من المشمش الزغبي (Apricot Hyalopterus amygdali)؛ أهم 6 عوامل تشجع الإصابة به

Apricot Hyalopterus amygdali

يعد من المشمش الزغبي من الحشرات الماصة الخطيرة على إنتاج ومردود المشمش، فكيف يتعامل المزارع مع هذه الحشرة وما برنامج الوقاية والمكافحة المطبق لها؟

تعتبر حشرة من المشمش الزغبي (Apricot Hyalopterus amygdali) من الآفات الزراعية التي تصيب أشجار المشمش اللوزية وغيرها، وتؤدي هذه الآفة إلى أضرار اقتصادية كبيرة جدًا، كما أنها تضعف النباتات المصابة وتؤدي إلى انجذاب آفات أخرى خطيرة، فما هي دلالات الإصابة بمن المشمش الزغبي، وكيف يمكن مكافحة من المشمش الزغبي؟


حشرة من المشمش الزغبي

إن حشرة من المشمش الزغبي هي واحدة من الحشرات الاقتصادية الخطيرة التي تصيب أشجار المشمش. كما يمكن لهذه الآفة أن تصيب أشجار أخرى وتضعف إنتاجها، وهي تصيب بعض النباتات التي تنتمي إلى الجنسين Arundo و Phragmites المنتشرة بين أماكن زراعة المشمش. تنتشر هذه الآفة في أي بقعة من بقاع العالم تزرع بالمشمش منها اليابان والصين والهند وأوكرانيا وألمانيا وتركيا وقبرص وسورية والأردن. تؤثر هذه الآفة في زراعة المشمش إلى حد كبير في أوربا، وآسيا، وشرق المتوسط، كما تعرف هذه الآفة أيضًا باسم من المشمش الدقيقي.


الوصف العام للمن

إن حشرة من المشمش الزغبي تشبه كثيرًا حشرات المن الأخرى، ويكمن الاختلاف الكبير في الألوان وحدها. إن الحشرة صغيرة متطاولة لونها أخضر ويميل للأصفر المبيض، أو أسود مبيض، حيث تكون الأنثى غير المجنحة بطبقة شمعية بيضاء دقيقة يسكو جسمها زغب شديد الكثافة. أما بطن الأنثى المجنحة فهو متطاول شاحب اللون ومن دون بقع، كما تتميز الأنثى المجنحة عن غير المجنحة بلون الرأس والصدر السوداوين المكسوين أيضًا بالزغب.

“اقرأ أيضًا: حشرة من الجنارك


الإصابة بمن المشمش الزغبي

من المشمش الزغبي
مظاهر الإصابة بالآفة

 

إن أعراض الإصابة بمن المشمش الزغبي تتجلى من خلال امتصاص عصارة النبات. لا تسلك هذه سلوك الفراشات وديدان الثمار واللوز وغيرها بل تسلك سلوك ماصات الأنسجة والعصارة النباتية للعوائل اللوزية المصابة ومنها المشمش. تهاجم حشرات المن الأوراق وتمتص عصارتها فتتجعد وتشحب، كما تفرز الحشرات ندوة عسلية غزيرة قتشجع نمو الفطر الأسود Pencillium على أوراق المشمش المتضررة فتلتف حواف الأوراق. نتيجة لذلك، تضعف النباتات وتقل القيمة التجارية والتسويقية لثمار المشمش بنسبة تصل إلى 60%. كما أن الإصابة تتمركز في النهايات الطرفية للفروع والأغصان وتؤدي لتساقط الأوراق عن شجرة المشمش وعرقلة النمو وبالتالي التأثير على مردود المزراع.


عوامل تشجع الإصابة بالمن

إن هناك جملة من العوامل التي تساعد حشرة من المشمش الزغبي على إصابة الأشجار، ومن أهم العوامل:

  1. زيادة التسميد الآزوتي لأشجار المشمش التي تشجع نمو غض للأوراق الفتية، وهذا ما يعشقه المن.
  2. المناخ المناسب لتكاثر وتطور المن على أشجار المشمش اللوزية وهو مناخ ربيعي معتدل متوسطي.
  3. أيضًا ارتفاع درجات الحرارة فوق 23 مئوية المناسب لنمو وتطور المن ضمن بستان المشمش وإفراز الندوة العسلية.
  4. كما أن وجود آفات أخرى ماصة للعصارة النباتية يساعد في الإصابة كالعنكبوت الأحمر، وحلم براعم المشمش واللوزيات، والحشرات القشرية (كأسية، أرجوانية، سوداء).
  5. استعمال المزارع لمبيد متكرر (من نفس التركيب والتخصص) في كل موسم يكسب حشرات المن قوة ومناعة ضد المبيد، ويجعلها تكون سلالة مقاومة، وكذلك الآفات الأخرى التي تصيب المشمش.
  6. أيضًا فإن استعمال المبيدات بصورة لا تناسب الآفة أو نوع شجرة المشمش أو النبات يساعد في انتشار الآفات، وعدم دقة موعد المكافحة الربيعي مع حشرات المن.

“اقرأ أيضًا: كابنودس المشمش


خطورة من المشمش الزغبي

تنبع خطورة من المشمش الزغبي، من أن الإصابة تضعف أشجار المشمش المصابة إلى حد كبير وخاصة نموها الحديث والغض والدوابر الثمرية. كما تتفاقم الإصابة مع وجود الندوة العسلية والفطر الأسود، وبالإضافة لما تقدم، تنجذب حشرات أخرى إلى الأشجار أهمها حفارات السوق، وماصات العصارة الأخرى كالنمر مثلاً، والحشرات القشرية كالحشرة الكأسية وسوسة ثمار المشمش وغيرها. مع تداخل الآفات قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات لوقاية بستان المشمش من المن وغيره. قد تصاب الأشجار أيضًا بآفات أخرى غير حشرية كفطور الذبول، وبكتريا السل، وبكتريا التقرح الضارة جدًا بالمشمش؛ وهذا كله يسبب خسائر هائلة لمردود المزارع.


العتبة الاقتصادية للمن

من المشمش الزغبي
الحد الحرج والعتبة الاقتصادية للحشرة

 

إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لآفة من المشمش الزغبي مدى وجود داع لاستعمال المبيد في بساتين المشمش المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد مجتمع الآفة من حوريات وحشرات من كاملة، فهل هو يضطر المزارع لاستعمال المبيدات أم أن المكافحة ستكون مكلفة دون وجود فوائد أو منافع من تطبيقها في بستان المشمش الواحد، ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذا المن:

  1. الحالة الأولى حين تكون أعداد مجتمع الآفة من حوريات وحشرات من كاملة ضمن بساتين المشمش قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 4-5%.
  2. أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الآفوي إلى مرحلة مهددة لإنتاجية أشجار المشمش وصحتها وإنتاجها ومردود المزارع، وتتكاثر أعداد مجتمع الآفة بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 5-8% وتصل إلى 40- 50% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة وهي الأوراق والثمار والنموات الفتية.
  3. بينما الحالة الثالثة فتعني أن المن وصل بالفعل للحد الحرج ويتطلب تطبيق المكافحة، ولكن رغم ذلك لا ينصح باستعمال إلا المبيدات الفوسفورية المنصوحة ضمن بساتين وأماكن زراعة المشمش المصابة، أو توجيهات من الفنيين للمزارع لعنايته ببستان المشمش بالري والتقليم والتسميد وخاصة تقليم الفروع المتشابكة.

دورة حياة الحشرة

تمضي حشرة من المشمش الزغبي فصل الشتاء بطور البيض المخصب. غالبًا ما يوضع البيض من قبل الإناث في شقوق القلف في أواخر الخريف أو في تشرين الأول/ أكتوبر وكانون الثاني/ ديسمبر بين الأشجار اللوزية كالمشمش. بعد ذلك، يفقس البيض في الربيع في أيار/ مايو أو نيسان/ أبريل ويعطي إناث غير مجنحة تشرع في التكاثر البكري (تكاثر ينتج ذكور فقط). مع فصل الربيع تظهر الإناث المجنحة، ثم تهاجر إلى عائل صيفي ثم آخر ربيعي وبعد ذلك عائل صيفي من جديد، ثم في الخريف تتمايز الذكور والإناث ثم تتلاقح ويوضع البيض الملقح في شقوق القلف وسيقان أشجار المشمش. قد يستمر تكاثر هذا المن طوال العام في حال توافرت الظروف المناسبة فيعطي عددًا كبيرًا من الأجيال قد يصل إلى 10 أجيال أو أكثر حسب الظروف.

“اقرأ أيضًا: حفار ساق الكرز


مراقبة المزارع للبستان المصاب بالمن

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بآفة من المشمش الزغبي بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع مشمش:

  • مراقبة بساتين وأماكن زراعة المشمش بصورة دورية على مدار العام بداية من نيسان/ أبريل، وهذا لأن هذا المن يتكاثر على مدار العام في بساتين المشمش.
  • مراقبة الأوراق والثمار في أشجار المشمش وغيرها بصورة دورية ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة برؤية حشرات المن الزغبية.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على بستان زراعة المشمش الذي يتأكد المزارع من إصابته بالمن الزغبي.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في بستان المشمش كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة للمن، وغيرها، فهذا سيكون ضرره أكبر من نفعه عند التعامل مع المن.

مكافحة من المشمش الزغبي

تتم مكافحة من المشمش الزغبي من خلال استعمال أحد مبيدات الحشرات الفوسفورية. كما يفضل استعمال مبيدات جهازية أو اختيارية وهذا لكي لا تتعرض البيئة والمفترسات الطبيعية للأذى على أشجار المشمش (أسد من، أبو العيد). يمكن استعمال المبيد فوسفاميدون phosphamedon، كما يمكن استعمال المبيد إيميداكلوبريد imedacloprid، ودايمثوات Dimethiate برش أوراق المشمش. بالإضافة لذلك، يجب على المزارع التبكير في إجراء المكافحة عند وجود المن بأعداد قليلة على أطراف الأغصان وأفرع المشمش، وينصح باستعمال المبيدات الفوسفورية ولا ينصح باستعمال المبيدات الباراثينوئيدية ومشتقات الفحوم الهيدروجينة الضارة التي تقتل مناعة شجرة المشمش.


حلقة استعمال المبيدات ضد المن

لتجنب تكوين المن الزغبي لسلالات مقاومة ضمن بساتين المشمش المصابة، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد ديمتون إس متيل Dimeton-s-methyl بالرش على أوراق المشمش المصابة بالمن. أما في الموسم التالي لإصابة المشمش فيستعمل المبيد سيبرمثرين (Cypermithren) بالرش على نباتات المشمش وغيرها المصابة بالحشرات الكاملة والحورية الصغيرة للمن مستهدفًا الأوراق الحديثة والقديمة أي الغض منها والمعمر والثمار أيضًا. بينما في الموسم الثالث فالمبيد دايمثوات Dimethoate بالرش على أجزاء نبات المشمش وخاصة على الأوراق المصابة مع فصلي الشتاء والربيع، وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص و(التركيب يختلف بعض الشيء باختيار مبيد مشترك) وأن تكون فسفورية عضوية تعمل ضد الحشرات الكاملة للمن والحوريات معًا.


محاسن المكافحة الحيوية للآفة

إن لمكافحة من المشمش الزغبي بالطريقة الحيوية محاسن عديدة تنعكس إيجابًا على المزارع أو المنتج والبستان على المدى البعيد، وأهم الفوائد:

  • رفع إنتاجية البستان من ثمار المشمش ومردود المزارع بنسبة 70% عند المكافحة الحيوية للمن بهذه الطريقة.
  • زيادة أعداد مفترسات المن في بستان المشمش واللوزيات (أسد المن، أبو العيد) وهذا له منافع على المدى البعيد.
  • تقليل تكاليف استعمال المبيدات (حتى لو كانت فسفورية مأمونة أو منصوح بها، أو حتى لو تم تطبيق حلقة أو برنامج مبيدات)؛ وهذا لأن المكافحة الحيوية لا تتطلب إلا خبرات فنية تعمل عليها وإطلاق الأعداء الحيوية أو المبيدات الحيوية مرة واحدة في البستان.
  • زيادة وتحسين أمان بستان المشمش كبيئة حيوية أو كمجتمع بيئي صالح للزراعة وفي نفس الوقت فهو صالح لحياة الكائنات النافعة كبعض الحشرات والمتطفلات (أبو العيد، أسد المن، بق الميريد، بق النابيد).
  • عدم إحداث أي أضرار للبيئة المحيطة ببستان المشمش واللوزيات وخاصة الإنسان والحيوان والكائنات الحية النافعة ودود القز والنحل المربى من أجل العسل أو نحل تلقيح الأزهار.
  • تجنب ظهور سلالات مقاومة للآفات في البساتين المعتنى بتطبيق المكافحة الحيوية للمن فيها؛ وهذه ميزة تحصد على المدى البعيد لسنوات وسنوات قد تصل حتى مئة عام.
  • تحقيق الفائدة الاقتصادية المثلى من بستان المشمش؛ بسبب ارتفاع الإنتاج ومردود المزارع من الثمار نتيجة أمان البستان وقلة عدد الآفات بسبب المكافحة السليمة حيويًا.
  • خفض أو تقليل الجهد المبذول من المزراع والعامل في اعتماد آلات الرش (عند استعمال المبيدات) أو تقليل اليد العاملة في البستان وتوفير طاقة المزارع والمنتج والعامل المأجور.
  • تقليل فرصة ظهور الآفة جدًا و إلى أقل حد ممكن؛ وهذا لأن المكافحة الحيوية (مبيدات حيوية، أعداء حيوية) تقلل أعداد الآفة وتزيد أعداد العدو الحيوي، وتتم مكافحة هذا المن حيويًا من خلال (البكتريا والفطور الممرضة للحشرات ومفترسات من رتبة أبو العيد وأسد المن).

“اقرأ أيضًا: بق أزهار الفول


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

من المشمش الزغبي
إدارة هذا المن في بستان المشمش المصاب

 

تتم الإدارة المتكاملة لمن المشمش الزغبي من خلال جملة من الإجراءات العنائية والزراعية والميكانيكية. يعتني المزارع ببساتينه بصورة عامة من ري منتظم وقلع للأعشاب باستعمال المبيد 2.4D الذي يعفر حول جذوع أشجار المشمش. كما يحرص المزارع قدر الإمكان على تقليم الفروع الزائدة والمتشابكة في ما بينها لأنها غالبًا ما تكون المعرضة للإصابة وإزالة أي فروع من شجرة المشمش قريبة من سطح التربة؛ لكن مع إبقاء الدوابر الثمرية دون تقليم بصفة نهائية لأنها وحدة الإثمار الرئيسية للمشمش. أيضًا يعتني المزارع بتخليص بستانه من آفات أخرى كالنمر والحشرات القشرية الكأسية والشمعية وخنفساء المشمش وغيرها من خلال استعمال مبيدات فوسفو- عضوية. ومن أجل التخلص من البكتريا والفطور والأمراض الأخرى تشتعمل مبيدات جهازية فطرية متخصصة، كمبيدات الكربمات، والتيرازول، والستروبيلين، كاستعمال المبيد مانكو- زيب Mancozeb برش الأوراق والثمار على شجرة المشمش.


بذلك؛ نكون قد تعرفنا على من المشمش الزغبي ومدى خطورته في حال تفاقم الإصابة واشتداد الضرر. كما نكون قد حددنا وسائل الوقاية والمكافحة والإدارة المتكاملة لبستان المشمش المصاب بالمن. إن المزارع يجب أن يكون حريصًا على بستانه من أي إصابات بالآفات الزراعية التي قد تؤدي إلى خسائر هائلة في الإنتاج الاقتصادي لشجرة المشمش اللوزية المفيدة، ومنها هذا المن.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.