حلم ثمار اللوز (Almond fruits aceria)؛ أهم 5 عوامل تشجع الإصابة به

Almond fruits aceria

يعد حلم ثمار اللوز من الآفات الزراعية الخطيرة والضارة بإنتاج أشجار اللوز، فكيف يتعامل المزارع معه وما برنامج الوقاية والمكافحة المتبع معه في البستان؟

يعتبر حلم ثمار اللوز (Almond fruits aceria) من الآفات الزراعية التي تصيب أشجار اللوز وتؤدي إلى ضعف الإنتاج الكلي للأشجار وتدني نوعية الإنتاج من الثمار، كما أن هذه الآفة من الممكن أن تسبب خسارة كامل محصول اللوز، فما هي علامات ومظاهر الإصابة بحلم ثمار اللوز، وكيف يمكن مكافحة حلم ثمار اللوز؟


آفة حلم ثمار اللوز

إن آفة حلم ثمار اللوز هي واحدة من الآفات الزراعية التي تسبب للمزارع خسارة الإنتاج ومردود الشجرة من ثمار اللوز الأخضر الناضجة، حيث تصيب هذه الآفة أشجار اللوز المثمرة وتنتشر في كل مناطق زراعة اللوز في أوروبا الغربية والشرقية من ضمنها أوكرانيا وألمانيا، وآسيا الشرقية والغربية خاصة في اليابان والهند الصينية، والشرق الأوسط في سوريا ولبنان والأردن وقبرص وتركيا. قدرت العتبة الاقتصادية أضرار وتدني في الإنتاج الزراعي بهذه الآفة يقدر بحوالي 60% عند تفاقم الإصابة بهذا النوع من الحلم وقد تصل في الحقيقة إلى 100% عند إهمال أشجار اللوز.


الوصف العام للحلم

إن حيوان حلم ثمار اللوز هو حيوان صغير جدًا أصغر من حشرات البق والمن، وفي ما يلي وصفه:

الحيوان الكامل

إن الحيوان الكامل صغير جدًا يبلغ حوالي 150 ميكرونًا، وهو ذو شكل بيضاوي كروي أو دائري إلى حد ما ولا يمكن للمزارع أن يراه بعينه المجردة بل يرى الأعراض التي تدل على وجوده. لون الجسم العام أصفر فاتح يميل للون أحمر مخضر، ويصبح قرمزي أو برونزي في العمر المتقدم. كما أن الحيوان مزود بزوجين من الأرجل فقط ويشبه العنكبوت، فيما يتكون البطن من عدد كبير من العقل بشكل متوزع ومتساوي ومنتظم على امتداد الجسم.

حوريات حلم ثمار اللوز

بينما الحوريات، أو الأطور الصغيرة غير الكاملة للحلم، فهي مشابهة جدًا للحيوان الكامل وتشبه العنكبوت الصغير، ولكن يكمن الاختلاف في تدرج اللون الأخضر والأحمر والحجم؛ حيث تمر الحوريات بعدة أعمار (حوالي خمسة أو ستة) قبل الطور الكامل للحيوان.

“اقرأ أيضًا: وزواز الزيتون


الإصابة بحلم ثمار اللوز

إن أعراض الإصابة بحلم ثمار اللوز تظهر على البراعم والثمار الفتية الجديدة والقديمة معًا، وتتجلى أعراض الإصابة في:

  • من أبرز وأهم الأعراض أن يلاحظ المزارع أن ثمار اللوز غير الناضجة أو الخضراء لا تتحول أبدًا لطور النضج (طور وحجم النضج التام والمميز) بل تضمر وتصغر وتصبح بلون برتقالي أسود.
  • أيضًا قد تسقط ثمار اللوز المصابة على الأرض وهي في حالة مشوهة ضامرة دون أن تتم نضجها، وقد تصل نسبة الثمار المتساقطة إلى 50%.
  • كما أن مذاق الثمار الصغيرة البنية مر جدًا ويختلف عن طعم ثمار اللوز المحبب ولا يصلح نهائيًا للاستهلاك من قبل الإنسان.
  • أيضًا فإن ملمس ثمار اللوز الضامرة الناتجة يكون فليني إسفنجي وعند مسكه باليد يلاحظ أنه غير طبيعي؛ وهذا بسبب امتصاص الحيوان لعصارة الثمرة.
  • يلاحظ المزارع أن إنتاج الشجرة نفسه من ثمار اللوز غير طبيعي وقليل جدًا، وقد تصل الخسارة إلى 90-100% عند عدم تطبيق المزارع للمكافحة أو تأخرها عن الموعد المناسب.

خطورة حلم ثمار اللوز

تنبع خطورة حلم ثمار اللوز، من أن المزارع قد يخسر كامل إنتاج شجرة اللوز عند إهمال الشجرة، كما أن الآفة تضعف النبات في مكان الإصابة، مما يؤدي لانجذاب آفات أخرى. قد تنجذب آفات الدبابير كالدبور الأحمر أثناء مسحها للأوراق وعنايتها بصغارها، ويمكن أيضًا أن تنجذب حشرات البق الدقيقي، ومن اللوزيات الأخضر والأسود، والنمر، وحفارات القلف، وحلم براعم اللوزيات، وحشرة اللوز القشرية الحمراء وحفار ساق اللوزيات (الكابنودس والقرنبي القائد) وغيرها. تزداد الخطورة عندما تكون الآفات الزراعية متداخلة في ما بينها، فيضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية ضمن بستان اللوز المصاب بحلم الثمار لوقايته وحمايته من الحلم والآفات الأخرى على السواء.


متى نلجأ للمكافحة المتكاملة للآفة؟

تزداد عمليات المكافحة عند تداخل حلم ثمار اللوز مع الآفات الأخرى. انطلاقًا من ذلك، قد يلجأ المزارع للمكافحة المتكاملة IBM مع تداخل آفات الحلم مع ماصات العصارة (كحشرات النمر) والحفارات (حفار ساق اللوزيات) وصانعات الأنفاق (حافرة أوراق اللوز الحرشفية) مع بعضها البعض في البستان الواحد من اللوز ووجود الكابنودس والأكاروسات والحشرات القشرية (حمراء، كأسية، سوداء) وغيرها. تزداد الأضرار بهذا الحلم في أماكن الزراعة الكثيفة للوز المصابة بالحشرات القشرية بصورة خاصة كالحشرة القشرية الكأسية وحشرة الفواكه والحشرة القشرية السوداء وكذلك عند إهمال المزارع بصورة خاصة لتسميد شجرة اللوز وكذلك التقليم والمكافحة الوقائية. مما سبق نرى بأن المزارع الذي يزيد الكثافة النباتية في وحدة المساحة لأشجار اللوز، مع إهماله لمسافات الزراعة بين الغراس، سيتعرض لمواجهة حلم الثمار في بستانه.

“اقرأ أيضًا: تربس التوت


العتبة الاقتصادية للحلم

إن المقصود بالعتبة الاقتصادية لحلم ثمار اللوز مدى وجود داع لاستعمال المبيد في بساتين اللوز المصابة، بمعنى آخر الحد الحرج لتعداد مجتمع الآفة من حوريات وحيوانات كاملة، فهل هو يضطر المزارع لاستعمال المبيدات أم أن المكافحة ستكون مكلفة ماديًا دون وجود فوائد أو منافع من تطبيقها في بستان اللوز الواحد، ونميز ثلاث حالات عند الإصابة بهذا الحلم:

  1. الحالة الأولى حين تكون أعداد مجتمع الآفة من حوريات وحيوانات كاملة ضمن بساتين اللوز قليلة ولا تستدعي استعمال المبيدات وتكون الأضرار بحوالي 2%.
  2. أما الحالة الثانية فهي عندما تصل أعداد المجتمع الآفوي إلى مرحلة مهددة لإنتاجية أشجار اللوز من الثمار وصحتها وإنتاجها ومردود المزارع، وتتكاثر أعداد مجتمع الآفة بصورة تستدعي تدخل المبيد، وتكون الأضرار فوق 3-5% وتصل إلى 25% وتظهر الأعراض بوضوح على أماكن الإصابة ممثلة بالثمار الجديدة والقديمة، وثمار متساقطة أيضًا.
  3. بينما الحالة الثالثة فتعني أن الحلم وصل بالفعل للحد الحرج بإصابة فوق 40% ويتطلب تطبيق المكافحة، و ينصح بشدة باستعمال المبيدات ضمن بساتين وأماكن زراعة اللوز المصابة؛ هذا لأن التأخر في المكافحة سيؤدي لخسارة كامل محصول اللوز من الثمار الخضراء، ويضعف الشجرة في المواسم اللاحقة.

عوامل تشجع الإصابة بالحلم

إن هناك عوامل تشجع الإصابة بحلم ثمار اللوز، ومن أهم العوامل:

  1. إهمال المزارع للاطلاع على حاجات بستان اللوز من السماد (السوبر فوسفات، سلفات البوتاس، الآزوت) والغذاء ومواعيد ظهور الحلم وإجراءات الوقاية الزراعية والعناية بالبستان.
  2. عدم عناية المزارع بالحالة العامة لأشجار اللوز وخاصة إهمال الري والتسميد والتقليم، وهذا يشجع حلم الثمار.
  3. كما أن عدم التخلص من الأعشاب الضارة المحيطة ببستان اللوز وإهمال عزيق الأعشاب يلعب دورًا كبيرًا في حدوث الإصابة بحلم الثمار.
  4. أيضًا فإن استعمال المزارع لمبيدات الفحوم الهيدروجينية المكررة يعد ضاراً بالبيئة وببساتين اللوز ومشجعًا للآفات ومنها حلم الثمار.
  5. كذلك فإن استعمال نفس المبيد كل موسم على اللوز يزيد قدرة الآفات على المقاومة، ومنها حلم الثمار.

دورة حياة الآفة

تمضي آفة حلم ثمار اللوز فصل الشتاء كحيوان ناضج وتام النضج تحت حراشف البراعم الجانبية وحوامل أزهار اللوز وبساتين اللوزيات من خوخ ودراق ومشمش. بعد ذلك، في الربيع في أوائل نيسان/ أبريل، يبدأ الحيوان بدخول الأنسجة النباتية لبراعم اللوز والثمار ثم يضع هناك البيض بحوالي 75 بيضة. بعد فقس البيض، تخرج الحوريات وتتغذى بامتصاص عصارة البراعم والأنسجة في ثمار اللوز الصغيرة والكبيرة، كما أن الحوريات تحدث ثقب صغير فتصيب من خلاله مناطق أخرى في النسيج مما يؤدي لتشكل بثرات أو تكتلات وتتحول الثمرة لتصبح ضامرة صغيرة فلينية إسفنجية بنية اللون سوداء. لهذا الحلم حوالي 3 أجيال في دول شرق المتوسط، و 4 أجيال في الهند الصينية واليابان، وهذا العدد الكبير هو الذي يضطر المزارع للمكافحة بقوة قبل خسارة الإنتاج.

“اقرأ أيضًا: اكاروس الزعرور


مراقبة المزارع للبستان المصاب بالآفة

حلم ثمار اللوز
مراقبة المزارع لبستان اللوز المتضرر

 

يجب أن يراقب المزارع البستان المصاب بحلم ثمار اللوز بصورة دورية، وهذا يتم من خلال مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن يراعيها كل فلاح ومزارع لوز:

  • مراقبة بساتين وأماكن زراعة اللوز بصورة دورية مع الربيع، في نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو وتكرر المراقبة مرة كل أربع أشهر حتى نهاية السنة وفي كل موسم لوز.
  • مراقبة الأزهار والثمار في أشجار اللوز بصورة دورية ومواظبة يومية، وتسجيل أي إصابات محتملة من كتل متدرنة سوداء أو حمراء أو بنية أو ثمار ضامرة صغيرة أو متساقطة.
  • أخذ المزارع لاستشارة من فني زراعي مختص أو مهندس زراعي أخصائي بوقاية النبات، وإطلاعه على بستان زراعة اللوز المشكوك في أمره الذي يعتقد المزارع أنه مصاب بحلم الثمار.
  • تجنب اتخاذ أي إجراءات غير مدروسة في بستان اللوز كاستعمال مبيدات دون استشارة، أو تطبيق مكافحة كيميائية جائرة لحلم الثمار، وغيرها، فهذا سيكون ضرره أكبر من نفعه.

مكافحة حلم ثمار اللوز

من أجل مكافحة حلم ثمار اللوز تتبع إجراءات وقائية وعلاجية.

الإجراءات الوقائية من الحلم

يزرع اللوز على مسافات مناسبة لا تقل عن 6 م بين الغرسة والثانية و 6.5 بين السطر والآخر، كما يعتني المزارع قدر الإمكان بالري المنتظم والدوري لأشجار اللوز المثمرة حيث يكرر الري 3-4 مرات حتى العقد، كما يقلم المزارع أشجار اللوز إزالة الأفرع المتشابكة والمتزاحمة وترك 3-4 أفرع رئيسية للشجرة، كذلك يسعى المزارع لإزالة الأفرع القريبة من سطح التربة في حال تواجدت. يمكن أن يقوم المزارع بمراقبة دورية للأشجار في بداية الربيع، والرش بالمبيدات الحشرية الوقائية مع الحرص على عدم استعمال نفس المبيد سنويًا على شجرة اللوز الواحدة المصابة بحلم الثمار. يراعي المزارع أيضًا عدم استعمال مبيدات ضارة لأنها ستضر ببساتين الأشجار المثمرة الأخرى التي تزرع إلى جانب بساتين اللوز كبساتين اللوزيات الأخرى والتفاحيات والحمضيات.

الإجراءات العلاجية من الحلم

يتم علاج حلم ثمار اللوز بالمبيدات الحشرية الفوسفورية بمجرد حدوث الإصابة، رغم أنه يفضل استعمال مبيدات عناكب متخصصة مع حلم الثمار ولكن هذه المتخصصة تدمج في دورة استعمال المبيدات. يمكن أن يستعمل المزارع المبيد ديسيس Decis ولكنه غير منصوح به كثيرًا، ويستبدل بديميتيون ميتيل Dimeton- methyl حيث يعطي نتائج ممتازة برش أزهار وثمار اللوز المصابة بأعراض الحلم. كما يمكن استعمال المبيد كلوريميفورم مع بداية الربيع في أيار/ مايو أو نيسان/ أبريل برش ثمار اللوز.

حلقة استعمال المبيدات ضد الآفة

تجنبًا لتكوين الآفة لسلالة مقاومة للمبيدات ضمن بساتين اللوز، يجب استعمال حلقة مبيدات عند التعامل مع هذا الحلم الذي يصيب الثمار. يستعمل المزارع في الموسم الأول للإصابة المبيد كلوروبينزيلات Chlorobenzilate (عنكبوتي) برش الثمار المصابة من اللوز، ثم في الموسم التالي المبيد ديمتون إس متيل (Dimeton-s-methyl) (فسفوري) برش الثمار المصابة، ثم في الموسم الثالث المبيد ديسيس Decis (باراثيرويد) بالرش في بساتين اللوز المصابة على الثمار الضامرة والتي تظهر عليها الأعراض، كما يغير المزارع الحلقة السابقة نفسها بعد 8 أعوام من استخدامها تجنبًا لتكوين الحلم لسلالات مقاومة للمبيدات، مع مراعاة أن يتم الرش في أوائل الربيع في أيار/ مايو أو نيسان/ أبريل قبل ظهور الحوريات.


إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

حلم ثمار اللوز
أفضل إدارة لبستان اللوز المصاب بالآفة

 

إن الإدارة المتكاملة للبستان المصاب بحلم ثمار اللوز، تتم كالتالي:

  • حراثة سطحية لعمق 12 سم لترب أشجار اللوز وتكرر مرتين لغاية قتل الآفات ساكنة ومنها حلم الثمار.
  • تفتيت وتنعيم الفلاح للتربة من خلال التفكيك وتقطيع الكدر الترابية لعمق 12- 15 سم حول مساقط تيجان أشجار اللوز وهذا يقتل ما تبقى من آفات ساكنة.
  • تحديد مسافات الأشجار بحيث لا تزيد الكثافة، فالكثافة تشجع الآفات ومنها حلم الثمار الذي يفضل غزارة المجموع الخضري، حيث يكون البعد بين كل شجرة لوز والأخرى على الأقل 6 م، والبعد بين السطور 6.5 م.
  • إضافة السماد العضوي المتخمر لمدة لا تقل عن عشر أشهر لترب أشجار اللوز فهذا يعطيها مناعة ضد الآفات ومنها حلم الثمار.
  • ثم إضافة السماد المعدني، والآزوتي على ثلاث دفعات لأشجار اللوز، وخاصة الآزوت لأنه يزيد المناعة ويقوي الشجرة، ولكن دون زيادة عن حده.
  • مراقبة المزارع للأشجار وبساتين اللوز بصورة منظمة دورية، وتسجيل الإصابات المرضية التي تظهر على الثمار من ضمور أو أعراض حلم.
  • مراعاة تطبيق الرش كما تم ذكره في حلقة المبيدات واستعمال المبيد الاستئصالي للآفة عند الإصابة وهو ديمتون إس مثيل Dimeton-s-Methyl، أو المبيد بروموبروبيلات Bromopropylate أو ديسيس Decis برش أشجار اللوز.
  • ثم القيام بإجراءات مراقبة أخرى للأمراض الفطرية والبكتيرية على أشجار اللوز، وتطبيق العلاج الممكن في حال الإصابة بها أو بحلم الثمار.
  • مكافحة حلم ثمار اللوز المذكورة وفقًا لإجراءات المكافحة التي تحدثنا عنها، مع مراعاة استعمال حلقة المبيدات المذكورة بصورة دقيقة، أو مبيدات من نفس التركيب وبالتسلسل المذكور.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على حلم ثمار اللوز وسبل التعامل معه عند الإصابة والضرر. كما نكون قد ألمينا بطرق الوقاية قبل العلاج، وكذلك الإدارة المتكاملة للآفة في بساتين اللوز المصابة بحلم الثمار. إن المزارع يجب أن يكون حريصًا على بستان اللوز من الآفات الضارة التي يمكن أن تصيبه، وانطلاقًا من ذلك، فإن درهم وقاية خير من قنطار علاج وخاصة عند التعامل مع الآفات التي تسبب خسارة الإنتاج ومردود الثمار الخضراء الناضجة من اللوز هكذا الحلم.

فهرس على قوقل نيوز

تابعنا الأن

التعليقات مغلقة.