تربس الكولا (Cola thrips)؛ أهم 4 عوامل تشجع الإصابة به

Cola thrips

يعد تربس الكولا من الحشرات الخطيرة على إنتاج وزراعة الكولا فكيف يتعامل المزارع معه وما أهم طرق الوقاية والمكافحة في البستان؟

يعتبر تربس الكولا (Cola thrips) من الآفات الزراعية التي تصيب شجيرات الكولا المثمرة وتضعف الإنتاج، ويسبب هذا التربس خسائر في مردود مزارعي الكولا إلى حد قد يكون كبيرًا مع إهمال المزارع للمكافحة والوقاية السليمة، فما هي علامات ومظاهر الإصابة بتربس الكولا، وكيف يمكن مكافحة تربس الكولا عند حدوث الضرر؟


آفة تربس الكولا

تعد حشرة تربس الكولا من الحشرات الاقتصادية التي تصيب شجيرات وأشجار الكولا، ويحصل هذا في مناطق زراعة الكولا المهملة في الهند وسيلان وأمريكا وأوربا. كما تهاجم هذه الحشرة النباتات الأخرى التي توجد في بساتين الكولا كالكوكا والقرفة وغيرها.

تنتشر هذه الآفة في مناطق زراعة الكولا حول العالم، فتوجد في أوروبا الشرقية والغربية في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وآسيا الشرقية والغربية في الصين واليابان والهند، لملائمة المناخ والظروف البيئية لهذه الحشرة وخاصة الرطوبة والحرارة.


وصف التربس

إن حشرة تربس الكولا هي حشرة صغيرة مثل حشرات المن والبق الدقيقي وتشبه مثيلاتها من حشرات التربس كتربس الأزهار وتربس الفراولة وغيرها.

الحشرة الكاملة للآفة

إن حشرة التربس الكاملة لا يزيد طولها عن 3.5 مم، فاللون العام برتقالي أصفر، وسطح الجسم مقسم ومتطاول كالإبرة العريضة أو الدودة المسننة وهي يصعب جدا رؤيتها على الأجزاء المصابة من شجرة الكولا.

الأجنحة في هذا التربس والأرجل وقرني الاستشعار فبلون أصفر أقل غمقًا حيث يكون فاتح مصفر ولا يمكن كثيرًا تمييز لونها عن بقية لون الجسم.

حوريات تربس الكولا

أما الحوريات أو الأطوار غير الكاملة من تربس الكولا فتكون بلون أبيض فاتح أو باهت في البداية، ثم يتدرج متحولاً إلى اللون الأصفر الواضح والقريب للبرتقالي مع التقدم في العمر.

“اقرأ أيضًا: ذبابة مينو جوزة الطيب


الإصابة بتربس الكولا

تتجلى مظاهر وأعراض الإصابة بتربس الكولا، في صورة امتصاص للعصارة النباتية الخلوية بأنسجة أوراق الكولا بصورة خاصة (أنسجة السطح السفلي والعلوي للورقة معًا).

تهاجم التربسات الكاملة وغير الكاملة طبقة البشرة للأوراق، ثم تتغذى بامتصاص عصارتها، فتصفر الأوراق ونموات الكولا والشجيرات الغضة الفتية والحديثة عمرًا وتصيبها قروح بيضاء رمادية في ما يشبه لوحة من الحبوب الطولية المتكتلة الصغيرة أو القشور البيضاء وهذا يدني إنتاج الكولا من الكولانين والثيوبرومين.

يغطى سطح أوراق الكولا والثمار المصابة بنقاط سوادء مبيضة من مفرزات التربسات وانسلاخاتها، فيعيق ذلك تنفس الأوراق وتتدهور القيمة التجارية لمحصول الكولا الكلي الناتج وقد لا يباع في السوق.

أيضًا، فمن أعراض الإصابة تشوه الورقة المصابة ثم تتجعد وتلتف حوافها فتسقط أو تبقى في حالة مشوهة على الشجيرة، كما تشتد الإصابة في مناطق الزراعات الكثيفة من الكولا وحيث لا يعنى المزارعون بمسافات الزراعة ولا يعون خطورة الكثافة النباتية الزائدة في وحدة المساحة.


خطورة تربس الكولا

تربس الكولا
مدى خطورة هذا التربس

 

تنبع خطورة تربس الكولا، من أن هذه الآفة تضعف شجيرات الكولا في أماكن الإصابة، مما يؤدي لانجذاب حشرات أخرى إلى الحقول المصابة كأكاروس الحلم الدودي وحلم الكولا والكوكا والعنب وحفار ساق الكولا وغيرها.

يمكن أيضًا أن تنجذب آفات أخرى غير حشرية، كالفطريات، والفيروسات على الشجيرات، و مع تداخل الآفات، وتفاقم الخطورة ضمن بساتين الكولا المصابة، قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية IPM لوقاية محصول الكولا وتجنب الخسارة الاقتصادية، وبالتالي تجنب التكاليف الزائدة في حال تضرر المحصول وانخفاض الإنتاج من هذه الشجرة.


دورة حياة الحشرة

تتميز حشرة تربس الكولا بتكاثر لا جنسي بصورة أساسية، نظرًا لندرة الذكور.

التكاثر اللا جنسي للحشرة

مباشرة تضع أنثى التربس البيض بحوالي 50- 65 بيضة بصورة إفرادية ضمن أنسجة وأوراق شجيرات الكولا تحت بشرة الأوراق المصابة. يمكن أن يوضع أيضًا في زوايا الأفرع المتشابكة والمتزاحمة القريبة من سطح التربة وحول سيقان شجيرة الكولا.

يفقس البيض بعد حوالي 3-4 أسابيع أو أقل حسب درجات الحرارة والرطوبة المتوفرة في بساتين الكولا، ثم تخرج الحوريات من البيض وتبدأ عملها في امتصاص عصارة النبات وإضعاف الأوراق والحالة العامة لنبات الكولا وبعد أسبوع تظهر الأعراض بشكل واضح.

متابعة تطور الآفة

تشرع التربسات الصغيرة أو الحوريات في امتصاص العصارة النباتية الخلوية وخاصة ما بين الأنسجة البرانشيمية لأوراق الكولا، ثم تتابع تطورها بعدة أعمار فتعطي التربسات الكاملة. قد تعيش الحشرات الكاملة فترة قد تصل إلى 60 يومًا في حال توافر الظروف الملائمة من رطوبة وحرارة.

وجد أن عذراى هذا التربس تموت إذا انخفضت الرطوبة عن 50% في بساتين الكولا المصابة، وكذلك فهي تحتاج لحرارة ربيعية مناسبة معتدلة ولكن تموت مع ارتفاع درجات الحرارة.

أجيال تربس الكولا

يختلف عدد الأجيال حسب المنطقة في الهند أم أمريكا أم سيلان أم غير ذلك، حسب درجات الحرارة، والظروف البيئية السائدة وخاصة الرطوبة، فإن لهذا التربس حوالي 3-4 أجيال سنويًا في بساتين الكولا قليلة الرطوبة ومرتفعة الحرارة، و 5 أجيال في البساتين مرتفعة الرطوبة وقليلة الحرارة.

“اقرأ أيضًا: صوفة أوراق السفرجل


مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

يجب أن يراقب المزارع الحقل المصاب بتربس الكولا بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع كولا:

  • مراقبة حقول وأماكن زراعة الكولا بصورة دورية على دفعات، الأولى في نيسان/ أبريل، والثانية في أيار/ مايو، وتكرر المراقبة كل ثلاثة أشهر فهذا هو موعد الأجيال.
  • مراقبة الأوراق والأفرع والثمار على نباتات الكولا بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات واضحة من مساحات بيضاء أو أي أعراض إصابة بالتربس.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات ومختص فني، وإطلاعه على حقل زراعة الكولا المشكوك في أمره وأخذ أي إرشادات على محمل الجد.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في بساتين الكولا كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو مبيدات ضارة كالمبيد DDT أو المبيد لامبدا سايهالوثرين، والمبيدات المعتمدة على الفحم المكلور، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة للتربس، وغيرها.

عوامل تشجع الإصابة بالآفة

تربس الكولا
أسباب هذا التربس

 

هناك عوامل تشجع الإصابة بتربس الكولا، وأهم العوامل:

  1. إهمال مسافات الزراعة الملائمة لزراعة الكولا في البساتين المخصصة لذلك أو زيادة الكثافة النباتية في وحدة المساحة.
  2. كما أن ارتفاع الرطوبة عن 75% من السعة الحقلية في بساتين الكولا يشجع هذا التربس كثيرًا لكي يصيب المحصول، وخاصة عند رطوبة 70- 80% وزيادة الري وعدد الريات.
  3. عدم عناية المزارع بالحالة العامة لشجيرات الكولا وتربتها من تسميد، وري، وتعشيب، وعزيق.
  4. وجود الأعشاب الضارة في بستان الكولا بصورة موبوءة يشجع عذارى التربسات على التكاثر والتنقل بين المحصول.

“اقرأ أيضًا: من القرفة الأسود


مكافحة تربس الكولا

لمكافحة تربس الكولا، تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية من التربس

تتم المكافحة الوقائية بتجنب المزارع للكثافة النباتية العالية في بساتين الكولا، فهي تشجع تكاثر الآفات وانتقالها وتمنع التهوية والتنفس عن النباتات.

أيضًا يجب أن تتم زراعة الكولا على مسافات مناسبة، وهي 3.5-3.8 بين الشجيرات، و 4.5م على الأقل بين السطور. كما يتخلص المزارع من الأعشاب الضارة في بستان الكولا بصورة تامة، ويعتني بري الحقل بطريقة متوازنة وعدم زيادة الري وعدد الريات بصفة نهائية.

كذلك، فإن زيادة الرطوبة حول وفي ترب شجيرات الكولا تشجع الإصابة بالتربس، لذلك، يخفف المزارع الرطوبة قدر الإمكان من خلال عدم زيادة الري عن حده لترب شجيرات الكولا فيجب أن يكون الري منتظم (ويفضل استعمال الري بالتنقيط مع أسلوب التسميد بالأسمدة الذوابة مع مياه الري عن طريق إضافة السماد مع الماء) وبهذا تزداد مقاومة الشجيرة.

مكافحة علاجية للآفة

تتم المكافحة العلاجية الكيميائية بمجرد أن تستدعي الخطورة استعمال المبيد في بساتين الكولا، أي ظهور أعراض الإصابة بما يزيد عن 20% حيث تتم المكافحة من خلال أحد المبيدات الفوسفو- عضوية. يمكن استعمال المبيد دايمثوات Dimethoate بالرش على أوراق وفروع الكولا الغضة.

كما يعطي المبيد مالاثيون Malathion نتائج جيدة في بساتين الكولا المصابة وخاصة في حال تداخل آفات أخرى مع التربس، ويمكن أيضًا استعمال المبيد باراثيون ميثيل Parathion- methyl أو ميتا سيستوكس بالرش على الأجزاء المصابة من شجيرات الحولا (أوراق، ثمار، فروع غضة).

حلقة استعمال المبيدات ضد الآفة

حرصًا على منع مقاومة الآفات للمبيدات ضمن بستان الكولا يلجأ إلى تطبيق حلقة لاستعمال المبيدات، حيث في الموسم الأول للإصابة بالتربس يستعمل المبيد ديمتون إس مثيل Dimeton-S-Methyl.

أما في الموسم التالي فيستعمل المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أوراق وثمار وأفرع الكولا الغضة والفتية، وفي الموسم الثالث فالمبيد يكون مالاثيون Malathion، مع مراعاة الرش في منتصف الربيع في نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو قبل ظهور الحوريات.

بالإضافة لذلك، يجب تغيير الحلقة السابقة نفسها كل 9 سنوات من أجل مكافحة دقيقة ولكي لا تكوّن التربسات سلالات مقاومة في بساتين الكولا المصابة والمتضررة.

مكافحة حيوية للآفة

وجد أن هناك أعداء حيوية من مفترسات وطفيليات تهاجم هذه الآفة، خاصة بالاعتماد على تربية مفترسات أبو العيد Coccinella sp (المتخصصة بالتربس) أو مفترسات التربس وإطلاقها في بساتين الكولا المصابة وخطوط الزراعة.

كما يمكن أن يتم إكثار هذه الأعداء في المخابر المتخصصة وإطلاقها في البساتين المصابة، وهذا يفيد لاحقًا في قتل الآفة في السنوات والمواسم القادمة من الكولا المعد كنبات مثمر للبيع في السوق، وكذلك يقلل تكاليف المكافحة الكيميائية على المزارع.


محاسن المكافحة الحيوية للآفة

إن لمكافحة تربس الكولا بالطريقة الحيوية محاسن عديدة تنعكس إيجابًا على المزارع أو المنتج والبستان على المدى البعيد، وأهم الفوائد:

  • التخلص من مشكلة ظهور السلالات المقاومة لهذا التربس الذي يكون عدد كبير من الأجيال في بستان الكولا وبالتالي مشكلة ظهور السلالات المقاومة من الآفة للمبيد تكون كبيرة.
  • رفع إنتاجية مناطق زراعة الكولا ومردود المزارع بنسبة 70%، وقد تصل إلى 200% إذا كانت مكافحة معتنى بها عند المكافحة الحيوية للتربس بهذه الطريقة.
  • زيادة أعداد المفترسات والأعداء الحيوية (مفترسات التربس) في مناطق زراعة الكولا وهذا له منافع على المدى البعيد.
  • تقليل تكاليف استعمال المبيدات الكيماوية في بستان الكولا (حتى لو كانت فسفورية مأمونة أو منصوح بها، أو حتى لو تم تطبيق حلقة أو برنامج مبيدات)؛ وهذا لأن المكافحة الحيوية لا تتطلب إلا خبرات فنية عاملة في هذا المجال وإطلاق الأعداء الحيوية أو المبيدات الحيوية مرة واحدة في مكان التربية والزراعة.
  • زيادة وتحسين أمان منطقة زراعة الكولا كبيئة حيوية أو كمجتمع بيئي صالح للزراعة وفي نفس الوقت فهو صالح لحياة الكائنات النافعة كبعض الحشرات والمتطفلات والأعداء الحيوية (حشرات أبو العيد تخصص تربس).
  • عدم إحداث أي أضرار للبيئة المحيطة بمكان زراعة الكولا وخاصة الإنسان والحيوان (أرانب، دجاج، خنازير، أبقار) والكائنات الحية النافعة ودود القز والنحل المربى من أجل العسل أو نحل تلقيح الأزهار.
  • تحقيق الفائدة الاقتصادية المثلى من تربية الكولا كشجرة مثمرة؛ بسبب ارتفاع الإنتاج ومردود المزارع من الأجزاء الرئيسية الاقتصادية للنبات نتيجة أمان البستان وقلة عدد الآفات بسبب المكافحة السليمة.
  • خفض أو تقليل الجهد المبذول من المزراع والعامل في اعتماد آلات الرش (عند استعمال المبيدات الكيماوية) أو تقليل اليد العاملة (وتقليل تكلفتها) في بستان الكولا وتوفير طاقة ووقت المزارع والمنتج والعامل المأجور.
  • تقليل فرصة ظهور الآفة جدًا و إلى أقل حد ممكن في بستان الكولا؛ وهذا لأن المكافحة الحيوية (مبيدات حيوية، أعداء حيوية) تقلل أعداد الآفة (التربس) وتزيد أعداد العدو الحيوي (مفترس تربس)، وتتم مكافحة هذا الحلم حيويًا من خلال (البكتريا والفطور الممرضة للحشرات وحشرات من رتبة أبو العيد تخصص تربس).

إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

إن الإدارة المتكاملة لتربس الكولا تتم من خلال جملة من الإجراءات الزراعية والميكانيكية والعلاجية والعنائية. يعتمد المزارع على حراثة سطحية 10- 12 سم لتنعيم وتفتيت التربة والتخلص من عذارى وبيوض الآفات ومنها التربسات في ترب شجيرات الكولا.

كما يتم استعمال مصائد خاصة كرتونية أو خشبية توزع في بستان الكولا بمعدل 8 مصائد لكل بستان مكون من 20 شجرة، لصيد فراشات الأنفاق كحفار أوراق الكولا والكوكا وغيرها. كما يعتمد المزاع على استعمال سماد بلدي متخمر لمدة لا تقل عن 6-8 سنوات ثم نشره وتوزيعه في بساتين الكولا، والتسميد بالآزوت على ثلاث دفعات فالكولا يحتاج للآزوت (لكن عدم زيادته بصفة نهائية).

أيضًا، يستعمل المزارع مبيدات فطرية للقضاء على الفطور التي تحب الرطوبة، لأن وجود التربس يشجعها، من خلال استعمال المبيد مانكوزيب Mancozeb funjacide على أوراق الكولا والفروع الغضة والمعمرة. كما يراعي المزارع قدر الإمكان تجنب الكثافة النباتية في بساتين الكولا المثمرة وإعطاء مساحة غذائية كافية لكل نبات منفردًا ليحصل على نصيبه من تهوية وغذاء وإضاءة وسماد ومياه ري.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على تربس الكولا ومدى خطورته في حال تفاقم الإصابة ضمن البساتين. كما يكون المزارع قد تعرف على سبل المكافحة والوقاية والعلاج الممكن لهذا التربس وبرنامج الإدارة المطبق في بستان الكولا المصاب، حيث تسبب كثير من الحشرات أضرار اقتصادية وتدني في الإنتاج الزراعي وتجب مكافحتها لكي لا يخسر المزارع مردوده وإنتاجه وخاصة مردود أشجار الكولا المفيدة التي يحضر منها شراب الكولا المنعش واللذيذ.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.