حفار ساق السرو (Cypress leg digger)؛ أهم 5 عوامل تشجع الإصابة به في غابات التشجير

Cypress leg digger

يعد حفار ساق السرو من الآفات الحفارة الخطيرة على مردود منتجي الأخشاب ومشجري الغابات الحراجية، فكيف يتعامل المنتج والمزارع مع هذه الآفة وكيف يكافحها؟

تعتبر آفة حفار ساق السرو (Cypress leg digger) من الآفات الزراعية الخطيرة التي تصيب السرو وتؤدي إلى سحق عمر الشجرة وضعفها وانجذاب مختلف أنواع الآفات إليها، كما تؤدي هذه الآفة إلى تدني مستوى الإنتاج الزراعي من أخشاب السرو المعدة للبيع، فما هي علامات ودلالات الإصابة بحفار ساق السرو، وكيف يتم مكافحة حفار ساق السرو عند الإصابة والضرر؟


حشرة حفار ساق السرو

إن حشرة حفار ساق السرو تعد من الحشرات الاقتصادية التي تصيب السرو، وتؤدي إلى خسارة الإنتاج الزراعي للمزارعين ومربي أشجار السرو الذين يعدونا للبيع للتشجير أو لصناعة الخشب. تنتشر هذه الآفة في مناطق زراعة السرو حول العالم، وخاصة في أمريكا الشمالية والجنوبية و شمال أفريقيا، وآسيا الشرقية الغربية، وأوروبا الشرقية والغربية. كما توجد هذه الآفة في غابات الأمازون والسافانا والغابات المدراية وتحت المدارية وعمومًا في كل مناطق زراعة السرو.


وصف الحشرة

حفار ساق السرو
وصف شكل الآفة

 

هذا النوع من الحفارات تكون حشرته الكاملة بطول 18 مم ويميل لونها إلى البني المسود أو المحمر الخشبي. كما ينمو على جسم الحشرة أهداب غزيرة، وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع يهاجم السرو بيرقاته القوية وخنافسه القوية معًا.


الإصابة بحفار ساق السرو

تحفر يرقات حفار ساق السرو في جذوع وسيقان وفروع الخشب في أشجار السرو الضعيفة بصورة خاصة. ينتج عن ذلك تقصف الأغصان بسبب الحمل الكبير وعامل الرياح، حيث تساعد الرياح كثيرًا في تقصف وانكسار الأغصان وتداعيها وسقوطها وتضرر عمر الشجرة. كما تزداد الإصابة في المناطق الجافة من شجرة السرو، والتي تكون معرضة لأشعة الشمس والجفاف في جو الحر أكثر من غيرها.

“اقرأ أيضًا: حفار ساق الكرز


خطورة حفار ساق السرو

تنبع خطورة حفار ساق السرو من جملة من العوامل:

  1. إن هذه الآفة حفارة جذوع وأغصان وتهدد إنتاج شجرة السرو من الأخشاب خاصة وتسبب خسارة المردود الزراعي من الخشب المعد للبيع والصناعة.
  2. كما أن هذه الآفة تضعف أماكن الإصابة وتجذب إلى الأغصان الضعيفة وكذلك الجذوع بقية آفات الحفر كالكابنودس، وحفار التين الاستوائي الذي يصيب السرو أيضًا.
  3. مع تفاقم الخطورة ووصول الضرر إلى 50% من العتبة الاقتصادية ستزيد تكاليف المكافحة على مزارع السرو وقد تنتشر الآفة على نطاق واسع.

متى نلجأ للمكافحة المتكاملة للآفة؟

في واقع الأمر، لا يتم اللجوء للمكافحة المتكاملة مع حفار ساق السرو إلا عند الوصول للحد الحرج، حيث يعود ذلك للأسباب التالية:

  • المكافحة بالطيران الزراعي خطيرة على توازن الغابات البيئي وعلى الحياة البرية كالأرانب والحيوانات.
  • تكرار استعمال المبيدات ضمن غابات السرو يزيد مقاومة الآفة للمبيد، وظهور سلالات مقاومة حتى للمبيدات الفسفورية خاصة مع اختلاط الزراعات الشجرية وتحت الشجيرية مع بعضها.
  • لا يجب اللجوء لاستعال المبيدات المتكرر لهذه الآفة في غابات السرو لأنه سيعطي تأثير عكسي ويضر بالبيئة والنبات ويقتل الكائنات النافعة مثل حشرات أبو العيد وأسد المن.
  • كما لا يجب اللجوء للمبيدات إلا في حال التداخل مع الآفات الأخرى ضمن حقول الهندباء المصابة، كالأكاروسات والحفارات وجنس الكابنودس Capnodis spp.
  • أيضًا فإن استعمال المزارع للمبيدات بصورة عشوائية (استعمال مبيدات غير جهازية، غير متخصصة) يعد خطيرًا على زراعة وتشجير غابات السرو أكثر من وجود الآفات نفسها، خاصة عند عدم مراعاة حلقة المبيدات المخصصة.

العتبة الاقتصادية للحشرة

حفار ساق السرو
خطورة هذه الآفة الحفارة للخشب والعتبة الاقتصادية لها

 

إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لحفار ساق السرو مدى وجود داع لاستعمال المبيد في بساتين السرو الحراجية المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد المجتمع الحشري، فهل هو يضطر المزارع لاستعمال المبيدات أم أن المكافحة ستكون مكلفة دون وجود فوائد أو منافع من تطبيقها في بستان السرو الواحد، ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذه الحشرة:

  1. الحالة الأولى حين تكون أعداد المجتمع الحشري ضمن بساتين السرو قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 12% وفي هذه الحالة عدد اليرقات قليل في الشجرة أقل من 5 يرقات والإصابة لا تذكر.
  2. أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الحشري إلى مرحلة مهددة لإنتاجية أشجار السرو من الخشب وصحتها، وتتكاثر أعداد المجتمع الحشري بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 12% وتصل إلى 50- 60% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة، ويكون عدد يرقات الآفة كبير وقد يصل إلى 20 يرقة في الشجرة الواحدة.
  3. بينما الحالة الثالثة فتعني أن الحشرة وصلت بالفعل للحد الحرج وتتطلب المكافحة بقوة، وينصح باستعمال المبيدات ضمن بساتين وأماكن زراعة السرو المصابة، بشرط استعمال حلقة مبيدات مأمونة، فتوجيهات المختصين والفنيين اتجهت نحو ميول أخرى أفضل كالمكافحة الحيوية، والمكافحة الوقائية الزراعية، أو توجيهات لعناية المزارع ببستان السرو.

“اقرأ أيضًا: حفار ساق الأكي دنيا


عوامل تشجع الإصابة بالآفة

إن هناك خمسة من العوامل الهامة التي تشجع الإصابة بحفار ساق السرو وهي:

  1. عدم إلمام المزارع بطريقة زراعة السرو وتحضير البستان بصورة جيدة وسليمة عند التحضير لبيع خشب السرو أو بيعه لغاية التشجير والغطاء النباتي.
  2. كما أن إهمال المزارع لكميات الأسمدة المضافة، أو خلل التسميد، يضعف أشجار السىرو ومقاومتها للآفات.
  3. كذلك فإن استعمال المبيدات على السرو من دون حلقة خاصة أو بجهل وقلة وعي يؤدي لانتشار أضرار المبيدات الحشرية.
  4. ارتفاع درجات الحرارة فوق 35 مئوية وحدوث الجفاف يشجع هذا الحفار في بساتين السرو إلى حد كبير.
  5. إهمال الري الذي يعتبر أهم وسائل الوقاية والمكافحة المتكاملة ضد هذا الحفار الذي يجب أن يكرر ثلاث مرات على الأقل.

دورة حياة الحفار

إن دورة حياة حفار ساق السرو غير معروفة تمامًا في كثير من المناطق. على الأغلب تقضي الحشرة فصل الشتاء بطور اليرقات النشطة التي تتغذى في منطقة الخشب أو القلف في فروع وسيقان وجذوع أشجار السرو الضعيفة والمهملة العناية. بعد ذلك، تتطور اليرقات وتتحول إلى خنافس كاملة في الصيف في تموز/ يوليو وآب/ أغسطس، ومن جهة أخرى، قد تقضي الآفة فصل الشتاء بطور الخنافس الكاملة ثم تتزاوج وتضع البيض بحوالي 70- 100 بيضة ضمن الخشب أو الأنفاق المصنوعة. يفقس البيض ويعطي اليرقات الحفارة التي تبدأ في التغذية وصنع الأنفاق في أشجار السرو محدثة خسائر هائلة.

“اقرأ أيضًا: سونة القمح


مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

حفار ساق السرو
مراقبة المنتج والمزارع لمناطق التشجير والزراعة المصابة

 

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بحفار ساق السرو بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع سرو:

  • مراقبة بساتين السرو وأماكن التشجير بصورة دورية في الصيف الحر والجاف على دفعات، خاصة في تموز/ يوليو وآب/ أغسطس.
  • مراقبة الجذوع والفروع والسيقان في أشجار السرو بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من ثقوب أو نشارة خشبية أو حفر واضحة أو غير واضحة أو أنفاق.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على بستان السرة وأماكن التشجير المشكوك بأنها مصابة بالحفار.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في غابات زراعة السرو كاستعمال مبيدات ضد الحفار دون استشارة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة، وغيرها من تدابير غير مأمونة.

مكافحة حفار ساق السرو

من أجل مكافحة حفار ساق السرو تتبع جملة إجراءات وقائية، وأخرى علاجية، كالتالي:

مكافحة وقائية من الحفار

تتم المكافحة الوقائية من خلال اهتمام المزارع بتحضير سليم لغابات زراعة السرو قبل زراعته. بمعنى آخر، تمهيد التربة اللازمة لزراعة غراس السرو بالتعقيم والعزيق. كما يعتني الفلاح بصورة أساسية بكميات محسوبة ومتوزانة من الأسمدة وخاصة المعدنية كالآزوت والبوتاس وعدم زيادة هذه الأسمدة. بالإضافة لذلك، فإن عمليات الري المنظم لأشجار السرو وكذلك التقليم الجيد تقلل كثيرًا من أعداد هذه الآفة وتقي البساتين منها وتعد أهم وسائل الوقاية والمكافحة ضد الحفار على الإطلاق.

مكافحة علاجية للحشرة

أما المكافحة العلاجية فتتم باستعمال المبيد مثيل باراثيون Parathion methyl الذي يرش على أشجار السرو في الصيف على الفروع والجذوع. كما يمكن الرش في الصيف في تموز/ يوليو وآب/ أغسطس باستخدام المبيد سايبرمثيرين Cypermethrin برش فروع وسيقان وجذوع السرو. هذا الإجراء العلاجي كفيل بالقضاء على هذه الآفة إلى حد ما، ولكن الوقاية خاصة لهذا الحفار تعتبر أهم من العلاج في مطلق الأحوال فهي العامل الحاسم والأهم.

حلقة استعمال المبيدات ضد الحفار

لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين السرو، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على فروع وجذوع وأغصان أشجار السرو المتضررة. أما في الموسم التالي لإصابة السرو فيستعمل المبيد إثيون (ethion) بالرش على الأماكن المصابة بالحفار مستهدفًا الفروع القديمة والجديدة والسيقان والجذوع. بينما في الموسم الثالث فالمبيد دايمثوات Dimethoate بالرش على أشجار السرو من فروع وأغصان وأجزاء قديمة منخورة ومصابة مع شهر آب/ أغسطس ومرة في شهر تموز/ يوليو، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص و(التركيب يختلف بعض الشيء) وأن تكون فسفورية عضوية تعمل ضد هذه الحفارات.

“اقرأ أيضًا: حفار ساق البلوط


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

تتم الإدارة المتكاملة للغابة المصابة بحفار ساق السرو من خلال:

  • إجراء حراثة عميقة للتربة على عمق حوالي 60 سم قبل زراعة السرو.
  • ثم يتم تحديد مسافات الغراس بصورة دنيا أو أدنى حد ممكن وهي 6م بين الصف والآخر، و5.5 م بين شجرة السرو والأخرى على الأقل.
  • يتم إضافة الأسمدة الآزوتية والفوسفورية والبوتاسية بتوازن لأشجار السرو دون زيادة وهذا مهم جدًا.
  • يراقب الفلاح أشجار السرو بصورة منتظمة للتأكد من خلوها من الآفات الحشرية وغير الحشرية والممرضات ويسجل الملاحظات.
  • يجري المزارع الرش بالمبيدات الوقائية على أشجار السرو في حال الاشتباه بأي إصابات مرضية فيروسية أو بكترية أو حشرية.
  • يتم استعمال المبيدات المنصوحة على أجزاء شجرة السرو من فوسفورية وكربماتية، ويتجنب المزارع المبيدات الباراثينوئيدية ومشتقات الفحوم الهيدروجينية الضارة للغاية.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على آفة حفار ساق السرو ومدى خطورتها على أشجار وغابات السرو المصابة. كما يكون الفلاح قد ألم بدورة الحياة وسبل الوقاية والعلاج والإدارة المتكاملة للبستان، حيث يجب على المنتج الزراعي وبائع الأخشاب والمزارع والفلاح أن يكون على علم تام بالآفات الخطيرة التي تضعف إنتاجه، وخاصه هذه الآفة الحفارة للفروع والسيقان وبالتالي مردود الخشب.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.