المن على الخلة (Ammi aphids)؛ أهم 7 أسباب له

Ammi aphids

يعد المن على الخلة من الحشرات الماصة الخطيرة على إنتاج وزراعة الخلة ومردودها، فكيف يتعامل المزارع معه وما أفضل علاج متبع له في الحقل المصاب به؟

يعتبر المن على الخلة (Ammi aphids) من الآفات الزراعية التي تضر إلى حد كبير بمحصول الخلة (البلدية والشيطانية) وإنتاجها ومردود المزارع الغالي من الأوراق والأزهار الهامة طبيًا وغذائيًا وتستخرج منها مادة الخلين ولها خواص مضادة للالتهاب، وتسبب حشرات المن ضعف للحقل والنبات وانجذاب آفات أخرى له، فما أهم المعلومات عنه، وما هي مظاهر الإصابة بالمن على الخلة، وكيف يمكن للمزارع مكافحة المن على الخلة؟


حشرة المن على الخلة

إن حشرة المن على الخلة هي واحدة من الحشرات التي تنتشر في حقول الأعشاب والمحاصيل (هندباء، نعناع، خس، خلة، أذريون، أقحوان، خشخاش) وهي ماصة-ثاقبة، ومن الأنواع التي تصيب الخلة (من الفول Aphids fabae الذي يهاجم الفول ثم يهاجم ما حوله من نباتات ومنها الخلة). تنتشر حشرات المن وتوجد في أي مكان في العالم (شرق المتوسط، أوربا، أمريكا، أفريقيا) ولها مدى عوائلي واسع جدًا وتصيب آلاف الأنواع من النباتات ويكون ضررها قوي لذلك فهي من أخطر الحشرات الماصة، حيث تقوم بمص عصارة نبات الخلة وخاصة الأوراق والأزهار التي تعتبر أغنى جزء بالمادة الفعالة حيث تساعد الخلة في علاج الالتهابات وكذلك مرض الأنيما والبرص وابيضاض الجلد، والإصابة بالمن تضعف النبات وتمنع عنه نواتج التمثيل الضوئي والغذاء، كما لا تستفيد نباتات الخلة من السماد المضاف فيقل مردود المحصول بنسبة قد تصل إلى 90%. تصيب هذه الحشرات الخلة وبقية النباتات حوله (كنبات الخلة، الأذريون، الخشاش) وتهدد المحصول الكلي، وتسبب خسارة اقتصادية للمزارع كبيرة من الأوراق، وتكثر هذه الآفة في حوض المتوسط كسوريا وقبرص وتركيا.


وصف الحشرة

تشبه حشرة المن على الخلة حشرات البق والنمل ولكن البق معروف بأنه أصغر حجمًا، وتكون حشرات المن منتفخة عريضة أكثر عند المؤخرة ثم تنحف وتستدق من الأمام، ويمكن للمزارع ملاحظتها بسهولة عندما يقترب من المكان المصاب ومشاهدة الحوريات الصغيرة وحشرات المن الكاملة بشكل مستعمرات وهي تتغذى على أجزاء نبات الخلة: أوراق النبات، الأزهار، المجموع الخضري، وهذه الأجزاء هي الأهم في النبات فالأوراق هي التي تزرع من أجلها الخلة نظرًا لغناها بالمادة الطبية الفعالة التي تستخدم لعلاج الالتهابات، وكذلك غناها بمادة الخلين.

“اقرأ أيضًا: المن على اليقطين


الإصابة بالمن على الخلة

تتجلى أعراض الإصابة بالمن على الخلة من خلال:

  • مهاجمة الحوريات الصغيرة والحشرات الكاملة لأوراق وأزهار نبات الخلة (البلدية والشيطانية) خاصة النموات الفتية الخضراء والمجموع الخضري.
  • يضعف تنفس نباتات الخلة وتصاب أيضًا بفطر العفن الأسود Pencillium.
  • تثقب أنسجة النبات بأجزاء فمها الثاقبة الماصة، ثم تمتص حشرات المن عصارة النبات، من الأوراق، والثمار، والأزهار، فيضعف نبات الخلة ويصبح في حالة ذبول وضعف شديد واصفرار وموت تدريجي.
  • تتماوت أنسجة النبات مع الوقت وتصفر الأوراق، والثمار، وتتساقط الأزهار ويتدنى إنتاج نباتات الخلة.
  • تتدنى كذلك صحة نباتات الخلة، لأن حشرات المن تضعف العمليات الغذائية في جسم النبات ولا يستفيد نبات الخلة من السماد فيقل محتوى الأوراق من المادة الطبية الفعالة التي تستخدم لعلاج الالتهابات والأمراض؛ وهكذا يفقد المزارع أي فائدة من زراعة الخلة.
  • ضعف النبات نفسه يجذب حشرات أخرى خطيرة كحشرات التربس وآفات غير حشرية كالعناكب التي تصيب الخلة، ودودة أوراق الخلة.

دورة حياة المن على الخلة

تقضي حشرة المن على الخلة فصل الشتاء كحشرة غير تامة النضج مختبئة في الحقل وبين بساتين اللوزيات والتفاحيات وغيرها، و كذلك المحاصيل كالبندورة والخيار والقرع والكوسا أو المحاصيل الأخرى عالفول والقمح، ويقول البعض بأنها تقضي الشتاء بطور حورية بالعمر الأخير أي طور ما قبل الحشرة الكاملة، وتبدأ دورة حياة المن بظهور الجيل الأول في البساتين والحقول المزروعة مع ارتفاع درجات الحرارة المناسب لتطور الحوريات. بعد ذلك، تتزاوج الإناث مع الذكور القليلة (نظرًا لأنها تتوالد بكريًا) وتظهر حوريات جديدة مع توافر الحرارة والرطوبة المثالية، ثم تتطور الحشرات من حوريات إلى حشرات كاملة، فتبدأ بالتغذية على عصارة نبات الخلة؛ سرعان ما تظهر أعراض نقص العناصر على النبات ويموت ويذبل مع الوقت.

“اقرأ أيضًا: النيماتودا على البطيخ


عوامل تشجع الإصابة بالحشرة

المن على الخلة
أسباب إصابة الخلة بالمن

 

من أهم العوامل التي تشجع الإصابة بالمن على الخلة:

  1. عدم فصل المزارع لحقل زراعة الخلة عن حقول باقي الزراعات (زراعة القمح، زراعة البصل، زراعة الفول، زراعة البندورة، إلخ)
  2. أيضًا عدم فصل زراعة الأشجار المثمرة كاللوز والتفاح والخوخ والتوت والعنب والسفرجل عن زراعة الخلة وباقي المحاصيل.
  3. إهمال عملية تفريد الخلة الهامة التي تحقق الوقاية من الأمراض وتجنب الكثافة.
  4. زيادة المزارع لكميات مياه الري التي تقدم للخلة إلى حد كبير؛ حيث أن الغدق الزائد أو زيادة الري عن حده سيء جدًا ويشجع المن.
  5. عدم عناية المزارع بزراعة الخلة على مسافات مناسبة، وزراعته بكثافة عالية جدًا مما يخنق النباتات ويمنع عنها الماء والغذاء والهواء.
  6. وجود الحرارة والرطوبة المناسبة لتكاثر المن في حقول الخلة والمحاصيل الخضرية والعلفية وغيرها؛ خاصة اعتدال الحرارة وتوافر الرطوبة.
  7. زيادة السماد الآزوتي N عن 60 كغ في الهكتار، مما يشجع نمو غض ورهيف وفتي لنبات الخلة، وهذا ما تحبه حشرات المن.

مراقبة المزارع للحقل المصاب بالمن

يجب أن يراقب المزارع الحقل المصاب بحشرة المن على الخلة بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع:

  • مراقبة حقول وأماكن زراعة الخلة بصورة دورية على مدار الموسم بداية من نيسان/ أبريل، وهذا لأن هذا المن يتكاثر على مدار الموسم في حقول الخضار والمحاصيل وبقية النباتات.
  • مراقبة الأوراق والمجموع الخضري في نباتات الخلة وغيرها بصورة دورية منتظمة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة برؤية حشرات المن.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على حقل زراعة الخلة الذي يتأكد المزارع من إصابته بالمن.
  • يجب على المزارع تجنب القيام بأي إجراءات غير مدروسة في حقل الخلة كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة للمن، وغيرها، فهذا سيكون ضرره كبير عند التعامل مع آفة المن.

مكافحة المن على الخلة

تتم مكافحة المن على الخلة من خلال جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية من الحشرة

تتم الوقاية بزراعة الخلة على مسافات مناسبة وهي 20سم بين النباتات و 25-28 سم بين الخطوط على الأقل، وتجنب الكثافة العالية في وحدة المساحة، وتفريد الخلة بترك 2 نبات في الجورة عند وصول ارتفاع النبات إلى 12 سم، واستعمال تقنية الأسمدة الذوابة بمياه الري مع ري بالتنقيط، وعدم زيادة التسميد الآزوتي عن 60 كغ للهكتار الواحد المزروع خلة.

مكافحة علاجية للآفة

يتم علاج حشرة المن على الخلة نهائيًا من خلال استعمال المبيد إثيون Ethion، أو المبيد فوسفاميدون phosphamedon، أو المبيد دايمثوات Dimethoate، أو مالاثيون Malathion، أو المبيد براثيون مثيل Parathion methyl، ولقد ثبت نجاح المبيد دميتون إس مثيل Dimeton s Methyl برش الثمار والأوراق والأزهار على نبات الخلة وأعطى نتائج مبهرة. وعمومًا تعطي هذه المبيدات المذكورة نتائج فعالة في حقول الخلة المصابة بالمن.

حلقة استعمال المبيدات ضد المن

المن على الخلة
برنامج مبيدات لكي لا تطور الآفة نفسها وتتغلب على المبيد

 

حرصًا على منع مقاومة الآفات للمبيدات ضمن حقل الخلة يلجأ إلى تطبيق حلقة لاستعمال المبيدات، حيث في الموسم الأول للإصابة بالمن يستعمل المبيد الاستئصالي الأفضل ديمتون إس مثيل Dimeton-S-Methyl. أما في الموسم التالي فيستعمل المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أوراق وحوامل براعم الخلة الغضة والفتية، وفي الموسم الثالث فالمبيد يكون مالاثيون Malathion، مع مراعاة الرش قبل ظهور الحوريات الصغيرة القوية وقبل تفاقم الإصابة على النبات. بالإضافة لذلك، يجب تغيير الحلقة السابقة نفسها كل 9 سنوات من أجل مكافحة دقيقة ولكي لا تكوّن حشرات المن سلالات مقاومة في حقول الخلة المصابة والمتضررة.

“اقرأ أيضًا: صوفة ورق الخوخ


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

إن الإدارة المتكاملة للحقل المصاب بالمن على الخلة تتم كالتالي:

  • فصل زراعة الخلة عن باقي الزراعات: كزراعة البندورة والخيار والفول والبرسيم والقمح والشعير وغيرها.
  • فصل زراعة الأشجار المثمرة (تفاح، لوز، خوخ، زعرور، توت، كرمة) عن زراعة الخضار والمحاصيل (خلة، بندورة، كوسا، فول).
  • حراثة أساسية 30 سم تضاف معها الأسمدة العضوية، يتبعها تنعيم وتفتيت لتربة زراعة الخلة على عمق 12- 15 سم بآلات الحش الدوارة أو المحاريث القرصية الخاصة لذلك.
  • مراقبة المزارع لحقول الخلة بصورة دورية في الربيع والشتاء بمراقبة الأوراق والمجموع الخضري وتأكده من خلوه من المن وأعراضه.
  • كما يسعى المزارع للتخلص من الأعشاب المحيطة في حقل الخلة، لأنها تضمن للآفات التحرك والاختباء بين مكونات هذه الحشائش (آفات الجراد والديدان وغيرها).
  • أيضًا يعتمد المزارع على التسميد المتوازن بالآزوت N والفوسفور P و( خاصة البوتاس K للخلة، لإعطاء دفعة مناعية للنبات ضد الآفات ومنها المن).
  • الآزوت يضاف على دفعات وليس دفعة واحدة؛ فمرة عند الزراعة تشمل 2/3 من الكمية، ومرة ثانية 1/3 الكمية عند العزيق لنبات الخلة، ومرة ثالثة عند نضج المحصول تشمل 1/3 الكمية بمعدل 30- 40 كغ/ هكتار آزوت.
  • يحرص المزارع قدر الإمكان على العناية العامة بنباتات الخلة، من ري وعزيق غيرها من خدمات زراعية، حيث يتم العزيق لعمق 12-15 سم ويكرر ثلاث مرات حتى العقد والحصول على المحصول.
  • تطبيق تقنية (الأسمدة الذوابة بمياه الري) لأن زيادة الماء تسبب الضرر وجذب حشرات المن وهذه التقنية تضمن التنظيم في الري وقتل الحشرات من خلال المبيد المضاف لماء الري المقدم لنبات الخلة.
  • إضافة الكربون العضوي أو الفحم الحيوي لتحسين خواص التربة ومد نبات الخلة بالغذاء والقوة والحيوية ولرفع الإنتاجية وهذه الإجراءات كلها ستزيد الإنتاج بنسبة 40%.

بذلك، يكون المزارع والمنتج الزراعي قد تعرف بالفعل على أهم المعلومات عن حشرة المن على الخلة، وطرق التعامل معها، والمكافحة، والوقاية في حقل الخلة المهدد أو المصاب بالمن، فمن الضروري أن يفعل المزارع ذلك حرصًا على إنتاجه الثمين من أي آفات ضارة ومنها حشرات المن التي تهدد محصول وإنتاج الخلة الغالي من الأوراق والأزهار التي تفيد في استخراج المادة الطبية الفعالة لعلاج الالتهابات والأمراض.

 

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.