تقرح أشجار الكولا (Cola tree xanthomonas)؛ أهم 8 أسباب له

 

يعتبر تقرح أشجار الكولا (Cola tree xanthomonas) من أهم الأمراض البكتيرية والآفات الزراعية التي تصيب أشجار الكولا التي يحضر منها مشروب الكولا المنعش، وتؤدي إلى تدني الإنتاج الزراعي أو ضعف القيمة التسويقية للثمار وانخفاض جودتها، كما أن هذا المرض يشجع ظهور آفات جديدة منها فطور وبكتريا وحشرات وفيروسات، فما هو هذا المرض، وما هي دلالات أو أعراض الإصابة بتقرح أشجار الكولا التي تظهر على الأشجار، وكيف يمكن مكافحة تقرح أشجار الكولا؟

---

مرض تقرح أشجار الكولا

إن تقرح أشجار الكولا هو مرض بكتيري ناتج عن بكتريا (Xanthomonas) وهي تنتقل عن طريق الرياح بصورة أساسية، كما أنها تنتقل عن طريق التربة والآفات في التربة مثل الحالوش والنيماتودا، وكذلك تنتقل عن طريق الغراس غير السليمة، وعن طريق الجذور الملوثة والمريضة بالبكتريا.

يسبب هذا المرض تدني إنتاجية أشجار الكولا، وتزداد الإصابة حسب الأصناف. كما أن المرض يصيب كافة أشجار الكولا في أمريكا الجنوبية، و ينتشر المرض في مناطق انتشار الكولا في العالم، ويتواجد في أمريكا الشمالية والجنوبية.

“اقرأ أيضًا: النيماتودا على الثوم“

---

الإصابة بتقرح أشجار الكولا

 

من مظاهر الإصابة بتقرح أشجار الكولا التقرحات التي تلاحظ بشكل واضح بالعين المجردة على أشجار الكولا المصابة. على أوراق الكولا تكون التقرحات ذات شكل ورمي محاطة بهالات ومساحات صفراء وردية، حيث مع تفاقم الإصابة، تتحول التقرحات إلى اللون الأسود الشاحب.

كما أن المرض يصيب الأغصان الفتية والمعمرة في ذات الوقت وكذلك ثمار الكولا. تظهر أعراض الإصابة على الأغصان كتقرحات بنية أو سوداء رمادية لكن من دون هالات صفراء، أما الإصابة على الثمار فهي بنفس المظاهر الخاصة بالإصابة على الأغصان مع تدني قيمة ثمار الكولا التسويقية.

قد تصل نسبة الإصابة في محصول الكولا مع الإهمال وعدم اتخاذ الإجراءات العلاجية والوقائية إلى نسبة 60-70% من الإنتاج.

“اقرأ أيضًا: عنكبوت النفل الأحمر“

---

خطورة تقرح أشجار الكولا

تنبع خطورة مرض تقرح أشجار الكولا من أنه يضعف الأشجار ويؤدي بذلك لانجذاب عدد كبير من الآفات إليها. من ضمن الآفات التي قد يصاب بها البستان الحشرات القشرية على الكولا (سوداء، نمشة، كأسية، حمراء)، والنمر والبسلا والفطور والأمراض البكتيرية الأخرى.

مع تفاقم الإصابة، قد تتداخل الآفات كثيرًا في ما بينها، ويضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية ضمن بستان الكولا الواحد لوقايته من هذا المرض وغيره من الآفات على السواء.

بالإضافة لما تقدم، يمكن للمرض أن ينتشر بمساعدة الرياح، ومع عدم وجود مصدات رياح، فينتقل إلى بساتين كولا مجاورة ويهددها.

“اقرأ أيضًا: النيماتودا على التبغ“

---

عوامل تشجع الإصابة بالمرض

 

إن هناك عوامل تشجع الإصابة بتقرح أشجار الكولا البكتيري وهي عوامل زراعية، أو ميكانيكية، أو كيميائية وأهم العوامل ثمانية:

1. عدم وجود مصدات رياح في مناطق زراعة الكولا، مما يساعد في انتشار البكتريا عن طريق الرياح.
2. أيضًا فإن عدم العناية بتخليص بستان الكولا من الأعشاب يشجع إصابة المرض وانتشار الآفات.
3. كما أن زيادة التسميد الآزوتي لأشجار الكولا يمكنها أن تشجع على الإصابة بالمرض، فلا يجب زيادته.
4. بالإضافة لذلك، تجب العناية بالتسميد المتوازن لأشجار الكولا بالبوتاس والفوسفور والآزوت وهذا يعطيها مناعة من المرض.
5. ارتفاع رطوبة تربة أشجار الكولا بسبب الري الزائد تؤدي للإصابة بالمرض، لأن بكتريا التقرح تحب الرطوبة والماء.
6. كذلك فإن مصدر العدوى من بساتين الكولا المجاورة الغير معتنى بها يمكن أن يساهم في انتشار البكتريا.
7. وجود الحشرات الحفارة والماصة للعصارة وصانعات الأنفاق المساعدة على انتشار البكتريا يزيد فرصة الإصابة بالمرض في بستان الكولا.
8. كما أن تقليم أشجار الكولا بصورة سيئة، وإحداث جروح عليها، يشجع كثيرًا الإصابة بالمرض.

“اقرأ أيضًا: النيماتودا على البصل“

---

مكافحة تقرح أشجار الكولا

تتبع من أجل مكافحة تقرح أشجار الكولا مجموعة من الوسائل الوقائية، والعلاجية، والاستئصالية.

مكافحة وقائية من المرض

تتم المكافحة الوقائية من خلال الحرص على عدم أذية أو جرح أشجار الكولا أثناء تقليمها، كما يراعي المزارع عدم زيادة كمية مياه الري أو اتباع طرق ري سيئة كالري بالتطويف أو بالغمر.

بالإضافة لذلك، يجب على الفلاح التخلص من الأعشاب الموبوءة التي تعتبر بؤر لانتشار الآفات في بستان الكولا. أيضًا، فعلى المزارع أن يجري التقليم في الظروف الجافة حراريًا (الصيف الحار وليس الشتاء البارد)، وأن يقوم بالتخلص من بقايا التقليم تمامًا ويبعدها عن بستان الكولا.

يراعي المزارع كذلك أن يكافح الحشرات والفطور والممرضات الأخرى المسببة لانتشار البكتريا وخاصة حفار ساق الكولا والحشرات القشرية.

مكافحة علاجية من المرض

بينما الكافحة العلاجية فتتم من خلال كشط التقرحات على الفروع المصابة، ودهن مكان الكشط على فروع وأغصان شجرة الكولا بأحد المبيدات الفطرية الجهازية المتخصصة.

يحرص المزارع على جمع نواتج الكشط وحرقها بعيدًا عن بستان الكولا. يمكن أيضًا أن تستعمل مضادات حيوية متخصصة في القضاء على البكتريا من أمثال الناتمايسين، والبولي أوكسين، ورغم ذلك، لا ينصح باستعمال المضادات الحيوية في حال توافر وسائل أخرى للمكافحة أكثر أمانًا لأشجار الكولا.

المكافحة المتكاملة للمرض

لا يتم اللجوء إلى المكافحة المتكاملة لتقرح أشجار الكولا إلا حين تكون الإصابة متفاقمة، ويكون البستان موبوءًا بالآفات، ويحتاج حقًا إلى العناية الاستئصالية.

تتم المكافحة المتكاملة من خلال الرش بمبيدات الحشرات الفوسفورية من أمثال دايمثويت Dimethoate، أو فوسفاميديون phosphamedon الفسفوري- العضوي على الفروع والأغصان في أشجار الكولا. كما يتم الرش بالمبيد كارباريل Carbaryl من أجل مكافحة فراشات الأنفاق (حفار أوراق الكولا) وغيرها، بالإضافة لذلك، يتم الرش الوقائي بالمبيدات في الخريف والربيع وخاصة المركبات النحاسية للوقاية من الأمراض الفطرية، أو الرش بمبيدات فطرية متخصصة.

حلقة استعمال المبيدات ضد المرض

لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين وأماكن زراعة الكولا المصابة، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد ديمتون إس متيل Dimeton-s-methyl بالرش على أغصان وفروع وجذوع أشجار الكولا المصابة بالبكتريا.

أما في الموسم التالي لإصابة الكولا فيستعمل المبيد براثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أشجار الكولا المصابة بالبكتريا مستهدفًا الفروع والجذوع والأغصان. بينما في الموسم الثالث فالمبيد دايمثوات Dimethoate بالرش على أشجار الكولا على الأغصان الغضة والمعمرة والفروع، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص والتركيب وأن تكون فسفورية.

“اقرأ أيضًا: عنكبوت الكاكاو الأحمر“

---

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على مرض تقرح أشجار الكولا البكتيري وعلى خطورته في حال تفاقم الإصابة. كما نكون قد حددنا العوامل المشجعة على المرض، وكيف هي تساعد على انتشاره وانتشار الآفات في الحقل أو بستان الكولا المصاب، حيث أن درهم وقاية خير من قنطار علاج، وأشجار الكولا أشجار مفيدة يجب على المزارع الحرص على نتاجها من الأمراض والآفات الضارة.