حشرة الكولا القشرية (Cola scale insect)؛ أهم 7 أسباب لها

Cola scale insect

تعد حشرة الكولا القشرية من الآفات الخطيرة على إنتاج ومردود المزارع من شجيرات الكولا التي يحضر منها مشروب الكولا المنعش، فكيف يتعامل المنتج والمزارع معها؟

تعتبر حشرة الكولا القشرية (Cola scale insect) واحدة من أهم الآفات الزراعية التي تصيب شجيرات الكولا التي تزرع لغاية الحصول على مادة الكولانين وقلويد الكافئين لصناعة مشروب الكولا المميز الغني بمادة الثيوبرومين المدرة للبول، وتؤدي هذه الآفة إلى أضرار كبيرة على إنتاج الكولا، وضعف عام للشجيرات المصابة، مما يشجع آفات أخرى إلى البساتين، فما هي دلالات ومظاهر الإصابة بحشرة الكولا القشرية، وكيف يمكن مكافحة حشرة الكولا القشرية؟


آفة حشرة الكولا القشرية

تعد حشرة الكولا القشرية من الحشرات الاقتصادية التي تصيب شجيرات الكولا التي تزرع في البرازيل وأمريكا الجنوبية وغابات أفريقيا الغربية وساحل العاج والسودان والهند، حيث أن المتة من أهم النباتات الغذائية التي تحتوي على منبه الكافئين ومادة الثيوبرومين المدرة للبول، ومادة الكولانين، وهذا كله لصنع شراب الكولا المنبه والمنشط الغني بالطاقة والمحبب اللذيذ، حيث تفضل الحشرة مهاجمة الأغصان الفتية وفروع شجيرة الكولا مسببة خسائر هائلة. تنتشر هذه الآفة في مناطق زراعة الكولا في العالم، وتوجد بكثرة في أمريكا الجنوبية.


وصف الحشرة

إن حشرة الكولا القشرية تشبه غيرها من الحشرات القشرية وهي ذات لون بني قرمزي لامع. أما الأطوار غير الكاملة أو الحوريات فهي حشرات صغيرة وصفراء اللون شاحبة، وهي تميل للون الأبيض الشاحب ومع تجمعها تفرز مادة قشرية تغطي شجيرة الكولا.

“اقرأ أيضًا: عثة ثمار التين


الإصابة بحشرة الكولا القشرية

تتجلى أعراض الإصابة بحشرة الكولا القشرية بظهور القشور والمواد المتصلبة على الأجزاء المصابة للشجيرة (أوراق، أغصان صغيرة، فروع، ثمار) مسببة خسارة كبيرة لإنتاج الكولا الرئيسي. تتغذى الحشرة بأطوارها الكاملة وغير الكاملة على امتصاص عصارة شجيرات الكولا والأجزاء المذكورة ثم ينجم عن ذلك ضعف نمو الشجيرة وتساقط الأوراق، وعادة ما تصفر وتتساقط الأوراق قبل أن يكتمل نموها على الشجيرة. كما تؤدي الندوة العسلية الغزيرة التي تفرزها الحشرة إلى تشجيع نمو فطر العفن الأسود على مكان الإصابة، ثم تغطية شجيرة الكولا بكاملها في بعض الأحيان. من الملاحظ أن هذه الحشرة، تفضل الأماكن الظليلة الغير معرضة للشمس في بستان الكولا.


خطورة حشرة الكولا القشرية

تنبع خطورة حشرة الكولا القشرية، من أنها تسبب خسارة الإنتاج وقلة مردود الشجيرة من الثمار وبالتالي البذور التي يزرعها أصلا المزارع لهذه الغاية، حيث تحتوي البذور على الكافيين والثيوبرومين والكولانين والنشا والأملاح المعدنية. كذلك نتيجة للإصابة، تتشجع آفات أخرى لكي تهاجم النباتات، ومن أهم الآفات التي قد تهاجم النباتات البق الأسترالي على الكولا، وحفارات الساق، والتربس والأكاروسات، وغيرها. كذلك فقد تنجذب حشرات قشرية أخرى (سوداء، حمراء، أرجوانية… إلخ) إلى شجيرات الكولا وتصبح الخسارة 80%. أيضًا فقد يحصل تداخل شديد في الآفات وتصاب الأشجار بآفات غير حشرية (فطور، بكتريا… إلخ)، وينجم عن ذلك كله ضعف الشجيرات والبساتين بكاملها، مما يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية ضمن بساتين الكولا المزروعة.

“اقرأ أيضًا: حشرة اللوز القشرية الحمراء


عوامل تشجع الإصابة بالآفة

إن هناك عوامل تشجع الإصابة بحشرة الكولا القشرية، وأهم العوامل:

  1. عدم توافر مصدات رياح حول أماكن زراعة الكولا عند زراعتها بمساحات واسعة.
  2. كذلك عدم الاهتمام بالتشجير الحراجي (أشجار حراجية من صنوبر وشيح وسرو وغيرها) والغطاء النباتي حول مناطق زراعة الكولا.
  3. زراعة شجيرات الكولا على مسافات متقاربة وزيادة الكثافة الزراعية، لأن هذه الآفة تفضل الظل والبعد عن الشمس والضوء.
  4. وجود الأعشاب بصورة موبوءة في بستان الكولا المصاب، يفاقم الإصابة بالحوريات والحشرات الكاملة.
  5. عدم التوازن في التسميد العضوي والمعدني مما يضعف شجيرات الكولا التي تستجيب بقوة للتسميد المعدني.
  6. زيادة التسميد الآزوتي تضعف شجيرة الكولا وتجذب آفات غير حشرية (بكتريا، فطور) لأنها تجعل النمو غض وهذا مفضل عند الآفات الماصة للعصارة.
  7. كما أن عدم عناية المزارع بالحالة العامة لشجيرات الكولا -وخاصة التقليم والري- يضعف البستان ويشجع الحشرة القشرية.

دورة حياة الحشرة

حشرة الكولا القشرية
ما هي دورة حياة هذه الحشرة؟

 

تقضي حشرة الكولا القشرية فصل الشتاء بطور الحورية الصغيرة التي تتواجد على الأغصان بين زوايا وأجزاء شجيرة الكولا متكتلة ومختبئة. بعد ذلك، وفي الربيع، تنشط الحوريات مع ارتفاع درجات الحرارة 23- 24 مئوية ثم تصل إلى طور النضج التام في حوالي أسبوعين إلى عدة أسابيع وهذا يختلف حسب درجات الرطوبة ومستويات الحرارة. عادة ما يكتمل النمو في نهاية الربيع أو أوائل الصيف مع تموز/ يوليو وتتجمع الحشرات محدثة كتل قشرية على شجيرة الكولا وتكون علامات الإصابة بها واضحة على الأفرع والأغصان والأوراق. بعد التزواج، تضع الأنثى البيض تحت القشرة الخاصة بها في منتصف الصيف في تموز/ يوليو أو آب/أغسطس، ثم تخرج الحوريات بعد ذلك فتلجأ إلى اﻷوراق خلال الصيف على شجيرات الكولا البرازيلية والهندية وغيرها. كما أن الحوريات في الخريف مع تشرين الأول/ أكتوبر تغير سلوكها وتترك الأوراق وتهاجم الأغصان الفتية الغضة، وللحشرة عدة أجيال في السنة ويمكن أن تصيب الشجيرة على مدار العام لأن الكولا شجيرة معمرة دائمة الخضرة وهذا يرفع عدد أجيال الحشرة.

“اقرأ أيضًا: حلم ورق الفراولة


مكافحة حشرة الكولا القشرية

من أجل مكافحة حشرة الكولا القشرية القشرية تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية من الحشرة

يعتني المنتج والمزارع بتشجير المنطقة المزروعة ببعض الأشجار الحراجية من سرو وصنوبر وغيرها حسب المنطقة، وإضافة مصدات رياح مناسبة للتقليل أو لمنع انتقال الحشرة من البساتين المصابة، كما يعتني المزارع قدر الإمكان بالحالة العامة لشجيرات الكولا في الحقل- خاصة الري والتقليم وزراعة الشجيرات على مسافات مناسبة لا تقل عن 3م بين الشجرة والأخرى و 3.5 م بين الصفوف لترك مسافة مناسبة من أجل الخدمة. يقلم المزارع الشجيرات سنويًا ويتخلص من بقايا النباتات المصابة (خاصة الأغصان والأوراق) ويبعدها عن بساتين الكولا ومناطق زراعتها بصفة نهائية. أيضًا فيجب على المزارع زراعة الشجيرات على مسافات كافية ومتباعدة بحيث لا يزداد الظل في البستان لكي لا تتشجع الحشرة المحبة للظل وتصيب شجيرات الكولا المظللة. كذلك فعلى المزارع الإشراف على تسميد عضوي ومعدني متوازن، وعدم زيادة التسميد الآزوتي لشجيرات الكولا، والموازنة قدر الإمكان وزيادة دفعات الأسمدة عند دخول الأشجار بطور الإثمار خاصة البوتاس الذي يمنح القدرة على مجابهة الشجيرة للآفات والأمراض. يراعي المزارع قدر الإمكان التخلص من الأعشاب الموبوءة في البستان لأنها مصدر لحركة وانتقال الحوريات الصغيرة سوية مع الرياح فتنتقل بذلك من شجيرة كولا إلى أخرى.

مكافحة علاجية للآفة

رغم أن الوقاية أهم من العلاج، يلجأ المزارع إلى المكافحة بالمبيدات الفسفورية العضوية المتخصصة بالحشرات القشرية بمجرد حدوث الإصابة بهذه الحشرة على شجيرات الكولا، حيث يراعى عدم اللجوء لهذه الطريقة في حال كان الأمر لا يستدعي ذلك، تجنبًا لانتشار أضرار المبيدات الحشرية على البيئة والنباتات. عند المكافحة يستعمل المزارع الزيوت الشتوية مقواة بمبيد قوي فوسفو – عضوي من أمثال باراثيون مثيل Parathion- methyl بالدهن على أغصان وفروع شجيرات الكولا المصابة بالقشور والأعراض. كما يمكن استعمال مبيدات أخرى من أمثال إثيون ethion، والمبيد مالاثيون malathion بالرش على الأغصان الفتية الغضة وأوراق شجيرة الكولا ودهن الفروع والساق.

دورة استعمال المبيدات ضد الآفة

من أجل مكافحة سليمة تطبق دورة مبيدات ضد حشرة الكولا القشرية؛ وفي الموسم الأول للمحصول يستعمل المزارع المبيد كلورثيون chlorthion بالرش على الأماكن المصابة بالقشور والأعراض. أما في الموسم الثاني يغير المزارع المبيد ويستعمل مبيد آخر كالمبيد مالاثيون (malathion) بالرش على شجيرات الكولا المصابة من فروع وأغصان فتية وأوراق غضة. مع بدايات الموسم الثالث يستعمل المزارع مبيد جديد وهو ميثيل باراثيون methyl parathion بالرش على الأفرع والأغصان والأوراق، ثم يرجع المزارع إلى المبيد الأول كلورثيون chlorthion في الموسم الرابع للكولا، وهكذا دواليك. أيضًا يتم تغيير حلقة المبيدات السابقة بعد 8- 9 أعوام من تطبيقها ضمن بستان الكولا الواحد، كما يجب أن يراعي المزارع عدم استعمال أي مبيدات ضارة كالمبيد DDT وغيره من مشتقات الفحوم الهيدروجينية، وكذلك المبيدات الباراثيوريئيدية.


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

حشرة الكولا القشرية
أفضل إدارة لبستان الكولا المصاب بالحشرة

 

إن المقصود بالإدارة المتكاملة لحشرة الكولا القشرية، جملة من الإجراءات العنائية والزراعية. يعقم المزارع التربة بتقليبها بالمبيد إندوسلفان endosulfan أو بالطاقة الشمسية، حيث يتم التعقيم من خلال نثر أغطية بلاستيكة فوق جذوع الأشجار بالقرب من مساقط تيجان شجيرات الكولا عند سطح التربة. يسهم ذلك في رفع حرارة التربة خلال أشهر الصيف في تموز/ يوليو وآب/ أغسطس والقضاء على الآفات الساكنة المختبئة، كما يجب على المزارع استعمال مصائد مختلفة (فرمونية، بلاستيكية، زجاجية، طعوم سامة) حيث توضع المصائد على الشجيرات لصيد فراشات الأنفاق والنطاطات التي تشجع الآفات الأخرى، ومن ضمنها تربس واكاروس الكولا. بالإضافة لذلك، ينصح دومًا بعدم تكرار استعمال نفس المبيد سنويًا لأن هذا يزيد مقاومة الآفات، أيضًا فلا يجب استعمال مبيدات ضارة باراثينوئيدية، أو فحوم هيدروجينية (كالمبيد دي دي تي) في بساتين الكولا المصابة، حيث ينصح باستعمال مبيدات مشتقات الكربمات، ومبيدات الفوسفور العضوية المنصوحة والآمنة.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على حشرة الكولا القشرية ومدى خطورتها في حال تفاقمت الإصابة بها. كذلك يكون المزارع والمهندس الزراعي والمنتج قد ألم بدورة الحياة وسبل الوقاية قبل المكافحة ضمن بساتين الكولا المصابة والتي تظهر عليها الأعراض، حيث يجب على المزارع أن يكون حريصًا على إنتاجية أشجاره المثمرة، وسلامة بستانه، وخلوه التام من الآفات الزراعية الضارة التي تسبب خسارة المزارع للإنتاج الثمين من بذور الكولا.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.