حشرة جوزة الطيب القشرية (Nutmeg scaly insect)؛ أهم 5 أسباب لها

تعتبر حشرة جوزة الطيب القشرية (Nutmeg scaly insect) واحدة من أهم الآفات الزراعية التي تصيب شجيرات جوز الطيب التي تزرع لغاية الحصول على البذور التي تستعمل لغايات عطرية وغذائية وطبية، وتؤدي هذه الآفة إلى أضرار كبيرة على الإنتاج الزراعي، وضعف عام للأشجار المصابة، مما يشجع آفات أخرى إلى البساتين، فما هي دلالات ومظاهر الإصابة بحشرة جوزة الطيب القشرية، وكيف يمكن مكافحة حشرة جوزة الطيب القشرية؟

---

آفة حشرة جوزة الطيب القشرية

تعد حشرة جوزة الطيب القشرية من الحشرات الاقتصادية التي تصيب شجيرات جوز الطيب المثمرة التي تزرع في ماليزيا والجزر المحيطة؛ حيث أن جوزة من الطيب من أهم النباتات العطرية وتزرع أيضًا لغايات طبية للحصول على مادة الميرستينين التي لها أهمية كبيرة في الطب. كما أن هذه الآفة تفضل مهاجمة الأغصان الفتية وفروع شجيرة جوزة الطيب المعمرة مسببة خسائر هائلة. تنتشر هذه الآفة في مناطق زراعة جوز الطيب في العالم، وتوجد بكثرة في ماليزيا والجزر المحيطة.

---

وصف الحشرة

إن حشرة جوزة الطيب القشرية تشبه غيرها من الحشرات القشرية فهي لا يمكن تفريقها في الحقيقة عن شكل القشور ولكنها كائن حي في نهاية الأمر، وهي ذات لون برتقالي قرمزي لامع. أما الأطوار غير الكاملة أو الحوريات فهي حشرات صغيرة وصفراء اللون باهتة، وهي شاحبة تميل للون الأبيض الشاحب.

“اقرأ أيضًا: وزواز الزيتون“

---

الإصابة بحشرة جوزة الطيب القشرية

تشبه أعراض الإصابة بحشرة جوزة الطيب القشرية تلك التي تظهر عند الإصابة بحشرة الحمضيات القشرية، وحشرة الدفلة القشرية، بظهور القشور والمواد المتصلبة على الأجزاء المصابة للنبات. تتغذى الحشرة بأطوارها الكاملة وغير الكاملة على امتصاص عصارة شجيرات جوز الطيب من نموات غضة وأوراق وثمار تمامًا كما تفعل حشرات المن والتربس. كما ينجم عن ذلك ضعف نمو الشجيرة وتساقط الأوراق، وعادة ما تتساقط الأوراق قبل أن يكتمل نموها على شجيرة جوز الطيب. كما تؤدي الندوة العسلية الغزيرة التي تفرزها الحشرة إلى تشجيع نمو فطر العفن الأسود على مكان الإصابة، ثم تغطية شجيرة جوز الطيب بكاملها في بعض الأحيان. من الملاحظ أن هذه الحشرة، تفضل الأماكن الظليلة الغير معرضة للشمس في بستان جوز الطيب.

---

خطورة حشرة جوزة الطيب القشرية

تنبع خطورة حشرة جوزة الطيب القشرية، من أنها تسبب خسارة الإنتاج وقلة مردود الشجيرة من الثمار والبذور التي يزرعها أصلا المزارع لهذه الغاية (الحصول على البذور المستعملة طبيًا وغذائيًا وعطريًا). نتيجة للإصابة، تتشجع آفات أخرى لكي تهاجم النباتات، ومن أهم الآفات التي قد تهاجم النباتات البق الأسترالي، وحفارات الساق، والتربس والأكاروسات، وغيرها. كذلك فقد تنجذب حشرات قشرية أخرى (سوداء، حمراء، أرجوانية… إلخ) إلى شجيرات جوز الطيب وتصبح الخسارة 80%. أيضًا فقد يحصل تداخل شديد في الآفات وتصاب الأشجار بآفات غير حشرية (فطور، بكتريا… إلخ)، وينجم عن ذلك كله ضعف الأشجار والبساتين بكاملها، مما يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية ضمن بساتين جوز الطيب المزروعة.

“اقرأ أيضًا: تربس التوت“

---

عوامل تشجع الإصابة بالآفة

 

إن هناك عوامل تشجع الإصابة بحشرة جوزة الطيب القشرية، وأهم العوامل:

1. زراعة شجيرات جوز الطيب على مسافات متقاربة وزيادة الكثافة الزراعية، لأن هذه الآفة تفضل الظل والبعد عن الشمس.
2. وجود الأعشاب بصورة موبوءة في بستان جوز الطيب المصاب، يفاقم الإصابة بالحوريات والحشرات الكاملة.
3. عدم التوازن في التسميد العضوي والمعدني مما يضعف شجيرات جوز الطيب التي تستجيب بقوة للتسميد المعدني.
4. زيادة التسميد الآزوتي تضعف شجيرة جوز الطيب وتجذب آفات غير حشرية (بكتريا، فطور) لأنها تجعل النمو غض وهذا مفضل عند الآفات الماصة للعصارة.
5. كما أن عدم عناية المزارع بالحالة العامة للشجيرات -وخاصة التقليم والري- يضعف البستان ويشجع الحشرة القشرية.

---

دورة حياة الحشرة

تقضي الحشرة فصل الشتاء بطور الحورية الصغيرة التي تتواجد على الأغصان بين زوايا وأجزاء شجيرة جوز الطيب. بعد ذلك، وفي الربيع، تنشط الحوريات مع ارتفاع درجات الحرارة 23- 24 مئوية ثم تصل إلى طور النضج التام في حوالي أسبوعين إلى عدة أسابيع. عادة ما يكتمل النمو في نهاية الربيع أو أوائل الصيف مع تموز/ يوليو وتقف الحشرات عن الاختباء وتكون علامات الإصابة بها واضحة على الأفرع والأغصان والأوراق. بعد التزواج، تضع الأنثى البيض تحت القشرة الخاصة بها في منتصف الصيف في تموز/ يوليو أو آب/أغسطس، ثم تخرج الحوريات بعد ذلك فتلجأ إلى اﻷوراق خلال الصيف على شجيرات جوز الطيب الماليزية وغيرها. كما أن الحوريات في الخريف مع تشرين الأول/ أكتوبر تغير سلوكها وتترك الأوراق وتهاجم الأغصان الفتية الغضة، وللحشرة عدة أجيال في السنة ويمكن أن تصيب الشيجرة على مدار العام لأن جوزة الطيب شجيرة معمرة.

“اقرأ أيضًا: هوبلوكامبا التفاح“

---

مكافحة حشرة جوزة الطيب القشرية

من أجل مكافحة حشرة جوزة الطيب القشرية تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

مكافحة وقائية من الحشرة

يعتني المزارع قدر الإمكان بالحالة العامة لشجيرات جوز الطيب في الحقل- خاصة الري والتقليم وزراعة الشجيرات على مسافات مناسبة لا تقل عن 3م بين الشجرة والأخرى و 3.5 م بين الصفوف. يقلم المزارع الأشجار سنويًا ويتخلص من بقايا النباتات المصابة (خاصة الأغصان والثمار والأوراق) ويبعدها عن بساتين جوز الطيب ومناطق زراعتها بصفة نهائية. أيضًا فيجب على المزارع زراعة الأشجار على مسافات كافية بحيث لا يزداد الظل في البستان لكي لا تتشجع الحشرة المحبة للظل وتصيب الشجيرات المظللة. كذلك فعلى المزارع الإشراف على تسميد عضوي ومعدني متوازن، وعدم زيادة التسميد الآزوتي لشجيرات جوز الطيب، والموازنة قدر الإمكان وزيادة دفعات الأسمدة عند دخول الأشجار بطور الإثمار خاصة البوتاس الذي يمنح القدرة على مجابهة الشجيرة للآفات. يراعي المزارع قدر الإمكان التخلص من الأعشاب الموبوءة في البستان لأنها مصدر لحركة وانتقال الحوريات الصغيرة سوية مع الرياح فتنتقل بذلك من شجيرة جوز طيب إلى أخرى.

مكافحة علاجية للآفة

رغم أن الوقاية أهم من العلاج، يلجأ المزارع إلى المكافحة بالمبيدات الفسفورية العضوية المتخصصة بالحشرات القشرية بمجرد حدوث الإصابة بهذه الحشرة على شجيرات جوز الطيب، حيث يراعى عدم اللجوء لهذه الطريقة في حال كان الأمر لا يستدعي ذلك، تجنبًا لانتشار أضرار المبيدات الحشرية. عند المكافحة يستعمل المزارع الزيوت الشتوية مقواة بمبيد قوي فوسفو – عضوي من أمثال باراثيون مثيل Parathion- methyl بالدهن على أغصان وفروع شجيرات جوز الطيب المصابة بالقشور والأعراض. كما يمكن استعمال مبيدات أخرى من أمثال إثيون ethion، والمبيد مالاثيون malathion بالرش على الأغصان الفتية الغضة وأوراق شجيرة جوز الطيب وتدليك ودهن الفروع والساق.

دورة استعمال المبيدات ضد الآفة

تصبح شجيرات جوز الطيب جاهزة للجني بعد 4 سنوات من زراعتها؛ وفي الموسم الأول للمحصول يستعمل المزارع المبيد كلورثيون chlorthion بالرش على الأماكن المصابة بالقشور والأعراض. أما في الموسم الثاني يغير المزارع المبيد ويستعمل مبيد آخر كالمبيد مالاثيون malathion بالرش على شجيرات المصابة من فروع وأغصان فتية وثمار غضة. مع بدايات الموسم الثالث يستعمل المزارع مبيد جديد وهو ميثيل باراثيون (methyl parathion) بالرش على الأفرع والأغصان والأوراق والثمار، ثم يرجع المزارع إلى المبيد الأول كلورثيون chlorthion في الموسم الرابع لجوزة الطيب، وهكذا دواليك. أيضًا يتم تغيير حلقة المبيدات السابقة بعد 8- 9 أعوام من تطبيقها ضمن بستان جوز الطيب الواحد، كما يجب أن يراعي المزارع عدم استعمال أي مبيدات ضارة كالمبيد DDT وغيره من مشتقات الفحوم الهيدروجينية، وكذلك المبيدات الباراثيوريئيدية.

---

إجراءات الإدارة المتكاملة للآفة

 

إن المقصود بالإدارة المتكاملة لحشرة جوزة الطيب القشرية، جملة من الإجراءات العنائية والزراعية. يعقم المزارع التربة بتقليبها بالمبيد إندوسلفان endosulfan أو بالطاقة الشمسية، حيث يتم التعقيم من خلال نثر أغطية بلاستيكة فوق جذوع الأشجار بالقرب من مساقط تيجان الشجيرات عند سطح التربة. يسهم ذلك في رفع حرارة التربة خلال أشهر الصيف في تموز/ يوليو وآب/ أغسطس والقضاء على الآفات الساكنة المختبئة، كما يجب على المزارع استعمال مصائد مختلفة (فرمونية، بلاستيكية، زجاجية، طعوم سامة) حيث توضع المصائد على الشجيرات لصيد فراشات الأنفاق والنطاطات التي تشجع الآفات الأخرى، ومن ضمنها تربس واكاروس جوز الطيب. بالإضافة لذلك، ينصح دومًا بعدم تكرار استعمال نفس المبيد سنويًا لأن هذا يزيد مقاومة الآفات، أيضًا فلا يجب استعمال مبيدات ضارة باراثينوئيدية، أو فحوم هيدروجينية (كالمبيد دي دي تي) في بساتين جوز الطيب المصابة، حيث ينصح باستعمال مبيدات مشتقات الكربمات، ومبيدات الفوسفور العضوية، ومبيدات التيرازول.

---

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على حشرة جوزة الطيب القشرية ومدى خطورتها في حال تفاقمت الإصابة بها. كذلك يكون المزارع والمهندس الزراعي والمنتج قد ألم بدورة الحياة وسبل الوقاية قبل المكافحة ضمن بساتين جوز الطيب المصابة والتي تظهر عليها الأعراض، حيث يجب على المزارع أن يكون حريصًا على إنتاجية أشجاره المثمرة، وسلامة بستانه، وخلوه التام من الآفات الزراعية الضارة التي تسبب خسارة المزارع للإنتاج الغالي من بذور جوز الطيب الهامة طبيًا وغذائيًا وعطريًا.