الحالوش على الباذنجان (Gryllotalpa on eggplant)؛ أهم 7 أسباب له

Gryllotalpa on eggplant

يعد الحالوش على الباذنجان من الحشرات الخطيرة والضارة بإنتاج محصول الباذنجان والتي يمكن أن تظهر في الحقل، فما برنامج الوقاية والمكافحة المتبع معه؟

تعتبر حشرة الحالوش على الباذنجان (Gryllotalpa on eggplant) من أهم الحشرات التي تصيب الخيار من المحاصيل الحقلية الباذنجانية المزروعة، ولا بد للمزارع من أن يدرك خطر تفاقم أعداد هذه الحشرة حين تتكاثر ولا تتم مكافحتها، فما هي مظاهر الإصابة بالحالوش على الباذنجان، وكيف يمكن مكافحة الحالوش على الباذنجان؟


حشرة الحالوش على الباذنجان

تسمى حشرة الحالوش على الباذنجان أيضًا بالحفار أو كلب الماء. حيث تسمى بكلب الماء لأنها تفضل الترب العالية المحتوى من الماء الأرضي و الرطوبة والمناطق المروية بغزارة وتنتشر في المناطق الساحلية وفيرة المياه و الغوطات. إن آفة الحالوش على الباذنجان هي حشرة واسعة الانتشار فمداها العوائلي واسع، كما أنها تنتشر عالميًا في كل بقاع الأرض حيث تتوافر مياه الري وخصوبة التربة، توجد الآفة في الوطن العربي في فلسطين ولبنان و سورية والأردن، وأوروبا، وآسيا، وأمريكا في كندا والمكسيك والبرازيل والأرجنتين وفنزويلا.


خطورة الآفة

تكمن خطورة الحالوش على الباذنجان من وصول الضرر إلى ما يفوق 20% من المحصول وقد يصل أيضا إلى 50- 60%. أحيانًا لا تكون هذه الآفة خطيرة، وذلك عندما تكون بأعداد قليلة وفي مكان شبه خال من آفات أخرى، حيث لا يتجاوز ضررها 20% لكن في أحيانٍ أخرى، وعند تفاقم الأعداد، والتكاثر السريع دون مكافحة، ووجود آفات أخرى، تصل عند ذلك أضرار الحالوش إلى 40% من النباتات المزروعة؛ مما يستدعي التدخل بالمكافحة، خاصة عند وجود دودة ثمار الباذنجان و صانعة أنفاق الطماطم وديدان اللوز (دودة ثمار البندورة).

الأطوار الضارة للحالوش على الباذنجان

يأتي ضرر الحالوش على الباذنجان من كل أطوار حياته، سواء كان ذلك الضرر من الحوريات الصغيرة أو من الحشرات الكاملة. كل هذه الأطوار تتغذى بنفس الشراهة والمستوى وتأكل جذور وثمار الباذنجان والأوراق القريبة من سطح التربة دون استثناء.

دور الآفة في إضعاف النباتات

تعد هذه الآفة خطيرة لأنها تعرض نباتات الباذنجان والخطوط الزراعية للضعف بقرضها لها في مناطق حساسة وغضة وما زالت فتية (الأوراق الفتية، الأغصان الحديثة، قمم الجذور) وهذا يجذب عدد كبير من الآفات الأخرى مثل دودة ثمار الباذنجان.

خطورة الحالوش مع الجراد

يؤدي تواجد الحالوش في الحقل أو البستان جنبًا إلى جنب مع أنواع الجراد، كالجراد البري والمصري والصحراوي، إلى تدهور المحصول وضعف نباتات الباذنجان وانتشار الآفات إلى جميع أنحاء الحقل، وقد ينتقل الضرر إلى حقول مجاورة أيضًا ويصل الضرر إلى 60%.

“اقرأ أيضًا: البياض الدقيقي على الكوسا


الإصابة بالحالوش على الباذنجان

تبدأ الإصابة بالحالوش على الباذنجان بحفر الحوريات والحشرات الكاملة لأنفاق واسعة بين خطوط نباتات الباذنجان المزروعة في الحقل. إذ تظهر علامات الحفر في صورة أكوام من التراب متجمعة متكتلة على سطح التربة بالقرب من النبات المصاب على هيئة أنفاق محفورة وأخاديد ترابية متجمعة. كما يمكن ملاحظة ثقوب هي أماكن حفر الآفة، حيث تتغذى الآفة على السوق والجذور والثمار الصغيرة من الباذنجان القريبة من سطح التربة. كما تتغذى أيضًا على النموات الغضة والأوراق الفتية فيظهر الاصفرار على النباتات المصابة ثم تموت وتجف، يمكن بالإضافة لذلك أن تتغذى الآفة على بذار النبات فتمنعها من الإنبات ويتضرر مردود المزارع من الباذنجان إلى حد قد يكون كبير.


أسباب الإصابة بالحالوش على الباذنجان

إن هناك جملة من العوامل أو الأسباب التي تشجع الإصابة بالحالوش على الباذنجان من أهمها:

  1. زيادة المزارع لكميات مياه الري في ترب الزراعة (وهو السبب الأهم على الإطلاق لأن الحالوش يحب الماء ويعشقه)، وهذا يؤدي لضعف النبات أمام هذه الحشرة.
  2. عدم عناية المزارع بالغطاء النباتي المستخدم لحماية المزروعات الحقلية (زراعة أشجار حراجية وأسيجة حول حقول المزروعات كالسرو والصنوبر) وهذا يسهم في انتشار الآفات من الحقول إلى مزروعاته.
  3. عدم وجود مصدات الرياح حول حقول زراعة الخضار من الباذنجان، إما بعدم اهتمام المنتجين أو عدم اهتمام الدولة بذلك.
  4. وجود حقل زراعة الباذنجان في مكان معرض أكثر للإصابة بالحالوش (منطقة ساحلية، منطقة غوطة مروية بغزارة، منطقة إلى جانب نهر).
  5. وجود آفات أخرى في الحقل أهمها دودة ثمار الباذنجان.
  6. عدم زراعة الباذنجان على مسافات مناسبة (وهي 40 سم بين النبات والآخر ومثلها بين السطور).
  7. كما أن إهمال المزارع للحراثة العميقة قبل زراعة الباذنجان تشجع الإصابة بالحالوش (حيث تجب الحراثة لعمق 35 سم).

وصف حشرة الحالوش على الباذنجان

الحالوش على الباذنجان
وصف شكل الآفة

 

يمكن للحشرة أن تبدو بلون رصاصي بني أو صحراوي، وقد تكون أيضًا بلون سجادي خمري أو مخملي أو برونزي أو بني. تختلف أحجام الحوريات بأعمارها المختلفة لكنها تتشابه شكلاً، و الحشرة الكاملة كبيرة الحجم بحوالي 10 سم والحورية 4-6 سم. قرون الاستشعار شعرية طويلة، أما الأجنحة الأمامية فقصيرة تغطي نصف طول الجسم، بينما الأجنحة الخلفية فهي أطول من البطن، وهي مجهزة للطيران، أما الحوريات فتخلو من الأجنحة لأنها لا تطير ولا تثب. الحلقة الصدرية الأولى كبيرة وصلبة بشكل بيضاوي، و الأرجل الأمامية متحورة للحفر وإعداد الأنفاق وحفرها وصناعتها. بينما الأرجل الخلفية لها دور في القفز (قفزة الطيران) أو الوثبة ما قبل الطيران التي تمهد بها الحشرة جسمها للقفز من نبات لآخر.

“اقرأ أيضًا: اكاروس القرع


دورة حياة الحالوش على الباذنجان

طور تشتية الآفة

تقضي حشرة الحالوش على الباذنجان الشتاء بطور الحورية بأعمارها المختلفة أو بطور الحشرة الكاملة في حقول الباذنجان وغيرها من المحاصيل، تفضل الآفة ارتفاع الحرارة فتستمر في التطور حتى يصل الربيع مع أوائل آذار/ مارس أو نيسان/ أبريل.

ربيع الحشرة

في بداية الربيع في نيسان/ أبريل تتزاوج الحشرات الكاملة من ذكور وإناث الحالوش. تضع الأنثى حوالي 250- 350 بيضة وقد يصل العدد إلى 500 في المناطق المروية غزيرة المياه. حيث يتم وضع البيض على امتداد الأنفاق حول سطح التربة وفي حفر معينة، ثم يفقس البيض بعد عدة أسابيع أو شهرين، ثم تنتشر الحوريات بعد فترة معينة، يأخذ طور الحورية بكل أعمارها فترة لا تقل عن 90-100 يومًا أو أكثر حسب الظروف.

صيف وشتاء الآفة

الجيل الجديد من الحشرات يظهر في حقول الباذنجان في تموز/ يوليو أو آب/ أغسطس أو قد يتأخر في بعض الحالات إلى أيلول/ سبتمبر أو حتى تشرين الأول/ أكتوبر. تعيد الآفة قضاؤها فصل الشتاء كحورية أو حشرة كاملة، ثم تعيد دورة الحياة من جديد فتلتهم جذور وثمار وأوراق الباذنجان.


مراقبة المزارع للحقل المصاب بالآفة

يجب أن يراقب المزارع الحقل المصاب بالحالوش على الباذنجان بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع باذنجان:

  • مراقبة حقول وأماكن زراعة الباذنجان بصورة دورية على دفعات، الأولى في نيسان/ أبريل أو آذار/ مارس، والثانية في تموز/ يوليو وآب/ أغسطس، والثالثة في أيلول/ سبتمبر وتشرين الأول/ أكتوبر.
  • مراقبة الأوراق والثمار القريبة من سطح التربة على نباتات الباذنجان بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات واضحة من مساحات مأكولة أو أجزاء صفراء باهتة.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات ومختص فني، وإطلاعه على حقل زراعة الباذنجان المشكوك في أنه مصاب بالحالوش وأخذ أي إرشادات على محمل الجد.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في حقول الباذنجان كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة كالمبيد DDT أو المبيد لامبدا سايهالوثرين، والمبيدات المعتمدة على الفحم المكلور، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة للحالوش.

“اقرأ أيضًا: دودة ثمار الخيار


مكافحة الحالوش على الباذنجان

مكافحة علاجية للآفة

تطبق المكافحة العلاجية للحالوش على الباذنجان كالتالي:

  • يستخدم المبيد براثيون مثيل Parathion methyl، أو المبيد فينيتروثيون Fenitrothion أو باراثيون ميثيل Parathion methyl برش أوراق الباذنجان المتضررة من الحالوش.
  • كما يمكن تعفير التربة حول خطوط زراعة الباذنجان بمسحوق المبيد ديازينون Diazinon أو إندوسلفان Endosulfan مع خلط المبيد بالتربة بشكل جيد.
  • أو يستخدم خليط من جريش الذرة مع المبيد BHC بنسبة 1% مادة فعالة ورش أوراق الباذنجان والأفرع القريبة من سطح التربة.
  • يمكن استخدام مصائد ضوئية أو فرمونية تنجذب لها الحشرة وتحتجز الآفة في المصيدة حيث توزع المصائد بين خطوط الباذنجان لصيد هذا الحالوش (وهذا يسهم أيضًا في التخلص من دودة ثمار الباذنجان).
  • كما يمكن استخدام طعوم سامة جاهزة في الصيدليات الزراعية، حيث ينثر الطعم السام بكمية 5 كغ/ دونم في خطوط زراعة الباذنجان، ويتم ذلك قبل التشتيل أو الزراعة بحوالي أسبوعين.

حلقة استعمال المبيدات ضد الآفة

حرصًا على منع مقاومة الآفات للمبيدات ضمن حقل الباذنجان يلجأ إلى تطبيق حلقة لاستعمال المبيدات، حيث في الموسم الأول للإصابة بالحالوش يستعمل المبيد ديمتون إس مثيل Dimeton-S-Methyl. أما في الموسم التالي فيستعمل المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أوراق وثمار الباذنجان الغضة والفتية والقريبة من سطح التربة، وفي الموسم الثالث فالمبيد يكون مالاثيون (Malathion)، مع مراعاة الرش في بداية الربيع في نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو قبل ظهور الحوريات القوية ورش الأفرع القريبة من سطح التربة. بالإضافة لذلك، يجب تغيير الحلقة السابقة نفسها كل 9 سنوات من أجل مكافحة دقيقة ولكي لا يكوّن الحالوش سلالات مقاومة في حقول الباذنجان المصابة والمتضررة.

مكافحة حيوية طبيعية للحشرة

يربي الفلاح والمنتج الزراعي القطط في حقله من أجل مكافحة رائعة لهذه الآفة، وتتواجد في التربة مفترسات تقوم بالقضاء على هذا الحالوش طبيعيًا، من ضمنها بعض أنواع الخنافس. كما تتغذى عليها مثيلاتها من فئة Cannibaistic وتقوم بخفض أعدادها، أيضًا تقوم بعض الجرذان بالتهام الحالوش بشكل طبيعي دون تدخل من الإنسان.

محاسن المكافحة الحيوية للآفة

إن لمكافحة الحالوش على الباذنجان بالطريقة الحيوية محاسن عديدة تنعكس إيجابًا على المزارع أو المنتج والحقل على المدى البعيد، وأهم الفوائد:

  • التخلص من مشكلة ظهور السلالات المقاومة لهذا الحالوش في حقول الباذنجان الذي يكون عدد من الأجيال وهذا يعني أن مشكلة ظهور السلالات المقاومة من الآفة للمبيد تكون كبيرة.
  • رفع إنتاجية مناطق زراعة الباذنجان ومردود المزارع بنسبة 70%، وقد تصل إلى 200% إذا كانت مكافحة معتنى بها عند المكافحة الحيوية للحالوش بهذه الطريقة المأمونة.
  • زيادة أعداد المفترسات والأعداء الحيوية (مفترسات الحالوش كالقطط) في مناطق زراعة الباذنجان وهذا له منافع على المدى البعيد.
  • تقليل تكاليف استعمال المبيدات الكيماوية على محصول الباذنجان (حتى لو كانت فسفورية مأمونة أو منصوح بها، أو حتى لو تم تطبيق حلقة أو برنامج مبيدات)؛ وهذا لأن المكافحة الحيوية لا تتطلب إلا خبرات فنية، وإطلاق الأعداء الحيوية أو المبيدات الحيوية مرة واحدة في الحقل و مكان الزراعة.
  • زيادة وتحسين أمان منطقة زراعة الباذنجان كبيئة حيوية أو كمجتمع بيئي صالح للزراعة وفي نفس الوقت فهو صالح لحياة الكائنات النافعة كبعض الحشرات والمتطفلات والأعداء الحيوية (حشرات أبو العيد، أسد المن) والقطط.
  • عدم إحداث أي أضرار للبيئة المحيطة بمكان زراعة الباذنجان وخاصة الإنسان والحيوان (أرانب، دجاج، خنازير، أبقار) والكائنات الحية النافعة ودود القز والنحل المربى من أجل العسل أو نحل تلقيح الأزهار.
  • تحقيق الفائدة الاقتصادية المثلى من زراعة البتنجان كمحصول زراعي اقتصادي؛ بسبب ارتفاع الإنتاج ومردود المزارع من الأجزاء الرئيسية الاقتصادية للنبات (ثمار ناضجة) نتيجة أمان الحقل وقلة عدد الآفات بسبب المكافحة السليمة.
  • خفض أو تقليل الجهد المبذول من المزراع والعامل في اعتماد آلات الرش (عند استعمال المبيدات الكيماوية) أو تقليل اليد العاملة (وتقليل تكلفتها) في حقل البتنجان وتوفير طاقة ووقت المزارع والمنتج والعامل.
  • تقليل أو خفض فرصة ظهور الآفة إلى أقل حد ممكن؛ وهذا لأن المكافحة الحيوية (مبيدات حيوية، أعداء حيوية) تقلل أعداد الآفة (الحالوش) وتزيد أعداد العدو الحيوي (قطط)، وتتم مكافحة هذا الحالوش حيويًا من خلال (تربية القطط حول حقل البتنجان).

“اقرأ أيضًا: من الكرز


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

الحالوش على الباذنجان
أفضل إدارة لحقل البتنجان المصاب

 

تتم الإدارة المتكاملة للحالوش على الباذنجان من خلال جملة من الإجراءات العنائية والزراعية والميكانيكية. يعتني المزارع بحقول الباذنجان بصورة عامة من ري منتظم وقلع للأعشاب باستعمال المبيد 2.4D الذي يعفر حول ترب جذور النباتات. كما يحرص المزارع قدر الإمكان على تقليم الفروع الزائدة والمتشابكة في ما بينها لأنها غالبًا ما تكون المعرضة للإصابة وإزالة أي فروع من نبات الباذنجان قريبة من سطح التربة؛ لكن مع إبقاء الأجزاء الثمرية دون تقليم بصفة نهائية لأنها الوحدة الاقتصادية التي يزرع المزارع الباذنجان من أجلها. أيضًا يعتني المزارع بتخليص حقله من آفات أخرى كدودة أوراق الباذنجان ودودة ثمار القرعيات وديدان اللوز وغيرها من خلال استعمال مبيدات فوسفو- عضوية. ومن أجل التخلص من البكتريا والفطور والأمراض الأخرى تشتعمل مبيدات جهازية فطرية متخصصة، كمبيدات الكربمات، والتيرازول، والستروبيلين، كاستعمال المبيد مانكو- زيب Mancozeb برش الأوراق والثمار على نباتات البتنجان.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على حشرة الحالوش على الباذنجان الضارة بالمردود الزراعي. ونكون قد ألمّينا بعوائل الآفة والإصابة بها وعوامل الخطورة، كما يكون المزارع قد اضطلع على دورة الحياة لتحد موعد المكافحة بدقة في خطوط البتنجان، ويكون قد تعرف على طرق المكافحة لكي يحافظ على المزرعة سليمة من هذه الآفة.

 

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.