نمشة الباذنجان (Eggplant Freckle)؛ أكثر من 10 إجراءات لمكافحتها

Eggplant Freckle

تعد نمشة الباذنجان من الحشرات الخطيرة على إنتاج وزراعة البتنجان في الحقل والبيت المحمي، فكيف يمكن للمزارع مكافحتها والتعامل معها وما أفضل سبل الوقاية الممكنة؟

 

تعتبر نمشة الباذنجان (Eggplant Freckle) من الآفات الضارة الخطيرة والحشرات الاقتصادية التي تضر بنباتات البتنجان الهامة غذائيًا سواء في الحقل أو البيت البلاستيكي والزجاجي، وهي تضعف النباتات وتؤدي لانتشار الأضرار وتضرر بقية أنواع النباتات، فما هي مظاهر الإصابة بنمشة الباذنجان، وكيف يمكن مكافحة نمشة الباذنجان؟


أهم المعلومات عن نمشة الباذنجان

تعتبر نمشة الباذنجان حشرة من أنواع الحشرات القشرية وهي تسبب ضعف شديد في إنتاج نباتات البتنجان المزروعة حقليًا أو ضمن بيوت الخضرة الزراعية المحمية، حيث تعد هذه الآفة من الحشرات القشرية واسعة الانتشار (توجد في كل أنحاء العالم) وذات المدى العوائلي الواسع (تصيب العديد من النباتات) وهي توجد بكثرة على بقية أنواع الخضار، وتهدد عدد من الأنواع والأصناف الهامة من النباتات ومنها البتنجان الذي يستخدم غذائيًا و لها فوائد هامة خاصة لغناه بالفيتامينات ومضادات الأكسدة فيحضر مطبوخ بشتى السبل (مقلي، فتة، مشوي) كما يمكن تناوله طازجًا.

“اقرأ أيضًا: النمر على المحلب


وصف شكل الحشرة العام

تشبه هذه الحشرة نمشة الزيتون وحشرة التين الشمعية، و تكون قشرة أنثى نمشة الباذنجان المحيطة بجسدها من الأعلى مدورة إلى بيضاوية الشكل، بقطر حوالي 1.8مم ، ذات لون أسمر إلى أحمر، وذات سرة في المركز تتخللها دوائر وخطوط صفراء بيضاء. من جهة أخرى، الذكر قشرته بيضاء رمادية صفراء كبيرة بالطول أكثر من قشرة الأنثى العريضة المدورة، وقطر قشرة الذكر يبلغ حوالي من نصف إلى واحد ونصف مم.

“اقرأ أيضًا: دودة ورق الفليفلة


دورة حياة نمشة الباذنجان

مرحلة التحمية والاستعداد عند النمشة

تمضي نمشة الباذنجان طور ما قبل النشاط أو الإحماء ممثلًا في فصل الشتاء بطور الحورية غير مكتملة النضج أما بالعمر الأول أو الثاني ضمن بيوت وخطوط زراعة البتنجان. لبعض الوقت تبقى كذلك، ثم مع ارتفاع درجات الحرارة الربيعي وبلوغها المستوى المطلوب لنمو الحشرة بحوالي 23 مئوية بالتناوب مع جو مناسب معتدل وبارد، تستمر الآفة بالتطور التدريجي مع الغذاء المناسب، وتصل إلى طور الحشرة الكاملة في بداية الربيع مع حلول شهر آذار/ مارس أو نيسان/ أبريل وقد يتأخر ذلك حتى أيار/ مايو في بعض البيوت وأماكن زراعة البتنجان حسب الظروف.

مرحلة وأوج نشاط نمشة الباذنجان

أما أوج النشاط الحقيقي، وذروة القوة و
وشراهة الحشرات يكون في الربيع مع نيسان/ أبريل حيث يبدأ التزاوج فتضع الأنثى بيضها بحوالي 60- 70 بيضة تحت القشرة الصفراء أو الغطاء الشمعي المدور الأبيض. قد يفقس البيض بعد حوالي عشرين يومًا أو أقل حسب الظروف، ويعطي حوريات الجيل الأول في أيار/ مايو فتكون حوريات متحركة نشيطة دؤوبة في طور تغذية شره، فتأخذ أماكنها على أجزاء النبات من ثمار بتنجان وأغصان وأجزاء فتية وتظهر ندبات الإصابة بوضوح.

رصد تطور الآفة

يمكن للمزارع رصد تطور الحشرة وملاحظة الحوريات الصغيرة وهي تأخذ أماكنها على النبات وهي أماكن التغذية مفضلة الأماكن الغضة والفتية في الأوراق والثمار حديثة الولادة من البتنجان ذات النمو الخضري الفتي، فتهاجم الثمار والأغصان والأوراق في نبات البتنجان دون تمييز وتظهر الأعراض على الأماكن المهاجمة خلال عدة أيام.

بعد التطور سرعان ما تأكل وتتغذى نمشة الباذنجان بامتصاص العصارة النباتية الخلوية حتى تضمر الأوراق والثمار ويضعف محتواها الغذائي وتذبل منكمشة، وتظهر الندبات التي أحدثتها النمشة، وتضعف النباتات ويتسبب عن هذا تشوه الأوراق والثمار فتبقى عالقة في حالة مشوهة على النبات فيقل الإنتاج في خطوط البتنجان.

أجيال الحشرة

بالطبع، يختلف عدد الأجيال حسب المنطقة والظروف البيئية السائدة فيها من حرارة ورطوبة ومناخ؛ علمًا أن الظروف المناسبة لتطور الآفة هي الحرارة المعتدلة 23 مئوية المناسبة لنمو وتطور الحوريات، أو جو ربيعي، ومستوى الرطوبة بحوالي 60- 70% في خط زراعة البتنجان والبيت المحمي. لاحظ المراقبون ازدياد في الإصابة في البيوت المحمية شديدة الرطوبة وقليلة التهوية أو التي لا يعنى بفتحها للتهوية.

تعطي النمشة عدة أجيال بحوالي 3- 4 أجيال متداخلة في ما بينها في السنة الواحدة في بيوت و خطوط زراعة البتنجان ولا يمكن للمزارع تحديد موعد ظهور الجيل بدقة لكن توجه عمليات وإجراءات المكافحة ربيعًا قبل ظهور الحوريات الصغيرة ويتحسن أن يكون في منتصف الربيع.

“اقرأ أيضًا: تربس الخلة


الإصابة بنمشة الباذنجان

نمشة الباذنجان

 

يلاحظ المزارع أعراض الإصابة بأن تهاجم نمشة الباذنجان نباتات البتنجان فتصيب النموات الفتية والأغصان، خاصة الغض منها والصغير الأخضر الهش وتزداد فرصة الإصابة عند نقص التهوية وارتفاع مستوى الرطوبة، كما تهاجم الأوراق وتمتص العصارة النباتية الخلوية في الأنسجة البرانشيمية للورقة بقوة وشراسة خاصة عند وجود ظروف مناخ مناسبة وجو خانق في البيت المحمي المغلق.

يلاحظ الفلاح ارتفاع كمية الضرر مع التكاثر العددي الكبير للنمشة وعند بلوغ أعداد الحوريات في منتصف الربيع الحد الحرج ضمن خطوط زراعة البتنجان. لا يقتصر الأمر على ذلك، فإن الحشرة تقوم بإفراز مواد سامة من فمها تسبب جفاف النموات الغضة والحديثة من أغصان وبراعم وثمار للبتنجان.

كذلك، وبالإضافة لما سبق، تسبب الآفة بقع مسودة حمراء بنية وشاحبة مشوهة ومنسلخة في مواضع الإصابة على الأغصان والأوراق المتضررة من النبات فيضعف الإنتاج وتتماوت نباتات البتنجان ويتم القضاء على الإنتاج في حال ترك الأمر من دون علاج.

“اقرأ أيضًا: صوفة ورق الفستق الحلبي


الأضرار و خطورة نمشة الباذنجان

تتجلى خطورة نمشة الباذنجان فقط حينما تتكاثر الحوريات في منتصف الربيع بأعداد كبيرة من دون مكافحة، أما في حال العدد القليل فهي لا تشكل الكثير من الخطورة في حقيقة الأمر وقد لا تضر كثيرًا في حال وجود إجراءات وقائية سابقة.

من ناحية ثانية تغدو نمشة الباذنجان خطيرة حين يزداد عدد النباتات المصابة خاصة عند تكثيف زراعة البتنجان في وحدة المساحة ويكون الضرر بحوالي 30% أو 40%، مما يجذب آفات أخرى للخطوط مثل الحشرات القشرية (الحمراء، الكأسية، الشمعية، الأرجوانية، الرمادية) وآفات أخرى مثل النطاطات والجراد والحفارات والحالوش، وحافرة أوراق البندورة Tuta apsulota وبذلك يصبح هناك تداخل في الآفات ويضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية ضمن أماكن زراعة البتنجان.

“اقرأ أيضًا: نمشة الخيار


مكافحة نمشة الباذنجان

من أجل الدقة يفضل أن تكافح نمشة الباذنجان بجملة إجراءات وقائية وعلاجية هامة لا يجب التهاون بها.

مكافحة وقائية من نمشة الباذنجان

بشكل دقيق، يفضل بقوة أن تجرى المكافحة الوقائية بزراعة نباتات البتنجان على مسافات مناسبة وهي 40 سم على الأقل بين كل نبات والآخر، و 40 سم بين الصف والآخر من النباتات المزروعة.

كما تتم الوقاية بتخلص المزارع من الأعشاب الضارة في أماكن زراعة البتنجان خاصة حول البيت المحمي، والعناية بتسميد متوازن وتقليم جيد مع ري متوازن ومنظم بتحديد عدد الريات وحجم الماء في كل رية ويفضل الاعتماد على تقنية الأسمدة الذوابة في مياه الري بإضافة المبيد والسماد والماء معًا دفعة واحدة وهكذا يتم القضاء على الحشرة وإضافة السماد في ذات الوقت مع الماء.

مكافحة علاجية من النمشة

يمكن للفلاح استعمال مبيدات الحشرات الفوسفو- العضوية من أمثال دايمثويت Dimethoate و براثيون ميثيل Parathion Mythel بالرش على نباتات البتنجان من فروع وأغصان وأوراق غضة وهشة وثمار متضررة.

أيضًا يمكن استعمال مبيدات يمكنها مكافحة الحوريات الصغيرة الشرهة بكفاءة مثل ديميتيون اس ميتيل Dimeton MythelS أو المبيد دميتون Dimeton أو باراثيون parathion بالرش مع حلول الربيع في نيسان/ أبريل ويفضل أن يتم هذا قبل ظهور الحوريات في منتصف الربيع.

كما يستطيع الفلاح، بالإضافة لما ورد، مكافحة الآفة بالزيت (زيت زيتون رديء لا يحتاجه المزارع مدعومًا بأحد المبيدات المذكورة، على سبيل المثال براثيون) ودهن ثمار وأوراق نبات البتنجان بالمزيج. أو مع حلول الربيع يمكن استخدام الزيت الصيفي الرديء وقليل الجودة، مقوى أيضًا بأحد المبيدات السابقة أو المبيد Dimeton أو كرباريل Carbaryl، سواءً على نباتات البتنجان أو غيرها من نباتات مصابة.

برنامج استخدام المبيدات ضد الحشرة

نمشة الباذنجان

 

ليتجنب الفلاح ومالك المزرعة تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن حقل زراعة البتنجان المتضرر من النمشة، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد كرباريل Carbaryl بالرش على أغصان وأوراق نباتات البتنجان المصابة بالحشرة الكاملة والحوريات. أما في الموسم التالي لإصابة البتنجان وغيرها يستعمل المبيد براثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على نباتات البتنجان المصابة بالحشرة الكاملة والحورية الصغيرة مستهدفًا الأوراق والأغصان الفتية والثمار، أو براثيون parathion.

بينما في الموسم الثالث فالمبيد دمثوات Dimethoate بالرش على نباتات البتنجان مستهدفًا الأغصان والأجزاء القديمة والجديدة المصابة والأوراق مع شهر نيسان/ أبريل، ومرة أخرى في أيار/ مايو وتغير الحلقة نفسها بعد 9 سنين وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص و(التركيب مختلف بعض الشيء) وأن تكون فسفورية -عضوية جهازية.

مكافحة حيوية للحشرة

في واقع الأمر، إن المكافحة الحيوية إجراء مميز ورائع ويجب القيام به في خال الزراعة الكثيفة. توجد في الطبيعة أعداء حيوية طبيعية تقوم بافتراس نمشة الباذنجان دون تدخل من الإنسان بأي مبيدات كيميائية وصنعية، مثل مفترسات أبو العيد Coccinella spp التي تتواجد بكثرة مثل خنفساء أبو العيد ذو السبع نقط ، وطفيليات من جنس Aphytis، والمفترس Chilocorus bipustulatus الموجود طبيعيًا في حقول الزراعة وخطوط الخضار ويقضي على شتى أشكال الحشرات الضارة.


نكون بذلك قد تعرفنا على نمشة الباذنجان، وعلى خطورة هذه الآفة في حال تكاثرت بقوة في خطوط الزراعة الخضرية الحقلية أو ضمن البيت المحمي المزروع بكثافة عالية. كذلك يكون المزارع والفلاح قد تعرف على علامات الإصابة التي تظهر على نبات البتنجان وغيره من نباتات، ودورة الحياة لتحديد موعد المكافحة بدقة وسبل الوقاية والعلاج الأفضل وأسلم برنامج مبيدات، ويكون الفلاح كذلك قد أحاط العلم بسبل المكافحة المناسبة وبالبرنامج المناسب لوقاية وعلاج النباتات المتضررة من البتنجان.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.