دبور المشمش الغشائي (Apricot Cimbex quadrimaculatus)؛ 4 نقاط تراعى عند مراقبة هذه الآفة

Apricot Cimbex quadrimaculatus

يعد دبور المشمش الغشائي من الحشرات التي قد تكون خطيرة وضارة بمردود وزراعة المشمش في بعض الأحيان، فكيف يتعامل المزارع والمنتج الزراعي مع هذه الآفة؟

تعتبر آفة دبور المشمش الغشائي (Apricot Cimbex quadrimaculatus) من الحشرات الاقتصادية التي تصيب أشجار المشمش، وتؤدي هذه الآفة إلى أضرار على الأشجار وانخفاض في الإنتاج الزراعي، كما قد تؤثر هذه الآفة على زراعة المشمش، فما هي علامات ودلالات الإصابة بدبور المشمش الغشائي التي تظهر على الأشجار المصابة، وكيف يمكن مكافحة دبور المشمش الغشائي عند تفاقم الخطورة؟


آفة دبور المشمش الغشائي

إن دبور المشمش الغشائي يعد من الآفات الزراعية التي تصيب أشجار المشمش، حيث توجد هذه الآفة في أوروبا خاصة في أوكرانيا، وإنجلترا، وبولندا، وهولندا، وآسيا في الصين واليابان والهند، وشرق المتوسط في سورية والأردن ولبنان، وأفريقيا.


وصف الآفة

تشبه حشرة دبور المشمش الغشائي كثيرًا الدبور الأحمر، وفي ما يلي الوصف المفصل للآفة:

الحشرة الكاملة

إن الحشرة الكاملة دبور كبير الحجم بطول 2-3 سم، أما لون الدبور فهو الأسود مع وجود بقع صفراء موزعة على الجسم بشكل خاص واستثنائي. كما تتواجد على الرأس بقعة صفراء ذات شكل مثلثي، أما قرون الاستشعار فصولجانية الشكل نهايتها برتقالية صفراء اللون. تكون الأجنحة شفافة وحافتها الطرفية صفراء برتقالية عند الأنثى وبنية سوداء عند الذكر.

يرقة دبور المشمش الغشائي

دبور المشمش الغشائي
شكل يرقة هذا الدبور

 

بينما اليرقة فسوداء اللون في أعمارها الأولى ثم تتحول للرمادي البرتقالي مع التقدم في العمر. بعد ذلك، وفي أواخر عمرها، تصبح باللون الأسود المبقع بالبرتقالي المصفر. كما تمتلك اليرقة أو الدودة الصغيرة ثلاثة أزواج من الأرجل الصدرية وسبعة أزواج من الأرجل البطنية الكاذبة.

عذارء الدبور

العذراء غالبًا ما تشبه الدبور الكامل، لكنها نحاسية اللون وأصغر من الحشرة الكاملة، وتتواجد هذه العذارء في شرنقتها الحريرية.

“اقرأ أيضًا: حفار ساق الكرز


الإصابة بدبور المشمش الغشائي

تتجلى أعراض الإصابة بدبور المشمش الغشائي من خلال مهاجمة اليرقات (الطور الضار) للأوراق بصورة خاصة. كما تترك اليرقات العروق الوسطى من دون أن تأكل منها شيئًا، حيث أن معظم الضرر يحصل عند إصابة الأشجار الحديثة وغالبًا ما يؤدي إلى تعريتها تمامًا. على الأغلب تكون الأضرار محدودة، ومن جهة أخرى، قد تتفاقم الخطورة في بعض الأحيان على أشجار المشمش. تكون الحشرة خطيرة فقط عندما تصيب بساتين مشمش كاملة فتؤدي إلى تعرية الأشجار تمامًا من الأوراق.


العتبة الاقتصادية للحشرة

إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لدبور المشمش الغشائي مدى وجود داع لاستعمال المبيد في بساتين المشمش المصابة باليرقة والدبور الكامل، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد المجتمع الحشري، فهل هو يضطر المزارع لاستعمال المبيدات أم أن المكافحة ستكون مكلفة دون وجود فوائد أو منافع من تطبيقها في بستان المشمش الواحد؟ ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذه الحشرة:

  1. الحالة الأولى حين تكون أعداد المجتمع الحشري ضمن بساتين المشمش قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 10- 15%، وعدد اليرقات في الشجرة أقل من 4 يرقات.
  2. أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الحشري إلى مرحلة مهددة لإنتاجية أشجار المشمش وصحتها، وتتكاثر أعداد المجتمع الحشري بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 15% وتصل إلى 30% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة في شجرة المشمش.
  3. بينما الحالة الثالثة فتعني أن الحشرة وصلت بالفعل للحد الحرج وتتطلب تطبيق المكافحة، ولكن رغم ذلك لا ينصح باستعمال المبيدات ضمن بساتين المشمش المتضررة فتوجيهات المختصين والفنيين الزراعيين اتجهت نحو ميول أخرى أفضل كالمكافحة الحيوية، والمكافحة الوقائية من دون مبيدات، أو توجيهات لعناية المزارع ببستان المشمش.

“اقرأ أيضًا: اكاروس الزعرور


دورة حياة الحشرة

دبور المشمش الغشائي
دورة حياة الآفة

 

تتميز دورة حياة دبور المشمش الغشائي بطور نشاط ربيعي أو صيفي، وتكون دورة الحياة كالتالي:

  • تقضي الآفة فصل الشتاء بطور يرقات تامة النضج في شرانق حريرية في التربة حول مساقط تيجان أشجار المشمش.
  • ثم مع بدايات الربيع تتحول إلى عذراى وتختبئ في بساتين المشمش بين الأعشاب أو أجزاء الشجرة.
  • بعد ذلك تخرج الحشرات الكاملة مع أواخر آذار/ مارس أو بدايات نيسان/ أبريل ويمكن رؤية الدبابير في هذا الوقت.
  • تتزواج الحشرات وتضع الإناث حوالي 50-60 بيضة لكل أنثى تحت البشرة العليا لأوراق المشمش.
  • كما يمكن أن تضع الإناث البيض بكريًا في حال عدم وجود ذكور الدبور “تكاثر بكري”.
  • ثم تتغذى اليرقات الخارجة من البيض على أنصال أوراق المشمش في البستان.
  • تتلف اليرقات الأوراق بقرض جزء من الورقة ثم تنتقل إلى ورقة مشمش أخرى وهكذا.
  • ثم تتعرض الأوراق للجفاف والموت فقد تبقى على أشجار المشمش أو تتساقط.
  • بعد ذلك يكتمل نمو اليرقات في أيار/ مايو ثم تتحول إلى عذارى في التربة على عمق 5 سم.
  • تصنع العذراء لنفسها شرانق ترابية تبقى فيها في الصيف والشتاء، معطيةً جيلًا واحدًا في السنة في بستان المشمش غير المخدوم.

مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بدبور المشمش الغشائي بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع مشمش:

  1. مراقبة بساتين وأماكن زراعة المشمش بصورة دورية على دفعتين في الربيع، الأولى في آذار/ مارس والثانية في نيسان/ أبريل.
  2. مراقبة الأوراق على أشجار المشمش بصورة ممنهجة ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من أوراق مقروضة.
  3. أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على بستان زراعة المشمش المشكوك في أمره وأخذ أي إرشادات على محمل الجد.
  4. تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في بستان المشمش كاستعمال مبيدات على الأوراق دون استشارة، أو مبيدات ضارة، والمبيدات المعتمدة على الفحم المكلور، أو مشتقات الباراثينوئيد، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة، وغيرها.

“اقرأ أيضًا: اكاروس البطيخ الاحمر


مكافحة دبور المشمش الغشائي

دبور المشمش الغشائي
مكافحة هذه الحشرة على أشجار المشمش

 

تتم مكافحة دبور المشمش الغشائي من خلال جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية من الدبور

تتم المكافحة الوقائية من دبور المشمش الغشائي من خلال:

  • تعقيم التربة بالطاقة الشمسية عن طريق توزيع أغطية من البلاستيك أو النايلون حول جذوع أشجار المشمش ورفع حرارة التربة، وبذلك يتم القضاء على العذارى.
  • كما يمكن أن يتم التعقيم من خلال خلط التربة وتقلبيها بصورة جيدة بالمبيد إندوسلفان endosulfan مما يقضي على العذارى في ترب أشجار المشمش أو يمنع تواجدها.
  • أيضًا يتخلص المزارع من الأعشاب حول بساتين المشمش وضمنها التي تعد مكان رئيسي لتواجد عذارى هذه الآفة وكذلك عذارى الآفات الأخرى.

مكافحة علاجية من الآفة

تتم المكافحة العلاجية من خلال استعمال مبيدات الحشرات الفعالة بالملامسة في بساتين المشمش، حيث يمكن للمزارع استعمال المبيد إثيون ethion. كما يمكن استعمال المبيد مالاثيون malathion خاصةً عند عدم الرغبة بأذية البيئة، ولخفض السمية الكيميائية وعدم قتل الأحياء النافعة في بساتين وأشجار المشمش. يراعى عند المكافحة عدم استعمال مبيدات ضارة كمشتقات الفحوم الهيدروجينية، ومشتقات الباراثينوئيد على أشجار المشمش، أيضًا فعند وجود النحل الذي يسهم في تلقيح الأزهار، تستعمل مستخلصات نباتية لا تضر بالنحل كمستخلص نبات القاصيا Quassia.

حلقة استعمال المبيدات ضد الحشرة

لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين المشمش المصابة، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد ديمتون إس متيل Dimeton-s-methyl بالرش على أوراق المشمش المصابة باليرقات والحشرات الكاملة. أما في الموسم التالي لإصابة المشمش فيستعمل المبيد سيبرمثرين Cypermithren بالرش على أشجار المشمش المصابة بالحشرات الكاملة واليرقة الصغيرة للدبور مستهدفًا الأوراق الحديثة والقديمة على السواء. بينما في الموسم الثالث فالمبيد دايمثوات (Dimethoate) بالرش على أجزاء أشجار المشمش وخاصة على الأوراق المصابة مع شهر آذار/ مارس ثم مرة ثانية في نيسان/ أبريل وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص والتركيب وأن تكون فسفورية عضوية تعمل ضد الحشرات الكاملة من الدبور واليرقات معًا.

“اقرأ أيضًا: كابنودس المشمش


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

إن الإدارة المتكاملة لدبور المشمش الغشائي في البستان تتم على الشكل التالي:

  • يعتني المزارع ببستان المشمش من خلال الفلاحة السطحية للأشجار المثمرة، ويوصى بحراثة 12 سم عند زراعة المشمش.
  • كما يوزع المزارع مصائد بلاستيكية وزجاجية لصيد فراشات الأنفاق والحفارات والآفات الأخرى التي تصيب المشمش والتي تشجع هذه الآفة.
  • ثم يقوم المزارع بمراقبة دورية لأشجار المشمش في الربيع والصيف وكما تم ذكره في فقرة المراقبة.
  • أما في الشتاء والخريف فيقوم بالرش بمبيدات نحاسية ضد الفطور والبكتريا أو مبيدات فطرية لتجنب الآفات الأخرى التي تصيب أشجار المشمش.
  • يراعي المزارع التقليم الجيد لأشجار المشمش بتقليم الفروع المتشابكة والمتزاحمة مع ترك الدوابر الثمرية لأنها وحدة الإثمار الرئيسية لأشجار المشمش.
  • كما يحرص المزارع على الاعتناء بالري بطريقة سليمة وعدم استعمال (الري بالغمر، التطويف) نهائيًا ويكرر الري 3-4 مرات لأشجار المشمش.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على دبور المشمش الغشائي كآفة ضارة بالأشجار المثمرة من المشمش. كما يكون المزارع قد اضطلع على دورة الحياة وسبل المكافحة والوقائية والعناية والإدارة المتكاملة للبستان المصاب، حيث يجب على المزارع وصاحب البستان أن يعتني بأشجاره المثمرة الغالية من المشمش من أي حشرات وآفات يمكن أن تصيبها وتضر بإنتاجها.

 

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.