الحالوش على البندورة (Gryllotalpa on tomato)؛ أهم 8 أسباب للإصابة به

Gryllotalpa on tomato

يعد الحالوش على البندورة من الآفات الضارة بمردود مزارعي البندورة، فكيف يتعامل المزارع والمنتج الزراعي معه وما برنامج الوقاية والمكافحة والإدارة له في الحقل؟

تعتبر حشرة الحالوش على البندورة (Gryllotalpa on tomato) من أهم الحشرات التي تصيب البندورة من المحاصيل الحقلية المزروعة، ولا بد للمزارع من أن يدرك خطر تفاقم أعداد هذه الحشرة حين تتكاثر ولا تتم مكافحتها، فما هي مظاهر الإصابة بالحالوش على البندورة، وكيف يمكن مكافحة الحالوش على البندورة؟


حشرة الحالوش على البندورة

تسمى حشرة الحالوش على البندورة أيضًا (الحفار) أو (كلب الماء). حيث تسمى بكلب الماء لأنها تفضل الرطوبة والمناطق المروية بغزارة وتنتشر في الغوطات والمناطق كثيرة الرطوبة. إن آفة الحالوش على البندورة هي حشرة واسعة الانتشار فمداها العوائلي واسع. كما أنها تنتشر عالميًا في كل بقاع الأرض وليس لها مكان محدد أو تفضيل مناخ حراري معين ولكن عمومًا توجد حيث توجد المياه. توجد الآفة في الوطن العربي في سورية والأردن، وأوروبا، وآسيا، وأمريكا في كندا والمكسيك، وأستراليا.


خطورة الآفة

تكمن خطورة الحالوش على البندورة من وصول الضرر إلى ما يفوق 20% من المحصول. أحيانًا لا تكون هذه الآفة خطيرة، وذلك عندما تكون بأعداد قليلة وفي مكان شبه خال من آفات أخرى، حيث لا يتجاوز ضررها 20% لكن في أحيانٍ أخرى، وعند تفاقم الأعداد، والتكاثر السريع، ووجود آفات أخرى، تصل عند ذلك أضرار الحالوش إلى 40% من النباتات المزروعة؛ مما يستدعي التدخل بالمكافحة، خاصة عند وجود صانعة أنفاق الطماطم وديدان اللوز (دودة ثمار البندورة).

الأطوار الضارة للحالوش على البندورة

في الواقع، يأتي ضرر الحالوش على البندورة من كل أطوار حياته، سواء كان ذلك الضرر من الحوريات الصغيرة أو من الحشرات الكاملة. كل هذه الأطوار تتغذى بنفس الشراهة والمستوى وتأكل الجذور والثمار والأوراق دون استثناء.

دورة الآفة في إضعاف حقل البندورة

تعد هذه الآفة خطيرة لأنها تعرض النباتات للضعف بقرضها لها في مناطق حساسة وغضة وما زالت فتية (الأوراق الفتية، الأغصان الحديثة، قمم الجذور) وهذا يجذب عدد كبير من الآفات الأخرى مثل حافرة أوراق البندورة.

الحالوش والجراد

يؤدي تواجد الحالوش في الحقل أو البستان جنبًا إلى جنب مع أنواع الجراد، إلى تدهور المحصول وضعف النباتات وانتشار الآفات إلى جميع أنحاء الحقل، وقد ينتقل الضرر إلى حقول مجاورة أيضًا.

“اقرأ أيضًا: هوبلوكامبا التفاح


الإصابة بالحالوش على البندورة

تبدأ الإصابة بالحالوش على البندورة بحفر الحوريات والحشرات الكاملة لأنفاق واسعة بين خطوط نباتات البندورة المزروعة. إذ تظهر علامات الحفر في صورة أكوام من التراب متجمعة على سطح التربة بالقرب من النبات المصاب على هيئة أنفاق وكدر ترابية. كما يمكن ملاحظة ثقوب هي أماكن حفر الآفة، حيث تتغذى الآفة على السوق والجذور والثمار الصغيرة من البندورة القريبة من سطح التربة. كما تتغذى أيضًا على النموات الغضة والأوراق الفتية فيظهر الاصفرار على النباتات المصابة ثم تموت وتجف، يمكن بالإضافة لذلك أن تتغذى الآفة على بذار النبات فتمنعها من الإنبات ويتضرر مردود المزارع.


أسباب الإصابة بالحالوش على البندورة

الحالوش على البندورة
العوامل المشجعة للإصابة بهذه الحشرة

 

إن هناك جملة من العوامل أو الأسباب التي تشجع الإصابة بالحالوش على البندورة من أهمها:

  1. زيادة الكثافة النباتية في وحدة المساحة التي تمنع الغذاء والهواء عن نباتات البندورة وتشجع الحالوش.
  2. زيادة المزارع لكميات مياه الري عند ري البندورة (وهو السبب الأهم على الإطلاق لأن الحالوش يحب الماء ويعشقه)، وهذا يؤدي لضعف النبات أمام هذه الحشرة.
  3. عدم عناية المزارع بالغطاء النباتي المستخدم لحماية المزروعات (زراعة أشجار حراجية وأسيجة حول حقول المزروعات ومنها البندورة) وهذا يسهم في انتشار الآفات من الحقول إلى مزروعاته.
  4. عدم وجود مصدات الرياح حول حقول زراعة الخضار كالبندورة، إما بعدم اهتمام المنتجين أو عدم اهتمام الدولة بذلك.
  5. وجود حقل زراعة البندورة في مكان معرض أكثر للإصابة بالحالوش (منطقة ساحلية، منطقة غوطة مروية بغزارة، منطقة إلى جانب نهر).
  6. وجود آفات أخرى في الحقل أهمها دودة ثمار البندورة (دودة اللوز) وصانعة أنفاق الطماطم.
  7. عدم زراعة البندورة على مسافات مناسبة (وهي 40 سم بين النبات والآخر ومثلها بين السطور).
  8. كما أن إهمال المزارع للحراثة العميقة قبل زراعة البندورة تشجع الإصابة بالحالوش (حيث تجب الحراثة لعمق 35 سم).

“اقرأ أيضًا: كابنودس المشمش


وصف حشرة الحالوش على البندورة

يمكن للحشرة أن تبدو بلون بني رملي أو صحراوي، وقد تكون أيضًا بلون سجادي خمري أو مخملي أو برونزي. تختلف أحجام الحوريات بأعمارها المختلفة لكنها تتشابه شكلاً، و الحشرة الكاملة كبيرة الحجم بحوالي 8-12 سم. قرون الاستشعار شعرية طويلة، أما الأجنحة الأمامية فقصيرة تغطي نصف طول الجسم. بينما الأجنحة الخلفية فهي أطول من البطن، وهي مخصصة للطيران ومعدة لهذه الغاية، أما الحوريات فتخلو من الأجنحة. الحلقة الصدرية الأولى كبيرة وصلبة بشكل بيضاوي، و الأرجل الأمامية متحورة للحفر وإعداد الأنفاق. بينما الأرجل الخلفية لها دور في القفز وأيضًا قفزة الطيران أو الوثبة ما قبل الطيران.


دورة حياة الحالوش على البندورة

طور تشتية الآفة

تقضي حشرة الحالوش على البندورة الشتاء بطور الحورية بأعمارها المختلفة أو بطور الحشرة الكاملة، تفضل الآفة ارتفاع الحرارة فتستمر في التطور حتى يصل الربيع مع أوائل آذار/ مارس أو نيسان/ أبريل.

ربيع الحشرة

في بداية الربيع في نيسان/ أبريل تتزاوج الحشرات الكاملة. تضع الأنثى حوالي 250- 350 بيضة. حيث يتم وضع البيض على امتداد الأنفاق حول سطح التربة وفي حفر معينة، ثم يفقس البيض بعد عدة أسابيع أو شهرين. تنتشر الحوريات بعد فترة معينة، يأخذ طور الحورية بكل أعمارها فترة لا تقل عن ثلاثة أشهر أو أكثر حسب الظروف.

صيف وشتاء الآفة

الجيل الجديد من الحشرات يظهر في تموز/ يوليو أو آب/ أغسطس أو قد يتأخر في بعض الحالات إلى أيلول/ سبتمبر أو حتى تشرين الأول/ أكتوبر. تعيد الآفة قضاؤها فصل الشتاء كحورية أو حشرة كاملة، ثم تعيد دورة الحياة من جديد فتلتهم جذور وثمار وأوراق البندورة.

“اقرأ أيضًا: اكاروس الزعرور


مراقبة المزارع للحقل المصاب بالآفة

يجب أن يراقب المزارع الحقل المصاب بالحالوش على البندورة بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع بندورة:

  • مراقبة حقول وأماكن زراعة البندورة بصورة دورية على دفعات، الأولى في نيسان/ أبريل أو آذار/ مارس، والثانية في تموز/ يوليو وآب/ أغسطس، والثالثة في أيلول/ سبتمبر وتشرين الأول/ أكتوبر.
  • مراقبة الأوراق والثمار القريبة من سطح التربة على نباتات البندورة بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات واضحة من مساحات مأكولة أو أجزاء صفراء باهتة.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات ومختص فني، وإطلاعه على حقل زراعة البندورة المشكوك في أنه مصاب بالحالوش وأخذ أي إرشادات على محمل الجد.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في حقول البندورة كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة كالمبيد DDT أو المبيد لامبدا سايهالوثرين، والمبيدات المعتمدة على الفحم المكلور، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة للحالوش، وغيرها.

مكافحة الحالوش على البندورة

الحالوش على البندورة
مكافحة الحالوش في حقل البندورة

مكافحة علاجية للآفة

تطبق المكافحة العلاجية للحالوش على البندورة كالتالي:

  • يستخدم المبيد فينيتروثيون Fenitrothion أو باراثيون ميثيل Parathion methyl أو تريكلورفون Trichlorfon أو ديبتركس برش أوراق البندورة المتضررة من الحالوش.
  • كما يمكن تعفير التربة حول خطوط زراعة البندورة بمسحوق المبيد ديازينون Diazinon أو إندوسلفان (Endosulfan) مع خلط المبيد بالتربة بشكل جيد.
  • أو يستخدم خليط من جريش الذرة مع المبيد BHC بنسبة 1% مادة فعالة ورش أوراق البندورة القريبة من سطح التربة.
  • يمكن استخدام مصائد ضوئية أو فرمونية تنجذب لها الحشرة وتحتجز الآفة في المصيدة حيث توزع المصائد بين خطوط البندورة لصيد هذا الحالوش.
  • كما يمكن استخدام طعوم سامة جاهزة في الصيدليات الزراعية، حيث ينثر الطعم السام بكمية 5 كغ/ دونم، ويتم ذلك قبل التشتيل أو الزراعة بحوالي أسبوعين.

حلقة استعمال المبيدات ضد الآفة

حرصًا على منع مقاومة الآفات للمبيدات ضمن حقل البندورة يلجأ إلى تطبيق حلقة لاستعمال المبيدات، حيث في الموسم الأول للإصابة بالحالوش يستعمل المبيد ديمتون إس مثيل Dimeton-S-Methyl. أما في الموسم التالي فيستعمل المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أوراق وثمار البندورة الغضة والفتية والقريبة من سطح التربة، وفي الموسم الثالث فالمبيد يكون مالاثيون Malathion، مع مراعاة الرش في بداية الربيع في نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو قبل ظهور الحوريات القوية. بالإضافة لذلك، يجب تغيير الحلقة السابقة نفسها كل 9 سنوات من أجل مكافحة دقيقة ولكي لا يكوّن الحالوش سلالات مقاومة في حقول البندورة المصابة والمتضررة.

مكافحة حيوية طبيعية للحشرة

تتواجد في التربة مفترسات تقوم بالقضاء على هذا الحالوش طبيعيًا، من ضمنها بعض أنواع الخنافس. كما تتغذى عليها مثيلاتها من فئة Cannibaistic وتقوم بإقلال أعدادها.كما تقوم بعض القطط والجرذان بالتهام الحالوش بشكل طبيعي دون تدخل من الإنسان.

محاسن المكافحة الحيوية للآفة

إن لمكافحة الحالوش على البندورة بالطريقة الحيوية محاسن عديدة تنعكس إيجابًا على المزارع أو المنتج والحقل على المدى البعيد، وأهم الفوائد:

  • التخلص من مشكلة ظهور السلالات المقاومة لهذا الحالوش في حقول البندورة الذي يكون عدد من الأجيال وهذا يعني أن مشكلة ظهور السلالات المقاومة من الآفة للمبيد تكون كبيرة.
  • رفع إنتاجية مناطق زراعة البندورة ومردود المزارع بنسبة 70%، وقد تصل إلى 200% إذا كانت مكافحة معتنى بها عند المكافحة الحيوية للحالوش بهذه الطريقة المأمونة.
  • زيادة أعداد المفترسات والأعداء الحيوية (مفترسات الحالوش كالقطط والجرذان) في مناطق زراعة البندورة وهذا له منافع على المدى البعيد.
  • تقليل تكاليف استعمال المبيدات الكيماوية على محصول البندورة (حتى لو كانت فسفورية مأمونة أو منصوح بها، أو حتى لو تم تطبيق حلقة أو برنامج مبيدات)؛ وهذا لأن المكافحة الحيوية لا تتطلب إلا خبرات فنية، وإطلاق الأعداء الحيوية أو المبيدات الحيوية مرة واحدة في مكان التربية والزراعة.
  • زيادة وتحسين أمان منطقة زراعة البندورة كبيئة حيوية أو كمجتمع بيئي صالح للزراعة وفي نفس الوقت فهو صالح لحياة الكائنات النافعة كبعض الحشرات والمتطفلات والأعداء الحيوية (حشرات أبو العيد، أسد المن).
  • عدم إحداث أي أضرار للبيئة المحيطة بمكان زراعة البندورة وخاصة الإنسان والحيوان (أرانب، دجاج، خنازير، أبقار) والكائنات الحية النافعة ودود القز والنحل المربى من أجل العسل أو نحل تلقيح الأزهار.
  • تحقيق الفائدة الاقتصادية المثلى من زراعة البندورة كمحصول زراعي اقتصادي؛ بسبب ارتفاع الإنتاج ومردود المزارع من الأجزاء الرئيسية الاقتصادية للنبات (ثمار) نتيجة أمان الحقل وقلة عدد الآفات بسبب المكافحة السليمة.
  • خفض أو تقليل الجهد المبذول من المزراع والعامل في اعتماد آلات الرش (عند استعمال المبيدات الكيماوية) أو تقليل اليد العاملة (وتقليل تكلفتها) في حقل البندورة وتوفير طاقة ووقت المزارع والمنتج والعامل.
  • تقليل فرصة ظهور الآفة جدًا و إلى أقل حد ممكن؛ وهذا لأن المكافحة الحيوية (مبيدات حيوية، أعداء حيوية) تقلل أعداد الآفة (الحالوش) وتزيد أعداد العدو الحيوي (قطط)، وتتم مكافحة هذا الحالوش حيويًا من خلال (تربية القطط حول الحقل).

“اقرأ أيضًا: حفار ساق الكرز


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

تتم الإدارة المتكاملة لالحالوش على البندورة من خلال جملة من الإجراءات العنائية والزراعية والميكانيكية. يعتني المزارع بحقول البندورة بصورة عامة من ري منتظم وقلع للأعشاب باستعمال المبيد 2.4D الذي يعفر حول ترب جذور النباتات. كما يحرص المزارع قدر الإمكان على تقليم الفروع الزائدة والمتشابكة في ما بينها لأنها غالبًا ما تكون المعرضة للإصابة وإزالة أي فروع من نبات البندورة قريبة من سطح التربة؛ لكن مع إبقاء الأجزاء الثمرية دون تقليم بصفة نهائية لأنها الوحدة الاقتصادية التي يزرع المزارع البندورة من أجلها. أيضًا يعتني المزارع بتخليص حقله من آفات أخرى كدودة أوراق البندورة ودودة ثمار القرعيات وديدان اللوز وغيرها من خلال استعمال مبيدات فوسفو- عضوية. ومن أجل التخلص من البكتريا والفطور والأمراض الأخرى تشتعمل مبيدات جهازية فطرية متخصصة، كمبيدات الكربمات، والتيرازول، والستروبيلين، كاستعمال المبيد مانكو- زيب Mancozeb برش الأوراق والثمار على نباتات البندورة.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على حشرة الحالوش على البندورة الضارة. ونكون قد ألمّينا بعوائل الآفة والإصابة بها وعوامل الخطورة، كما يكون المزارع قد اضطلع على دورة الحياة لتحد موعد المكافحة بدقة في خطوط البندورة، ويكون قد تعرف على طرق المكافحة لكي يحافظ على المزرعة سليمة من هذه الآفة.

 

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.