كابنودس القرفة (Cinnamon capnodis)؛ أهم 5 أسباب له
Cinnamon capnodis
يعد كابنودس القرفة من الحشرات الخطيرة والضارة بإنتاج القرفة وعمر الشجرة فكيف يتعامل المزارع معه في البستان وما سبيل الوقاية والمكافحة؟
تعتبر حشرة كابنودس القرفة (Cinnamon capnodis) من أخطر الحشرات الاقتصادية التي تصيب أشجار القرفة المثمرة التي تحضر منها أعواد القرفة التي تضاف منكهة للشاي وغيرها، وتؤدي الآفة إلى ضعف كبير للشجرة وتهدد حياتها بالكامل، كما أن هذه الحشرة تؤدي إلى انجذاب آفات أخرى إلى الأشجار بسبب ضعف مكان الإصابة، ويمكن لها أن تهدد زراعة بساتين بالكامل من القرفة، فما هي علامات الإصابة بكابنودس القرفة، وكيف يمكن مكافحة كابنودس القرفة؟
حشرة كابنودس القرفة
إن كابنودس القرفة هو واحد من أهم الآفات الزراعية التي تصيب أشجار القرفة المثمرة. تصيب هذه الآفة القرفة، وتنتشر في كل مناطق زراعة القرفة من حول العالم ولها أنواع ومنها Capnodis cariosa، ومنها أيضًا Capnodis tenebricosa. كما تعتبر هذه الآفة من الآفات الشرهة من بين أنواع الكابنودس الأخرى ويمكن لها إحداث ضعف 90% لبعض بساتين القرفة غير المخدومة.
بشكل أساسي تتواجد الآفة في الهند وجزيرة سيلان و يمكن أن تتواجد هذه الآفة في أسيا في اليابان والصين والهند في مناطق زراعة القرفة فقط، وأوروبا في ألمانيا وإيطاليا وإنجلترا، ودول شرق المتوسط ولكن أكثر مكان لتواجدها هو أمريكا.
وصف شكل الآفة
إن شكل كابنودس القرفة لا يختلف كثيرًا عن شكل كابنودس الدراق Capnodis tenebrionons، وهناك نوع منه وهو Capnodis Carponaria Cola يمتاز بوجود البقعة القلبية في الجانب الأمامي للصدر عند مقدمة الرأس.
البقعة القلبية تأخذ شكل مثلثي ورأس المثلث للأسفل، وقد تكون مبحوحة الألوان مما يصعب التمييز بينه وبين بقية أنواع الجنس Capnodis. قد تمتد البقعة أيضًا حتى نهاية الحافة الخلفية لترجة الصدر الأمامي، كما توجد أربع بقع سوداء صغيرة على ترجة صدر الكابنودس بشكل متناظر.
“اقرأ أيضًا: المن على الخس“
الإصابة بكابنودس القرفة
تهاجم حشرة كابنودس القرفة أشجار القرفة غير المخدومة وغير المعتنى بها في أمريكا و أفريقيا ومختلف أماكن زراعة القرفة في العالم، بيرقاتها الشرهة للفروع والجذوع. تفضل الحشرة مهاجمة الأشجار الضعيفة التي تتعرض لأشعة الشمس بشكل دائم وحرارة مرتفعة، والتي تكون جافة ويابسة وغير معتنى بها خاصة بالري والجافة اليابسة.
تلتهم اليرقات منطقة الخشب أولاً، ثم منطقة اللحاء، كما تحدث اليرقات أنفاقًا طويلة في فروع أشجار القرفة والأغصان والجذوع. الأنفاق تكون بشكل من الأعلى باتجاه الأسفل في سوق وفروع وأغصان أشجار القرفة. كما أنه قد تتواجد العديد من اليرقات في الشجرة الواحدة مما يضعف الأشجار والأغصان ويكسرها ويسبب قلة الإنتاجية من فروع القرفة للشجرة حيث تعتبر الأفرع الداخلية هي الجزء الرئيسي المستعمل لتحضير أعواد القرفة.
أيضًا فقد تتقصف الأشجار من قواعدها لأن هذه الآفة حفارة جذور وتهدد مسقط تاج الشجرة بنخره من جذوره وهذا يقلل حياة وعمر شجرة القرفة.
مستوى خطورة الحشرة
إن مستوى خطورة كابنودس القرفة عالٍ جدًا؛ لأن هذه الحشرة تهدد حياة شجرة القرفة المثمرة بالكامل. يمكن لليرقات إذا لم يتم كشفها أو معرفة وجودها أن تستمر لما يزيد عن 15 شهرًا مختئبة في أماكنها في اللحاء والخشب، كما أن وجود أعداد اليرقات بشكل كبير بما يفوق 20 يرقة يؤدي إلى كسر الأغصان، وتقصف الجذع نفسه وخاصة في منطقة التاج أو مسقط شجرة القرفة.
بالإضافة لذلك، فإن مكان الحفر يضعف الجذع والأغصان ويعرضها للإصابة بحشرات أخرى أهما حشرات القلف وخنفساء قلف القرفة وخنافس القرفة وأنواع مختلفة من الكابنودس نفسه الحفار للجذور والفروع.
“اقرأ أيضًا: حشرة جوزة الطيب القشرية“
عوامل تشجع الإصابة بالآفة
إن هناك عوامل تشجع الإصابة بكابنودس القرفة، وأهم العوامل:
- ارتفاع الحرارة في بساتين القرفة وحدوث الجفاف.
- عدم عناية المزارع بأشجار القرفة المثمرة وخاصة الري؛ لأن هذا الكابنودس يفضل الترب غير المروية.
- كما أن عدم طلاء المزارع لفروع أشجار القرفة وأغصانها بالكلس في الصيف يشجع الإصابة.
- بالإضافة لذلك، عدم تقوية المزارع للأشجار بإهمال التسميد المتوازن يشجع الإصابة، لأن أشجار القرفة تضعف مع ضعف التسميد وخاصة في حال غياب السماد الآزوتي.
- أيضًا فإن وجود آفات أخرى حفارة، خاصة حافرات القلف والخشب واللحاء، وخنفساء قلف القرفة، وسوسة القرفة، يشجع الإصابة بهذه الحشرة.
دورة حياة الحشرة
إن كابنودس القرفة يفضل أجواء الصيف من أجل التكاثر بقوة، وتكون دورة حياة الحشرة بالتفصيل كالتالي:
- تظهر الخنافس الكاملة من الكابنودس في بساتين القرفة في الهند وجزيرة سيلان مع أيار/ مايو ثم تستمر في ظهورها لعدة أشهر في الصيف.
- بعد ذلك، يكون أوج التكاثر في منتصف الصيف في تموز/ يوليو وحزيران/ يونيو ضمن بساتين القرفة.
- ثم تتغذى الحشرات الكاملة على القلف الغض وقشور الأغصان والبراعم في أشجار القرفة مختارة الضعيف منها، مسببة سقوطها.
- يتم التزواج في شهر آب/ أغسطس أو أيار/ مايو غالبًا وتضع الأنثى حوالي 1500 بيضة أو أكثر حول مسقط تاج شجرة القرفة.
- غالبًا ما يتم وضع البيض عند منطقة الجذع لشجرة القرفة بالقرب من سطح التربة أو عند الساق أو منطقة التاج الشجرة أو ما يسمى بمسقط الشجرة.
- بعد حوالي عدة أسابيع يفقس البيض ويعطي اليرقات الشرهة التي تفضل أن تهاجم جذور شجرة القرفة مباشرة، تليها الجذوع، ثم الأفرع.
- تحفر اليرقات أولاً في الخشب ثم تبدأ بعد ذلك بالتهام منطقة اللحاء في أشجار القرفة.
- تتحول اليرقات إلى عذارى في حجرة بيضاوية تحت قلف شجرة القرفة قبل أيار/ مايو من العام التالي للإصابة.
- بعد ذلك، تخرج الحشرات الكاملة من الكابنودس من جديد بعد حوالي 4- 7 أسابيع لتعيد دورة الحياة في بستان القرفة.
- يعطي هذا الكابندوس غالبًا جيل واحد في السنة في بساتين القرفة في مناطق الهند وسيلان، بسبب توفر المناخ المناسب، أما في باقي دول العالم فيعطي جيل كل سنتين.
مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة
يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بكابنودس القرفة بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع قرفة:
- مراقبة بساتين القرفة بصورة دورية مع بداية الربيع على دفعات الأولى في أيار/ مايو ثم بقية المراقبة تكون في أشهر الصيف خاصة آب/ أغسطس وتموز/ يوليو.
- مراقبة الجذوع والفروع والسيقان في أشجار القرفة بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من ثقوب أو نشارة خشبية أو حفر واضحة أو غير واضحة.
- أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على بستان القرفة والحقل المشكوك في أمره بأنه مصاب بالكابنودس.
- تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في بستان القرفة كاستعمال مبيدات ضد الكابنودس دون استشارة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة، وغيرها.
“اقرأ أيضًا: حشرة الكاكاو القشرية“
مكافحة كابنودس القرفة
تتم مكافحة كابنودس القرفة من خلال جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.
مكافحة وقائية من الكابنودس
تتم المكافحة الوقائية من خلال عناية المزارع بري أشجار القرفة المثمرة؛ حيث يعتبر الري أهم سبل المكافحة على الإطلاق لهذه الآفة لأنها تخاف الماء وبيضها يموت عند الجذع مع مياه الري.
يجب على المزارع تكرار الري للقرفة على الأقل ثلاث مرات بعد الرية الأولى، وعدم التطويف. كما يجب على المزارع طلاء الأشجار بمادة كلسية في الصيف وخاصة في آب/ أغسطس وتموز/ يوليو أو أثناء الحرارة المرتفعة لتجنب الحروق على أشجار القرفة، ومقاومة هذه الآفة.
مكافحة علاجية للآفة
يتم اللجوء للمكافحة العلاجية بمجرد حدوث الإصابة بحشرة واحدة من كابنودس القرفة. يمكن استعمال المبيدات الفوسفو- عضوية فهي الأفضل للقضاء على اليرقة والحشرة الكاملة معًا، رغم أن مكافحة كابنودس القرفة صعبة جدًا فهو قوي للغاية ويصعب القضاء عليه حتى بمبيدات مركبات الفوسفور لأنه قوي كيرقة وكحشرة كاملة في آن معًا. ينصح باستعمال المبيد فوسفاميدون (Phosphamedon) ويتم ذلك بالتعفير حول الجذع والرش جيدًا فوق الساق لأشجار القرفة المصابة.
كما يمكن أن أيضًا نثر حبيبات المبيد ديازينون Diazinon في التربة ولكنه غير منصوح به ويفضل تركه واستعمال المبيد الأول المذكور أو يمكن استعمال المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyel برش فروع وسيقان ومسقط تاج شجرة القرفة.
حلقة استعمال المبيدات ضد الكابنودس
لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين القرفة، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد فوسفاميدون Phosphamedon المعروف باسم ديمكرون بالرش على فروع وجذوع أشجار القرفة المصابة بالكابنودس الكامل واليرقات.
أما في الموسم التالي لإصابة القرفة فيستعمل المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أشجار القرفة المصابة بالكابنودس واليرقة الصغيرة مستهدفًا الفروع القديمة والجديدة والسيقان والجذوع بشكل مباشر.
بينما في الموسم الثالث فالمبيد مالاثيون Malathion بالرش على أشجار القرفة مستهدفًا الفروع والأغصان والأجزاء القديمة المنخورة والمصابة مع شهر تموز/ يوليو ومرة في آب/ أغسطس، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص والتركيب وأن تكون فسفورية عضوية تعمل ضد الكابنودس الكامل، وأيضًا اليرقات.
إجراءات الإدارة المتكاملة للكابنودس
إن الإدارة المتكاملة لكابنودس القرفة تتم من خلال جملة من الخطوات العنائية والزراعية والميكانيكية والكيميائية:
- يقوم المزارع بالتخلص من الأعشاب حول بستان القرفة المصاب تمامًا، مع عزيق سطحي 12 سم ويكرر العزيق 3 مرات.
- ثم يقوم المزارع بتقليم أشجار القرفة بإزالة الأفرع المتشابكة والمتزاحمة تمامًا.
- كما يعتني المزارع بالتخلص من الأفرع القريبة من سطح التربة من أشجار القرفة في حال تواجدها لأنها تساعد اليرقات الحفارة في التسلق.
- كذلك فعلى المزارع أن يستعمل أسمدة بلدية متخمرة لمدة 8- 15 شهرًا قبل أن ينثرها على جوانب بستان القرفة وحول جذوع الأشجار.
- ثم يقوم المزارع بعد هذه الإجراءات بالمراقبة الدورية لأشجار القرفة، وخاصة مراقبة الجذوع ومنطقة التاج، وفي حال وجود نشارة خشبية وثقوب هذا يدل على الإصابة، فيسجل المزارع أي ملاحظات.
- يحرص المزارع قدر الإمكان على جمع أي نواتج مصابة (جذوع، أفرع، أغصان) وحرقها بعيدًا عن بستان القرفة المصاب بالكابنودس.
بذلك؛ نكون قد تعرفنا على كابنودس القرفة ومدى خطورته على الأشجار المثمرة. كما يكون المزارع قد أحاط العلم بدورة الحياة وسبل الوقاية قبل المكافحة، وكذلك الإدارة المتكاملة لبستان القرفة المصاب بالكابنودس. لا بد أن المزارع الحريص على أشجاره يجب أن يهتم بحمايتها من الآفات الخطيرة وخاصة هذا الكابنودس الذي يمكن أن تهدد حياة الشجرة بالكامل وينسف جذع شجرة القرفة من جذوره.
التعليقات مغلقة.