اللفحة المتأخرة على الكوسا (Alternaria solani on zucchini)؛ 7 أسباب له

 

يعتبر اللفحة المتأخرة على الكوسا (Alternaria solani on zucchini) من أهم أنواع الفطريات التي تصيب نبات الكوسا، كما يؤدي هذا الفطر إلى ضعف إنتاجية ومردود هذا المحصول وتضرر وضعف مناعة وصحة النبات، فما هي علامات ومظاهر الإصابة باللفحة المتأخرة على الكوسا، وكيف يمكن مكافحة اللفحة المتأخرة على الكوسا؟

---

نبذة بسيطة عن اللفحة المتأخرة على الكوسا

إن اللفحة المتأخرة على الكوسا يعتبر واحدًا من أهم وأخطر الفطريات Funjys التي تصيب الخضار القرعية Cucurbitacae ومنها نبات الكوسا. يصيب هذا المرض المحاصيل بشتى أنواعها ومنها الكوسا Zucchini الذي يزرع لفوائده الكبيرة وغناه بالفيتامينات ولاستخدامه في الطبخ مقلي أو مسلوق أو مع وجبات شهية.

يحب هذا النوع من الفطريات مهاجمة المحاصيل التي تنتمي إلى العائلة الباذنجانية وكذلك القرعية والصليبية الملفوفية. كذلك يصيب هذا المرض النباتات والمحاصيل في البيوت الخضرية المحمية ومنها الكوسا في البيت المحمي.

كما أن هذا الفطر يحب رطوبة التربة و يسبب خسائر لا يستهان بها في الإنتاج الزراعي للفلاحين، وقدرت العتبة الاقتصادية أضرارًا بهذا المرض تقدر بحوالي 75% من الإنتاج عند تفاقم الإصابة والضرر وقد تصل 90%.

“اقرأ أيضًا: عنكبوت النفل الأحمر“

---

الإصابة باللفحة المتأخرة على الكوسا

تظهر علامات ودلالات الإصابة باللفحة المتأخرة على الكوسا من خلال مهاجمة الفطر للأوراق الكبيرة والصغيرة وأعناق هذه الأوراق والساق الخارجة من التربة والثمار أي أجزاء النبات الهوائية. يلاحظ على الأوراق المصابة ظهور الشحوب على الورقة وتماوتها وتبدو صفراء باهتة اللون وفاقدة للمعان.

تكون الورقة مكسوة ببقع ومساحات ذابلة محاطة بهالة صفراء فاتحة اللون يزداد حجمها كلما اقتربنا من حواف الورقة وجوانبها. كذلك يمكن أن تصاب أعناق الأوراق وحينها تتلون باللون الداكن فتسود وتذبل ولا تستطيع حمل الورقة فتسقط الورقة. أما على ساق النبات فيمكن ملاحظة أعراض الإصابة على صورة تقرحات ذات لون داكن بين البني والأسود.

 

بينما على ثمار الكوسا، تكون الأعراض في هيئة بقع داكنة ليس لها شكل واضح أو محدد، أو ذات لون بني داكن مسود، وغالبًا ما تشبه اللوحة المائية التي تتسم بالشحوب والزرقة. بالإضافة لكل ما ذكر، مع تفاقم الإصابة تتشقق الأوراق وتتفتت وتسقط واحدة تلو الأخرى فيتضرر النبات كثيرًا.

“اقرأ أيضًا: النيماتودا على التبغ“

---

أضرار اللفحة المتأخرة على الكوسا

إن أضرار اللفحة المتأخرة على الكوسا تنبع من أنه يضعف النبات إلى حد ملحوظ خاصة الأجزاء الهوائية ويؤثر على إنتاج الثمار الكلي وريعية المزارع الاقتصادية. كذلك فكثيرًا ما تضعف المحاصيل المصابة في الحقول عند زراعة الكوسا على كثافة عالية مع إهمال مسافات الزراعة ووجود ري كثيف غير مدروس.

نتيجة لما تقدم، تنتشر أمراض أخرى كفطور الذبول Fuzarium على الكوسا، وبكتريا التقرح Xanthomonas التي تصيب القرعيات. كما تشجع الإصابة بالفطر آفات أخرى حشرية كحشرة Gryllotalpa، والحافرات أو صانعات الأنفاق والديدان Worms، وحفار أوراق الكوسا.

مع تفاقم الإصابة، ينتشر التهديد إلى حقول مجاورة مزروعة بالمحاصيل الخضرية كالبندورة والخيار. في الواقع، قد تتداخل الآفات وتتنافس في ما بينها، ويضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية في حقول الخضار لوقاية الكوسا وغيره من فطور اللفحة وبقية الآفات.

“اقرأ أيضًا: نيماتودا البصل“

---

عوامل تزيد فرصة الإصابة بالمرض

في الواقع، فإن هناك عوامل تشجع الإصابة باللفحة المتأخرة على الكوسا، من أهم العوامل:

1. أهم سبب هو عدم زراعة الكوسا على مسافات مناسبة أو زيادة كثافة زراعته في وحدة المساحة في الحقل أو البيت.
2. كذلك زيادة كمية ماء الري و الرطوبة ضمن الحقل، أو كمية مياه غير مناسبة أو عدد ريات غير سليم في الحقل المزروع كوسا.
3. كما أن عدم انتظام التسميد المعدني بالأسمدة الآزوتية والبوتاسية يشجع الإصابة بهذا المرض ويضعف مقاومة النبات لمختلف الآفات والأمراض.
4. كذلك فإن وجود بقايا النبات المصابة الناقلة للعدوى الفطرية في البيت البلاستيكي أو خطوط حقل الكوسا، خاصة الأوراق والثمار، يشجع الإصابة.
5. غالبًا ما تنجم الإصابة عن عدم خبرة المزارع والفلاح وعدم إلمامه بطرق العناية بالحقل من عزيق وتقليم ومسافات زراعة وخدمة.
6. كما يمكن أن تحصل الإصابة بسبب عدم اتباع الفلاح والمزارع لدورة زراعية ملائمة للمحاصيل القرعية (ومنها الكوسا) أو للحقل الذي يزرع فيه النبات.
7. علاوة على ذلك، استخدام المبيدات الحشرية والفطرية غير الجهازية وغير المنصوحة، يشجع الآفات ويزيد الضرر.

“اقرأ أيضًا: عنكبوت الكاكاو الأحمر“

---

مكافحة اللفحة المتأخرة على الكوسا

تتبع من أجل مكافحة اللفحة المتأخرة على الكوسا جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية، وفي ما يلي:

مكافحة وقائية من الإصابة

تتم المكافحة الوقائية من الإصابة بالفطر من خلال اتباع الفلاح لدورة زراعية لا تقل عن سنتين لكل حقل مزروع كوسا وتجنب إدخال المحاصيل الباذنجانية في الدورة الزراعية وزراعة الكوسا على مسافات مناسبة 60 سم بين النباتات و 70 سم بين الخطوط. والمقصود بالدورة الزراعية عدم زراعة نفس النباتات في كل موسم واتباع دورة مع محاصيل أخرى (قرعية- بقولية فول أو حمص).

حيث ننصح المزارع بزراعة المحاصيل البقولية كالفول والحمص والفصة في الحقول التي يزرع فيها العائلة القرعية، لكي يتم إنتاج الآزوت وطرحه بشكل طبيعي وإغناء التربة به، وبذلك يزيد مقاومة النبات للأمراض المختلفة ومنها هذا الفطر. كما يجب على الفلاح التخلص تمامًا من كل الحشائش المحيطة بالحقل مع عزيق لعمق 12 سم وحرق الأجزاء المصابة من النبات خاصة الأوراق والثمار والتخلص منها بعيدًا عن حقل الكوسا.

 

علاوة على ما تقدم فيجب على المزارع أن يهتم بصورة أساسية بالتسميد البوتاسي (بوتاسيوم) بإضافة كمية منه حوالي 30- 40 كغ للهكتار لتقسية أنسجة النبات وزيادة المناعة حتى تقاوم الفطر.

أما في البيت البلاستيكي فيجب على المزارع حكمًا أن يهوي البيت بصورة منتظمة ويتجنب زراعة الكوسا على كثافة عالية في وحدة المساحة. كما وجد أيضًا أنه عند زراعة أصناف مبكرة في النضج من الكوسا وفي موعد ملائم ومبكر فإنها تنجو من الإصابة باللفحة المتأخرة.

مكافحة علاجية من الفطر

تتم المكافحة العلاجية من أي إصابة بالفطر بمجرد حدوث الإصابة وبلوغ الأضرار الحد الحرج الذي يستدعي العلاج والتدخل الفوري. يجب أن يراعي الفلاح استخدام مبيدات جهازية متخصصة ومن أهمها مشتقات الكربمات مثل المبيد كرباريل Carbaryl، وكذلك مشتقات التيرازول والستروبيلين التي والكبريت المكروني والنحاس. يراعي المزارع عدم استعمال مضادات حيوية، وعدم استعمال مبيدات ضارة من مشتقات الفحوم الهدروجينية كالمبيد دي دي تي.

كما يتم العمل على تنفيذ المكافحة بشكل مبكر قدر الإمكان قبل اشتداد الإصابة وظهور الأعراض على الأوراق والثمار وبلوغها حد يصعب المكافحة. عادة ما تستعمل مبيدات متخصصة لهذا المرض من أمثال المبيد مانكوزيب Mancozeb ومبيدات الريميدين. أيضًا يفضل استخدام المبيدات النحاسية فهي نافعة ومجدية مع هذا المرض وثبت نجاحها.

“اقرأ أيضًا: النيماتودا على البطيخ“

---

إجراءات الإدارة المتكاملة للفطر

إن المقصود بالإدارة المتكاملة للفحة المتأخرة على الكوسا، جملة من الإجراءات العنائية والميكانيكية والزراعية التي لا غنى عن القيام بها. يفضل بقوة أن يستخدم المزارع المبيد فابام ويقلبه بالتربة ويخطله جيدًا بعد حراثة سطحية 12 سم كنوع من التعقيم والوقاية من آفات التربة.

كما يمكن للمزارع والفلاح أن يعلق مصائد بلاستيكية وزجاجية على الأشجار تصيد الفراشات والديدان وحفارات الأوراق worms، وينثر فيها طعوم سامة، من أجل مكافحة بقية الآفات التي تسبب ضعف الحقل. يوصى أيضًا أن يتم استعمال مبيدات فوسو- عضوية من أجل الحشرات ومنها Dimeton أو Dimethoate، ومبيدات كربماتية من أجل الفطور وبقية الأمراض. كذلك يحرص المزارع قدر الإمكان على العناية بالحالة العامة للحقل (ري، تسميد، تعشيب، حش، عزيق سطحي) وإعطاء أهمية لتقليم الكوسا والفروع الزائدة.

بالإضافة لهذا، يجب القيام بعمليات الخدمة والمراقبة الدورية. كما يتعلم المزارع بصورة منهجية كيفية زراعة النباتات على خطوط مناسبة ويزرع الكوسا على مسافة 60- 65 سم بين النباتات و 70- 75 سم بين الخطوط.

---

بهذا الشكل؛ نكون قد تعرفنا على اللفحة المتأخرة على الكوسا ومدى خطورة هذا الفطر عندما يصيب المحاصيل القرعية كالكوسا في الحقول وبيوت الخضرة المزروعة. كما نكون قد أحطنا العلم بالعوامل والأسباب المشجعة على الإصابة، وسبل الوقاية والمكافحة والعلاج الأفضل. كما أن الإدارة المتكاملة أسلم طريق للوقاية من أي أمراض ومنها هذا الفطر الذي لا يستهان به. لا بد للمزارع والفلاح أن يحرص على حقوله وبيوته ومحصول الكوسا من مختلف الآفات والأمراض الخطيرة التي لا تهاون في علاجها.