدم انتقال اليرقات والعذارى من التربة أو تقليل أعدادها. بالإضافة لذلك، فيجب على المزارع استعمال مصائد خاصة (طعم سكري+ مادة سامة مثل المبيد كربريل Carbaryl) لصيد هذه الفراشة وتعلق على أشجار الزعرور المصابة.

مكافحة علاجية من الآفة

ينصح أن يجري المزارع المكافحة باستعمال أحد مبيدات الحشرات الفوسفورية ضمن بساتين الزعرور، حيث ترش الأشجار بالمبيد كرباريل Carbaryl، أو بالمبيد أزنفوس ميثيل Azinphos mythel، ويتم ذلك في الربيع في نيسان بالرش على أوراق الزعرور المقروضة. أما في الصيف فيستعمل المبيد كارباريل Carbaryl بالرش على ورق الزعرور المصاب للقضاء على الفراشات واليرقات معًا، وتتم المكافحة في نيسان/ أبريل ويكرر الرش مرتين بعد كل أسبوع.

دورة استعمال المبيدات ضد الدودة

في الموسم الأول المصاب للزعرور يستعمل المزارع المبيد كرباريل Carbaryl، أما في الموسم الثاني يغير المزارع المبيد ويستعمل مبيد آخر كالمبيد جوزاثيون Azinphos mythel. مع حلول الموسم الثالث يستعمل المزارع مبيد جديد وهو فوسفاميدون (phosphamedon)، ثم يرجع المزارع إلى المبيد الأول كرباريل في الموسم الرابع للزعرور، وهكذا دواليك. أيضًا يتم تغيير حلقة المبيدات السابقة بعد 8-9 أعوام من تطبيقها ضمن بستان الزعرور لمنع تكوين سلالات مقاومة للمبيدات، كما يجب أن يراعي المزارع عدم استعمال أي مبيدات ضارة كالمبيد لندان Lindan و دلتا سايبرمثرين Delta- cypermethrin.

“اقرأ أيضًا: حشرة من الجانرك


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

دودة اوراق الزعرور
كيفية إدارة هذه الآفة على الأشجار المصابة

 

إن الإدارة المتكاملة للبستان المصاب بدودة اوراق الزعرور تتم كالتالي:

  • مراقبة المزارع لأشجار الزعرور بصورة دورية في الربيع وخصوصًا مع بدايات نيسان/ أبريل وأيار/ مايو.
  • عند زراعة الزعرور لأول مرة يتم تحديد مسافات الغراس بصورة دقيقة وهي 3م بين الصف والآخر، و2.5 م بين شجرة الزعرور والأخرى على الأقل ضمن البستان.
  • كما يسعى المزارع للتخلص من الأعشاب المحيطة بالبستان، لأنها تضمن لعذارى الفراشة بالتجهيز والاختباء لمهاجمة أوراق الزعرور.
  • أيضًا يعتمد المزارع على التسميد المتوازن بالآزوت N والفوسفور P والبوتاس K لأشجار الزعرور، لإعطاء دفعة مناعية ضد الآفات؛ خاصة الزعرور لأنه يحبه ويستجيب للتسميد الآزوتي.
  • يحرص المزارع قدر الإماكن على العناية العامة بأشجار الزعرور من ري وعزيق وغيرهما من خدمات زراعية، حيث يتم العزيق لعمق 12 سم، والري 2-3 مرات في الشهر مع بدايات الربيع وحتى الإثمار.
  • يجري المزارع الرش بالمبيدات الوقائية في حال الاشتباه بأي إصابات مرضية، من ضمنها الفوسفو- عضوية الجهازية على أشجار الزعرور، وخاصة في الربيع.
  • يتم استعمال المبيدات المنصوح بها من فوسفورية وكربماتية، ويتجنب المزارع المبيدات الباراثينوئيدية ومشتقات الفحوم الهيدروجينية على أشجار الزعرور، فهذا ضار جدًا للبيئة والأعداء الحيوية ونحل التلقيح.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على دودة اوراق الزعرور كآفة خطيرة على أشجار الزعرور البري والمزروع، وتضر بإنتاجها ومردودها الزراعي. لا بد أن يكون المزارع حريصًا على أشجار الزعرور من أي آفات زراعية حشرية قد تسبب ضررًا للإنتاج وخسارة مردود المحصول وتدني إنتاج الأشجار، ومنها هذه الدودة الشرهة للأوراق.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.